جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

تصوير حادثة لا يكفي لصنع فيلم

صلاح هاشم

من باريس: عرض المخرج السوري محمد ملص "أحلام المدينة"، عرض امس فيلمه الجديد "باب المقام" في عرض خاص بمعهد العالم العربي، وقبل خروج الفيلم للعرض في القاعات الفرنسية يوم 10 اغسطس. قدم ملص للفيلم، بكلمة قصيرة، ذكر فيها انه اول فيلم سوري، يجري انتاجه خارج مؤسسة الدولة، أي المؤسسة العامة للسينما في سوريا، وهو اول فيلم سوري، يتم تصويره بالديجيتال، ثم تحويله في مابعد الي شريط سينما، وقال انه يعرض لحال سوريا في الوقت الحاضر، وانه وجد نفسه واقعا بين هلاكين..  *

هلاك مؤسسة الدولة، التي يجري الاخراج فيها بالدور، وعليه ان ينتظر دوره، ويخضع لشروط وضغوطات الانتاج الرسمي المجحفة لاشك من هذا النوع، بمحاذيره واهوائه، وهلاك مغامرة الفيلم التجاري، التي يدلف اليها محمد ملص لاول مرة وهو حائر ومتردد. والواقع ان الفيلم، وربما لوقوع مخرجه، وتموقعه بين هذين الهلاكين، وقف في منتصف المسافة بينهما تماما،وكان كمن رقص علي السلم، فلم يصعد الفيلم، او يرقي لمستوي الفيلم الفني الاثير، الذي عودنا عليه محمد ملص في اعماله السينمائية المتوهجة بالحياة والفن مثل فيلم " أحلام المدينة " الذي يعد الآن من كلاسيكيات، واحسن افلام السينما العربية.. *

كما انه لم يهبط الي مستوي الميلودراميات التجارية السخيفة الهابطة الزاعقة بافلامها الرخيصة، ولهذا السبب ربما، جاء فيلم " باب المقام " بطيئا ومملا وفاترا وكئيبا ومشتتا للاذهان، وكما قال شيخنا العجوز المخرج الاسباني العملاق لوي بونويل انك تستطيع ان تغفر للفيلم أي شييء الا ان يكون مملا، ربما كان الاحساس بالملل الذي تستشعره في حضرة " باب المقام " – اجمل مافيه أسمه ؟- هو العيب الاساسي في الفيلم.. *

يحكي " باب المقام " عن " ايمان "،الشابة السورية، المولعة باغاني ام كلثوم العظيمة مثل " رق الحبيبي " ومازالت محافظة علي شموخها، والمتزوجة من سائق تاكسي في مدينة حلب، ولها منه طفلان، وكانت تعهدت برعاية وتربية ابنة اخيها الصغيرة " جومانا " التي شبت في بيتها، بعدما اعتقلت السلطات السورية الاب- شقيق ايمان- لتعاطيه السياسة، ولم يكن فاعلا ومناضلا تهاب السلطة امره وبأسه، بل كان شارك فقط في احدي المظاهرات، فاعتقل واقتيد الي الحبس، فتبنت اخته ايمان طفلته، وكبرت الطفلة في حضنها، حتي صارت ايمان تعتبرها ابنتها، وتغدق عليها الكثير من حنانها واغنياتها.. حيث ان ايمان تعشق اغنيات سيدة الطرب أم كلثوم،وتروح وهي تغسل وتمسح وتكنس مثل أي امرأة عادية بنت بلد في أي بلد عربي ( وهذا هو كل ماتفعله كما يقول ابنها لعمها الظالم المستبد ) تروح تردد سرا او جهرا باغنيات العشق والوله والغرام، والتي تتتشكل فيها صورة الحبيب، لتأخذ ابعادا جسدية وروحانية غامضة ومرتبكة، حسب كل تجربة كل متلق و حياته وثقافته، بمعني ان ذلك الحبيب يظل مجهولا لنا دوما الي ان يكتشف امره.. *

ولذلك تحوم الشبهات حول ايمان، ويكاد عقل عمها، الذي فتح دكانا لبيع الفراخ، بعد تقاعده من الجيش حيث كان ضابطا بثلاث نجوم، يكاد يطير ويجن، حيث ان احدا من افراد الاسرة، بما في ذلك شقيقها الكبيرالمتدين المتخلف المتعصب الذي يدرس في الجامعة، لايعرف من هو ذلك الحبيب " المجهول " الذي تبثه ايمان لواعجها واشتياقها وانتظارها الطويل، ويشارك الاخ الاكبرفي حملة بزعامة العم الضابط السابق في الجيش، لمراقبة ايمان، في حواري وازقة حلب، حتي يعثر عليها وهي تتردد علي مغنية حلبية قديمة عجوز( شابة تظهر بمكياج فاضح وغير مقنع في الفيلم ) تعرفت عليها ايمان في محل لبيع اشرطة الكاسيت لاساطين الغناء مثل صالح عبد الحي وكوكب الشرق كلثوم، وابطال الاغنية الشعبية الهابطة ايضا، من امثال شعبان عبد الرحيم، ويصور الفيلم المؤامرة التي يحيكها العم في الخفاء، لضبط ايمان متلبسة بخيانة زوجها الطرطور الساذج، مع ذلك " الحبيب المجهول " في اغنيات ام كلثوم.هذه الاغنيات الاثيرة التي ترددها ايمان في بيتها، ويطرب لها شاب معوق يعيش في البدروم، وهو يستمع اليها من فتحة الباب، كما يستمع ايضا للطفلة جومانا، التي راحت تقلد العمة، و تتغني هي الاخري باغنيات كوكب الشرق، الي أن يأتي العم الي دار ايمان وينتزع جومانا ويسجنها في غرفة عند جدها المريض، ويخلص البنت من ذلك الغناء الوباء الفساد، لكوكب " الشر "، الذي يعتبره رجسا من عمل الشيطان، وبسرعة يسقط هنا الفيلم في دوائر الشخصيات النمطية، باحالات رمزية، تكاد تكون ساذجة ومستهلكة، اذ ينقل من علي شخصية ايمان- البريئة المستسلمة للذبح-، ينقل علي فرخة في محل العم، تذبح بساطور ميكانيكي حديث، ويتناثر دمها علي الشاشة، في كل مكان، ليقول لنا بسذاجة ان ايمان، مع مؤامرة العم العسكري الفاشي، سوف تذبح حتما في نهاية الفيلم،مثل تلك الفرخة، ويقف الفيلم عند هذه النقطة، ولايتقدم خطوة واحدة، ويروح يصور لنا مؤامرة العم، وكيف يحرض شقيق ايمان بالهدايا علي قتلها، وتخليص الاسرة من عارها، والانتقام لشرفها، بذبح ايمان، و بمباركة الاب المريض في الفراش، الذي يظهر في مشهد عبيط، يقول فيه انه سيمتنع عن الصلاة بعد ان صلي خمسين سنة، ثم اذا به في نهاية المطاف، ويكون جزائه، أن يرزق بهذه ال" ايمان " ابنته، التي جلبت العار للاسرة، ويتساءل الاب العاجز المريض في نهاية المشهد مخاطبا زوجته ان ماذا جري لنا، واية مصيبة تلك يالهي التي وقعت لنا.. *

يعيب فيلم " باب المقام " الذي تدور احداثه في حي شعبي بمدينة حلب العريقة، ويفتتح بمشهد سينمائي رائع، تتحدث فيه ايمان مع زوجها وهما يطلان من فوق ربوة علي المدينة في الليل، فتقول له لشد ماتغيرت هذه المدينة التي احببتها في طفولتي، ثم تبدأ احداث الفيلم، ليكون بمثابة رحلة داخل بيوتاتها ونتعرف من خلالها علي الوضع السوري العام، يعيب "باب المقام " هذه "النمطية" الرذيلة التي تجعل الفيلم بشخصياته ذات البعد الواحد، وكذلك احداثه، تجعله مكبلا وممنوعا من الانطلاق والحركة، كما تجعلنا نعرف نهايته، قبل الاوان، وقد حالت هذه النمطية، دون تصوير الحياة ذاتها في الفيلم، بحلوها ومرها، وفرضت عليه تلك القدرية العبثية، التي تحط مثل غراب البين علي شخصياته، وتجعلهم مستغرقين ومستسلمين وقانعين وخانعين لسلطة الاب والاخ والعم، وسلطة جهاز الدولة المؤسساتي، الذي يجعل الناس في مناخات القهر والخوف، يتحولون الي جواسيس بالفطرة تتلصص وتتجسس علي بعضها البعض، وعلي جيرانها، و القريب والبعيد، كما يكشف محمد ملص في فيلمه، ويؤكد ويعيد ويزيد، من دون مبرر او ضرورة درامية..  *

كما ان محمد ملص، مخرجنا السوري الفنان، لم ينجح في رأينا في تحويل الطرب، وشحنة الولع او الهوس عند ايمان باغنيات ام كلثوم العظيمة، تحويلها الي الي شحنة سينمائية متوهجة بالحياة والفرح والحركة، وان بدا ذلك، فقد بدا قليلا، من خلال الكلام فقط. كلام ايمان عن الحالة التي تتلبسها عنما تغني مثلا اغنية" رق الحبيب " وهي مع اغنية " هجرتك يمكن أنسي هواك " من اعذب واصفي وارقي اغنية سيدة الغناء العربي بلا منازع. اذ تقول ايمان انها تشعر بذلك الدفء العارم الذي يتسلل الي انحاء جسدها حينذاك، ويهتز لها كيانها كله بالنشوة، عندما تغني "رق الحبيب "، وتصبح مثل عصفور، يطل من النافذة علي حلب، ثم يطير ويحلق، كي يلقي بنفسه في حضنها. ولم نر عصفورا في الفيلم ابدا يحلق، بل شاهدنا افراد عائلة سورية تقليدية دينية متزمته، كما لم تظهر تأثيرات ذلك العشق علي ايمان، من خلال ترجمته الي فعل، اوسلسلة افعال واحلام حياتية، تخرجنا من جو الفيلم الرصين البطييء الكئيب، الا في بعض لقطات الفيلم الرقيقة، الشفافة الصوفية القليلة النادرة، و التي يظهر فيها زوج ايمان، سائق التاكسي، وهو يغازلها عند عودته من عمله، بعد شقاء النهار، ويضاجعها في بيتهما. هذه المشاهد، التي نعتبرها من اجمل لقطات الفيلم، تعيد الينا سحر السينما عند مخرج ملهم وشاعر، وتسحرنا بالوصال، وتفضح عشقه، ويمكن ان نعتبر مشاهد الغرام هذه، بمثابة تحية الي فن الغناء الراقي عند ام كلثوم، بصوتها الاصيل الذي يطهرنا، من كل ادران هذا العالم، ويسمو بمشاعرنا وارواحنا، مع قصائد اقبال واحمد رامي وبيرم التونسي واحمد شوقي وغيرهم. غير ان هذه المشاهد سرعان ماتختفي، ويحل محلها سرد بتصوير عادي عقيم، لخناقة بمطاوي في الشارع العام، تمهد لذبح ايمان علي يد شقيقها، في عقر دارها، ويركز هنا محمد ملص علي تصرفات العم، وسلوكه الفاشي، اكثر من تركيزه علي استدراجنا، للتعاطف مع شخصية ايمان، والتعرف اليها اكثر، وسحبنا الي داخل بساط الفيلم، وكان يمكن من خلال التركيز فقط علي ايمان يقينا، ان يتحول الفيلم الي " ماسة " حقيقية ويتوهج بالطرب العميق، وتألق وحب الحياة الحقيقية، لكنك لن تجد أي شييء من هذا في فيلم محمد ملص الدموي، بل الكثير من الصنعة والفذلكات الفارغة والادعاء.. *

كما يعيب الفيلم هذا الحشو، غير المبرر والضروري، والذي يظهر من خلال اقحام السياسة، من خلال التظاهرات التي خرجت للاحتجاج علي بوش، وغزوته العسكرية الحربية للعراق، وكاميرات عملاء النظام التي تنطلق لتصوير المتظاهرين في الشارع، حتي يسهل التعرف عليهم في مابعد، واعتقالهم وحبسهم، ولذلك بدا لنا " باب المقام " كرتونيا، ومفبركا ومصنوعا، ولايحمل هما ذاتيا شخصيا، وقد اراد به ملص فقط، ان ينقل الي الشاشة قصة حقيقية، وقعت بالفعل لامرأة سورية مسكينة، قتلها اهلها عام 2001، لمجرد انها كانت تحب ام كلثوم، وتشدو في وحدتها باغنياتها، فاثارت الشبهات من حولها، وارتاب الاهل في امرها، واعتبروها خائنة، فتأسي ملص كثيرا للامر، عندما قرا الخبر في باب الحوادث FAITS DIVERS في الجرائد السورية، وتخيل ان حادثة كهذه يمكن ان تقتل الغناء الراقي الجميل، وتكون كافية لصنع فيلم، وقرر ان يصور حكايتها، لكنه لم ينجح في ان يضخ في الفيلم من دم الحياة، واكسوجين الوجود، أي من دمه ولحمه هو ذاته، من ابداعاته وابتكاراته وفنه الاصيل، حتي ينطلق الفيلم، ويسير لوحده في الشارع، من دون وصاية .. *

بل لقد تورط مخرجنا أكثر،عندما انهي فيلمه بخطاب زاعق ومظاهرة، يقول فيه انهم قتلوا الغناء في بلادنا. هؤلاء الاوغاد المتوحشين الارهابيين الذين تعرفونهم قتلوا ايمان، وقتلوا معها الغناء الراقي، ثم راح يردد هذا الخطاب في نهاية الفيلم،علي طريقة الافلام الكفاحية في فترة الستينيات، التي كانت تنتهي دوما كمانعرف بشعارات مرفوعة، ومظاهرات لم نعد نحتاجها، ولا يحتاجها الفيلم. لأن السينما ليس للتصريح بل للتلميح، ولأن كل الافلام التي انتهت بمظاهرات، دخلت متحف التاريخ، منذ زمن طويل، وصارت الي صناديق القمامة، بعدما تبري منها اصحابها، واكتشفوا انها لاتمت الي فن السينما، فن الهمس عن جدارة، بصلة. كما ان كل المظاهرات، التي خرجت ومنذ فترة الستينيات ولحد الآن في بلادنا، وكما يعرف، لم تنجح في رفع الظلم عن كاهل الكادحين المعذبين في الوطن، واصلاح اوضاعهم، بل انتهت للأسف الشديد الي خواء، وتم تدجين وتلميع اصحابها من المثقفين الثوريين الكبار، بالمناصب والوظائف الحكومية، ولم يناقش " " باب المقام " الواقع، ليحدث عن الوضع الحالي في سوريا، الا من وجهة نظر ضيقة للغاية، هي نظرة محمد ملص الاحادية التي قتلت الفيلم.. *

تلك النظرة، التي لم تجد في هذا الوضع السوري الذي تتحدث عنه الا السكينة، والصمت، والاستسلام والانسياق في وداعة للذبح، علي يد الجزارين في البيت والشارع من دون اية مقاومة، كما ركزت اكثر علي شخصية العم، لتجعله رمزا للسلطة، وتركت ايمان من دون اية مقاومة، تساق الي حتفها. وهي نظرة يقينا قد ترضي البعض هنا في العالم الغربي، وتجعلهم يصفقون لها، ويشاركون باموالهم في صنعها، لأنهم يريدون أن يكون هذا هو حال النساء المقهورين المقموعين في بلاد العرب، علي شكل فراخ تساق الي الذبح، مثل " ايمان " في الفيلم. والواضح في " باب المقام " ان محمد ملص ينحاز الي هذه النظرة، ويصنع للفرنسيين هنا، الفيلم الذي يعجبهم، ويرضون عنه، لأنه يتوافق مع مصالحهم، وسياساتهم الاعلامية، التي توظف الاعمال الفنية، لاغراض دعائية، وتجعلها- بتمويلهم وتشجيعهم- مشبوهة، واقرب الي البروباجندا الرخيصة. هذه النظرة الراضية المتشائمة الكئيبة، حتما سيستفيد منها الغرب، وستجعل الغربيين يتباكون علي حالنا، ويصفقون لمحمد ملص، وينظرون اليه كفنان ثوري ملتزم ومناضل ضد النظام والسلطة في بلاده، لكن سوف يكتشف محمد ملص،الذي انتج له فيلمه المنتج التونسي بهاء الدين عطية، منتج فيلم " بيزنس " ايضا للتونسي نوري بوزيد، وشارك ايضا في كتابة ذلك السيناريو العقيم للفيلم، سوف يكتشف محمد ملص بسرعة ان حسابات بهاء عطية التجارية، ربما كانت ايضا هلاكا، اعمق واقوي بكثير، من هلاك السلطة، وبؤس الحياة في ظل النظام السياسي وتحكمه وجبروته، لأن سيناريو فيلمه الضعيف تنقصه المصداقية، والقدرة علي الاقناع، وغارق في النمطية،حتي انك تتساءل في النهاية أين هو الفيلم، وهل هو ياتري نصف أو ربع فيلم. سوف يكتشف ملص، انهم ربما يكونوا قتلوا المغني في بلادنا، لكنهم لم ولن يستطيعوا ابدا، ان يقتلوا ذلك الغناء الراقي الجميل الاصيل. يموت المغني، لكن تبقي الاغنية..

موقع "إيلاف" في 14 يوليو 2005

«باب المقام» أمام القضاء السوري

«الحلم» والإنسان قضيتان رئيسيتان في سينما محمد ملص

حسين قطايا 

عرض منذ أيام في معهد «العالم العربي» في باريس فيلم «باب المقام»، الذي أثيرت حوله مشكلة بين الكاتب الدرامي خالد خليفة والمخرج محمد ملص. فادعى خليفة على ملص أمام القضاء السوري، معتبراً أن المخرج استباح حقوقه المادية والمعنوية في «باب المقام» الذي شارك في كتابة قصته وحبكته الدرامية.

إضافة إلى حذف اسمه عن «ملصق الفيلم» كشريك في كتابة السيناريو، واستبداله باسم منتج «باب المقام» التونسي أحمد عطية. وهذا ما سبب تأخير عرض الفيلم لأشهر عدة.حاز فيلم «باب المقام» على جائزة القناة الخامسة الفرنسية، المشاركة بإنتاجه، وهو الفيلم السوري الأول منذ ثلاثين عاماً لم تشارك في إنتاجه «المؤسسة العامة للسينما» في سوريا.

* تجربة ملص فريدة في العالم العربي

يعتبر المخرج السوري محمد ملص من المخرجين العرب القلائل الذين يمتلكون نظرة خاصة في عالم الفن السابع، تقوم على إظهار هواجس وأحلام الإنسان العربي بجميع مستوياتها الاجتماعية والسياسية والإنسانية، فمنذ أفلامه الأولى التسجيلية والوثائقية ظهر واضحاً أمام مشاهدي أعماله، أنهم إزاء تجربة أفلام فريدة في العالم العربي، تبدت في أفلام مثل «حلم مدينة صغيرة»، و«اليوم السابع»،

و«كل شيء على ما يرام سيدي الضابط»، ثم فيلمه الروائي الأول (عام 1984) «أحلام مدينة» الذي حاز على جوائز كثيرة، أتبعه بفيلم روائي ثان بعد ثماني سنوات تحت عنوان «الليل» الحائز على جائزة «الثاني الذهبي»، وهذا الفيلم أظهر فيه ملص قدرة شعرية على استنباط الصورة، في لغة بصرية تقوم على مدى تخيلي واسع ومنسوج من عذابات الإنسان العربي وقهره الفردي والعام.

وظهرت السينما بالنسبة لملص كبيت خاص يعيش فيها حياته اليومية، فعبرها يصرح بهواجسه التي تدور حول العدالة والحرية وأمنيات الإنسان وأحلامه، فهو يحاول أن يدفع بالسينما إلى العميق الداخلي بدل الانكفاء بالتمظهرات الخارجية. وكذلك هو في فيلمه التسجيلي «المنام»، الذي عرض لحياة الإنسان الفلسطيني داخل «مخيمات» لبنان، محاولاً نبش «المنام» ببعده الوجداني والخفي وعلاقة الفلسطيني بفلسطين الوطن والفكرة.

* «باب المقام»

يقوم الفيلم الجديد للمخرج محمد ملص «باب المقام» على قصة حقيقية وقعت في مدينة حلب في سوريا، حول ربة أسرة مدمنة على سماع اغاني «أم كلثوم» تربي إلى جانب طفليها، ابنة شقيقها المعتقل في السجن السياسي بسبب اشتراكه في إحدى المظاهرات والخ..

ورويدا رويداً يتحول ادمانها على سماع اغاني الحب والعنف إلى مشكلة كبيرة، فتحوم حولها الشبهات التي يثيرها عمها الذي كان ضابطاً في الجيش ثم تقاعد وتحول إلى بائع دجاج، فيحيك مؤامرة ضدها مع شقيقتها تؤدي في النتيجة إلى ذبحها وموتها ظلماً وتحت هاجس الشك غير المستند إلى فعل حقيقي. فالمرأة بريئة من أي فعل شائن قامت به، لكن نظام التسلط الأبوي، لا يعير للبراءة أهمية أو مكاناً في سلمه القيمي والتقييمي سيبدأ عرض الفيلم في الصالات الفرنسية في مطلع الشهر المقبل، والمتوقع ان تبدأ عروضه في العالم العربي بعد الصالات الفرنسية بقليل.

وكان للنقاد اراء متباينة حول الشريط تراوحت بين الشديدة السلبية، والايجابية فالبعض رأى فيه انه يشكل هبوطاً لسينما محمد ملص وتراجعاً عن مستوى افلامه السابقة، والبعض الآخر رآه في المستوى ذاته، والامر في النهاية متروك للجمهور الذي سيحكم على الفيلم وينصف مخرجه وصاحبه ملص الذي مازال عالقاً في مشكلة قضائية مع شريكه في كتابة السيناريو الكاتب الدرامي السوري خالد خليفة.

البيان الإماراتية في 17 يوليو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى