جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

ملف

افلام الكرتون.. السحر للصغار والمتعة للكبار

خالد الرويعي

 

لاتجد شاباً جاوز الخامسة والعشرين من عمره إلا ويتحدث إليك بنبرة يعلوها الحنين عن تلك الأيام الغابرة.. أيام عدنان ولينا.. فلونا.. وأيام الطهر والبراءة مع هايدي وبيتر.. سيتحدث إليك متحسراً على تلك الأيام التي يراها قد ولت إلى غير رجعة، فبعدها ليس هناك مايستحق أن يشاهد.. هو يشفق كثيراً على أطفال هذا الزمان ويراهم محرومين من جمال وسحر الماضي، يشفق عليهم أكثر حين يعلم أنهم لم يشاهدوا مسلسلاته الكرتونية المفضلة كعدنان ولينا وجزيرة الكنز، والتي انشغلوا عنها بمتابعة المسلسلات الجديدة الصاخبة.. لكن هل الأطفال- فعلاً يستحقون إشفاقه؟ هل فاتهم شيء؟ أم أنهم قد وجدوا »عدنان ولينا« الخاص بهم؟ ماهو هذا الشيء الخاص بهم؟ وماهي قيمته بالنسبة لهم؟ ماذا عن الأعمال الكرتونية الجديدة.. هل هم معها يشعرون بحاجة لأن يعودوا إلى زمان »عدنان ولينا«؟ أم أنهم مكتفون بها؟ إن الذي يتابع حركة أفلام الرسوم المتحركة يدرك حجم تطورها الهائل على المستويين الفكري والبصري، أيضاً مدى التوسع الكبير في أنواعها وأصنافها.. فهل الأطفال يدركون هذا؟ وهل يرون في ذلك ثراءً وغناءً بالنسبة لهم يجعلهم في غنى عن العودة إلى الماضي؟ وماهو الماضي مقارنة بجمال الحاضر.. بجمال »ديزني« و»بيكسار« وتلك الأفلام القادمة من اليابان؟ ثم في النهاية.. هل الأطفال وحدهم من تجاوز مرحلة »عدنان ولينا« واتجه إلى الاهتمام بجديد أفلام الكرتون.. أم أن هناك من الكبار من ينافسهم في ذلك؟ وهل أفلام الكرتون مخصصة للأطفال فحسب؟!

هذه أسئلة تتناهشني منذ فترة طويلة، منذ أن أدركت ضخامة صناعة أفلام الكرتون، وحجم توزيعها الهائل على مستوى العالم، وذلك الإقبال الذي يوليه الجمهور تجاهها، وهذا التنوع الكبير والغزير في أشكالها وأصنافها ومسمياتها، فهناك )الأنمي( و)المانجا( والأفلام ثلاثية الأبعاد، وتصنيفات أخرى عديدة تشرح كم هو ضخم هذا العالم الذي لانملك عنه سوى معلومات محدودة، ولا نملك عن عشاقه المهووسين به إلا بعض الأفكار والتصورات المسبقة التي يغلفها في كثير من الأحيان نظرة هازئة تزدري هذا الاهتمام وتستخف به.. وأيضاً نظرة أخرى مشفقة تشعر أن هؤلاء محرومون لكونهم لم ينبهروا بـ »عدنان ولينا« وبمجموعة المسلسلات الكلاسيكية الخالدة.. إن هؤلاء، حين تلج عالمهم، ستشعر أنهم أغنياء باهتمامهم هذا، وسيبدو من الطبيعي أن لايحدثوك عن »عدنان ولينا«، فهم الآن مشغولون بمتابعة المسلسل الياباني )ناروتو- (Naruto والذي يرونه بمعاركه وإثارته أولى بالمتابعة، كما أنهم سيتحدثون إليك عن شركة »بيكسار« الأمريكية وعن فتوحاتها على صعيد تقنيات الأفلام ثلاثية الأبعاد، وسيسهبون بالحديث أكثر عن روعة وجمال الصورة وعن مدى الدقة في محاكاة الطبيعة في رسومات «ديزني»، في )حكاية لعبة( و)شركة المرعبين المحدودة( كما ستحدثون إليك وبنوع من الفخر عن فيلم )الجميلة والوحش (BEAUTY AND THE BEAST  الذي كان أول فيلم رسومي يدخل قائمة ترشيحات الأوسكار عن فئة أفضل فيلم.

في البداية حملنا أسئلتنا إلى بعض الأطفال، باغين بذلك استجلاء كنه هذا العالم الواسع، ومعرفة حجم متابعتهم له.

وكانت خطوتنا الأولى مع الطفل ذي الأحد عشر ربيعاً مؤيد صالح القحطاني الذي بدا أنه مسلوب تماماً تجاه عالم »ديزني«، فهو إن منحت له مجالاً سيظل يحدثك بأسلوب لذيذ عن أفلام ديزني وعوالمها الساحرة.. مؤيد معجب إلى حد كبير بفيلم )طرزان(، أيضاً بفيلم )المذهلون( الذي أنتجته »ديزني«. والد مؤيد صالح القحطاني يحكي عن شغف ابنه بهذه الأفلام، فيقول) :منذ أن كان في عمر السادسة وهو يتابع أعمال »ديزني«، وقد وصل به الشغف أن أجبرني على الذهاب به إلى البحرين لمشاهدة فيلم )المذهلون( الذي كان يعرض في صالات السينما هناك)..

وعن الميزة التي يراها في هذه الأفلام، يقول صالح) :الآن لايمكن تحديد ميزة أو قيمة عظمى لهذه الأفلام سوى أنها طفولية شكلاً ومضموناً، كما أنها تحوي جانباً تربوياً يعزز القيم الإنسانية الأصيلة بأساليب ممتعة ومحببة إلى النفس( إعجاب مؤيد بهذه الأفلام يشاركه فيه الطفل محمد السبيعي والذي يؤكد أن فيلم )حكاية لعبة( هو أفضل ما رأى من أفلام حتى الآن، هو معجب كذلك بفيلم )عصر الجليد( ومعجب بالإبهار البصري الذي يحتويه.. محمد يوضح أن الوسيلة التي يعرف من خلالها عن جديد الأفلام الرسومية هي من خلال متابعته لجديد ألعاب البلايستيشن، حيث ما من لعبة تنزل إلا ويتبعها فيلم.

لكن يظهر أننا لم نتحدث سوى عن الأطفال.. فهل هم فقط من يتابعون الأفلام الرسومية؟ احدى صاحب محلات الفيديو يؤكد عكس ذلك، وهو يستند في ذلك إلى حجم التوزيع والمبيعات، إذ يوضح أنهم يطرحون من كل فيلم بمعدل تقريي 2000 نسخة، ينفذ منها في الأيام الأولى مانسبته ٠٤٪ والبقية تنفذ مع مرور الوقت وفي خلال مدة لاتتجاوز الشهرين، ومن نسب التوزيع الهائلة تكون نسبة الكبار هي الأعلى، إذ يلحظ طغيانهم على مجموع الصغار، وحرصهم الشديد على اقتناء أفلام الكرتون بكافة أنواعها.. أما عن أكثر الأنواع طلباً، فيقول) :هي لاشك أفلام »ديزني«، لكن هناك طلب ملح على أفلام الرسوم اليابانية، وللأسف هذه الأفلام ليست متوفرة بالشكل المطلوب( كما يؤكد، رغم ذلك، أن هذه النسب تقريبية ولاتحمل معياراً دقيقاً يؤهل للحكم على مدى شعبية هذا النوع من الأفلام في السعودية، وهو يعزو عدم دقة هذا الحكم إلى وجود مجموعة من محلات الفيديو المتلاعبة التي تلعب على وتر »النسخ«، فهذه المحلات تنسخ أفلام الكرتون وتقوم ببيعها بأسعار زهيدة إلى الجمهور، وهذا يفسر الانكباب عليها، لكن دون وضوح فيما يتعلق بحجم توزيع الأفلام وبنسب أعمار الجمهور الذي يتهافت عليها..

الكبار أيضا

وكتأكيد على وسع عالم الرسوم المتحركة، ودليل أيضاً على أن الكبار يهتمون كثيراً بهذه الأفلام.. كان لنا لقاء مع أحد المتبحرين فيها، والذي تشعر بعد الحديث معه أن السباحة في هذا العالم ممتعة ولذيذة ولا تخلو من فائدة على المستوى الفكري، وكذلك فيما يتعلق بإنماء الجانب الذوقي والجمالي في نفس المشاهد.. طارق الخواجي، يعمل مدرساً في المنطقة الشرقية، لايخفي امتنانه للمسلسلات الكلاسيكية القديمة، إذ هي التي ولدت لديه الاهتمام بالأفلام الرسومية، يقول) :منذ البداية، برز اهتمامي بها بصورة كبيرة حتى في ظل اهتمامي بالصورة المرئية عموماً كالمسلسلات التلفزيونية والأفلام والأعمال التسجيلية والروائية، لكن منذ حوالي ثلاث سنوات تقريباً، بدأت تتضح لدي رؤية متسعة وقراءة متمعنة يمكن تسميتها نقداً، حيث بدأت أٍقرأ هنا وهناك وأبحث عن الجديد وأتابع مايصدر من دوريات ومؤلفات ونقاشات إليكترونية وأشاهد أصنافاً وألواناً مختلفة مما ينتج، مما جعلني أدرك اتساع هذا العالم..( أما عن الذي جذبه إلى هذا العالم الساحر، وعن مزاياه، فهي كما يقول) :الميزة التي تبدو في نظري أكثر قيمة في عالم الأنيمي هي القدرة اللامحدودة في إعطاء الفكرة والقصة أقصى ما يمكن، سواء من حيث المسار القصصي والعقدة أو التيمة كما يطلق عليها السينمائيون، والقدرة على توفير عوالمها ورسم مشاعر متفجرة تترك انطباعاً حاداً لدى المشاهد، هناك أيضاً إمكانية منح القصة فعاليتها دون جهود اقتصادية أو زمنية وبقدرة متوازية مع أدب الرواية، مثلما يحدث في قصة ستيفنسون الشهيرة »جزيرة الكنز« التي أخرجها أوسامو ديزاكي حيث حافظ على خط القصة الاساسي لكنه منحها عبقاً خاصاً لا يمكن ان يتواجد إلا في عالم الانيمي الساحر، نفس الامر تكرر مع ديزاكي نفسه فيما تم انجازه من قصة هرمان ملفل الجبارة »موبي ديك«( وبموازاة طارق الخواجي، هناك شاب آخر لا يقل عنه ابحاراً في هذا العالم، هو علاء المكتوم، طالب في جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، سبق له المشاركة في مهرجان افلام من الامارات في دورته الماضية حيث ألف موسيقى الفيلم الاماراتي »آمين«.. علاء لا يخفي اعجابه بالافلام اليابانية، لكنه يبدي ميلاً نحو افلام »ديزني«، ونحو تعاونها مع شركة »بيكسار«، يقول في ذلك) :التعاون بين هاتين الشركتين انشأ نوعاً جديداً، هو الكارتون الثلاثي الابعاد، وهو الرسم المتولد بالحاسب وليس باليد، والذي لاقى رواجاً جماهيرياً عظيماً، ومنه انبثقت افلام غاية في الابداع والجمال مثل »حكاية لعبة« و»الوحوش« و»المذهلون« و»البحث عن نيمو«..ويضيف محدداً ميزة افلام »ديزني«: ان الميزة التي تتمتع بها هذه الافلام انها مناسبة غالباً لجميع الاعمار وليست موجهة للاطفال فقط، ولا ادل من ذلك على ان فيلم »الجميلة والوحش« مثلاً قد نال جائزة الاوسكار العالمية في فرع افضل فيلم عام ١٩٩١م! كما ان افلام ديزني لاتخرج دائماً عن اطار الأدب والفضائل في اللفظ والصورة) اما عن مدى التنوع في افلام ديزني، فيقول علاء) :على عكس الانميشن الياباني والذي يشتهر بكثرة مدارسه وانماطه المتعددة في رسم الشخصيات واساليبه المختلفة في التلوين والتحريك، فإن استديو ديزني يكتفي بأسلوب واحد معروف وهو الرسم التقليدي المشهور، لا يحاول الخروج عن هذا القالب انما يجعل التنويع في المضمون نفسه من قصص وحكايات تجوب في كل مرة اساطير الانسان او مناطق الارض او احلام المستقبل.(

لكن ماذا عن انواع الانميشين الياباني؟ هنا يجيبنا الاستاذ طارق الخواجي فيقول) :يصنف اكثر النقاد الانيمي حسب شخصياته، ومن اشهر هذه التصنيفات »الشونن« وهو الانيمي الذكوري، و«الشوجو» الانيمي الانثوي و»الميكا« الذي تكون شخصياته الاساسية آلات عملاقة مقاتلة مثل »جراينديزر« و»اجنحة الكاندام«. وهناك نوع لم يشتهر كثيراً لكنه يبدو اكثر فرصة في شق طريقه الى المستقبل، وهو ما يطلق عليه النقاد اليوم »الانيمي التقدمي«، يقود هذا التيار المخرج الرائع هاياو مايزاكي بفيلم »بالأمس فقط« لشريكه ايساو تاكاهاتا مخرج الفيلم العظيم »قبر الفراشات المضيئة«، وهناك المسلسل الشهير »تجارب متسلسلة لين« الذي يمثل هذا التيار بوضوح بالغ. البعض وهذا نادر جداً يقسمون الانيمي حسب تيار الرسم وهو امر لا يعترف به الكثير هذه الايام، ما عدا المتعمقين جداً في عالم الانيمي وتقسيمه من الناحية الفنية البحتة,( أما عن ما يستهويه اكثر فهو الانيمي التقدمي الذي لا يخضع للتصنيف الجنسي او الآلي، وانما يدور على هدف الواقعية والقصة عبر الشخصيات المختلفة والمتعاضدة في الرقي بالعمل، لكنني كعاشق للانيمي اجدني في نهاية المطاف حريصاً على متابعة ومشاهد اغلب ما ينتج..( أما علاء المكتوم فيقول: (الكارتون الياباني تشدني كثيراً افلام ومسلسلات التقاليد والاعراف اليابانية، وبالاخص ما يتعلق بالننجا والساموراي وفنون القتال، مثل مسلسل »ساموراي تشامبلو«، وعلى صعيد افلام الانمي فتعجبني جميع افلام المخرج »هايو مايازاكي« )مخرج عدنان ولينا( مثل »الروح الضائعة« و»بوم بوكوم« و»الأميرة مونونوكي«( وفي سؤال عن السوق السعودي وهل يوفر ما يتمناه المهتم بجديد الافلام الرسومية وبأنواعها المختلفة.. يجيب الاثنان ان السطوة تظهر بوضوح لصالح الفيلم الأمريكي، اما الياباني فلا يزال اهتمام الشركات به محدوداً، رغم ان الجمهور يتلهف لمشاهدته ومتابعته.. يقول طارق) :السوق السعودي يعاني من سيطرة المنتج الأمريكي، وقد يبرر هذا بالدعاية الكبيرة التي يبذلها المنتج او الموزع الأمريكي، بينما لا يحرص الياباني على ذلك وهو امر متأصل في الطبيعة الفكرية للمجتمع الياباني، من المؤسف حقاً ألا يكون في السوق إلا اربعة افلام انيمي فقط على حد علمي، هي »عرابي طوكيو«، »متروبوليس«، »كاوبوي بيبوب« و»الذكريات«( وعلاء يؤيد هذا الكلام، اذ يقول:  )الانميشن الياباني مهمل في السوق السعودي تماماً إلا ما ندر، حتى الشهير من اعمالها وروائعها فإنه مفقود، وانا اعثر عليها بواسطة نسخ غير اصلية من هنا وهناك. يعود السبب الرئيس في تهميش الانميشن الياباني الى عدم وجود شركة توزيع محلية تنسق مع شركات الانتاج هناك في اليابان. ولعل من سبب آخر وهو ان الكثير من الانميشن الياباني يحوي في داخله ما لا يلائم ثقافة وحصانة المسلم في احيان كثيرة، وهو ما قد يضع المسؤولين في حذر يجعلهم يعممون على الاعمال اليابانية بكافتها)، وانطلاقاً من هذه الردود الغزيرة في محتواها وفي معلوماتها والتي اطلقها الاستاذ طارق والاستاذ علاء، ومروراً بافتتان الطفلين مؤيد ومحمد، نستطيع نحن تبين - ولو من بعيد - ملامح هذا العالم الساحر.. الذي امتزج به الخيال بروعة الصورة.. وبشكل يغرينا فعلاً على ولوجه مطمئنين إلى العظمة التي سنتحصل عليها حتماً حين نغوص في اعماقه.. وسننسى »عدنان ولينا« لسبب بسيط.. هو ان مدد المبدعين لا يزال متدفقاً.. وابداعهم المتجدد لا يزال يطبع عصرنا الحالي بالروعة والجمال.

الأيام البحرينية في 26 يوليو 2005

 دور الرسوم المتحركة في إكساب القيم  للطفل  

في دراسة قامت باعدادها الكاتبة والباحثة السعودية ليلى سعيد الجهني التي تعمل محاضرة في قسم التربية وعلم النفس بكلية التربية للبنات في المدينة المنورة حول استكشاف الدور الذي قد تلعبه الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة بعض القيم المرغوب فيها . ركزت الباحثة على ثلاث نقاط لتحديد الأبعاد التي يمكن من خلالها زيادة فعالية توظيف الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة بعض القيم المرغوب فيها. والنقاط هي :

١. الطفولة المبكرة

٢.القيم

٣.الرسوم المتحركة.

فقد يشعر البالغون بالسخرية من أنفسهم عندما يستحوذ أحد أفلام الرسوم المتحركة على اهتمامهم، غير أنه ما أن تحين منهم التفاتة عابرة لأطفالهم حتى يجدوهم مسمرين أمام الشاشة يتابعون أحداث الفيلم باستمتاع وتركيز وانفعال، ويرجع ذلك إلى أن الرسوم المتحركة تستمد عناصرها الرئيسة من واقع الإنسان والحيوان والجماد، حيث يعمد فنانوها إلى تحريك تلك العناصر واستنطاقها بطريقة تخرج عن المألوف.

ولعل تعلق الأطفال بالرسوم المتحركة من الأمور التي تسهل ملاحظتها، إذ يحرصون على متابعة شخصياتها المتحركة الناطقة القادمة من عالم الإنسان، أو الحيوان، أو الجماد المعتمدة في معاجلتها الفنية على الإيقاع والحركة السريعين. إضافة إلى اللون والصوت، بغرض توضيح بعض الأمور للطفل، وتعريفه بما قد ينفعه أو يضره في البيئة الواقعية المحسوسة المحيطة به.

وتتفق نتائج أكثر من دراسة عربية على المكانة التي نختلها الرسوم المتحركة في نفوس الأطفال. ففي دراسة خاصة تبين أن (534) طفلا يمثلون (53.1%) من أفراد العينة، ينهون واجباتهم المدرسية قبل بداية عرض الرسوم المتحركة كي يتفرغوا لمشاهدتها،  وفي دراسة أخرى التي بلغ عدد أفراد عينتها (400) أفراد. وتراوحت أعمارهم بين (5) و(15) عاما، كانت الرسوم المتحركة السبب الأول من أسباب إعجاب أفراد العينة ببرامج الأطفال المقدمة في التلفزيون المصري. كما أظهرت الدراسة نفسها، أن الرسوم المتحركة المسجلة على أشرطة الفيديو كادت تكون المادة الوحيدة التي يقبل عليها أفراد العينة، إذ احتلت المرتبة الأولى بتكرار أكبر من تكرار ما يليها من مواد، وفي دراسة أجرتها شعبة مراقبة البحوث النفسية التابعة لوزارة التربية في الكويت، احتلت الرسوم المتحركة المرتبة الأولى بالنسبة للبرامج التي تجذب الأطفال.

ونظرا لهذه المكانة التي تحتلها الرسوم المتحركة لدى الأطفال، وإقبالهم على مشاهدتها ومتابعتها، فإن محطات التلفزة العربية الأرضية والفضائية تكرس لها حيزا لا يستهان به من الفترات المخصصة للأطفال وبرامجهم خلال دوراتها. فعلى سبيل المثال، تستحوذ الرسوم المتحركة على نسبة (66.7 %)، من مجموع برامج الأطفال التي تقدمها القناة الأولى لتلفزيون المملكة العربية السعودية، خلال أيام الأسبوع. وترتفع تلك النسبة إلى (85.8 %) خلال نهاية الأسبوع وأيام الإجازات. وتبلغ نسبة الرسوم المتحركة (73.5 %)، من مجمع برامج الأطفال التي تقدمها قناة الكويت الفضائية. أما في قناة دبي الفضائية فتصل نسبتها إلى,(64.7 %) في حين تستحوذ الرسوم المتحركة التي تقدمها قناة سلطنة عمان الفضائية على نسبة (50 %)، من مجموع برامج الأطفال.

وفي عام ٣٩٩١ م قدمت محطات التلفزة اللبنانية، التي يبلغ عددها (13) محطة، عبر قنواتها المختلفة، خلال دورة أسبوعية واحدة، (96) فقرة من الرسوم المتحركة مقابل (4) فقرات محلية. في حين قدمت القناة السابعة التونسية، عام ٦٩٩١ م خلال دوراتها البرامجية، (16) فقرة من الرسوم المتحركة مقابل (5) فقرات محلية.

وفي ظل قلة أفلام الرسوم المتحركة المنتجة عربيا، تتجه محطات التلفزة العربية إلى استيرادها من دول أجنبية على رأسها : اليابان، والولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وفرنسا، وقد أشارت دراسة أجريت في عدة دول عربية إلى أن الرسوم المتحركة، احتلت المرتبة الأولى في قائمة المواد التي تستوردها محطات التلفزة في تلك الدول، بنسبة بلغت (20.7%) (.

تكمن المشكلة في أن الرسوم المتحركة المستوردة، تحمل في طياتها قيم ومبادئ الحضارة التي أنتجتها. وقد تتعارض هذه القيم، مع تلك التي ينبغي للطفل العربي المسلم أن يتمثلها. وعندما تقترن هذه النقطة بما تتمتع به الرسوم المتحركة من جاذبية و إخراج متقن، يقرب شخصياتها من الطفل، ويجعل منها قدوة ومثلا يحتذيهما، ندرك مدى خطورة ما قد تتضمنه من قيم ضارة، يمكن أن تؤثر في الطفل، خاصة مع تكرار عرضها. ويزداد تأثير الرسوم المتحركة المستوردة عندما تكون مدبلجة إلى اللغة العربية، إذ إن نطق شخصياتها بلغة الطفل، يضفي عليها قدرا أكبر من الصدق، ويضمن درجة أعلى من تمثله لقيمها.

لا ينبغي أن يغيب عن الأذهان أن الرسوم المتحركة تهيأ الطفل لتقبل ما تقترحه من قيم، عندما تقدمها عبر شخصيات محببة قريبة من عالم الطفل، بأسلوب درامي يعمد إلى استثارة مشاعره حتى يتعاطف معها. ومن هنا تنبع خطورة الرسوم المتحركة، إذا لم تكن مبنية على أسس تربوية سليمة قوية نابعة من ثقافة وحاجات مجتمع الطفل المشاهد، خاصة أن الأطفال يتصفون بحكم تكوينهم بأنهم ذوو قدرات إدراكية وخبرات محدودة، تجعلهم يستجيبون للمثيرات التي يتعرضون لها دون تمحيص.

وانطلاقا مما سبق، تسعى الدراسة الحالية إلى استشراف الدور الذي قد تلعبه الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة بعض القيم المرغوب فيها، وذلك من خلال التركيز على المحاور التالية :

الطفولة المبكرة : ويتناول هذا المحور تحديد المقصود بالطفولة المبكرة وأهميتها.

القيم : ويتناول هذا المحور تعريف القيم، وتحديد أهميتها، وكيفية تكوينها.

الرسوم المتحركة : ويتناول هذا المحور الكشف عن طبيعة القيم التي تحملها الرسوم المتحركة المقدمة للأطفال، وجاذبية الرسوم المتحركة، والرسوم المتحركة والتعليم، وصولا إلى تحديد الأبعاد التي قد تسهم في تفعيل توظيف الرسوم المتحركة في إكساب طفل ما قبل المدرسة القيم المرغوب فيها...

 

 

 

 

 

اليابان..المنافس الشرعي وعدو هوليوود الأول

تعتبر اليابان إحدى أهم الدول عالمياً في انتاج افلام ومسلسلات الكارتون، وهي تعتبر المنافس والعدو الأوحد لصناعة هوليوود، وقد كرست المسلسلات اليابانية في الثقافة العربية الكثير من طبيعة الخيال الشرقي بعيدآ عن عنف وثقافة البوليس لدى هوليوود.

الأنيمي 

كلمة يابانية مشتقة من اللفظ الإنجليزي (animation)، يطلق هذا اللفظ على الرسوم المتحركة التي ينتجها اليابان. إلى فترة غير بعيدة كان يطلق على هذا الفن اسم »مانغا آئيغا«  أو »فيلم المنغا«، كانت أفلام الرسوم المتحركة آنذاك تقتبس من المنغا )الأشرطة المرسومة اليابانية)، تحضى الأنيمي بشعبية كبيرة في اليابان: سنة ١٠٠٢ م حقق فيلم »رحلة شيهيرو« الذي أطلق عليه Spirited Away في النسخة الإنجليزية أكبر إيرادات في تاريخ السينما في اليابان متفوقا على فيلم »تايتانك«، علما أن هذا الفيلم من أخراج أحد أبرز أعلام هذا الفن وهو المخرج ميازاكي. أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية.

(عدنان ولينا)

من مسلسلات ميازاكي  الشهيرة وهو عبارة عن مسلسل كرتوني ياباني من ٦٢ حلقة، عرض على الشاشات العربية خلال فترة الثمانيات، ومازال يعرض حتى الآن على بعض القنوات. هذا المسلسل تم إخراجه من قبل ميازاكي أحد أعظم مخرجي ورسامي الرسوم المتحركة اليابانية، وكان ذلك في عام ٨٧٩١. تدور وقائع المسلسل الكرتوني في العام ٨٠٠٢ عندما قارب العالم على الفناء بسبب أسلحة الدمار الشامل.
المسلسل الأصلي الياباني حمل الإسم »فتى المستقبل كونان«  وقد تم أخذ القصة الأصلية من قصة كُتِبت في ٠٧٩١ بعنوان »المد الكبيرThe Incredible Tide« للكاتب ألكساندر كي.

المحقق كونان

مسلسل كرتوني ياباني من أعمال غوشو اوياما تم دبلجته الى العربية بواسطة شركة الزهرة. والمحقق كونان هو مسلسل كرتوني بطله فتى يسمى سينشي كودو يعمل محققا مع رجال الشرطة، تم تقليص جسده من قبل عصابة تسمى بالعصابة السوداء فتحول شكله الى طفل صغير لكن قوة عقله بقيت كما هي. كان الدوكتور أغاسا أول من يعرف بشخصية سينشي المتحولة بعد أن أخبره القصة. وكي لا يتعرض معارف سينشي للخطر من قبل العصابة السوداء قرر تغيير اسمه الى كونان ايدوجاوا.

يحتوي المسلسل على عدة شخصيات مسلسل منها:

·         كونان ايدوجاوا: هو بطل المسلسل الذي تقلص جسده، واصبح بحل الجرائم بمساعدة اختراعات الدكتور اغاسا.

·      ران موري: هي خطيبة سينشي كودو وزميلة الطفولة، تحبه كثيرا لكنها لا تصرح له بذلك. لا تعرف حقيقة ما جرة له وما زالت تنتظره، وغالبا ما يتم الاتصال بينهما عن طريق الهاتف بعد ان يغير صوته بواسطة ربطة العنق.

·         توغو موري: لقبه المحقق النائم، فاشل في أصله لكنه أصبح مشهورا كثيرا بعدما بدأ كونان بتنويمه واستعمال صوته في حل القضايا.

·     الدكتور اغاسا: أول من علم بان جسد سينشي قد تقلص، فساعده في اخفاء شخصيته الحقيقية، واخترع له عدة أدوات تساعده في حل الجرائم.

·         المفتش ميغوري: مفتش الشرطة، غالبا ما يظهر عند وجود الجرائم، ثخين قليلا ولكنه جاد في عمله.

·         جينتا: صديق لكونان في المدرسة وعضو في فرقة المتحرين الصغار.

·         ميتسو: صديق لكونان في المدرسة وعضو في فرقة المتحرين الصغار.

·         ايومي: صديقة لكونان أيضا في المدرسة وعضوة في فرقة المتحرين الصغار.

تم دبلجة أربعة أجزاء من كونان الى العربية بواسطة شركة الزهرة، أما في اليابان -البلد المنتج لهذا الانمي- فتم انتاج وعرض أكثر من ٩٩٣ حلقة من المسلسل الى الآن، هذا بالاضافة الى عرض ثمانية أفلام لكونان، وقد تم عرض الفيلم التاسع في ٩ ابريل ٥٠٠٢ الماضي  واسم الفيلم »الاستراتيجية فوق الاعماق«. وفي الدبلجة العربية يتكون الجزء الأول من ٩٣ حلقة أما الجزء الثاني فهو ٠٤ حلقة، أما الجزء الثالث فمن ٦٤ حلقة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

حياة مفعمة بالحيوية والرسوم المتحركة   

(ماكروميديا فلاش) من اهم منصات تصميمات الكمبيوتر الشعبية من نوعها. افلام الوميض هي في العادة من ابداع المنتجين الكبار الخبراء ليس فقط في الرسم، بل ايضا في التاليف الموسيقى والاصالة الفنية.

تيان تيان عمرها ١٢ سنة. مشلولة من العنق فأسفل. اصبحت مشهورة بين أصحاب الرسوم المتحركة في الصين لقدراتها في اصدار حركات هزلية وامضة، لا تستخدم سوى ملقط طعام في فمها.

كانت تيان وهي طفلة ذات شكل طويل ونحيف. تحلم بان تصبح راقصة .لكنها عانت من حادثة وهي في الثانية عشرة من عمرها. اصابها الشلل فابتعدت عما كان يراودها من حلم. اصبحت طريحة الفراش، صارعت لاربع سنين هي الاشد في حياتها.

الامور تغيرت في عيد ميلادها السادس عشر. عندما قدما لها والداها كمبيوترا كهدية. في اليوم التالي اصلح ابوها ملقط الطعام الذي تمسكه بفمها وجعلها تضعه على لوحة المفاتيح. بعد فترة طويلة من الصراع، ارسلت اولى رسائلها عبر الانترنت (تيان تيان . انا هنا)!

عندما التقيت تيان، كانت قد انتقلت الى منزل جديد.. البيت الثالث في بكين، كان عن احياء المدينة ابعد من الاثنين السابقين. انتقال يؤكد وضعها المالي غير المؤاتي . ولكن من خلال الحديث بيننا كانت مغمورة بآمل طموحة حيال حياتها- وجهها يشع بالابتسامات .

بعد اول محاولة لها ،بذلت تيان جهودا دائبة لتستوعب الكمبيوتر.في بادئ الامر، استخدمت لواقط خشبية، لكنها تركت تأثيرات في فمها. تحولت الى لواقط بلاستيكية لكنها كانت تنزلق ، ثم حاولت استخدام لواقط عاجية كانت هي الافضل. في كل مرة استخدمتها تيان لتحريك لوحة المفاتيح كانت تحتاج الى كل قوتها، لم يمض طويل وقت حتى تملكتها بشدة.

في احد الايام، فرحت لان تجد اثارة على الانترنت. والاكثر اثارة ان مؤلف ذلك كان متصفح انترنت متوسطا مثلها.

قالت تيان لنفسها: »لو كان شخص آخر يمكنه ان يفعل ذلك ،ايضا يمكنني« اول عمل فلاش ادته تيان هو عملية صغيرة متحركة على اساس صورة لشقيقتها الاصغر بمرافقة قطعة موسيقى. ومع انها بسيطة، منحت تيان احساسا بانجاز شئ مما شجعها على اداء المزيد من الاعمال.

ان تصبح مصمم فلاش ليش شيئا سهلا.المصمم يحتاج الى اكثر من سيطرة جديدة على الكمبيوتر. يحتاج ايضا الى ان يتحلى بمذاق الجمال والاصالة الفنية ومهارات البرمجة. الاهم من ذلك ، ينبغي ان يكون المصمم فنانا تقنيا ناجزا . ليس فحسب في ان تيان مشلولة . في البداية لم يكن لديها معرفة عن رسم الخط واستخدام الالوان.

عند النظر الى اعمال فلاش تيان، يمكن للمرء ان يتخيل كم من الآلام والصعاب التي خبرتها. في ذات يوم ، عملت عصفورا متحركا لبطاقة الكترونية. حاولت مرات عديدة واساليب كثيرة لرسم العصفور، وفي الاخير حصلت على الصورة التي توافقت مع توقعاتها . لكن الدنيا كانت ماء ولما ساعدها ابوها على شرب الماء لم تستطع ان ترسم الماء عبر قشة، تخدر فمها ووجنتها لانها امسكت بلواقط الطعام وقت طويلا.

كانت تلك البطاقة الالكترونية هي التي جعلت تيان تتلقى اول اجر عن عمل. في ابريل ٠٠٠٢، تلقت عشرات قليلة من اليوانات .ثم بدأت تفكر كيف تعيش من الفلاش.انتقلت تيان من مدينة تشيتشيهار الى بكين لتعتمد على فلاش في الحياة.بعد سنوات من الصراع فازت اعمالها المتحركة بجوائز. في مناسبات عديدة، واصبح لها اسم في اوساط الفلاش الصينية. اسست مع اصدقائها استوديو تيان للرسوم المتحركة وفتحت موقعا إلكترونياً .

في عشية رأس السنة الجديدة الصينية هذا العام كتبت تيان على الانترنت:» انا غنية روحيا , حياتي في بكين على مايرام. اعتقد ان على كل شخص ان يسير الى الامام نحو هدفه برغم جميع الصعوبات والمتاعب على الطريق«.