اسكندرية نهار داخلي .. دراما من دفتر أحوال الوطن سينما تفتش في المسكوت عنه القاهرة ـ من كمال القاضي |
لعبت التقنيات الحديثة والطفرة التكنولوجية دورا رئيسيا في تنشيط حركة الفيلم الروائي القصير، وكسرت الحاجز المادي الذي ظل يعوق الإنتاج لفترة طويلة، فبعد دخول نظام الـ16 مللي أصبح بإمكان المخرجين الشبان تقديم تجاربهم السينمائية بتكلفة أقل كثيرا من تكلفة الفيلم العادي، حيث لا يحتاج ظهور تجربة جديدة إلي النور لإنتاج ضخم كما كان الحال في السابق قبل اكتشاف التقنيات الحديثة وثورة التصوير. ويعد نظام التصوير الديجيتال والـ16 مللي إنقاذا لصناعة السينما ووفرا هائلا في كم الأفلام، خاصة إذا كان متاحا من الناحية التقنية نقل الفيلم الـ16 مللي وتحويله إلي فيلم عادي بنفس التكلفة البسيطة، وهو المشروع الذي يشرع في تطبيقه حاليا جهاز السينما ويتولي تنفيذه الفنان نور الشريف. هذا التقدم أدي لرواج الفيلم الروائي القصير والتسجيلي ومثل منافسة قوية للفيلم الروائي الطويل، لا سيما وان من السهولة بمكان تسجيل أي فيلم علي إسطوانة C.D أو D.V.D ومشاهدته علي جهاز الكمبيوتر دون الذهاب إلي دور العرض السينمائي. فيلم إسكندرية نهار داخلي للمخرج حازم متولي واحد من التجارب الروائية القصيرة قليلة التكلفة الإنتاجية والتي تم تصويرها ديجيتال، وإن كان غنيا من الناحية الفنية.. فالفيلم يقوم علي فكرة بسيطة، تعتمد علي الرؤية البصرية والإحساس أكثر مما تعتمد علي الحوار وتقوم ببطولته مجموعة من الوجوه الجديدة بتميز نسبي في حجم الأدوار وأهميتها، إذ تدور الأحداث كلها في مدينة الإسكندرية مسقط رأس المخرج والسيناريست الذي يقودنا عبر رؤية نهارية واضحة لنري عروس البحر المتوسط (الإسكندرية) في ثوب آخر غير ثوبها البراق، فهو يغوص في حواريها وأزقتها ويرسم ظلالا بشخوص أقرب إلي الأشباح منها إلي البشر.. نماذج إنسانية تعاني من أزمات مركبة يتصل بعضها بمكانتهم الاجتماعية ومستوي معيشتهم وأحلامهم المجهضة.. فهو يبني رؤيته الدرامية علي محور ارتكازي يمثله شاب يهوي التمثيل ويتمثل نفسه بطلا يقف علي المسرح مؤديا دور هاملت في رواية شكسبير، عامدا إلي ترديد جملته الشهيرة أكون أو لا أكون، يوحي إلينا بدلالتها النفسية والإنسانية بالنسبة للبطل الممزق بين أحلامه وواقعه كأنه ينبئنا بمعاناة جيل كامل عاش علي ضفاف الأحلام وتصور نفسه بطلا في فصول مسرحيات شكسبير، بينما هو يقبض في الحقيقة علي جمرة المأساة باغتيال حاضره ومستقبله وتكريس الفشل كعنوان رئيسي لحياته.. يضع السيناريست والمخرج حازم متولي بطله النبيل في مفترق الطرق ليختار ما بين البقاء العدمي والعبث لتكون النتيجة واحدة، حيث يصبح من الصعب عليه الفرار من الحالة ويصبح كبشا للاستسلام واليأس فيوشك أن يقع رهينة في قبضة الانحراف والرذيلة، في الوقت الذي لا تطاوعه فيه نفسه علي الانزلاق ويظل ممسكا بتلابيب الفضيلة مراهنا علي الغيب الآتي من رحم المجهول ومتكئا علي علاقة قوية تربطه بصديق يشاطره الأحزان والأحلام ويؤمن به كمبدع وفنان، غير أنه ـ أي البطل ـ جاسر يحلو له بين الحين والآخر النزوع إلي تفريغ همومه وشجونه مع الفتاة التي تتطوع بمجالسته لتشاركه شرب نخب الانتصار الإنساني علي قسوة الحياة، وتواجه معه بذات العبث المصير الغامض لتشكل في مجمل الرؤية السينمائية صورة جماعية يختلط فيها الهم العام بالخاص كي لا يتم التعامل مع مأساة البطل بوصفها حالة فردية، وهو إلماح ذكي من المخرج يحسب للفيلم برغم سوداوية الواقع وعتامة الصورة المنبثقة من رؤية تشاؤمية قد تبدو فيها الحياة داخل حواري الإسكندرية وواقعها التحتي مستحيلة وهي الحالة المغايرة والمناقضة للشكل السطحي البراق لوجه الإسكندرية الصبوح المتراكم في الذاكرة والذي يراه حازم متولي مجرد قناع يخفي كثيرا من الحقيقة.. وتشي الدلالات الفنية والدرامية في فيلم إسكندرية نهار داخلي بحقيقة ما يعانيه أبناء الطبقات الكادحة من تعاسة تتجاوز الحدود الجغرافية لمدينة الإسكندرية إلي جغرافيا تترامي أطرافها ومساحتها لتشمل المدن المحيطة وترسل إشاراتها الضوئية الحمراء لتحذر من البطالة واحتكار المزايا لحساب المتميزين اجتماعيا.. يمثل الفيلم صرخة في الفضاء المطلق قد يكون لها صداها الإيجابي إذا ما تكررت التجارب السينمائية الناقدة الموغلة في عمق القضايا المسكوت عنها. تشكلت الدراما الإنسانية المأساوية في فيلم إسكندرية نهار داخلي من وعي مجموعة من الشباب رأوا في السينما أداة للمقاومة وأسقطوا من قاموسها مفردات المتعة التقليدية لتتحول إشكالية الفرجة الحسية إلي معادلة رياضية تركن إلي العقل كطرف أساسي في الحكم علي ماهيتها ووظيفتها. تبلغ مساحة الفيلم الروائي القصير عشرين دقيقة تختزل فيها هموم وقضايا يحتاج حلها إلي سنوات، ولكن برغم هذا التفاوت الشاسع بين الفني والواقعي يظل الأمل معلقا علي الوعي العام للمتلقي في أن يفرق بين سينما تخاطب الغرائز وتهدف إلي الربح وبين فن آخر من نفس الجنس يعتني أكثر بفلسفة الحياة ويقيم احتراما للنشاطات السيكولوجية والفكرية للإنسان بعيدا عن رغباته الرخيصة. القدس العربي في 26 أكتوبر 2005 |
وانتهي الإنتظار أخيراً: نهائية موسم رائعة تارانتينو تبث علي شوتايم دبي ـ من احمد جمال المجايدة: نهائي موسم مسلسل سي اس آي: كرايم سين إنفستيغاشون للمخرج كونتين تارانتينو الأكثر جماهيرية يتم بثه في 28 تشرين الاول (أكتوبر) في عرض خاص لمدة ساعتين من التشويق بقي فيها أكثر من 30 مليون مشاهد أمريكي محدقين في شاشات التلفزيون. الحلقة بعنوان غرايف داينجر ستبث في الساعة 21:00 بتوقيت السعودية علي قناة تي في لاند حصرياً علي شبكة شوتايم. المخرج تارانتينو، الذي فاز بجائزة الأوسكار في مشاركته في كتابة سيناريو فيلم بالب فيكشن ، وإخرج حلقة عام 1995 من مسلسل إي آر وظهر كضيف شرف ممثل في مسلسل أيلياز لتلفزيون أيه بي سي عام 2002 والسنة الماضية. أما أعماله الاخري فتتضمن أفلام كيل بيل ، و جاكي براون ، و رزيرفوار دوغز . وفي الحلقة الأخيرة، يسعي فريق سي اس آي للتحقيقات الجنائية في سباق ضد الزمن لإنقاذ أحد أعضاء فريقهم الذي تم اختطافه ودفنه حياً. أنها إثارة تعنينا نحن (الفريق) في جريمة تم ارتكابها في حق واحد منا وفينا، وعلينا التسابق مع عقارب الساعة لإنقاذ حياته . كما صرح ويليام بيترسون (غيل غريسوم). وأضاف نارين شنكر (المنتج المنفذ/ كاتب السناريو( إنها إثارة. إثارة بمعني الكلمة. إنه الشد والتوتر... إنه فيلم آكشن من سي اس آي بالفعل . تارانتينو، أحد كبار المعجبين بسلسلة سي اس آي، والذي شارك في إخراج لقطات من الفيلم الرهيب سين سيتي يقول أن لديه مشاكل في البقاء ضمن حدود سي اس آي. لم أكن أحاول أن أسبب لهم (الطاقم) اللعنة بأن يصبح واحداً منهم ضحية ، ثم يضحك، إنما ظروف المسلسل هي التي قد سببت لهم ذلك علي كل حال. وشأنه شأن العديد من مشاهدي سي اس آي ، فتارانتينو مفتون بسحر كل ما هو جنائي . ورئيس فريق التحقيقات الجنائية غيل غريسوم (ويليام بيترسون) شخصيته التلفزيونية المحببة أفضل محقق يظهر علي الشاشة بعد كولومبو . إذاً كيف يكون الأمر عند القيام بإخراج مسلسل عرفه في الأصل وأحبه بالفعل؟ لم يكن الأمر تحدياً لأني... أحببت المسلسل ، يقول تارانتينو، الذي جاء بفكرة الحلقة وإخراجها. أردت فقط أن أقوم بإخراج حلقتي منها. لذلك جاءت المحصلة النهائية للأشياء التي كنت أؤمن بها. أردتها فقط أن تكون أكبر، لتكون شبيهة بفيلم سي اس آي . توقعوا ما هو غير متوقع، توقعوا لقطات ومناظر رائعة، توقعوا أن تصيبكم الدهشة، توقعوا أن تحصلوا علي الترفيه وتصابوا بالذعر في الوقت نفسه. فهناك عنصر زمن لهذه الحلقة التي تتوقف فيها القلوب عن النبض وإذا شاهدتم الثواني العشر الأوائل فلن تبارح أعينكم الشاشة بعدها حتي النهاية، لأن هناك شخصاً يهتم الجميع لأمره تتعرض حياته إلي خطر مميت! غرايف دينجر يبث يوم 28 تشرين الاول( أكتوبر) في الحلقة الأخيرة لنهائي الموسم في الساعة 21:00 بتوقيت السعودية القدس العربي في 27 أكتوبر 2005 |