باريس - نبيل مسعد |
أبصرت النور في نيويورك وكبرت في المكسيك واستقرت في فرنسا. ارييل دومبال ذات القوام الرشيق وزوجة الفيلسوف الفرنسي برنار هنري ليفي امتهنت التمثيل والغناء والإستعراض ومارست الإخراج السينمائي مرتين لكنها لا تنوي التكرار على رغم ذكرياتها الطيبة في صحبة عمر الشريف الذي منحته بطولة فيلمها الثاني «الأهرامات الزرقاء»، لأن التمثيل، بحسب قولها، «هاجسها الأول» والإخراج لم يكن أكثر من «نزوة» عابرة. إشتهرت دومبال على يد السينمائي الفرنسي إيريك رومير قبل أن تتولى بطولة أفلام مختلفة لأشهر المخرجين في فرنسا وأوروبا عامة وثم في الولايات المتحدة. إلا أن تجربتها الهوليوودية لا تعيد إليها ذكريات طيبة لأن الأميركيين، في رأيها، لا يجيدون معرفة الشعوب الأوروبية وبالتالي إذا إستعانوا بفنان فرنسي مثلاً في أحد أفلامهم صوروه بأسلوب كاريكاتوري يثير ضحك جمهورهم، الا ان دومبال وقفت اخيراً فوق خشبة أحد أكبر مسارح العاصمة الفرنسية مؤدية وصلة غنائية جنوب أميركية بإيحاء مكسيكي بحت جذب المتفرجين وأضاف إلى نجوميتها نبرة دافئة ربما هي بحاجة إليها لتكسر الإطار الأرستقراطي الغامض المحيط بها منذ سنوات طويلة. في فندق «ريتز» الباريسي الفخم إلتقت «الحياة» أرييل دومبال لمناسبة مشاركتها هناك في تصوير فيلم فرنسي عنوانه «فرصة جديدة». · ما هو دورك في فيلم «فرصة جديدة» الذي تصورينه حالياً؟ - أولاً دعني أحيي قراء «الحياة»، أما في شأن الفيلم فهو يروي مغامرات شاب يتميز بمزاج رومانطيقي شاعري ويهوى السينما ونجومها ويعمل في فندق باريسي فخم ليكسب لقمته. وفي يوم ما يلتقي في مسبح هذا الفندق الأنيق نجمة سينمائية شهيرة جداً ومتقدمة في العمر وأيضا ممثلة شابة وموهوبة فيقع في غرام الأخيرة ويرغب في أن يعرّفها إلى النجمة الأسطورة بهدف مساعدتها في تسلق سلم المجد بدورها، الا ان طموحه يسبب له المضايقات والمطبات، خصوصاً في إطار مهنته وثم أيضا على الصعيد العاطفي مع الفنانة الشابة التي ألعب أنا دورها. · الفيلم من إخراج آن فونتين فهل ترتاحين للعمل تحت إدارة إمرأة أكثر مما تفعلينه مع الرجال؟ - لا أبداً فأنا أبحث أولاً عن مخرج يعرف ماذا يريد ويحسن فهم الأفراد الذين يعملون تحت إدارته إضافة إلى إجادته الإخراج وتحويل السيناريو المكتوب إلى صور متحركة فوق الشاشة، وأما عن موضوع جنس المخرج فلا أبالي به اطلاقاً ولا أرتاح إلى التعاون مع رجل أو مع إمرأة بشكل أفضل من الأخر. وعن آن فونتين فهي مؤلفة ومخرجة في آن مثلما مارست التمثيل السينمائي والمسرحي من قبل وبالتالي أجدها ملمة بكافة جوانب المهنة السينمائية وهذا شيء ممتاز يزيد من فاعليتها وراء الكاميرا. · أنت نفسك سبق ومارست الإخراج أليس كذلك؟ - نعم أنا أنجزت فيلمين وصوّر أحدهما في المكسيك البلد الذي كبرت فيه، وهو من بطولة عمر الشريف. لكنني اكتشفت أن التمثيل هو هاجسي الأول والأخير مع الغناء والإستعراض في شكل عام، لكنني لست مخرجة حقيقية وأنظر إلى تجربتي كسينمائية على أنها نزوة لا أكثر ولا أقل وبالتالي لن أكررها. · هل إتفقت مع عمر الشريف؟ - (تضحك) أنه جنتلمان بكل معنى الكلمة، يعرف كيف يتصرف مع النساء ويتميز بلباقة نادرة وبدرجة عالية جداً من الثقافة. أنا أحببت التعامل معه خصوصاً كسبه كصديق، إذ لأننا بقينا على إتصال دائم منذ أن صورنا هذا الفيلم، والعملية تعود إلى أكثر من 15 سنة. · النجمة الكبيرة دانييل داريو تمثل أيضا في «فرصة جديدة» فما هو رد فعلك حيال العمل إلى جوارها؟ - أنها تؤدي دور النجمة التي حدثتك عنها والتي يحلم بطل الرواية بحثها على مساعدة الممثلة الشابة موضع حبه وعشقه، ودانييل داريو أسطورة سينمائية حقيقية وحية، وعمرها الآن 88 سنة ولا تزال على درجة من اللياقة البدنية أحسدها شخصيا عليها. لقد غطستْ في مسبح الفندق ما لا يقل عن خمس مرات من أجل لقطة واحدة في الفيلم وأعترف لك بأنني شعرت بالقلق عندما رأيتها تسبح وتلهث في آن، إلا أن المخرجة طمأنتني وقالت لي أن دانييل في صحة جيدة وأنها استشارت طبيب الشركة المنتجة قبل أن تمثل هذا المشهد فلا مبرر للخوف أبداً. أنا فخورة بالعمل معها في الفيلم نفسه خصوصاً أن مثل هذا الشيء لا يحدث أكثر من مرة واحدة في حياة ممثلة ما يجعلني أحس أنني أعيش قصة خيالية أو بأنني في حلم جميل لا أود أن أستيقظ منه. · أنت شريكة حياة الفيلسوف برنار هنري ليفي وهو رجل يسافر كثيراً من أجل الكتب التي ينشرها، فهل تسافرين الى مختلف ارجاء العالم؟ - أسافر معه في رحلاتنا وعطلاتنا الخاصة لكنني لا أرافقه في مهامه المهنية مثلما لا يأتي هو معي إلى أماكن تصوير أفلامي هنا وهناك. · تغنين وترقصين، وآخر إستعراض شاركت فيه تميز باللون الجنوب أميركي فهل أنت متأثرة إلى حد كبير بمكان طفولتك؟ - نعم مثل أي شخص في الوجود، فأنا قضيت فترة من طفولتي ومن مراهقتي في المكسيك حيث اكتسبت عادات وثقافة هذا البلد، غير إنني مولعة بالموسيقى الشعبية الجنوب أميركية، فالمكسيك على رغم كوني أعيش في فرنسا تلازمني في شكل مستمر وتقود حياتي بطريقة ما. · ما الذي تحبينه هناك ولا تعثرين عليه في فرنسا مثلاً؟ - الدفء الإنساني وتكريم المسنين والروح العائلية والإعتزاز القوي بالأصدقاء. أنا لا أعني أن الفرنسيين لا يؤمنون بمثل هذه القيم بل أنهم ينظرون إليها بعين مختلفة وربما أنهم يفعلون الأشياء نفسها ولكن بأسلوب أقل وضوحاً، وأنا أفضل الطريقة المكسيكية وهي بحسب ما أعرفه قريبة إلى العربية أيضاً. · هل تعرفين المنطقة العربية؟ - زرت أكثر من بلد عربي وسأمثل بعد شهرين في فيلم عنوانه «غراديفا» من إخراج السينمائي الكبير آلان روب غرييه من المتوقع تصويره في المغرب إذا صارت الإتفاقات على ما يرام بين الشركة المنتجة في فرنسا ووكيلها في الدار البيضاء. أنا أعشق كل هذه البلاد الدافئة والمشمسة لأن أهلها يتميزون بالإنفتاح نحو الأخر وبحب الحياة بصرف النظر عن الظروف التي يعيشونها. إثارة الضجة · هل تعتقدين ان النجومية قد تشهد إزدهاراً جديداً في المستقبل؟ - أنا لا أقول إنها ماتت نهائياً ولا حتى إنها إنتهت موقتاً، وكل ما حدث هو إنتقالها من ميدان السينما إلى ميادين أخرى ومنها الموضة والأغنية مثلاً وثم أيضا تغيير معناها إلى حد ما بدليل أن عنصر الغموض فيها ولّى. إن فرق الموسيقى الحديثة تتمتع بشعبية عالمية تتعدى كل ما يمكن أن تحلم به ممثلة في الوقت الحاضر، ويكفي أن يظهر إيمينيم في مكان عام أو أن تخرج بريتني سبيرز من بيتها لإثارة الضجة وإضطرار الشرطة إلى التدخل لتهدئة الوضع. وهذا أيضاً حال فئة من عارضات الأزياء مثل ليتيسيا كاستا وناومي كامبل وجيزيل باندشين خطيبة ليوناردو دي كابريو وغيرهن. وكانت هذه الظاهرة في أيام زمان تخص مارلين مونرو وبريجيت باردو وكلارك غيبل وغاري غرانت، فالأمر يختلف تماماً لكن النجومية في حد ذاتها لا تزال حية. · عملتِ في هوليوود مرات عدة ثم توقفت، ألم يعجبك الأمر؟ - أعجبتني فئة من الأدوار التي أديتها مثل مسلسل «ليسيز»، ولكنني لم أفكر لحظة واحدة في الإستقرار هناك والخضوع لقوانين الشركات المنتجة الكبيرة التي تحرم الفنان من حريته حتى إذا كانت تدفع له ملايين الدولارات لقاء هذا الحرمان. ثم ما هي نوعية الأدوار المطروحة على ممثلة أوروبية في هوليوود؟ إنها تتلخص في شخصية المرأة المتكبرة التي تتكلم الإنكليزية بلكنة مثيرة للضحك في نظر الشعب الأميركي وتتصرف في شكل اقرب الى الكاريكاتور أكثر منه الى أي شيء أخر. إنها عملية تجسيد لنظرة أميركا المحدودة والضيقة الأفق تجاه القارة الأوروبية. الحياة اللبنانية في 12 أغسطس 2005 |
دريد لحام يعود الى احياء الفيلم العائلي: «الآباء الصغار» قصة سينمائية بسيطة عن عالم طفولي مدهش دمشق - وفاء صبيح بعد انقطاعه عن السينما عقداً إثر نيل فيلم «الكفرون» شعبية واسعة، عاد الفنان دريد لحام كدأبه مخرجاً وكاتباً وممثلاً رئيساً في فيلمه الجديد «الآباء الصغار» وهو من إنتاج شركة تخيل المصرية. وتشارك بطولة الفيلم الفنانة حنان الترك، وعدد من الأطفال وهم لولوا القادري، نور جابر، بدر قيسي، معن جابر، محمد طرقجي. في منطقة صيدنايا حيث موقع التصوير، تجمعت أسرة الفيلم أمام قالب كاتو كبير، كتب عليه عنوان الفيلم، وغنى الفريق أغنيات دمشقية جميلة منها «حنه يا حنه يا قطر الندى...» الفنان دريد لحام قال: «قصة الفيلم بسيطة جداً، وتنتمي الى الكوميديا الاجتماعية العائلية». مؤكداً أنه اعتمد على ذاكرته الطفولية لاستنباط الفكرة، ففي سن العاشرة عمل حداداً ليساعد عائلته. وهو في محاولة لمحاكاة هذا الواقع، اختار أسرة مؤلفة من أب وأم وأربعة أطفال. الأم كانت تعمل في فندق لتسد جزءاً من احتياجات الأسرة المادية، ولكن بوفاتها تختل الموازنة، فيبادر الأطفال الى مساعدة والدهم، لا سيما وأنه يضني نفسه في عملين، ويتوقف عن إكمال دراسة الحقوق، بسبب وضعه المعاشي الصعب. وأوضح لحام أن «الأطفال ابتكروا أساليب للتوفير منها: السكن جميعاً في غرفة واحدة من منزلهم وتأجير الأخرى لخبيرة آثار، تتآلف معهم، وتساعدهم على تحقيق حلم والدهم ووالدتهم في أن يصبح محامياً». عن كيفية اختياره الأطفال قال لحام: «بحثت في مدارس دمشق، وأجريت اختبارات على عينة كبيرة، وتوصلت إلى هذه المجموعة الرائعة من الأطفال. حتى أنني ظننت عندما بدأنا التصوير أنهم شاركوا في أكثر من فيلم سابقاً». · وهل يمكن أن تتبنى هؤلاء الأطفال مستقبلاً؟ ـ من الصعب جداً استمرار عمل الطفل في السينما عموماً، على غرار ما يحدث في السينما الأميركية، لأسباب عدة تتعلق بظروف الطفل في أسرته، وهوايته المستقبلية، فمثلاً بطلة فيلم «الكفرون» نور أتاسي أصبحت شابة الآن، اتجهت نحو الإعلام، مع أنها حققت نجاحاً في الفيلم (مشيراً إليها) انظري كيف تجري مقابلات تلفزيونية مع فريق فيلم «الآباء الصغار» وأنا سعيد بها. · ولماذا اخترت شخصية ودود؟ وهل هي امتداد لشخصية عبدالودود في «الكفرون»؟ ـ نعم هي امتداد له، فأنا أحب الأسماء المعبرة عن أصحابها، فلا يجوز أن يكون شخص اسمه ودود، وهو شرس في الحقيقة. مليون دولار للآباء الصغار للمرة الأولى، تتعاون شركة تخيل للإنتاج الفني، ومقرها في القاهرة ودبي مع الفنان دريد لحام، وعن هذا التعاون يقول مدير الشركة يوسف الديب: «صحيح أنني أتعامل كشركة مع دريد لحام، للمرة الأولى، ولكنْ لي تاريخ معه لا سيما عندما كنت مديراً لقناة mbc» العربية، وجمعتنا سوية برامج عدة منها «عالم دريد»، و «توك شو» أنا معجب جداً بنص هذا الفيلم لبساطته، وشفافيته، انه أول فيلم عائلي يصنع منذ 20 سنة». وعن كلفة الإنتاج ذكر الديب أنها تبلغ مليون دولار، لكنها «ليست مهمة بقدر أهمية مضمون الفيلم، لأنه غني جداً مضموناً وموضوعاً، وعلى الأخص بالفنان دريد لحام». أما بالنسبة الى هدف الفيلم فأشار الديب إلى أن الشركة «تقدم فيلماً للعائلة، وتصنع الابتسامة، فتدمج الكوميديا الشفافة مع الأغنيات اللطيفة والدراما، إضافة الى إلغاء الحدود بين الدول العربية، حيث لا حدود ولا حواجز في الفن»، مؤكداً انه يؤمن بسينما عربية، للمشاهد العربي. · وماذا عن شروطك كمنتج؟ - «لدي شروط على نفسي وليس على العاملين معي، فأنا اعتبر نفسي موظفاً عند المتفرج الذي يدفع ثمن التذكرة، وعندما يحضر نص جيد وممثل مبدع، وإمكانات مادية جيدة، يحقق الفيلم شروطه بنفسه، ويسير بخطى جيدة. · وكيف ستوزعون الفيلم؟ ـ لن نلعب الدور الذي تقوم به معظم الشركات المنتجة للأفلام، حيث يكون التوزيع والعرض في سينمات خاصة بها فهذا الأمر مرفوض بالنسبة الينا، وهو قانون غير متعارف عليه في سينما العالم، لأنه يمارس نوعاً من الاحتكار. حنان ترك مشغولة الفنانة حنان ترك تعيش حال تقشف فني لأنها مشغولة بفيلم «الآباء الصغار « وعن دورها قالت: «أجسد دور أمل، وهي فتاة أرسلتها منظمة اليونسكو للحفاظ على الآثار في سورية، ومن المفترض أن تقدم بحثاً علمياً عن الأبواب السبعة، ما تطلب منها المكوث في سورية مدة ستة أشهر، لكن ظروفها المادية لا تسمح لها السكن في فندق، فتبحث عن غرفة للإيجار عند عائلة، وتجدها عند أسرة الأستاذ ودود. · هل تشاركين الأطفال للمرة الأولى في فيلم سينمائي؟ ـ «لا... سبق أن شاركتهم في فيلم «حرامية في تايلاند...» لكنها المرة الأولى التي أتعامل مع أطفال بغاية اللطف، ويتميزون بعقل واع جداً، وعلى درجة كبيرة من المسؤولية تجاه العمل. · وما قولك في مشاركتك الفنان دريد لحام البطولة؟ - كان حلم حياتي أن التقي الفنان دريد لحام، لأنني من اشد المعجبات به، وشعرت بسعادة كبيرة عندما عرض علي المنتج يوسف الديب النص، وعلمت انه للفنان دريد، ومن إخراجه وهذا ما دفعني إلى العمل إضافة الى نوعية الفيلم النادرة اليوم في السينما العربية. أما الطفلة نور جابر فقد عبرت عن حبها للتجربة التي تخوضها، وتمنت ألا تنتهي قائلة: «أجسد دور نورا وهي طفلة عمرها 12 سنة، تجد نفسها فجأة مسؤولة عن أخوتها بعد وفاة والدتها التي كانت تعمل في أحد الفنادق، وتقرر مساعدة والدها، وتعمل أشياء كثيرة منها تقطيع الخضار مع أختها في أوقات الفراغ وتبيعها». الحياة اللبنانية في 12 أغسطس 2005 |