جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

ملاك العقاب الأمومي والبطريرك الدموي والرماد الوطني للأب الأميركي

دراما العائلة في "مهرجان لندن السينمائي الدولي"

زياد الخزاعي

كلّما قاربت السينما خطاب العائلة، اشتعلت الشاشات بحكايات الثنائية الأزلية: الإلفة والخصام، الفرقة وأبناؤها الضالون، سلطة الآباء ومحن الأمهات الراعيات، الجيرة والسعادات، التراكم الاجتماعي، الزيجات والطلاق، الحبّ الأول ومراراته وخيباته، وغيرها. ليس هناك أكثر استقطاباً لكينونة العائلة من السينما، إذ تصدّت لها من الزوايا كلّها، بفاجعاتها وكوميدياتها، وعجنتها مع تواريخ وصيرورات وانقلابات تاريخية، وحوّلتها إلى رموز مراحل وشواهد على حقب. العائلة أساس المجتمع وحاضنة التغييرات الكبرى، وولاّدة لها. في السينما، لديها نصوص اعتُبرت كلاسيكيات مجيدة، على شكل عائليات السويدي انغمار برغمان، والشذرات الشعرية للروسي اندره تاركوفسكي، وثلاثيات الفرنسي إيريك رومر، من دون اغفال <<سارقو الدرّاجة>> للإيطالي فيتّوريو دي سيكا، و<<روكّو وإخوته>> لمواطنه لوتشيانو فيسكونتي، و<<آل أمبرسون العظماء>> للأميركي أورسون ويلز.

سيُدهش المتابع من تحوّلات النص السينمائي في ما يخصّ العائلة. فاليوم، انقلب السائد العالمي نحو الشباب منبّهاً، وقلّ الاهتمام بجوهرها الكلّي وجماعيتها. هذا أمر يُفهم، انطلاقاً من التشظّي الاجتماعي الذي عمّ سريعاً مع الحداثات الإيديولوجية والأخلاقية. لكن هذا لم يمنع سينمائيون من التشديد على مركزيتها الأثيرة في أفلامهم، حتى وإن اختاروا العودة إلى حقب قديمة، أو <<تزوير>> أحاديثهم عنها بالفانتازيا أو الاستعارة الأدبية، وهي ثلاث وجهات نظر اجتمعت في نماذج عالمية عُرضت في برمجة الدورة الأخيرة ل<<مهرجان لندن السينمائي الدولي>>، هنا إطلالة نقدية عنها.

الجحيم الأنثوي لتانوفيتش

من شُغف بكوميدياه الأولى <<أرض محايدة>>، التي تحامل فيها وتهكّم على الورطة الأوروبية في حرب البوسنة والهرسك، سيُفاجأ بالتحوّل الجذري في جديده <<الجحيم>>، الذي اختار له المخرج دانيش تانوفيتش أوروبا أولاً، والدراما العائلية ثانياً. فما اقتبسه عن نصّ كتبه البولندي الراحل خريستوف كيسلاويسكي (صاحب الثلاثية الشهيرة: <<أزرق>>، <<أحمر>> و<<أبيض>>)، هو الجزء الثاني من ثلاثية جديدة كان الراحل يعمل عليها قبيل وفاته (أخرج أولها الألماني توم تيكوير بعنوان <<الفردوس>> في العام 2002، حول امرأة تخذلها الشرطة في أخذ حقّها من قاتل زوجها، فتقرّر تصفية هذا القاتل، لتجد نفسها تحت وطأة الموت والعقاب، وفي علاقة حب جارفة مع أحد المحقّقين معها)، مسرحها باريس (قلب الحداثة الأوروبية)، وحكايتها ثلاث شقيقات تجري مواجعهنّ بخطوط متوازية، لتلتقي في الجرم الأول الذي شهدته الأم والشقيقة الكبرى. هذا اللقاء هو المفصل الشارح لخيبة العائلة التي ستظلّ تلاحقهنّ كقدر غادر يتلبّس لبوس ما امتحنته الشخصية الإغريقية <<ميديا>> في خيانة زوجها لها وقرارها معاقبته بحزّ رقاب أبنائه.

في <<الجحيم>> الأنثوي لتانوفيتش، ستحكم الأم المقعدة (إثر اعتداء زوجها عليها) على بناتها بالموت العائلي، كل واحدة في ورطتها. لكن، قبل هذا، ما الذي حدث ل<<ميديا>> المعاصرة؟ في زيارة مفاجئة لمكتبه، ستُصعق برؤيته مع أحد طلابه اليافعين وهو عار، في عزلة إيروتيكية (ليس بالضرورة ذات فعل جماع). وانتقاماً لزلته، تخبر الشرطة التي تحاكمه وتسجنه. يبدأ تانوفيتش فيلمه بخروج الزوج من معتقله، ساعياً إلى العودة إلى حضن العائلة وغفرانها. لكن الأم ترفض، وتدفع بالأب النزق إلى عقابها بعنف ظلّ يكبته في خلال سنوات سجنه، ويؤدّي إلى إعاقتها الدائمة.

تكبر البنات في ظلّ غطاء العقاب الجماعي (صمت الوالدة، عزلتها، كآبتها، مرارتها الكبيرة التي تنعكس على محياها بما يحوّلها إلى شيطان أخرس يكظم غيظه الأبدي). بيد أنه سيتحوّل إلى ثلاثة أقدار بثلاثة عناوين: الخيانة وبطلتها الأخت صوفي (أداء أخّاذ لإمانويل بيار)، حيث تكتشف ورطة زوجها المُصوّر الفوتوغرافي مع إحدى زبونات شركته، وتتبعهما إلى عشّ غرامهما في أحد الفنادق. ثم تعلن له لاحقاً أنها سعت إليه <<كي أزيد من إهانتي لنفسي>>، قبل أن تطرده نهائياً من دارتها (أي من المنزل الأصلي لأهلها، موقع الجريمة الأولى). العنوان الثاني: الإقصاء وبطلته الشقيقة سيلين (كارين فارد)، التي تعيش يوميات عزلتها بإرادتها، وترهن نفسها إلى روتين قاتل لا يعكس الموار العاطفي في داخلها. وحين ترصد مطاردة شاب وتلصّصه عليها، تقع في وهم الغرام، غير أنه سيخيّبها مع اكتشافها حقيقته: إنه ذلك الصبي العاري مع والدها. ومرارته أنه كان مغرماً به. وما رأته أمها لم يكن بسبب الأب الغادر، وإنما بإثمه الشخصي. والمشكلة أن التوقيت كان خاطئاً. وحين تكاشف أمها، تكتب هذه على ورقة مخاطباتها اليومية: <<لستُ آسفة على شيء>>. العنوان الثالث: الغدر وبطلته الشابة آن (ماري جيليان)، التي وقعت في غرام أستاذها البروفيسور في السوربون فريدريك (جاك بيرن) وتطارده، من دون نجاح في لقياه، لإخباره بحملها منه. ومع صدوده وغدره لها، تقرّر إجهاض نفسها. في اللحظة الأخيرة، تقرأ خبر مقتل العشيق العجوز، فتقرّر مغادرة المصحّة والاحتفاظ بالجنين، إذ لا يُمكن تكرار الغدر مرّتين.

الجحيم الأنثوي سينتهي باجتماعهن (على شكل كوروس إغريقي في تراجيديات يوريبيدس) وقد تطهّرن من آثام خطاياهنّ. تقول الكبرى: <<ستفرح أمنا باجتماعنا>>، فتردّ الصغرى: <<ستفرح لأنها تعلم أنها قتلتنا في صميمها>>. السردية المعقّدة لهذا النص حسمها تانوفيتش درامياً بالتداخل، إذ إنه لا يروي كل حكاية على حدة، بل يمفصلها كسلسلة ما إن تنتهي الأولى إلى نقطة ما حتى يُلحقها ببداية الثانية، وهكذا، تشبيهاً باستمرارية جحيم أبدي يحرق الكيان ولا يستثني أي مخطىء.

البطش العائلي الياباني

الملحمة اليابانية <<دماء وعظام>> للمخرج المخضرم يوشي شاي، (ولد في العام 1949، وعمل مساعداً لتزيغا أوشيما، وعُرف عالمياً بعمله المحكم <<كل شيء تحت القمر>> في العام 1993) تنحت في تاريخ عائلة تعود أصولها إلى الهجرة الكورية الكبيرة نحو يابان الاستعمار في عشرينيات القرن الماضي. بطلها يومبيون كيم (أداء مُدهش لأحد أشهر ممثلي السينما اليابانية المعاصرة تاكيشي كيتانو) العازم على الثراء وبناء قوة تسلّطه اللاحق. إنه عرّاب من طينة أخرى، بطريرك اجتماعي سيأكل جهد وكرامة كل من يقف أمامه أو يعمل معه. وحش عائلي لا يتوانى عن اغتصاب زوجته أمام أطفاله، ويُعلن جهاراً زناه مع فتاة متعلّمة (تنتهي مجنونة وقتيلة على يده بفوطة مبلّلة، قائلاً: <<لقد أمددتها بالسلام>>)، ويقصي أبناءه بعنف ودموية من فردوسه الشخصي، حارماً إياهم من ثروته، وفارضاً عليهم حياة الفاقة. هذا الكائن الذي لا يتألم ولا يكشف عن مشاعره أو خبايا نفسه، قلعة محكمة الإغلاق، لديه علّة فريدة: تفريخ صبية يحتاجهم لملء فراغ امبراطوريته التجارية. ومع فشله، تبور مصلحته المزدهرة، ويتراجع رصيد فتوته. إنه عقاب متأخّر سيصحّح لاحقاً بشخصية مدبّرة المنزل التي ستقوم بتطبيب العشيقة قبل أن تأخذ مكانها وتصبح الخليلة الجديدة، وتملأ الدار بالأولاد. ولئن ظلّت هذه الشقيّة كتومة، ستعاقبه وهو شيخ هرم بسرقة ماله وأبنائه، الذي سيخطف بكرهم ويعود به إلى قريته الكورية، حيث نشهد موته معزولاً وفقيراً، من دون أن يتخلّى عن ملامح الشيطان العائلي.

المخرج شاي اقتبس فيلمه هذا عن رواية يان سوكيل، ومدّها بوحشية سينمائية قائمة في المقام الأول على أداء كيتانو (الذي تقارب شخصيته المتزمّتة والحقودة بطل <<الثور الجامح>> لمارتن سكورسيزي، أي روبرت دي نيرو، و<<العرّاب>> مارلون براندو بإدارة فرنسيس فورد كوبولا). فهو موجود على الشاشة طوال 145 دقيقة، يمارس اغتصاباته وعنفه وغلّه ضمن ديكورات تاريخية كابية ومتقشّفة. إن هذه الشخصية التي تربّت على مرض التسلّط لا تحتاج إلى أجواء حبور، بل إلى ساحات معتمة تخفي دمويتها وعطشها للعقاب. يموت كيم في النهاية محاطاً بالمزيد من كآبة تاريخه، فهو الأب الذي لم يفلح في الاحتفاظ بسقف عائلته، جفاه ولداه، ونخر السرطان رحم زوجته، وخطف الجنون عشيقته، وسرقته خادمته. ينفث أنفاسه الأخيرة، فيما ابنه المختَطَف منهمك بحسائه، غير مبال ب<<الجيفة العائلية>> التي رحلت وهي لم تستكمل انتقامها.

العائلة الأميركية

صاحب <<سماء الفانيلا>> و<<جيري ماغواير>> الأميركي كاميرون كرو ما فتئ يستعيد أمجاد عائلته. حيا والدته ومغامراتها التي قادتها إلى حياة موسيقية بوهيمية صاعقة، ووثّقها في شريطه <<مشهورون بالكاد>> في العام ألفين. وها هو يعيد الكرّة في <<إليزابيت تاون>>، ليوجّه تحية مماثلة إلى روح والده. بيد أنه لا يسعى إلى صنع فيلم تسجيلي عنه، ولا أن يولّف حكايات شبيهة بتلك الخاصّة بوالدته، بل <<اخترع>> كوميديا شفّافة تقترب من حيوات مسقط رأسه التي استعار اسمها عنواناً لفيلمه الجديد.

العائلة هنا مهدّدة بعاصفة من الشقاق إثر وفاة الوالد وهو زائر لمدينته في ولاية كنتاكي (صاحبة وجه الكولونيل الشهير ودجاجه المحمّص). الوالدة (سوزان ساراندون) تصرّ على عودة جثته وهي مرتدية بزّة زرقاء (تقليد أميركي لتحية المحاربين القدماء)، ودفنه في كاليفورنيا حيث استقرّت العائلة. لكن تطبيقه سيحتاج إلى موافقة مواطني وأفراد العائلة في المدينة البعيدة، فهم يرون أن دفنه أولى بهم وبتاريخ عائلاتهم الذي يجب ألاّ ينقطع. في وسط هذه المعمعة، سيكون على البطل الشاب درو بايلور (البريطاني أورلاندو بلوم بطل <<ملكوت السماء>> لريدلي سكوت) أن يوفق بين الأداء والعزائم، على الرغم من مشكلته المعقّدة في عمله، حيث تواجهه شركته الخاصّة بصناعة الأحذية الرياضية بإعلان إفلاسها، ما يعني فقدانه منصبه وسمعته المهنية. الرحلة الطويلة لدرو هي، في وجهها الآخر، قراءة في مفاهيم الحب والصداقة والإلفة والالتزام ومعرفة الشرط العائلي والتماهي به واحترامه. ولكي يمرّر المخرج كرو هذا كلّه، استند إلى الصدفة: أن يلتقي اثنان من دون سابق إنذار، ويتشاركا في اكتشاف عزومهما الحياتية. يلتقي الشاب بمضيفة حسناء (كرستن دانس، بطلة <<الرجل العنكبوت>> لسام ريمي) ستصرّ على اختصار ضياعه بالكثير من النصائح وإشارات المرور. إن عملها علّمها أن تساعد الآخرين حتى ولو كانوا أجلافاً. إنها أشبه بمادونا ترتدي بزّة خطوط طيران، ذات حكمة وفطنة نادرتين، بالإضافة إلى امتلاكها قدراً هائلاً من الحيوية والفكاهة والإيجابية. والصفة الأخيرة هي ما ينقص درو الغارق في محنته العائلية. تُرى، كيف ستجمع صدفة أخرى بين القلبين؟ الجواب: رقم الهاتف الخلوي. فهذا زمن العولمة والحداثة الأميركيتين.

لن يُدفن الأب الراحل لا هنا ولا هناك، بل ستُفجّر العلاقة العاطفية الرقيقة بين كلير ودرو قر<<ارات وطنية>> لن نأخذها على محمل الجد إلاّ في المقطع الأخير من الحكاية، حين يكتشف البطل أواصر العائلة القوية التي غابت عنه ونكرها من دون معرفة، فيصل إلى مغامرته الذاتية في رفض إحراق جثة أبيه (وهو الحل الوسط) لكن بعد فوات الأوان. هنا تتدخل الحسناء كلير في القرار الجماعي، على الرغم من عزوبيتها وعيشها متوحدة (وهي صفات المغامِرة الأميركية من دون منازع)، وتحرّضه على رحلة عودة طويلة برفقة <<دائرة معارف إرشادية>> رسمتها وحررتها ووثقتها بنفسها، وما عليه سوى ذر رماد جثة الأب على كل المواقع والعلامات التي تمجّد الروح الأميركية ومقامها الوطني.

وفاء درو ثنائي الطابع: أولاً، كونه لم يخن ذكرى والده أو يحط من قدر والدته (التي ستلقي قبل هذا خطبة عصماء تفاخر بالعائلة وتنهيها برقصة إيقاع زنجية). وثانياً، إنه لم يلوّث علاقته بكلير على طريقة هوليوود (الغرام السريع والإنفصال الأسرع)، بل إن هذه الشابة حدّدت بذكاء عودته إليها، حينما تقوده نصائحها نحو ثاني أكبر سوق مفتوح في العالم، وليلتقيا وسط الجموع، فعليهما أن يؤسّسا عائلتهما الصغيرة ضمن العائلة الأميركية الكبيرة التي لن تحقّق جماعيتها إلاّ وسط البضائع والرموز الوطنية.

بنى كرو كوميديته هذه على الحوار وتناقضاته. فالمفارقات الحديثة قليلة، وعلى مُشاهد <<إليزابيت تاون>> أن يُلِمّ باللمحات الأميركية كي يفهم المغازي الفكاهية فيه. من دون ذلك فإنه سيكون أشبه بالأطرش في زفاف درو وكلير شديد الوطنية، وشديد الأميركية. أليس هو زمن هوليوود الأميركية؟ (كدت أنسى ذكر مفارقة أكبر: منتج هذا الفيلم هو النجم شديد الأميركية توم كروز!).

(لندن)

السفير اللبنانية في 27 أكتوبر 2005

عروض لأفلام أردنية قصيرة تنظمها الهيئة الملكية في إربد الليلة

عمان - ناجح حسن 

تنظم الهيئة الملكية الأردنية للأفلام الساعة الثامنة مساء اليوم في القاعة الهاشمية باربد عرضا احتفاليا لمجموعة من الأفلام القصيرة التي حققها مخرجون أردنيون شباب بجهودهم الذاتية، والأفلام هي:ست دقائق ليحي العبد الله،مفترق طرق لامين مطالقه، بدو زملعبير صيقلي ، وفيلم حمدان وزيدان للثنائي باسم ناصر وتامر النبر إضافة إلى الفيلم التسجيلي القصيرأم قيس تشيع أهلها للمخرج عبد السلام محمد الحاج ، وكان قد سبق عرض تلك الأعمال في أكثر من مناسبة محلية، وجالت عروضها في محافظات الكرك والعقبة وماديا وجرش والمفرق ضمن خطة الهيئة الملكية التعريف بطاقات وإمكانيات الشباب الأردني على صعيد الصورة وحكاياتها المرئية؛إضافة إلى ترويج ثقافة سمعية بصرية، من خلال إتاحة فرصة اللقاء المباشر بين صناع الأفلام والجمهور تمهيدا للبدء في انطلاقة سينمائية اردنية.

يغلب على جميع الأفلام المشاركة في هذه الاحتفالية، ذلك التنوع في أسلوبية العمل بين مخرج وأخر لا زالوا في بداياتهم الأولى على طريق الاحتراف، وخياراتهم الفنية والفكرية داخل مواضيع إنسانية واجتماعية وسياسية وثقافية مختلفة ومتفاوتة الإمكانيات والقيمة الإبداعية.

فعن الانحسار الثقافي والمعلوماتي لدى شريحة واسعة من الشباب الجامعي يقدم يحي العبد الله بفيلمه التسجيلي ست دقائق رؤية معبرة بجمالياتها ومناخاتها في لغة بصرية واثقة تتكيء على لقطات توثيقية ووثائقية ومحاورات محملة بالمواقف والدعابات السوداء، عندما يعرض على مجموعة متنوعة من الدارسين في الكليات الجامعية أسئلة تبدو إجاباتها للإنسان البسيط عادية وسهلة لكن المشاهد يصيبه ما يشبه الفزع وهو أمام إجابات مترددة وعاجزة عن الاحاطة بأبسط قواعد الثقافة والمعلومة الدارجة0 حرص العبد الله الذي حقق خلال السنتين الأخيرتين أربعة أفلام قصيرة تتراوح بين التسجيلي والروائي والذي شارك في مهرجا ن الجزيرة للأفلام القصيرة ومهرجان روتردام للأفلام العربية ويستعد للمشاركة في مهرجان طنجة بالمغرب على تضمين فيلمه ست دقائق تقنيات بصرية وتسجيلية لحظة عرضه الأسئلة أمام شخصيات العمل مطعمة باللقطات و الصور الفونغرافية الثابتة والمشاهد الوثائقية لأمكنة وشخصيات أو أحداث دون أن يسعى لإبراز دروسا استعراضية أو تعليمية لكنه دون أدنى شك يقرع جرسا للإنذار بضرورة توخي الحذر لما يعيش فيه الأسلوب التعليمي السائد ليس على الصعيد المحلي فحسب وإنما في الوطن العربي بأسره وبهذا الشأن نراه يكتب على الشاشة في ختام الفيلم لمقولة مثبتة في أدبيات المنظمات الدولية المتخصصة تحكي عن ساعات القراءة المحدودة للإنسان العربي خارج المنهاج الدراسي بما يشبه الصدمة.

على نحو متين يلتصق بالموروث الموسيقي المحلي تلمع موهبة عبير صيقلي وزميلها الموزع الموسيقي ظافر يونس بفيلم بدو زم بتوظيفها الذكي والموفق.
لألعاب الدمى بهيئة شخصيات في اللباس الفولكلوري المحلي وهم يؤدون رقصات ودبكات شعبية على خلفية من الموسيقى والغناء المحلي الطافح بسعة من الخيال الحداثي والابتكارات والحلول السمعية البصرية المتينة والحريصة على مناخاتها الأثيرة المتوازية باسلوبيتة الفيديو كليب والمزنرة بألوان وأزياء وألحان المناسبات والطقوس الحياتية اليومية للمجتمع الأردني بكل تلاوينه.

ارتأى الثنائي باسم ناصر وثامر النبر بفيلمهما المشترك خلف وزيدان أن يخوضا عالم كرة القدم ومظاهر الهوس فيها بقالب من الكوميديات والدعابة المحملة بالكثير من الإشارات والسمات الاجتماعية والثقافية الناتجة عنها حيث الطموح الذي يشغل حياة فتى انساق وراء نجومية اللعبة وغدت رغبته أن يصبح كأحد المشهورين في هذا المجال ويلح على مذيع تلفزيوني في احد البرامج الرياضية بان خياره الشخصي أن يلعب مع فريق كرة قدم عالمي مثل المنتخب الفرنسي على خطى اللاعب الدولي الجزائري الأصل زيدان ، وفي أجواء الملعب وما يرافقه من مفارقات الحوار الساخن بين الفتى خلف والمذيع نلحظ اهتمام المخرجين وتوظيفها لشريط الصوت وزوايا الكاميرا وإدارتهما لشخصيات العمل بإحكام ودراية المحترفين وهناك أيضا البراعة في التوليف وإسقاطات الحوار السجالي المغموس في الحنين والدعابة اللطيفة الخارجة من واقع محلي و هموم ذاتية و إنسانية تقتنصه عين سينمائية يقظة.

بينما يتناول المخرج أمين مطالقة الذي مازال يتلقى تعليمه السينمائي في الولايات المتحدة بفيلمه الروائي القصير المعنون  مفترق طرق موضوعا اجتماعيا مستمدا أحداثه من واقع اجتماعي قاس عن قصة ذلك الفتى الفقير الذي تحتم عليه ظروفه الاجتماعية أن يبيع العلكة على رصيف الجامعة للطلبة وتقوده الصدفة أن يلتقي بإحدى الطالبات المنحدرة من عائلة ثرية مما يؤدي بهما إلى إقامة نوع من الصداقة وتأخذ الفتاة على عاتقها تعليم الفتى القراءة والكتابة وهو الذي حال فقر عائلته من الاستمرار في تعليمه لكن يحدث فجاءة أن ينقطع الفتى بسبب إصرار والده على ضرورة أن يستمر ببيع العلكة.

لا شك أن تجربة مطالقة بهذا العمل تبدو ناضجة تماما تحاشى فيها الوقوع بفخ الميلودراما الزاعقة وفوق هذا كله مليئة بتلك اللقيات الفنية والفكرية التي يمنحها العمل على صعيد الصورة والتوليف الذي قام به ليث المجالي زميل المخرج بالدراسة في أميركا علما انه جرى تصوير العمل في الجامعة الأردنية إضافة إلى عدة مواقع بالعاصمة.

في حين تأتي تجربة المخرجة الشابة سهاد الخطيب بفيلمها المعنونبيت وشجرة مليئة بالأحاسيس والانفعالات تجاه أطفال صغار وجدوا أنفسهم وحيدين داخل عزلة وقهر جراء الخلافات الزوجية وانفصال الوالدين، كل ذلك قدمته الخطيب بأسلوبية شعرية مبسطة متكئة على دور الراوي لطفلة تصف ما يحدث حولها ببراءة. من بين المفاجآت الجميلة في احتفالية الليلة عرض فيلمأم قيس تشيع أهلها للمرة الأولى وفيه يصور مخرجه عبد السلام محمد الحاج القاطن باربد مسالة ترحيل أهالي المنطقة الأثرية في منطقة أم قيس إلى مساكن حديثة نظرا لأعمال التنقيب عن الآثار وأعمال الحفر فيها.

الرأي الأردنية في 26 أكتوبر 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى