السيد والسيدة سميث لبراد بيت وأنجيلينا جولي:
عمان ـ من يحيي القيسي |
من شهد الزحام الذي تميزت به العروض الأولي لفيلم السيد والسيدة سميث من أداء النجمين براد بيت وأنجيلينا جولي في بعض دور العرض المحلية هنا من فئة الخمس نجوم يخال نفسه أمام فيلم عظيم من أوابد السينما العالمية، ولكن الأمر ليس كذلك بعد الولوج في عتمة الصالة ومشاهدة فعائل النجمين ضمن ما رسمه لهما كاتب السيناريو سيمون كينبيرغ الذي ما يزال طالبا في قسم السينما بجامعة كولومبيا، والذي سبق أن كتب أفلاما محبطة، شكلا ومضمونا هاجمها النقاد بقسوة، اضافة الي هذا الفيلم طبعا الذي حقق أرقاما عالية في بداية الأمر ثم خفت حضوره مع الهجوم الكاسح عليه، اذ لم تفلح اجتهادات المخرج دوغ ليمان في خلق حالة حقيقية من الدراما والكوميديا علي مدار ساعتين دون أن يطغي خلالهما حضور بيت وجولي كممثلين وليس كشخصيتين حقيقيتين تقمصا تماما الدور، وعلي كل حال فان التفسير المنطقي لمثل هذا الاقبال، ولا سيما لمن لم يسمع عن الفيلم من قبل أو يقرأ شيئا ما عن تفاصيله يمكن تفسيره بوجود هذين النجمين المحبوبين جماهيريا، حيث الوسامة المفرطة، والجمال الجسدي الصارخ، والأداء المتقن من خلال مسيرتهما السينمائية المعروفة، ولكن الأمر الأكيد تلك الأخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام العالمية عن علاقة الحب التي تمت بين جوليا وبيت، والتي أثرت علي علاقته بزوجته النجمة جينيفر أنستون، وأنهما يسعيان الي الطلاق، وسواء كانت الحكاية صحيحة، أم هي مجرد اشاعات منتشرة في العالم المخملي وتشغل معها العالم أيضا، فان الكثير من المقبلين علي مشاهدة الفيلم يدفعهم هذا الأمر، اضافة الي شهرة النجمين الخارقة للآفاق كما أشرت، ورغبتهم في مشاهدة ما الذي يمكن أن يفعله بطل طروادة ، وبطلة الاسكندر معا. نتعرف هنا علي جون سميث براد بيت وزوجته جين سميث أنجلينا جولي، وهما في مركز لمعالجة الاشكاليات الزوجية، أو الملل الذي يصاب به الأزواج عادة بعد فترة ما، وهذا هو الوجه الأول من الحبكة، فيما نتعرف علي الوجه الآخر لها وهو أن هذين الزوجين يعملان قاتلين محترفين، كل يتبع وكالة ما، والمفارقة التي قام عليها الفيلم طبعا في أنهما لا يعرفان هذا الأمر، وكل الأحداث مغلفة بمسحة كوميدية لا تكاد تضحك، فلم أسمع في صالة مزدحمة عن آخرها بعشاق هذين النجمين سوي ضحكات قليلة بدا بعضها ساخرا من المشاهد المفتعلة، وليس بأثر الحالة الكوميدية، ونتعرف أيضا علي بعض أفراد العصابة أو الوكالة التي توظف هذين العميلين السريين، وهنا تظهر الروح (الجيمس بوندية) واضحة، في القتل المجاني عند أي ملابسة، وفي تدبير المقالب للطرف الآخر، والخروج من كل ذلك كما الشعرة من العجين ..!! وأولي هذه المهمات التي يكلف بها كل طرف لوحده، الذهاب الي فندق حيث تقوم السيدة سميث بلباسها الجلدي المثير الذي يكشف أكثر ما يخفي بقتل أحد المطلوبين بكسر رقبته بضربة واحدة ثم الهرب من الفندق علي طريقة سبايدر مان، أما زوجها السيد سميث فقد كلــف بمهــــمة أكثر صعــوبة وهي القضاء علي ثلاثـــة أفراد من عصابة ما بقتلهم بمســــدسه الكاتم للصوت والهرب بسهولة، وبالطــــبع لا ندري كمشاهدين سبب كل هذا القـتل وماذا فعل هؤلاء الناس من شرور أو ربما فضائل حتي أزهقت أرواحهم في لحظات، ولكن تأتي مهمة أخري يشتركان فيها دون أن يدري أحدهما عن الآخر، وهي مهمة في الصحراء لقتل أحد المطلوبين، ولا نعرف الا لاحقا السبب، وهو توريط الزوجين سميث بالتخلص أحدهما من الآخر عبر هذا الفخ، ولكن ذلك لا ينجح أبدا بل ورغم الأسلحة المتطورة والصواريخ المحمولة القادرة علي اذابة الجدران والكمبيوترات الحديثة الا أنهما ينجوان من أن يقتل أحدهما الآخر، ولعل هذه المهمة تجعلهما يكتشفان بعضهما كقاتلين وليس كزوجين يعيشان معا في شخصيات مزدوجة، وهكذا تتشعب الحبكة حيث يرغب كل واحد منهما أن يتخلص من الآخر، وينتــــابهما شعور بذلك، بل تحاول جــــين أن تقـتله مرارا، ولكنه ينجو، الي أن يصلا الي المعركة الحاسمة في تدمير بيتهما الجمـــيل بكمية هائلة من رصاص البنـــــادق والمسدسات، ثم يستسلمان معا الي لقاء جسدي حميم يوقظهما مما فيه، وسواء اقتنعنا بمجريات الحكاية كما هي أم لا فان الأمر الأكيد أن المشاهد المصورة لا تجعل منها أمرا مقبولا أو واقعا يمكن حدوثه بل هي من صنع حياة سينمائية مفبركة، ولا اقناع فيها أبدا، وليس لها هدف كما يبدو غير التسلية والامتاع، يمكن هنا أن نري مطاردة شهيرة وسط الشوارع المكتظة بين عصابة من ثلاث سيارات، والسيد سميث وزوجته في سيارة ذات أبواب جانبية منزلقة، ولا داعي بالطبع لبيان زيف مثل هذه اللقطات وعدم اقناعها لنا كمشاهدين بأنها تجري أمامنا حقا! وهنا نري المخرج دوغ يوظف خبراته السابقة ولا سيما في فيلم هوية بورن لمات دامون الذي اشتهر بالمطاردات في الشوارع المزدحمة ..! أعود الي بنية الحبكة الظاهرية للفيلم والتي تحكي عن محاولة الزوجين انقاذ زواجهما بعد نحو ست سنوات منه، اذ أن ملامح هذه الحكاية مبثــوثة بين مشاهد الفيلم، وهي تدل علي أن الزوجــــين لا يعرفان عن بعضهما شيــــئا، وخصوصا عن عمل كل منهما، وهذا أمر غير منطقي اطلاقا، فما الذي كانا يفعلانه طيلة هذه الست سنوات؟ وكيف لا يعرف الرجل شيئا عن عمل زوجته وتفاصيله؟ وكيف هي لا تعرف أيضا هذا الأمر عنه؟ ثم كيف تتكدس الأسلحة في البيت، ويتناولها كل واحد منهما في اللحظة المناسبة دون أن يدري عنها الآخر شيئا؟ ثمة أسئلة كثيرة لا اجابة عليها اذا حاولنا أن نأخذ الأحداث علي محمل الجد، أما المؤثرات البصرية، والانفجارات النارية فقد بدت أيضا أقل اقناعا، وفي المشهد الشهير حيث يتشظي البيت الي قطع صغيرة متطايرة في الهواء، ونري رغم ذلك سميث وزوجته تحت خشبة متعانقين وقد طالهما فقط بعض الشحبار والخدوش ..! هذا أمر يذكرني بأفلام الكرتون حيث لا يموت أحد، وحيث تستـمر الفخاخ بين الطرفين الي الأبد دون نهايـة، لقد حاول سميث وزوجته أن ينقــــذا زواجهما عبر الجلسات الاعترافية النفســــية، ثم أزهقت في سبيل هذا الزواج الكثــــير من الأرواح فيما بعد، ونري أنهــــما نجحـا أخيرا في البقاء معا، ولو الي حين، لكن لم ينجحا ولو بدرجة قليلة باقنــــاعنا بشيء من كل ذلك اللهم الا وضعنا كمــــشاهدين في أجواء تسلية لساعتين من الزمن، عبر خلطة من مغامرات جيمس بوند، واثارة نسائه اللواتي يخفين أسلحتهن في المناطق الحساسة من الجسد، وفيما يبدو عليهن أنهن صيد ثمين، يطل الجانب القاتل منهن في اللحظة الحاسمة. أعتقد أن علي من يرغب بحضور الفيلم ومشاهدة هذه التجربة أن ينسلخ عن خبراته السابقة في أداء هذين النجمين، وأن يستعد لمواجهة تجربة جديدة، ومختلفة عن سابقاتها، وأن يخرج بعد كل ذلك بانطباعاته الخاصة التي توافق ما خرجت به هنا أو تتنافر عنه، فالعمل في النهاية ملك للمشاهدين ما دام أنه بث عليهم أو ذهبوا قانعين لمشاهدته، فاما أن يخرجوا من عتمة الصالة مغتبطين أو ربما مصابين بالاحباط كما جري لي ..! القدس العربي في 5 يوليو 2005 |
عارضة الأزياء الروسية أولغا كوريلنكو: هل تتسع الأسطورة لباردو جديدة؟ باريس - نبيل مسعد يتساءل كل من يشاهد الفيلم الفرنسي «لبّاس الخاتم» النازل حديثاً إلى الصالات السينمائية عما إذا كانت مخرجته ديان برتران ستدخل إلى تاريخ الفن السابع من أوسع أبوابه... ربما ليس بفضل موهبة فذة في الإخراج، بل كمكتشفة مواهب مثلما كانت الحال بالنسبة الى الراحل روجيه فاديم مكتشف بريجيت باردو في العام 1956. حينما كانت هذه الأخيرة مجرد ممثلة مبتدئة تشارك في أفلام خفيفة سطحية وذات مستوى متوسط جداً، فحوّلها في خلال عام واحد إلى أيقونة حية ملقبة بالحرفين الأولين فقط من إسمها BB. على خطى كروفورد؟ وفي ما يتعلق بديان برتران فهي منحت بطولة «لبّاس الخاتم» إلى عارضة أزياء روسية إسمها أولغا كوريلنكو عمرها 26 سنة تعمل في باريس منذ أربـــع سنـــوات مثل عشرات العارضات الأوروبيات الشرقيات اللاتي يشكلن آخر صيحة في دنيا الـ«سوبر موديلز»، لكن مـــن دون أن يحققـــن نجــاح كلوديــا شيفر أو ناومي كامبل أو سيندي كروفورد. وتتمتع كوريلنكو بشبـــه واضــح مع بريجيت باردو، وإن كان هذا الشيء لم يلفت إنتباه أهـــــل الموضة بطريقة فـــــذة فهــو لا يمكن أن يفوت المتفرج الجالس أمام الشاشة الكبيــرة إذ أن وجه الممثلة الجديدة وتعبيراتها وفمها وملامحها ونظراتها تذكر تماماً ما كانت عليه باردو في نهاية الخمسينات وبداية الستينات من القرن العشرين، حينما كانت في أوج شهرتها ومجدها. وتمكن إضافة نقطة أساسية في شأن الروسية وهي أنها تجيد التمثيل على عكس BB التي لم تلمع من هذه الناحية أبدا. فالدور الممنوح لها في «لبّاس الخاتم» يتسم بالصعوبة والغموض، وتنجزه أولغا ببراعة مطلقة، غير أنها تتخلى عن ثيابها مرات عدة في الفيلم كاشفة عن جسد لا يقل جاذبية عن ذلك الذي تمتعت به باردو في أيامها. العناصر كلها متوافرة إذن، العناصر كلها متوافرة كي تتحول أولغا كوريلنكو، بين ليلة وضحاها، نجمة عالمية تنضم إلى نادي النجمات الخالدات، على طريق جين هارلو وبريجيت باردو ومارلين مونرو. لكن السؤال يبقى مطروحاً: هل ستتمكّن من دخول الأسطورة التي ترنو إليها؟ أم الزمن تغير حقاً، والشهرة صارت زائلة تمضي بالسرعة التي أتت بها؟ ويذكّر المتشائمون أن أولغا - ربما لسوء حظها - تشبه إمرأة لا تقبل المنافسة! لقد سبق أن ظهرت في السبعينات ممثلة إسمها أنيت سترويبرغ تميزت أيضا بشبه غريب مع باردو... لكن أحداً لا يتذكرها اليوم... وعلى العموم فإن آخر أخبار كوريلنكو أنها تمثل أحد الأدوار الرئيسة في فيلم أميركي عنوانه «إستبداد»، إضافة إلى ظهورها في إعلانات مصورة عدة وفوق مسارح عروض الأزياء لحساب أشهر المبتكرين. الحياة اللبنانية في 4 يوليو 2005 |