أنتظر فرصة عمل فـي مصـر أجري الحوار في هوليوود ـ محمد رضا |
حين انتقلت بينيلوبي كروز من إطار السينما الأسبانية إلي إطار السينمات الأمريكية والأوروبية غير الأسبانية, بدا واضحا أن ما مهد لها هذه النقلة الناجحة هو رصيدها في سينما المخرج الأسباني بدرو ألمادوفار. لقد قدمها في لون محبب علي دكانته. ناجح علي الرغم من حدوده ويترك علامات في الذاكرة بصرف النظر عن حجمه. وإلي الآن يستطيع المرء تقدير ما قامت به في السينما الأسبانية عموما ما بين1992 و1996 عندما بدأت مغازلة الأفلام الناطقة بالإنكليزية. لكن تقدير ما قامت به من بعد انتقالها من السينما المحلية إلي العالمية هو الأمر الأصعب. هل كانت فعلا الوجه- الاكتشاف في افتح عينك وهل تركت أثرا كبيرا في كمان الكابتن كوريللي أو كانت علي مستوي لا يمكن نكرانه في أنيلا سكاي وماذا حتي عن أعمالها غير الأمريكية؟ ألم تكن مؤسفة في فانفان لا توليب الفرنسي؟ ولا تتحرك الإيطالي؟ طبعا لا تستطيع أن تطرح هذه الأسئلة لسببين: إحترام من تتحدث إليه في مقابلة أمر أساسي, حتي ولو كنت منطلقا من مجموعة تساؤلات جادة, والثاني أنها مرغوبة لذاتها. إنها, بصرف النظر عن الرأي النقدي فيها, ممثلة ناجحة, والجمهور يحبها من البرازيل وحتي جنوب أفريقيا. بيننا, بعض النقاد أيضا يحبونها ما يجعل الرأي السابق محط جدال. أخيرا شوهدت في صحراء: أكشن مع مرح والكثير من الصحراء. وشوهدت قبل ذلك ببضعة أشهر في لا تتحرك, دراما لم تثر إعجابا بل إهتماما. وخلال أسابيع سنراها في بانديداس وهي تتحدث هنا عن هذه الأفلام الثلاثة كما عن موقفها من السينما الأمريكية ككل. مصر والمغرب · أود أن أبدأ بإختياراتك من الأفلام... في السنوات الأخيرة عمدت إلي بضعة أفلام تستهلك منك جهدا جسديا في المقام الأول. كيف تقيمين ذلك؟ بالنسبة إلي لا أنظر فقط إلي جزء واحد من الدور المعروض علي. أي أفلام تقصد؟ · غوثيكا, صحراء وفي إيطاليا لا تتحرك وفي فرنسا فانفان لا توليب... صحيح. في الأفلام التي ذكرت هناك مشاهد حركة وتتطلب جهدا جسديا كما ذكرت, لكنني لا أتطلع إلي هذا الجزء من الشخصية فقط. أتطلع إلي كل ما تعنيه فهناك جوانب كثيرة من الشخصية غير الحركة. · لكن لا تتحرك مختلف عن صحراء مثلا... هناك حركة وجهد في كليهما لكن من ناحيتين مختلفتين. وأنت ربما تفضل لا تتحرك ؟ · فقط علي أساس أنه فيلم أوروبي منتج بعقلية مختلفة تناسب جمهورا يريد شيئا لجانب الترفيه. صحيح, لكنني سأدافع عن صحراء. إنه ترفيه لكنه ترفيه جيد في نظري. استمتعت كثيرا به وبالوقت الذي قضيته خلال تصوير الفيلم. · جزء من هذه المتعة سببها بالطبع ماثيو ماكنوفي... هو الذي جذبني إلي الفيلم. حين علمت إنه أختير للعمل حمسني ذلك لقبول الدور فماثيو ممثل جاد لكنه مثلي من حين لآخر يريد فيلما مصنوعا للترفيه فقط. · ما رأيك بالمغرب حيث تم التصوير؟ قضيت بها وقتا رائعا. المغرب بلد من نسيج فريد... ليل نهار. · هل زرت مصر؟ ليس بعد. · هل تنوين زيارة مصر؟ لا أعرف. أتمني أن أزورها لكنني لا أعرف إذا ما كنت سأقرر زيارتها كسائحة أو أنتظر فرصة عمل. الشخصية تعيش فيها · هل صحيح أنك بكيت حين قرأت سيناريو فيلم لا تتحرك ؟ الذي حدث هو أنني استلمت السيناريو والكتاب قبل يومين من سفري وأخذتهما معي حين كنت في رحلة من مدريد إلي لوس أنجليس. قرأت الكتاب, ولم أستطع أن أتوقف عن البكاء لأربع ساعات خلال القراءة. والسيناريو كان أمينا للرواية. حطما قلبي. شعرت أن هذه الشخصية هي أفضل ما حصلت عليه منذ فترة بعيدة. هناك شيء في هذه الفتاة التي مثلتها يشبهني. حتي وإن لم تكن تشبهني, في الشخصية من الأحاسيس ما جعلني أتعلق بها. · تمثلين الدور بمكياج مفرط. أعرف أن هذا مقصود لكني لا أعرف لماذا. السبب في الكتاب. الكتاب يقدمها كما لو أنها مهرجة. لاحظ إنها فقيرة لا تملك كلفة زيارة طبيب الأسنان. إنها معدمة لكنها تريد العيش في المدينة وتنتهي إلي العيش في ضاحيتها. الماكياج هو وسيلتها لتصنع شخصية هي ليست عليها. كذلك الحال مع تصرفاتها. لا تملك حسا خاصا بها أو اعتبارا كبيرا لنفسها. · كونك نجمة هل كان لديك خشية من دور كهذا؟ لا. لكن المخرج جاءني وسألني ذات السؤال. قلت له إني لا أهتم. هذا هو الدور الذي أرغب به. علي العكس هذه الشخصية منحتني الفرصة لكي أنسي من أنا. أن أنسي ذاتي. الدور منحني حرية تفكير وكنت أجلس في الاستديو من دون أن أحس بنفسي. كنت متحررة تماما. · طالما مازلنا نتحدث عن شخصيتك في لا تتحرك هل لي أن أسألك عن أصعب جزء من هذه الشخصية كان عليك القيام به؟ بكيت كثيرا في الاستديو. أخبرك الحق. أعتقد أن هذه الشخصية ستعيش معي إلي الأبد. لا أعني أنني سأبكي طوال الوقت لكن أعني إنني أحبها كما لو كانت صديقتي. · وعلي ذكر الصداقة, من هم أصدقاؤك الحميمون في الوسط السينمائي؟ لا أستطيع أن أضع قائمة. لكن كما تعلم هناك صداقات وصداقات. إذا كنت تعني صداقة حميمة فإنني سعدت بالعمل مع سلمي حايك. نحن صديقتان منذ سبع سنوات وأحببتها جدا منذ لقائي الأول بها. إنها أفضل من تستطيع العمل معه في فيلم. نفكر بنفس الطريقة, لدينا نفس الإجابات. وأحترمها جدا كممثلة. وحين مثلنا ذلك الفيلم استمتعنا كثيرا بوقتنا. · تتحدثين عن تصوير فيلم بانديداس ؟ نعم. رأي شامل · كلنا نعلم إنك أنطلقت من السينما الأسبانية. (مقاطعة) ومازلت أنتمي إليها, لكنني أمثل فيها وأمثل في أفلام أخري. هذا هو الفرق الوحيد. · لكن السؤال هو كيف تقيمين مشوارك الأمريكي؟ ما هي الرغبات التي تحققت وما هي تلك التي لم تتحقق بعد؟ العمل مع( المخرج) بدرو ألمادوفار فرض علي نوعية خاصة من العمل لسنوات طويلة. شخصية سينمائية مختلفة عن كل ما مثلته فيما بعد. حين انتقلت للتمثيل في السينما الأمريكية وجدت أنه من الضروري أن ألون هذا الأداء. لقد كنت سعيدة في أعمالي السابقة ولكن كان علي أن أتحدي قدراتي أو( تبحث عن الكلمة المناسبة) أتحدي نفسي علي أكثر من صعيد. لم أكن الممثلة التي تتعامل مع مخرج يعرفها تماما. المرحلة الأولي من عملي في السينما الأمريكية كانت بمثابة تجريب. كنت أجربها وكانت تجربني. · بدرو ألمادوفار من المخرجين غير الأمريكيين الذين يرفضون العمل في السينما الأمريكية. يعتبر أنه سيخسر حريته. هل تؤيدين موقفه؟ هل تخشين فقدان حريتك حين تعملين في فيلم أمريكي؟ يختلف أمر الممثل عن أمر المخرج. أولا أتفهم تماما موقف بدرو ولماذا لا يريد أن يخرج فيلما في أميركا. هو حريص علي أن يأتي فيلمه منتميا بالكامل إليه وحده. ولا أعتقد أن هوليوود لديها ما تعرضه عليه مما يريد هو أن يخرجه. من ناحيتي الأدوار تختلف. أنا كممثلة في الموقع الذي إذا قبلت فيه عرضا أمريكيا فإنه سيتضمن بالتأكيد بعضا مني أو جزءا كبيرا من شخصيتي كممثلة. إنه لا يستطيع أن يلغي مني كل ذلك. · ما الذي تضيفينه إلي الشخصية إذن؟ كل ما يناسبها سواء كنت أملك هذه المواصفات أو لا. · لكن أدوارك إلي الآن كانت إما خفيفة جدا أو عميقة للغاية. هل في مستقبلك ما هو مختلف. لا أوافقك علي هذا الرأي. إنه شامل وليس دقيقا. · آسف للتعميم. لكني كنت أقصد أفلامك الأمريكية. هي من نوعية غلابا أليس كذلك؟ صحراء في مقابل أنيلا سكاي, الاستيقاظ في رينو مقابل غوثيكا... لا يمكن توقع الكثير من التنوع في سينما قائمة علي تلبية رغبات الجمهور. لكن دعني أقول لك إن معظم ما مثلته في أميركا كان من النوع الدرامي. لذلك رحبت بـ صحراء ولذلك رحبت أيضا ببانديداس... إنه كوميديا صافية. · حين مثلت مع توم كروز في أنيلا سكاي ارتبطت بعلاقة معه, كانت عابرة, وكذلك الحال مع ماثيو ماكنوفي خلال تصوير صحراء. هل يساعد ذلك العمل؟ لقد أخفق فيلم أنيلا سكاي تجاريا ونجح فيلم صحراء... هل هناك علاقة؟ لا أعتقد أن هناك علاقة. نجح فيلم مستر ومسز سميث مع براد بت وأنجلينا جولي وسقط فيلمGigly جنيفر لوبيز وبن أفلك نعم. لكن ما هو الرابط؟ لا أعتقد إنه موجود. تماما كما قد يسقط فيلم لممثل وممثلة لا علاقة بينهما. الذي توفره علاقة صداقة متبادلة بين ممثلين خلال التصوير أن الجو يصبح مريحا جدا ليس للممثلين فقط بل لكل فريق العمل. · هل ستمثلين وماثيو جزءا ثانيا من صحراء كما سمعنا أو هو تكهن؟ أعتقد إنه حقيقة. السيناريو يكتب الآن ونية المنتجين هو إنجاز جزء جديد. · ترغبين بالطبع التمثيل فيه. لأكثر من سبب. إنه مادة خفيفة ومقبولة من جمهور عريض والجو بأسره مرح* الأهرام العربي في 13 أغسطس 2005 |