ريما المسمار |
افتُتح أمس في صالة أمبير ـ صوفيل "اسبوع كان الدولي للنقد" (Semaine de la Critiques) المنظم في بيروت بالتعاون بين جمعية "بيروت دي.سي" والمركز الثقافي الفرنسي. ليست بيروت المدينة الاولى التي تستقبل التظاهرة بعد "كان". فقد درج منظموها على عرض برنامجها في باريس وروما بعيد انتهاء المهرجان تمهيداً لخروجها في الصالات التجارية في المدينتين. اللافت في بادرة نقل البرنامج الى بيروت هو اختيارها من بين مدن كثيرة على الرغم من انعدام الامل بتسويق الافلام فيها او ايجاد موزع لها. لعلها خطوة في اتجاه تواصل لا يتحقق على أرض المهرجان بسبب غياب السينما المحلية عنه الا في ما ندر. قام بالبادرة اذاً منظمو التظاهرة المقامة على هامش مهرجان كان الدولي والتي احتفلت في ايار/مايو الفائت بمرور اربع واربعين سنة على إطلاقها بما يجعلها اقدم التظاهرات الموازية للمهرجان. ينظم "اسبوع النقد الدولي" لجنة من نقاد السينما، يختارون الافلام الاولى والثانية فقط لمخرجيها بما لا يتجاوز السبعة افلام روائية ومثلها قصيرة في كل دورة. وتتنافس تلك الافلام على جائزة النقاد التي تمنحها التظاهرة كما على جائزة الكاميرا الذهب الخاصة بالافلام الاولى. وهي في ذلك تتنافس مع افلام المهرجان في المسابقة و"نظرة ما" وافلام "نصف شهر المخرجين"، التظاهرة الاخرى الموازية لمهرجان "كان". تكمل العروض في امبيرـ صوفيل حتى يوم الأحد العاشر من تموز/يوليو، فيُعرض يومياً فيلم قصير وآخر روائي من بينها الفيلم الفائز بجائزتي اسبوع النقد الدولي الكبرى والكاميرا الذهب Me and You and Everyone We Know لميراندا جولاي. ليس مستغرباً ان تُفتتح التظاهرة في بيروت كما في "كان" بفيلم "اللامرئيات". فذاك اولاً فيلم فرنسي في مهرجان فرنسي، لا ينفك يواجه أزمة تمثيل سينماه، بما يولد سنوياً وقبيل كل دورة نقاشاً حول الافلام الفرنسية وعددها وتوزيعها. لكأن اقامة مهرجان سينمائي في بلد لا تتمثل فيه سينماه بنسبة عالية اهانة او إجحاف. لا ينتهي الأمر "اللامرئيات" Les Invisibles عند كونه فرنسياً بل يتعداه الى مخرجه، تييري جوس، المعروف ناقداً سينمائياً في مجلة "دفاتر السينما" لسنوات طويلة قبل دخوله السينما مخرجاً. فمن البديهي ان يكون تبديل المواقع بين الناقد والسينمائي سيطغى احياناً على الفيلم نفسه، إذ انها ظاهرة لا تخلو من غموض ومعادلة غير سهلة تلك التي تجمع بين الناقد والسينمائي في عقل واحد. "السينما بدأت عندي اولاً" يقول جوس في دردشة مع "المستقبل" ويكمل "حاولت صنع فيلم في سن مبكرة من موقع الهاوي ولكنني لم أكمل. كان مشروع الكتابة عندي مهماً ايضاً، الكتابة في السينما. لذلك تلهيت قليلاً عن تحقيق حلمي بإنجاز فيلم. حصل ذلك اليوم من دون ان أشعر بالتناقض بين الناقد والمخرج. انهما مكملان لبعضهما بعضاً. ولكن ذلك لا يعني ان كل ناقد يجب ان يصبح مخرجاً." ويضيف: "لا ادري ان كنت سأكمل في مجال النقد فالعمل في السينما لا يتيح الوقت لعمل آخر. لا شيء يمنع اجتماع الاثنين، النقد والاخراج. في الادب مثلاً نعثر على نقاد هم ايضاً كتاب. ولابد من توضيح امر هام هو ان النقد السينمائي ليس خلفيتي الوحيدة فأنا اهوى الموسيقى ايضاً وتأثيراتها علي لا تقل عن تأثير السينما." قبيل ذهابه أبعد في مشروعه السينمائي، اتجه جوس الى الكتابة معززاً بدخوله معترك النقد السينمائي في سن مبكرة من خلال واحدة من ابرز المجلات السينمائية النقدية "دفاتر السينما". كأنه كان بذلك يسير دربه على خطى من سبقوه ممن بدأوا نقاداً في "دفاتر السينما" تحديداً وانتهوا سينمائيين كباراً (جان ـ لوك غودار وفرنسوا تروفو على سبيل المثال). ويستعيد جوس التأثيرات السينمائية التي تركت اثرها فيه طفلاً: "كنت في السادسة او السابعة عندما بدأت بمشاهدة الأفلام وبعدها بقرابة ثلاث سنوات عندما بدأت أقرأ ما ادركت لاحقاً انه تاريخ السينما. هكذا عرفت سينمائيين من دون ان اشاهد اعمالهم مثل انغمار برغمن مثلاً. الصورة كانت ايضاً حاضرة في مخيلتي؛ فقد كنت مقيماً قبالة دار عرض وكانت تستهويني في البداية الكوميديا الفرنسية وعملاقها الممثل لوي دو فونيز. مازلت من هواة فونيز. صحيح انه مختلف تماماً عن برغمن ولكن تلك هي السينما بمزيجها الساحر من الفن والترفيه." ولكن تجربة جوس السينمائية الاولى أبعد ما يكون عن الترفيه. بل هي تنتمي الى سينما ذهنية بامتياز، تجريبية في جوانب منها انما بحساب. يتصل الفيلم بتجربة مخرجه النقدية في مجالي السينما والموسيقى. هذا امر يمكن استشعاره لاسيما في الجانب الموسيقي. فإذا كان لأي عمل نقطة انطلاق او ارتكاز اساسية فهي عند تييري جوس في Les Invisibles ذلك المزيج من الصورة والصوت لكأنه بذلك يدمج تجربتيه او موضوعي عشقه في خط واحد: "المزج بين الصوت والصورة هو أحد الخطوط الرئيسية في الفيلم. وهذا خط غير مستهلك في السينما. قلائل هم الذين عملوا فيه من ابرزهم غودار الذي نجد في افلامه هامشاً واسعاً واستخداماً خاصاً للموسيقى. تأثرت بعدد من افلامه في هذا الاطار. ولكن بالنسبة الى هذا الصوت المكمل للصورة في السينما او الذي لا يرتقي الى مستواها هو المدخل الحسي الى الفيلم وهو الذي يروي القصة من منظور آخر أكثر حسية." الهدف لذلك الهدف، اختار جوس حكاية بطلها مؤلف موسيقي من طراز خاص. فعمله بعيد من التقليدي، يراكم اصواتاً مختلفة ويمزجها بالموسيقى بحثاً عن شكل تعبيري مختلف. لا عجب اذاً ان يكون الطريق الى قلب "برونو" الصوت، صوت امرأة لا يعرفها وتشترط عليه لكي تقابله ان يوافيها في غرفة فندق معتمة، حيث يلتقيان، يمارسان الجنس، يتحادثان ثم تغادر والضوء مازال مطفأً! ولكن ما بدأ كلقاء جنسي عابر اراد منه "برونو" تسجيل مناخ صوتي جديد لاسطوانته، تحول عشقاً من نوع خاص، يُثار بالهمسة والكلمة وكيفية لفظها. في واحد من مشاهد الفيلم، يقول "برونو" لعشيقته واصفاً صوتها "انه رطب، يرطب الكلمات...". هنا إحالة ذكية للفانتازم على الصوت. انها الهمسة والكلمة ونبرة الصوت التي تطارد "برونو" في غياب اية مرجعية صورية عن عشيقته. وحتى تلك، حين تنوجد، فإن المخرج يبعث فيها الشك. فهل وقع فعلاً ذلك المشهد الذي يرى فيه وجهها؟ ام انه مجرد خيال؟ ولكن الفيلم لا يستقر على خط واحد. فمن العلاقة بين "برونو" والمرأة المجهولة، ينتقل الى قول كلمته في التجديد الفني. "برونو" التائه بين اساليب التعبير الكثيرة والاحتمالات اللامتناهية لتركيب مادته الصوتية، يعثر على ما يريده بعد ان ينسج جسراً مع ماضٍ ما يتمثل بحارس المبنى الذي يقطنه. في عوالم الاخير، يعثر الشاب على التاريخ، او على الحلقة المفقودة التي ستمكنه من العودة الى حاضره بنظرة جديدة انما لها جذور في مكان ما. وعن ذلك يقول المخرج: "حارس المبنى هو بشكل ما الناقد. انه الوجه المعاكس في المرآة الذي يعبر "برونو" اليه ليعود مجدداً الى واقعه بفهم أعمق." الحوار يقوم شريط تييري جوس على الحد الادنى من العناصر السينمائية. الحوار قليل وما نسمعه منه اما كلمات عابرة واما عبارات مجردة لا تمت الى الواقع. في مقابل ذلك، تتكثف الأصوات الأخرى، اصوات الطبيعة والناس والاصوات الداخلية للبشر. والفيلم برمته يبدو نسخة متقشفة عن صور وافكار كثيرة تماماً مثل المواد التفصيلية التي يجمعها "برونو" ويختار منها القليل في النهاية: "أنا اميل الى الحد الادنى" يقول المخرج متابعاً "أفضل قول الفكرة في مشهد واحد ومن هنا التشابه بيني وبين برونو في الفيلم. فهو الآخر يعمل على التفاصيل الصغرى غير المرئية." في الفيلم عالمان، عالم بسيط مباشر يومي يظهر على الشاشة وآخر "لا مرئي" هو الموازي للعالم الواقعي او الامتداد له في ذهن "برونو". والأخير يستلهم عمله وافكاره من ذلك العالم الآخر، بل انه يقطنه حتى في صحوات نهاره التي يبدو فيها غائباً في مكان آخر. من ذلك العالم، تخرج الاصوات المتداخلة والصور المتمايلة على الخط الفاصل بين الواقع والخيال ومنها صورة المرأة. اهي صورتها ام هي خياله عنها؟ في عتمة الغرفة التي يلتقيها فيها، يلتقي العالمان للحظات، العالم الحسي والعالم غير المرئي. يبدلان مواقعهما. فما هو محسوس كالجسد والوجه وتقاسيمه يستحيل غير ملموس اذ لا يظهر في العتمة. وما هو غير محسوس كالكلمات والنهدات وحركات الجسد يصبع عالماً محسوساً. لعل ذلك المشهد هو الأكثر تعبيراً بصرياً عن الفيلم وافكاره. في ما عدا ذلك، يقع الفيلم في فخ تقشفه، إذ يبدو تجمّع شذرات افكار ورؤى اكثر منه عملاً متكاملاً. ينحو الكلام على الفيلم الى التفسير ولعل الجانب الاوحد المعبر عن نفسه بنفسه هو المتعلق بالصوت الذي يخلق عالمه الخاص الاكثر تماسكاً وتكاملاً داخل الفيلم. تبقى المشكلة الاساسية في الشخصيات لاسيما "برونو". فبروده الطاغي لا ينسجم مع شغفه بعمله بما يبقي تحولاته الداخلية "غير مرئية" تماماً كالتفاصيل التي تثيره. بهذا المعنى، يفشل "برونو" في احتواء صورة الفنان الذي يشتغل بالتفاصيل الصغرى وتتحول حياته بفعل ادواته. انها الفكرة الاساسية الجوهرية في العمل حيث يُنظر الى اسلوب التعبير كعنصر فاعل باستمرار، لا يتوقف تأثيره. بعيداً من الشريط الصوتي الذي يتفوق على الفيلم برمته في نصف الساعة الاولى على الاقل، يستقر الفيلم في الذهن والتحليل. يبقى اسير افكاره النظرية المترجمة عبر جمل حوارية لا تخلو من ادعاء. المستقبل اللبنانية في 7 يوليو 2005 |
اكتشاف تسجيل إذاعي نادر لعبد الحليم حافظ (2): الرحابنة أشهر عائلة فنية في العالم العربي التسجيل النادر للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ الذي تحتفظ به إذاعة الكويت وفيه حديث طويل مع الفنان حول آرائه في الرموز الفنية والأدبية العربية وكانت مجموعة الحلقات التي تحتوي على حديثه قد أذيعت بمناسبة شهر رمضان تحت عنوان "فكرني" حيث يتكلم العندليب الضيف عن أحد الفنانين ومن ثم يترك حلقة مفرغة على المستمع أن يجد جواباً عنها تنشر اليوم بمناسبة مرور 76 عاماً على ميلاده. وفي الجزء الثاني المنشور في الصحافة المصرية يكشف لنا عبد الحليم حافظ أيضاً أسرار نجاحه في دنيا الغناء ويجيب عن السؤال الذي غالباً ما طرح عليه: لماذا لم يفكر في التلحين على الرغم من دراسته الموسيقى. وجاء في حديثه: "السؤال اللي دايماً باتسئل فيه في معظم المجتمعات والقعدات هو: ليه أنا ما بلحنش؟ هل صعب عليّ إني ألحن؟ وهل من المعقول بعد السنين دي كلها في عالم الغناء والأنغام أن التلحين يبقى صعب عليّ؟ (...) المسألة ببساطة هي أن التلحين موهبة، يعني ربنا سبحانه وتعالى بيوهب انسان في حاجة معينة ويوهب غيره في حاجة تانية والفنان الحقيقي هو يللي يقدر ينمي موهبته ويزيدها علشان يتفوق فيها... أنا مجالي وموهبتي في صوتي مش التلحين، وزي ما قلت ذكاء الفنان في أنه يعرف موهبته الحقيقية. (...) إذن الموهبة والدراسة والتجربة المستمرة والاخلاص للفن همه اللي ممكن يعملوا فنان حقيقي، في مجال التمثيل مثلاً، كلنا بنعجب بسيدة الشاشة العربية الفنانة فاتن حمامة. اللي ما يعرفوش الناس عن فاتن حمامة إنها خريجة معهد التمثيل ورغم أن موهبتها موهبة غير عادية إلا أنها لما بتيجي تشتغل فيلم لازم تدرس السيناريو دراسة جادة وتناقش فيه المخرج وكاتب السيناريو، وبعدين من أول ما تدخل فاتن البلاتوه تتحوّل الى عسكري في النظام واحترام المواعيد والالتزام بكل تفاصيل العمل واحترام زملائها وقدرتها في التمثيل كانت بتزيد من فيلم الى فيلم (...). أدوار الشر من كم يوم كده كنت قاعد مع بعض أخواننا الفنانين اللي تخصصوا في تمثيل أدوار الشر، أو معظم أدوارهم كانت عن شخصيات شريرة وكانوا عمالين يتكلموا ازاي في بعض الأحيان الجمهور بيخلط بين الشر اللي بيمثلوه وبين شخصيتهم الحقيقية، كتير من الناس مثلاً متصورين أن مثلاً الأستاذ محمود المليجي انسان شرير جداً لدرجة أنو لما بيشوفوه بيلعّب طفلة صغيرة أو يعمل أي عمل في دليل على طيبة بيبقوا مستغربين خالص... (...) لوحة "الموناليزا" الشهيرة جداً اللي رسمها الفنان العظيم "ليوناردو دافنتشي" اللوحة دي أجمل وأبهر لوحة في تاريخ الفن وبيقولوا أنو سبب جمال هذه اللوحة الرائعة ان ليوناردو دافنتشي أحب صاحبة الصورة دي وهو يرسمها علشان كده طلعت اللوحة بهذا الجمال وهذا الابداع، قصة الحب الشهيرة بين الفنان والموسيقار المعجزة شوبان وبين الكاتبة الفرنسية جورج صاند كان من نتيجتها أروع الأنغام، والرسائل المتبادلة بينهما تعتبر من أشهر رسائل الحب في التاريخ. وفي عصرنا الحديث قصة الحب والارتباط الوثيقة بين الكاتب العالمي سارتر والكاتبة العالمية سيمون دو بوفوار أنتج لنا دراسات عظيمة وأعمالاً فنية وأدبية عظيمة جداً. الحب والتفاهم، زي ما قلت أشياء مهمة جداً في الابداع الفني. منشوف أعمال فنية رائعة مرتبطة مثلاً بمجموعة من الناس... يعني عائلة فنية معينة بتغني وبتمثل وبترقص... مجموعة من الأصدقاء مرتبطين ببعض، متفاهمين، ولهم وجهة نظر واحدة وبالتالي بيقدموا أعمال فنية متكاملة، ناخد مثلاً العائلة الرحبانية... عاصي ومنصور الرحباني وفيروز، يمكن أشهر عائلة فنية في العالم العربي تأليف وتلحين وغناء، عمل فني متكامل له شكل معين وله وجهة نظر معينة... له وجهة نظر خاصة به. طبعاً فيروز غنت لغير الأخوين رحباني، وطبعاً هم عملوا أعمال فنية لغير فيروز لكن الشيء الرئيسي والهام هو أنهم سوا مجموعة متفاهمة فنياً وأنتجوا أعمال فنية من أجمل الأعمال اللي سمعناها عموماً. الناس تعودت عليهم مع بعض، يعني اتعودوا يسمعوهم ويشوفوهم دايماً مع بعض، وبعض الفنانين في العالم العربي بيقولوا ده نظام الشلل، ده كلام مالوش أي أصل أو أساس، الأصل والأساس هو التفاهم والحب الصادق أولاً وأخيراً للفن حتى يستفيد الناس من وراء هذا التفاهم الفني الكبير. نرجع تاني لعائلة الرحبانية... الفنان عاصي الرحباني زوج فيروز كان من فترة مرّ بأزمة صحية خطيرة ومرّ منها بسلام والحمد الله وطبعا ده كان موقف صعب بالنسبة للعائلة الرحبانية ولفيروز بالذات.. انا فاكر اثناء الازمة دي، فيروز طلعت على المسرح وغنت اغنية حلوة وحزينة شوية في احدى المسرحيات الجديدة اللي قدموها في غياب عاصي الرحباني. الناس على طول ربطت ما بين موضوع الغنوة وما بين غياب عاصي عن العرض يللي بتقدم فيه الغنوة دي، هاقول لكم حاجة الغنوة دي كانت من تلحين ابنه وابن فيروز طبعاً زياد.. الغنوة دي كانت غنوة.. غنوة.. حد فيكو فاكر... الله يخليكوا... لو سمحتو... فكروني. ويجيب المذيع وجدي الحكيم: هل عرف احدكم ايها الاصدقاء ما هي الاغنية التي غنتها فيروز من تلحين ابنها زياد؟ انها اغنية "سألوني الناس"... عبد الحليم: "دايما الحياة كانت مليئة بالمتاعب والمشاكل والتحديات ودايما كان على الانسان انه يبتكر طرق وأساليب يواجه بيها المشاكل دي، وعلى طول التاريخ كان كل ما تظهر عقبة امام تقدم الانسان، ان الانسان نفسو بيلاقي لها حل، وفي رأي بعض المؤرخين العملية دي ـ عملية انتصار الانسان على العقبات والمشاكل هي التاريخ الحقيقي للانسانية، واذا كان بيحصل على المستوى الانساني العام، فنفس المسألة بتحصل على مستوى حياة كل فرد مهما اختلف موقعه او اختلفت ظروفه، وسواء كان عايش في اوروبا او آسيا او افريقيا.. بنلاقي نفسنا فجأة بقينا كبار وأعيننا ونفوسنا مليانة بأحلام وبآمال وحوالينا عقبات تمنعنا يمكن من تحقيق احلامنا... بعضنا بيهزم عقباته والبعض الآخر عقباته بتهزمه على هذا الاساس الحياة العادية مليانة بالبطولات ومليانة بنماذج لانتصار الانسان وبطولته.. من ابرز البطولات اللي من النوع ده وحصلت في عصرنا بطولة سيدة اميركية كفيفة صماء، كان عليها ان تواجه كل انواع العجز المحيطة بها... يعني بمعنى اصح استطاعت انها تهزم كل العقبات اللي صادفتها لغاية ما حصلت على دراستها الجامعية.. السيدة دي كمان ساهمت مساهمة فعالة في تعليم الاطفال الصم والمكفوفين ولها دراسات هامة في طرق وأساليب تعليم هؤلاء الاطفال، لكن من اشهر اعمالها كتابين بيعتبروا اعمال فنية ناجحة وشهيرة في عالم الادب والفن اهمه "قصة حياتي والعالم الذي اعيش فيه". السيدة دي شهيرة جدا في عالمنا الحديث لكن... مش عارف ايه اللي خلاني انسى اسمها حالاً. وجدي الحكيم: ايها الاصدقاء هل عرف احدكم اسم تلك السيدة التي سأل عنها عبد الحليم حافظ.. انها هيلين كلير... المستقبل اللبنانية في 7 يوليو 2005 |