حوار مع المخرج "خالد الحجر" أواجه العديد من المشاكل لأنى تربية يوسف شاهين حاوره : أحمد عاشور |
بداية قوية أثارت ضده عاصفة من النقد ودار حوله الكثير من الجدل المنبثق عن جرأته وخلط في الفهم أصاب البعض.. أسفر عن اتهامه بالتطبيع بعد إخراجه لفيلم "حاجز بيننا" و هو الفيلم الذي أكد أنه دعوة للوئام و ليس نداء بالتطبيع كما ردد البعض .. إنه المخرج "خالد الحجر" الذي كانت أولي تجاربه الروائية الطويلة في مصر فيلم "حب البنات" الذي أشاد به الجمهور و النقاد و فاز بالعديد من الجوائز في المهرجانات السينمائية .. حول آرائه الجريئة و فيلمه القادم مع "نبيلة عبيد" كان لنا معه هذا الحوار......... · بداية لماذا اخترت مجال الإخراج؟ منذ صغري و أنا أعشق السينما و كنت أشاهد العديد من الأفلام لأكثر من مرة في السينما الصيفي لكن عندما شاهدت فيلم "إسكندرية لية " شعرت برغبة حقيقية في أن أكون مخرج سينمائي و كان عمري وقتها 18 عاما ثم التحقت بكلية الحقوق و عملت بمسرح الجامعة و دفعتي كان بها العديد من النجوم منهم "خالد الصاوي"،"خالد صالح"،"محمد هنيدي"و "شريهان". ثم اتيحت لي الفرصة للعمل كمساعد للمخرج "يوسف شاهين" و بدأت كمساعد ثالث ثم ثاني ثم قمت بإخراج فيلم قصير بعنوان "أنت عمري" عام 1990 من بطولة "عبلة كامل" و "أحمد كمال". · وكيف عملت مع المخرج "يوسف شاهين"؟ من خلال عملي مع "حسن الجريتلي" رئيس الورشة المسرحية الذي كان مساعدا ليوسف شاهين، وقتها كان "شاهين" يخرج فيلم "وداعا بونبارت" و أحتاج للكثير من المساعدين فعملت كمساعد و كنت وقتها لا آزال طالبا. · وإلى أى مدى تأثرت بالمخرج "يوسف شاهين" ؟ تأثرت به فى حبه السينما وسعيه لتقديم تشكيلة منوعة من الأفلام وهذا ما أسعى إليه فبعد فيلم "حب البنات" قدمت فى ألمانيا فيلما راقصا بدون حوار على الإطلاق وقد أثار استغراب الكثيرين نظرا لاتجاهه المختلف. · قدمت أنت عمري مع "عبلة كامل" فهل وافقت علي العمل معك مع أنك كنت في بداياتك؟ عبلة أيضا كانت مبتدئة و قدمت هذا الفيلم دون أن تتقاضي أجرا وكذلك بالنسبة لأحمد كمال. وهذا الفيلم كان مرحلة فارقة في حياتي فقد شارك في إنتاجه معهد جوته بالتعاون مع مكتب "يوسف شاهين" و نال جائزة أولي في مهرجان أوفرهاوزن بألمانيا واستطعت من خلاله الالتحاق بمعهد السينما في إنجلترا الذي اشترط أن يكون لي تجربة إخراجية و عندما شاهدوا الفيلم أشادوا به كثيرا و قبلوني رغم كثرة المتقدمين للالتحاق. · "حاجز بيننا"من الأفلام التي أثارت النقاد ضدك و تسبب في اتهامك بالتطبيع فكيف حدث ذلك؟ "حاجز بيننا" هو مشروع تخرجي من المعهد و حينما عرض في مهرجان ميلانو طلب مني بعض المخرجين المصريين عرضه في مهرجان الإسماعيلية و بالفعل أرسلته لسامي فايز فأشاد به لكن بعد عرضه هوجمت بشدة و اتهمني العديد من النقاد بالتطبيع مع أن الفيلم يحكي قصة حب بين اثنين مختلفين فى الديانة والجنسية ودون التطرق للسياسة وعلى الرغم من ذلك الهجوم إلا أنني لم انتقد من أحد حينما يعرض الفيلم الآن ويرجع ذلك إلى أن بعض الأفكار تكون صادمة فى بدايتها ومع الوقت تتبدل المفاهيم ويزداد الوعى. · واجهت اتهامات بالتطبيع والعداء للثورة وهي تهم كافية للقضاء على أي مخرج فما ردك على هذه الاتهامات ؟ نحن لسنا بمجرمين حتى نتهم وكما سبق وقلت لك أن فيلم "حاجز بيننا" لم يدعو للتطبيع وفيلم "أحلام صغيرة" الذى اتهمت فيه بالعداء للثورة كان من أكثر الأفلام التي شجعت على حب "جمال عبد الناصر" إلا أنه تحدث عن الهزيمة وعكس مرارة واقع تلك الفترة وهو ما رفضه الكثيرون. لكن هناك العديد منم النقاد ساندوا الفيلم مثل "رفيق الصبان" و"أحمد صالح" واختلف المعارضون بين الهجوم على السياق الدرامى للفيلم والبناء السياسي له لكن على كل حال تلك هي وجهة نظري. · ألا ترى أن وجهة نظرك دائما تسبب لك المشاكل؟ قال ضاحكا " تربية يوسف شاهين" فقد تعلمت منه أنه يجب أن نتحدث دون خوف لأن الخوف يأكل الروح ويجعلك غير قادر على الإبداع. والخوف هو الذي صنع أفلام مثل "اللمبي".. أفلام للضحك فقط وليس بها أي شئ من الحرفية. · هل ما تعرضت له من هجوم كان وراء سفرك لإنجلترا؟لقطة من فيلم غرفة للأيجار هناك خلط في هذه المسألة فقد سافرت للدراسة وزوجتي أصلا إنجليزية وعندما حملت سافرنا لإنجلترا حتى تلد هناك وقد قدمت أفلاما عديدة هناك، منها "حلم وقزم" و"غرفة للإيجار" الذي استمر العمل به ثلاث سنوات وعرض في مهرجات القاهرة 2001 وهو أول فيلم لمخرج عربي يعرض للجمهور في إنجلترا كما عرض فى 32 دار عرض بباريس وحصل على 8 جوائز في العديد من المهرجانات الدولية وبعد أن شاهدته كلا من "ليلى علوي" و"نبيلة عبيد" طلبتا العمل معي وكان من المفترض أن أقدم فيلم "نبيلة عبيد" قبل "حب البنات" إلا أن وفاة "أسامة فايز" حالت دون إكمال السيناريو لكننا نحضر للفيلم الآن. · هل واجهت صعوبات بعد عودتك لمصر وإخراجك لفيلم "حب البنات"؟ بدأت المشاكل بعد توقيعي لعقد الفيلم حيث قام أحد المخرجين – وكان على خلاف مع "ممدوح الليثي" – بفتح ملف التطبيع وشن حملة ضدي لم يكن الهدف منها المصلحة العامة بالنسبة لقضية فلسطين أو التطبيع، بل المصلحة الشخصية. لكن "ممدوح الليثي" ساندني حتى قدمنا الفيلم لأنه لم يكن يعقل أن يحاسبني أحد على فيلم قدمته منذ سنوات. · لماذا لم تحصل على عضوية النقابة حتى الآن؟ لأنه يجب أن أقدم ثلاث أفلام روائية طويلة قبل الحصول على العضوية وقد قدمتها بالفعل لكن خارج مصر وعلى كل حال فقد قدمت أوراقي للنقابة منذ 8 شهور و أكد لي البعض أنها قد تستغرق عام كامل حتى يتم الموافقة عليها. · إلى أى اتجاه ينتمى فيلمك القادم "مفيش غير كده"؟ هو فيلم غنائي اجتماعي يحكي قصة عائلة تتحدى المجتمع وتنجح بأبنائها. لتقديمها في الفيلم. · ما المعادلة التي يمكن أن تحقق النجاح لفيلم غنائي وسط جو مشحون بالأكشن والكوميديا؟ لو تم تقديم الفيلم بشكل جيد وصادق وممتع بشكل حقيقي سينجح إلا لو تعرض لضغوط توزيعية كوضعه فى سينما واحدة أو اختيار توقيت سيء لعرضه ، بخلاف ذلك الفيلم الجيد يفرض نفسه والجمهور الذي سيشاهده هو الذي لا يزال يستمتع بأفلام "ليلى مراد" و"سعاد حسني". · ألم تخش من المخاطرة بالعمل مع "نبيلة عبيد" بعد فشل فيلمها الأخير؟ نحن في مصر لدينا نظرة خاطئة للممثل.. ففشل فيلم لا يعني كتابة شهادة وفاة العاملين فيه. لأن الممثل في النهاية مبدع ومن حقه أن ينجح وأن يفشل. وبشكل عام الفيلم يجمع بين جيلين حيث يشترك فى بطولته "خالد أبو النجا" ، "حنان ترك" ، "أحمد عزمي" ، "محمد كريم" و"سوسن بدر". فهناك خليط بين الأجيال وغالبا ما تحقق مثل هذه النوعية من الأفلام نجاحا كبيرا. · كيف تجد التعامل مع نبيلة عبيد؟ تجمعني بنبيلة صداقة قوية عمرها ثلاث سنوات ساهمت في كسر الحواجز بيننا و"نبيلة عبيد" ممثلة كبيرة ولها تاريخها لذا فهي تحترم المخرج وتتبع كل تعليماته. · هل بدأت تصوير الفيلم؟ يقوم الموسيقار "عمر خيرت" حاليا بوضع الألحان التي ستستغرق ما يقرب من شهرين ونصف كما أقوم بإجراء بروفات مع الممثلين. والفيلم كتب له السيناريو والحوار "عزة شلبي" ويشارك في انتاجه قناة ART بالتعاون مع شركة أحمد غيث وهى شركة إنتاج تليفزيوني قدمت مسلسلات "العمة نور" و "ملح الأرض" وهذه أول تجربة سينمائية لهم. · كيف تحكم على السينما الآن؟ تحولت السينما إلى تجارة وأصبحت الإيرادات هي كل ما يبحث عنه المنتج والممثل وأنا لست ضد الكوميديا ولكني ضد أن يكون هناك نوع واحد من السينما فما الذي يمنع أن يكون بجوار فيلم كوميدي لـ "محمد سعد" مثلا فيلم سياسي وآخر استعراضي و هي أفلام ستجذب الجمهور إليها فقد استطاعت أفلام مثل "حب البنات" و"سهر الليالي" جذب نوعية جديدة من الجمهور الذي يجب علينا احترامه وتوعيته. · ما شروطك لو عرض عليك العمل مع "محمد سعد" و"محمد هنيدي"؟ ألا يتدخل أحد منهم على الإطلاق في عملي وأن يترك لي نفسه تماما وكل من لا يرتضى بذلك عليه أن يدرس الإخراج ويقوم بإخراج أفلامه بنفسه. · مع من تحلم بالعمل؟ نجوم مصر جميعا لديهم طاقات جيدة ومتنوعة لكني أتمنى خوض تجربة مع الفنان "عادل إمام" والفنان "عمر الشريف" و"هند صبري". · هل تنوى تقديم أعمال للتليفزيون والمسرح ؟ رشحت لإخراج مسلسل للعرض فى رمضان لكنني أريد كسب المزيد من الثقة والخبرة فى السينما قبل خوض أي تجربة تليفويونية أو مسرحية. · ما حكاية فيلم "قبلات مسروقة" ؟ الفيلم قدمه لي السيناريست "أحمد صالح" وهو سيناريو جيد جدا وقد وافق "ممدوح الليثي" على إنتاجه لكنه توقف ولا أعلم أسباب ذلك. · هل اعترضت الرقابة على الاسم؟ على الإطلاق.. فالفيلم كان اسمه "أنا لك على طول" وحينما وجدوا أن هناك أفلام كثيرة تتطابق أسمائها مع أسماء أغاني تم تحويله لقبلات مسروقة. · هل هناك أعمال أخرى بخلاف "مفيش غير كده" .. ولا مفيش غير كده؟ يوجد عمل آخر يتحدث عن الروحانيات والجان وكيفية عودة الأرواح إلا أنه لا زال في مرحلة الإعداد ولم يتم اختيار الأبطال وهو من إنتاج "جلال حمام" وهو منتج تليفزيوني أيضا وسيكون هذا الفيلم أولى تجاربه السينمائية. موقع "كلاكيت" في أغسطس 2005 |
ماذا قدمت السينما التسجيلية عن قضايانا؟ هاشم النحاس يُلاحظ في الدورة الأخيرة لمهرجان القاهرة للإذاعة والتلفزيون تقلص عدد الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية عنه في الدورات السابقة. كانت هذه الأفلام في تلك الأعوام تمثل أكثر المجموعات إثارة للاهتمام، سواء من الناحية الكمية، أو من ناحية تغطيتها مختلف جوانب القضية. أو حتى من ناحية المستوى الفني، حيث كانت تضم من الأفلام ما يمثل أفضل المستويات الفنية. في دورة العام 2003 بلغ عدد الأفلام التي تتناول القضية الفلسطينية 17 فيلماً، أربعة منها كانت من أبرز أفلام الدورة. أما في هذه الدورة الأخيرة فبلغ عدد الأفلام التي تتناولها 8 أفلام فقط، أي أقل من نصف العدد السابق. وتتمثل في فيلمين من مصر: «يعيشون الموت» عن الانتفاضة ولكن من خلال لقطات مجمعة، و «عكا قلعة البحر» عن تاريخ عكا الحصن، وأربعة افلام من انتاج تلفزيون فلسطين هي «أحمد الشاهد والضحية» (عن صحافي في وكالة «رويترز» أصابه رصاص الإسرائيليين اثناء عمله، وفي لقاء معه يحكي لنا ما حدث) و «طريق الأفعى» (عن الحائط الإسرائيلي العازل وما يسببه من مشكلات للفلسطينيين يذكرها من نلتقي بهم) و «سيمفونية مشاغب» (عن شاب في غزة يسخر مما يدور حوله من أمور بالكتابة على الحائط او أداء بعض الاسكتشات على قارعة الطريق أو الخطابة أو الصراخ ببعض الشعارات أحياناً، غير أن ما يقدمه الشاب لا بريق له). ومن الواضح أن كل ما ذكرنا من افلام لم يتوافر لها من الجهد الفني والدراسة ما يضفي عليها قيمة خاصة، وان بقيت لها - إلى حد ما - قيمتها كوثائق سينمائية. أما الفيلم الرابع من انتاج تلفزيون فلسطين «يافا» 25 ق إخراج سعيد البيطار فيكاد يكون كارثة لأن الصورة (الاقوى تأثيراً) تناقض ما يدعيه التعليق، الفيلم يصور معالم يافا الحديثة التي تحولت إلى مدينة إسرائيلية منذ الاستيلاء عليها 1948 وما نراه من مظاهر الحداثة لمعالم المدينة وشوارعها وعماراتها وحتى ما بقي فيها من اثار عربية، يجعل من الفيلم إعلاناً واضحاً للمدنية والتقدم في إسرائيل، وهو ما يناقض، إن لم يكن يقضي على، التعليق الحماسي الإنشائي الذي يصاحب هذه المشاهد من وجهة نظر فلسطينية، ولا ينقذ الرؤية الفلسطينية أقوال الصياد - الذي نلتقيه - عما يلاقيه من سوء معاملة إسرائيلية، لأننا لا نرى منها شيئاً وفي اعتقادي أن من الممكن لمخرج إسرائيلي خبيث أن يحتفظ بشريط الصورة للفيلم نفسه ويضع عليه تعليقاً من وجهة نظر إسرائيلية، وربما يكتفي بإدخال بعض تعديلات طفيفة على بعض أجزاء من التعليق نفسه ليصبح الفيلم إسرائيلياً مئة في المئة من دون تناقض بين الصورة والتعليق. ولكن لعل افضل ما قدم من افلام، هذه الدورة عن القضية الفلسطينية جاء من لبنان (قناة المنار) ويتمثل في فيلم «الاسير يحيى سكاف» 42 ق إخراج سناء حمدون الى جانب الفيلم الآخر الذي قدمته القناة نفسها «القدس المكانة والواقع» وكان فيلماً تقليدياً لا يضيف جديداً. يتناول فيلم «الاسير يحيى سكاف» حكاية فدائي لبناني وقع في الأسر منذ 26 عاماً اثناء مشاركته في احدى العمليات الفدائية الكبيرة داخل إسرائيل، ومنذ وقوعه في الأسر انقطعت اخباره، ويقدم الفيلم لقاءات عدة مع بعض الشخصيات، من المسؤولين والاهل والاصدقاء وزملاء المعتقل للتعرف على الشخصية والعملية الفدائية التي شارك فيها، واحتمالات وجوده، وندرك من بعض اقوالهم المتضاربة كيف تحول يحيي سكاف الى اسطورة او إنسان غريب الاطوار مقطوع اليد لا يتذكر اسمه. أما عن العراق فلم يشارك في مسابقة المهرجان غير فيلم واحد يتيم يحمل عنوان «لاجئون في بلادهم» 50 ق إخراج العراقي زياد طارق، الفيلم يؤكد بالصوت والصورة أن ما يحدث للعراقيين اليوم صورة طبق الاصل لما كان يحدث للفلسطينيين وما زال. وجوه العجائز العراقيين تكشف تجاعيدها عبء الزمن المضني الذي يحملونه على أكتافهم، يضاعف معاناتهم ما يتعرضون له من تشرد اليوم، امرأة تصرخ «وين نروح» بعد أن أحرقوا بيتها، ورجل لا يستطيع مقاومة البكاء على ابنه الذي احترق مع بيته. وشابة منقبة تعود الى بيتها في الفالوجة فتجده أطلالاً. الحياة اللبنانية في 5 أغسطس 2005 |