جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

شباك الإيرادات يطيح بأحلام النجوم

أفلام تنتحر علي أبواب الصيف!

تحقيق : محمد بكري و خيري الكمار

 

أفلام تخرج من دور العرض قبل الاوان وتنتحر علي أبواب موسم الصيف، وتبتعد عن سباق المنافسة وتترك أبطالها ومنتجيها يشعرون بالأسي والظلم، والموزعون يتهمون هذه الأفلام بانها خاسرة وطردها من دور العرض أمر طبيعي.

وإذا كان 'علي سبايسي' والحاسة السابعة وحمادة يلعب هم ضحايا الموسم الصيفي الحالي، فإن موسم العيد الماضي قد شهد رفع فيلم 'انت عمري' في ظروف مشابهة بعد تراجع ايراداته.

أبطال الافلام ومنتجوها في مواجهة مع الموزعين في هذا التحقيق
المخرج محمد النجار يري أن السبب الرئيسي في ضعف ايرادات فيلم 'علي سبايسي' هو التوقيت الخاطيء حيث يقول: علي سبايسي تم عرضه في منتصف شهر يونيو الماضي وذلك بناء علي خطة توزيع الشركة المنتجة فهي صاحبة الرأي الاول والاخير في هذه القضية لانها تمتلك رأس المال ورغم اعتراضي علي هذا الموعد الا أن الشركة أصرت علي رأيها وقامت بعرض الفيلم في الموعد الذي حددته من قبل وانا كنت أفضل نزول الفيلم من بعد يوم 3 يوليو لأكثر من سبب أولها أن هذا التوقيت هو البداية الحقيقية للموسم الصيفي في رأيي وان حكيم لم يختبر في التمثيل من قبل وبالتالي هو في حاجة للنزول وسط الافلام الاخري لكن الشركة اعترضت علي ذلك بحجة أن دور العرض التي تمتلكها يجب ألا تظل خاوية بدون أفلام لها وان حكيم مطرب مشهور وله جماهيرية عريضة وكانت وجهة نظري ان جماهير السينما لم تعتد علي دخول دور العرض الا في شهر يوليو والمصايف كانت لم تبدأ بعد وهي تمثل جزءا كبيرا من حجم ايرادات أي فيلم بالاضافة الي أن هذا التوقيت سوف يكون سببا في خسارتنا حفلات هامة جدا مثل حفلات منتصف الليل والسوبر والشبح التي تبدأ من بعد منتصف الليل بساعتين أو أكثر ورغم هذه المبررات الا أن الشركة أصرت علي رأيها وهي صاحبة القرار الأخير في ذلك لانها صاحبة رأس المال.

وينفي محمد النجار ما قيل إن علي سبايسي تم رفعه من دور العرض لحساب أفلام أخري حيث قال:

هناك اتفاق ودي مسبق بين المنتجين والموزعين علي خريطة العرض السينمائي بحيث يتم عرض أي فيلم لمدة أسبوع أو اثنين وبناء علي ردود الافعال يتم التفكير في بقائه من عدمه فلا يوجد ما يسمي 'بالهولد أوفر' بمعناه المعروف فكلها اتفاقات ودية بين الموزعين وبعضهم البعض. وعموما فيلم علي سبايسي لم يأخذ الفرصة الحقيقية لان الاختبار الحقيقي بين الافلام لابد أن يتم في ظل ظروف متساوية في كل شيء وخسارة علي سبايسي الحقيقية كانت بسبب المصايف وحفلات منتصف الليل حيث يتم تشغيل الفيلم وعرضه في قاعتين أو ثلاث قاعات أحيانا بنسخة واحدة فقط.

حمادة يلعب

أحمد رزق بطل فيلم 'حمادة يلعب' أكد أن كارثة موسم هذا العام سببها أن الموزع أصبح منتجا حيث يقول:

تبادل الادوار بين المنتج والموزع وتحكم الاخير في دور العرض هو ما أدي الي هذا الخلل حيث يحاول المنتج الحفاظ علي فيلمه، بينما يسعي الموزع الي كسب المال بأي شكل وبالتالي اللعب علي العمل الذي يحقق أعلي الايرادات في أسرع وقت ممكن وهذه هي الكارثة في اختصار شديد، فالفيلم كان يحتاج فرصة حقيقية للمشاهدة لكن ما حدث يشعرني بالظلم الشديد لانه وقع ضحية ما بين المنتج والموزع لكن مما لاشك فيه ان الفيلم من وجهة نظري نجح ونال اعجاب الجماهير التي شاهدته ومعظم النقاد وأدائي فيه كان علي المستوي الذي يرضيني أنا شخصيا وليس لدي أي تفسير آخر لما حدث سوي انني الآن اشعر بظلم كبير.

الحاسة السابعة

أحمد مكي مخرج فيلم 'الحاسة السابعة' يري أن سبب سقوط الفيلم وعدم تحقيقه للايرادات المنشودة هو سوء الدعاية من قبل شركة الانتاج التي أصرت علي التوزيع رغم عدم خبرتها في هذا المجال.

ويضيف أحمد: أن الشيء المؤسف ان الشركة قامت بطبع 23 نسخة فقط رغم أن العدد المطلوب والمعروف علي الاقل 60 نسخة حتي يستطيع الفيلم المنافسة مع باقي الافلام في كل مكان علي أرض مصر لكن الكارثة الاكبر أن الشركة اتجهت الي التوزيع في الاقاليم بينما لم يعرض الفيلم في أكبر دور العرض الموجودة بالقاهرة ويشير أحمد الي انه تدخل الي الشركة وطلب منها ضرورة طبع نسخ أكبر الا أن جميع الاعضاء بالشركة رفضوا كما أن أسرة الفيلم في النهاية خضعت لسيطرة شركة الانتاج، وهذا يبرز حالة من الاستهتار بالفيلم وعدم الرغبة في ايجاد منافسة له مع باقي الافلام الموجودة في الموسم الصيفي من قبل الشركة المنتجة.

كما أن الفيلم في معظم دور العرض الموجود بها يحقق ايرادات والقاعات ممتلئة عن آخرها لكن قلة عدد النسخ سر سقوطه في السوق، وهذا جاء علي غير المتوقع بالنسبة لي لانه أول تجاربي وكنت اتمني أن يحظي باهتمام أكثر من هذا حتي يكون دفعة لي في الفترة القادمة.

أزمة فيلم

خالد يوسف مخرج فيلم 'انت عمري' هو أحد المتضررين من هذه الازمة يقول:
لابد من اعادة النظر في مبدأ 'الهولد أوفر' والمقصود به تحقيق الحد الادني من الايرادات التي تضمن للفيلم البقاء في دور العرض لكن ما يحدث عكس ذلك تماما حيث ان شركات التوزيع المتعاقدة مع الافلام الاجنبية مرتبطة بتواريخ عرض معينة خلال العام وهو اتفاق ملزم لأصحاب دور العرض في نفس الوقت وهذا الامر يشكل ضررا مباشرا بصناعة السينما المصرية فمهما حقق الفيلم المصري من نجاح وايرادات عالية ينتهي به الامر أن يرفع من دور العرض لصالح الفيلم الاجنبي لذلك: اطالب أن تكون الاولوية للفيلم العربي داخل دور العرض بمعني انه طالما حقق الفيلم الحد الادني من الايرادات فلابد من بقائه خاصة انه فيلم قومي وحمايته هي في الواقع حماية لصناعة السينما بشكل عام.

ويضيف خالد يوسف قائلا: فيلم 'انت عمري' واحد من الافلام التي ظلمت رغم أنه ظل في دور العرض سبعة أسابيع كاملة لكن ايراداته العالية التي استطاع أن يحققها تضمن له البقاء لفترة أكثر من سبعة أسابيع بكثير ولكن اضطر أصحاب دور العرض لرفعه من دور العرض خوفا من غضب شركات الافلام الاجنبية عليهم!

مشكلة التنظيم

ممدوح الليثي نقيب المهن السينمائية يري أن الازمة الحقيقية تتلخص في عدم وجود تنظيم في مسألة عرض الافلام ويقول:

أولا بالنسبة للأفلام الاجنبية يسيطر علي هذه السوق ثلاث شركات فقط هي التي تقوم باستيراد الفيلم الاجنبي بعدد خمس نسخ لكل فيلم وتقوم بعرضها في خمس صالات عرض بالقاهرة ومثلهم بالاسكندرية وباقي دور العرض ليس من حقهما عرض هذه الافلام، وفي نفس الوقت تقوم هذه الصالات الخمس سواء الموجودة في القاهرة أو بالاسكندرية بعرض الافلام المصرية التي تحقق أعلي الايرادات وبالتالي يضطر أصحاب هذه الصالات الي رفع الفيلم المصري ليعرض الفيلم الاجنبي بدلا منه خوفا من غضب شركات الافلام الاجنبية وحرمانهم من عرض أفلامهم مستقبلا وهذه مأساة في حد ذاتها أن يرفع الفيلم المصري من أجل عيون الفيلم الاجنبي!

ويضيف ممدوح الليثي قائلا: أما بالنسبة للفيلم المصري فما يحدث في السوق هو أن بعض الشركات المتخصصة في انتاج الأفلام السينمائية تحاول أن تغازل غرائز الجمهور تحت مسمي الافلام الكوميدية وتحمل هذه الافلام أسماء غريبة لمنتجين يقومون بحبسها عن العرض طوال السنة ولا يعرضوها الا في موسمي العيدين وشهري يوليو وأغسطس وبالتالي يحرمون من أصحاب دور العرض من الافلام الجديدة معظم أيام السنة.

ويشير نقيب السينمائيين إلي أن أصحاب دور العرض هم الاكثر ضررا من جراء هذه الازمة في توزيع عرض الافلام سواء الاجنبية أو المصرية التجارية وبالتالي لا توجد أي عدالة في التوزيع علي دور العرض ومطلوب تدخل سريع من غرفة صناعة السينما لانقاذ أصحاب هذه الدور الذين استثمروا أموالا باهظة في هذا المجال للقضاء علي هذه الحتكارية الموجودة في سوق الفيلم المصري والاجنبي علي حد السواء.

دور رقابي

أما منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما يري ان المنتج لابد أن يلتزم بعقد مع دار العرض بالفترة الذي يجب أن يعرض فيها فيلمه والمدة التي يراها مناسبة له لان العقد السبيل الوحيد الذي يضمن حق المنتج وصاحب دار العرض كما أن بعض المنتجين يبعدون عن فترات الصيف والاعياد الاكثر رواجا واقبالا من الجمهور ويلجأ للعرض في شهور الشتاء والامتحانات لأهداف تسويقية منها أن هذه الفترات تقل بها الافلام ويصبح فيلمه الوحيد الموجود في معظم دور العرض وهذه وجهات نظر ليس للغرفة أي تدخل فيها علي الاطلاق طالما ان هناك عقد لان 'العقد شريعة المتعاقدين' فدور الغرفة رقابي من الدرجة الاولي في حالة حدوث أي مشكلة تتدخل من أجل ايجاد حل فوري لها.

ويضيف قائلا: أن أصحاب دور العرض المنتجين للأفلام بالطبع يختارون أفضل المواعيد لعرض أفلامهم لان رأس المال حر فهم يمتلكون الشاشات وينتجون أفلاما بهدف التقدم في صناعة السينما وليس عليهم مسئولية فهم احرار.

لكن غرفة صناعة السينما قررت أن يكون فترة الاعياد محجوزة للأفلام المصرية دون غيرها من باقي الافلام بهدف اتاحة أكبر فرصة لعرض الافلام المصرية لكن المجمعات السينمائية التي تمتلك شاشات كثيرة بحيث تعطي جميع الافلام المصرية.

ويتبقي بعض الشاشات من حقها أن تتقدم بطلب لغرفة صناعة السينما للحصول علي موافقة لعرض أفلام أجنبية في فترة الاعياد وهذه الخطوة تأتي في اطار الحفاظ علي المنتج المصري واعطاء فرصة أكبر للمنتجين في عرض أفلامهم في السوق المصري.

الاحتكار سبب الأزمة

د.محمد كامل القليوبي المخرج السينمائي يري أن الاحتكار هو السبب الرئيسي في فقدان العدالة في عروض الافلام وسيكون سببا مباشرا في تدمير صناعة السينما اذا ما استمر الوضع كما هو عليه دون أي تدخل من جانب المسئولين ويضيف: هناك عدد قليل من المنتجين لا يتجاوز عددهم الاربعة يفعلون ما يشاءون بالسينما المصرية ويتحكمون في ما يشاهدوه الجماهير وما يعرض في المواسم السينمائية المختلفة ولا عزاء لغرفة صناعة السينما التي أصبحت لا حول لها ولا قوة وكذلك نقابة المهن السينمائية فهما أصبحا متواطئين مع هؤلاء المنتجين ويساهمان في تدمير صناعة السينما ويتركون القلة تتحكم في أذواق الجماهير حسب رؤيتهم التي لا تخلو من الاطماع التجارية البحتة.

ويضيف د. القليوبي: اللون السينمائي الذي يقدمه هؤلاء المنتجون في أفلامهم هي التي تشكل نوعية الافلام المعروضة خلال الموسم الصيفي والعيدين بمعني أن الافلام التي تنفق في أفلامهم يوافقون علي عرضها في دور العرض التي يمتلكونها والتي تتعارض مع ما يقدمونه يتم عرضها في المواسم 'الميتة' أو الفقيرة جماهيريا وهذا يعني انه لا يوجد نظام أو معيار ثابت يحكم الصناعة ويحميها من هذه الاطماع عكس معظم دول العالم التي تقدم في المواسم السينمائية كافة الالوان الدرامية في وقت واحد بغض النظر عن أصحاب هذه الافلام أو انتماءاتهم.

ويوضح د.القليوبي قائلا: أن صناعة السينما تعد واحدة من الصناعات الاستراتيجية لأي دولة سواء علي مستوي العائد الاقتصادي الذي تتيحه هذه الصناعة أو علي المستوي الثقافي فالسينما تساهم بشكل كبير في اختيار المكانة المناسبة لأي بلد علي الخريطة الثقافية العالمية كما ان النفوز الثقافي لدولة ما هي جزء من نفوذها السياسي ولهذه الاهمية ادعو غرفة صناعة السينما أن تصحو من غفوتها وتحاول أن توفر أي نوع من الحماية لصناعة السينما ويكون لها اليد العليا في التحكم في أذواق الجماهير وفي الوضع الثقافي لمصر وسط دول العالم وان تحمي كذلك القائمين علي السينما في مصر من احتكار قلة دخيلة علي الوسط الفني همهم الاول والاخير هو الربح المادي حتي لو كان علي حساب أي شيء آخر والا سيكون هذا الاحتكار هو المشهد الاخير في حياة السينما المصرية.

الحل في غرفة السينما

المنتج والسيناريست فاروق صبري يقول ليس هناك مافيا تسيطر علي العرض والتوزيع بالنسبة للافلام في دور العرض الكل مرتبط بما تحدده غرفة صناعة السينما وتم الاتفاق داخل الغرفة علي 'الهولد أوفر' وهو الحد الادني للايرادات الاسبوعية الخاصة بأي فيلم المتفق عليه بين المنتج ودار العرض وهو الفيصل الوحيد الذي يحدد مدي امكانية استمرار الفيلم في دار العرض أو رفع الفيلم من دار العرض فالسينما تغيرت كثيرا عن زمان وأسعار التذاكر مختلفة.

ويضيف فاروق صبري قائلا: المنتج أو الموزع المسئول عن الفيلم يتعاقدمع دور العرض التي يراها مناسبة له أما في حالة عدم تحقيق الربح المتفق عليه بين دور العرض وأصحاب الفيلم وتحقيق خسارة يصبح أمام صاحب دور العرض.

حل وحيد هو اذا لم تكن هناك أفلام جديدة ممكن أن تحل محل الفيلم الخاسر من الممكن في حالة وجود تراض بين الطرفين يستمر عرض الفيلم لحين اشعار آخر.. أما بالنسبة لمواعيد العرض فهي متروكة تماما لأصحاب الفيلم الذين يقررون التوقيت المناسب لعرض فيلمهم وليس لأي جهة أخري تدخل في هذا الشأن.. وكل القرارات التي تتخذها غرفة صناعة السينما تتماشي مع اتجاهات السوق الحرة وفي حالة ما يكون صاحب دار العرض منتج للفيلم تطبق نفس القرارات لانه لا يمكن أن يعرض فيلم في دار العرض واحدة فالمتبع يحتاج الي ما يقرب من 50 نسخة فقط للقاهرة وضواحيها يعكس ما كان يحدث قديما كنا نحتاج الي نسخة واحدة فقط من الفيلم فهي عملية في الاساس تتم وفقا للتفاهم بين جميع الاطراف وفي حالة أي اختلاف تكون الغرفة هي المرجع الاساسي.

غياب العدالة

أما المنتج السينمائي محمد العدل فيقول: ان صناعة السينما تأثرت بشكل كبير بسبب فقدان العدالة في عروض الافلام خلال الفترة الماضية وحتي الآن وان من أهم اثاره السلبية هو انتشار لون سينمائي معين دون الآخر مثل الكوميديا ويضيف:

تقدمت باقتراح لمجلس ادارة غرفة صناعة السينما برئاسة منيب شافعي وستتم مناقشته في الاجتماع المقبل والمقرر له يوم 21 الشهر الجاري ويتضمن الاقتراح تحديد حد أقصي أو سقف لعدد النسخ المسموح بعرضها لأي فيلم خلال الموسم بحيث لا يتعدي عدد هذه النسخ عن 45 نسخة للفيلم الواحد فقط الامر الذي يعني امكانية عرض أكبر عدد ممكن من الافلام في نفس الوقت لن يقل عن ستة أفلام في السينما الواحدة علي أقل تقدير علي اعتبار اننا نمتلك ما يقرب من 250 دار عرض منتشرة في مختلف المحافظات وهذه الدور سوف تضطر لعرض باقي الافلام علي مدار الموسم.

ويؤكد محمد العدل ان أصحاب دور العرض يبحثون دائما عن الافلام الكوميدية ويتهافتون علي الافلام التي يقوم ببطولتها كبار النجوم بغض النظر عن موضوع الفيلم حتي يضمن الربح المادي ويأخذ نصيبه من 'الكعكة' مما يدفع منتج هذه الافلام لنسخ أكثر من 70 نسخة لأفلامهم وبالتالي يتم عرضها في معظم دور العرض حتي انه في أكثر الاحيان نلاحظ أن فيلما واحدا يتم عرضه في أكثر من دار عرض متجاورة وأفلام أخري لا تعرض الا في أماكن قليلة جدا وفي أوقات صعبة يأتي ذلك في الوقت الذي لا يستطيع فيه أحد أن يجبر أصحاب هذه الدور السينمائية علي عرض فيلم معين أو منع فيلم آخر عن العرض وبالتالي ينتشر اللون الكوميدي ويتعاظم حجم ونجومية ممثلين معينين دون الآخرين ولكن في حالة تحديد الحد الاقصي لهذه الافلام سيضطر أصحاب هذه الدور الي عرض جميع الافلام والا سيغلق أبوابه.

أخبار النجوم في 23 يوليو 2005

«الأستاذ» انطون مقدسي في فيلم وثائقي:

تحية لرجل آمن بسلطة الثقافة وعمل على توطيدها

دمشق - ابراهيم حاج عبدي 

ذات صباح قاتم من العام 2000 وصل «الأستاذ» إلى مكتبه كمدير للتأليف والترجمة في وزارة الثقافة السورية ليمارس عمله المعتاد، الموكل إليه منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونيف، لكنه فوجئ بورقة صغيرة تفيد بأن هذا المنصب شاغر وينبغي ملؤه، ورقة صغيرة صاغت كلماتها «البليغة» ـ آنذاك ـ وزيرة الثقافة السورية مها قنوت فأطاحت هموم العمر وتعب السنوات، وقبل ذلك مكانة رجل هو بمثابة أب أدبي وفكري وفلسفي وإنساني لقنوت «الشاعرة» و»الوزيرة»، ولمن أملى عليها «قرار العقوق والعار»!

لم يشأ انطون مقدسي أن يقول، حينذاك، انه عصي على التجاهل، لم يطلب وفاء يستحقه، ولم يذكّر «الحفيدة الجميلة» بما ينبغي أن يقال: «من علمني حرفاً، كنت له عبداً»... بدلاً من ذلك، ولأنه كذلك، حمل أوجاعه، وشقاء السنوات، ألقى نظرة أخيرة على رماد الذكريات المتناثرة بين أروقة وزارة الثقافة، أغلق بهدوء أدراج الأحلام الخائبة ومضى إلى بيته حزيناً، ووحيداً ليعيش في «عزلة مقدسة»، هي عزلة الناسك الزاهد عن الحياة التي تلفظ رموزها المضيئة، وعلاماتها البارزة... إلى أن رحل «شيخ المثقفين السوريين» ـ كما يلقب ـ بصمت مهيب، مطلع العام الحالي تاركاً وصية يطلب فيها ألا تشكل جنازته عبئاً على أحد. إنه عفيف حتى في موته!

هذا المفكر المتفرد هو محور الفيلم الوثائقي «الأستاذ» الذي كتبت نصه سمر يزبك، وقام بإخراجه عادل مرعي، وأنتجه التلفزيون السوري، وقد انتهت عمليات تصويره أخيراً، وهو يرصد أهم المحطات في مسيرة انطون مقدسي، ويسلط الضوء على حياة مثقف آمن بأن الثقافة ليست حكراً على المثقف بل هي وديعة يجب ان ترد الى البسطاء والمهمشين.

رمز يصعب تجاهله

يعتبر مقدسي واحداً من الأسماء البارزة في المشهدين السوريين، الثقافي والسياسي، إلى الدرجة التي اصبح فيها رمزاً يصعب تجاهله، فهو الذي كتب دستور «الاتحاد الاشتراكي»، وكان مع اكرم الحوراني من مؤسسيه، كما كتب أيضاً وثيقة اندماج «البعث العربي» مع «الاتحاد الاشتراكي»، ليصبح في ما بعد «حزب البعث العربي الاشتراكي»، لكنه هجر السياسة باكراً بعدما تسلم «البعث» السلطة في سورية في العام 1963 وركز على الثقافة، واستطاع خلال أكثر من ثلاثين عاماً، بصفته مديراً للتأليف والترجمة في وزارة الثقافة، ان يرفد المكتبة العربية بكتب قيمة اختارها بعناية من دون أي اعتبار سوى الإبداع.

«اسمه كان عالقاً في الذهن منذ سنوات الدراسة البعيدة»، يقول المخرج عادل مرعي في رده على سؤال حول سبب اختياره لمقدسي، ويضيف ان أكثر مواقفه مبدئية كان «عندما عارض في باريس جورج مارشيه الأمين العام للحزب الشيوعي الفرنسي في موقف حزبه (السلبي بحسب مقدسي) من القضية الفلسطينية، وهو الموقف المستمد من مواقف الحزب الشيوعي الأم في موسكو التي فرضت سياساتها على كل الأحزاب الشيوعية في العالم». من هنا وبسبب هذا الموقف المخالف لقناعاته، وعلى رغم تفكيره العلماني الماركسي آثر الابتعاد من الشيوعيين كتنظيم سياسي لا كمنهج فكري. ويقر مرعي بأن «النص كان مرهقاً جداً»، وقد بذل مجهوداً كبيراً في تحويله إلى مادة بصرية «بسبب قلة الوثائق والصور من جهة، وبسبب الموازنة الضئيلة التي لم تتجاوز الألف دولار من جهة أخرى»، لكن الأمر الذي سهّل المهمة ـ يقول المخرج ـ هو ان «فريق العمل كان متحمساً وأبدى استعداداً لإنجازه بلا أي مقابل مادي».

يسجل المخرج شهادات بعض المفكرين والكتاب، بينهم ميشيل كيلو، كما يعتمد على انطباعات زوجته لوريس قسيس وآرائها، وكذلك ابنه، فضلاً عن الاستعانة بأرشيف الرجل من مخطوطات ووثائق وصور، مع تصوير بعض الأماكن التي عاش فيها مقدسي، ليقدم فيلماً تقترب مدته من الأربعين دقيقة إن نجا من مقص الرقابة الكريم. وعن سبب اختياره اسم «الأستاذ» عنواناً للفيلم، يرد مرعي ان «هذه الصفة لها بعد فكري وفلسفي وإنساني واجتماعي».

قرار تعسفي

بدورها تقول كاتبة العمل الروائية سمر يزبك: «ما لفت انتباهي في مسيرة مقدسي هو، فضلاً عن مكانته العلمية البارزة، القرار التعسفي الذي صدر في حقه وفصل بموجبه من الوزارة»، وتضيف ان حضوره كان بارزاً مع مجيء «ربيع دمشق»، فقد «ألقى محاضرات عدة، ووجه رسائل إلى السلطة»، وتضيف يزبك ان خصوصية مقدسي «تكمن في انه مثقف مارس دوره الثقافي كناسك، وعلاقته مع الثقافة نبعت من كونه تعامل معها كنتاج معرفي يساهم في تطوير المجتمع، وكان يعتبر ان الثقافة هي وديعة لدى المثقف يجب ان ترد للناس»، وتتابع يزبك بنبرة مخلصة: «كان رجلاً معطاء حوّل الثقافة إلى قضية مارسها ضمن مهمة رسولية مقدسة، وآلف في شخصيته دائماً بين القول والممارسة». وقبل انتهاء الحوار أحالتني يزبك إلى مقالة كتبتها في أحد المواقع الإلكترونية تتحدث فيها عن الهواجس والمخاوف التي انتابتها وهي تحضر لسيناريو الفيلم، واكتشفتُ أنها مرثية وجدانية، صادقة ومؤثرة صاغها قلم امرأة تعي «وجع الغياب ولوعته».

والمفارقة ان مقدسي كتب كثيراً، لكنه لم يطبع سوى كتابين، فقد «مارس الثقافة كفعل حياتي يومي مبتعداً من الأضواء واللمعان» كما تؤكد يزبك، وكان مدركاً ان السلطة السياسية قد أسقطت من حساباتها شيئاً اسمه الثقافة، فراح ـ بهدي من هذا الإدراك ـ يوطد لسلطة الثقافة، فحقق الكثير، وها هم تلامذته ومحبوه يوجهون اليه تحية تقدير ووفاء احتراماً له كقامة فكرية ستبقى في الذاكرة زمناً طويلاً.

الحياة اللبنانية في 23 يوليو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى