البطولة ليست للتقنية والمؤثرات الخاصة كريستوفر نولان.. «الوطواط» فيلمه الأكثر طموحاً ترجمة: باسل أبو حمدة |
يعود البطل الخارق ليتصدر الشاشة الكبيرة مجدداً، حيث يعرض المخرج كريستوفر نولان في «بداية الرجل الوطواط» عملية تحول الفتى بروس واين الى «باتمان». وحركة النقد لم تتردد في ابراز الجوانب المميزة في هذا الجزء الجديد من مسلسل الأفلام العتيد، الذي لا ينفصل البتة عن الأجزاء السابقة. بعيد اخراج ثلاثة أفلام خلال خمس سنوات (مطاردة، لحظة، وأرق) يأتي المخرج كريستوفر نولان (لندن 1970) متوافقاً مع اسلوب السرد الذهني والتصويري في ميدان الفيلم المعتم دائما، حيث تسيطر هواجس الجريمة والخطيئة. ولقد تمكن نولان، من خلال ابداعاته السينمائية، التي توالت منذ مرحلة مبكرة من مسيرته وقبل أن يتخصص في نقل اجواء الادب الانجليزي ـ تمكن من الفوز بحماس النقاد وقلب الجمهور. عرض «بداية الرجل الوطواط» في العديد من أرجاء العالم ولقد وصلت ميزانيته الى 150 مليون دولار ويعتبره مخرجه أمراً شخصياً على غرار أعماله السابقة، إذ أن هذا الفيلم يمثل علامة فارقة في مسيرة نولان المهنية. وفيما يلي نص الحوارالذي أجرته معه صحيفة «الموندو» الاسبانية: · لنبدأ من المنطلق الصحيح، ما فيلمك المفضل القائم على توليفة بطل كوميدي؟ ـ كان وسيبقى دائما «سوبرمان»، الذي ظهر لأول مرة في 1978 بمشاركة كريستوفر ريف واخراج ريتشارد دونر. وإذا حللنا هذين الفيلمين بشكل دقيق، فإننا سنجد أن كلارك كنت وبروس واين لديهما الكثير من النقاط المشتركة، فالأول غريب الأطوار وشبه يتيم منذ أن أرسل من قبل والده من كوكب كريبتون الى الأرض. والثاني يصاب بالذهول من المجتمع اثر مقتل والديه بصورة وحشية، وكلاهما يعيشان عالمين خياليين إلى أبعد الحدود، مثل نيويورك وجونام، ويتنكران وراء هويات مزيفة اجتماعية جدا مثل الصحافة والثراء والوقوف الى جانب الاداب والفنون والعلوم والدخول الى عالم رجال الاعمال، الشائع جدا في يوما هذا، ناهيك عن أن الاثنين يحلان جرائم انطلاقاً من التنكر ماديا ونفسيا. · الكثيرون اعتبروا الرجل الوطواط مدفونا بعد الفيلم المخيب للآمال، الذي قدمه جوبل شوماتشر. ما هي الاضافة التي تقدمها الى هذه الظاهرة؟ ـ مساهمتي الكبرى هي مرآب منزلي، حيث قمت مع مدير الانتاج ناثان كرولي ببناء سبعة نماذج من الوطواط المتحرك وأرجو ألا تأخذوا هذا على محمل الهزل. لأنهم عرضوا علي ادخال التقنية الرقمية في السيارة وقلت لهم ان ذلك لن يكون لا في المزاح ولا في الكابوس. لكني سأقول لكم المزيد، فأنا اعتقد ان القضية الرئيسية بالنسبة لي كانت الشخصية والقصة وليس جميع المؤثرات التي عرضوها علي. «بداية الرجل الوطواط» هي قصة ملحمية تعتمد على مصادر أصيلة لاسطورة، جذورها انسانية وسبيلها باتجاه لاهوتي تقريبا. صحيح ان التقنية قدمت لي أكثر مما يمكن لأي مخرج ان يحلم به، لكني اردت استخدامها فقط من اجل ايجاد انفعالات خاضعة دائما لما يتطلبه البطل وظرفه. ومع احترامي للجميع، إلا أني فضلت التفكير في ديفيد لين وجون هستون أو في الروائي غراهام سويفت قبل أي من السينمائيين البارزين، الذين تقوم أفلامهم على مؤثرات خاصة. ربما كانت مساهمتي هناك في مقولة إن كل بطل هو انساني. · هل الرجل الوطواط هذا هو الأكثر حضورا من بين الذين رأيناهم حتى الآن؟ ـ آمل ذلك، فتلك كانت نيتي على أقل تقدير. لقد تمكنا من الوصول إلى شكوكه وغضبه وخوفه وساعدتنا كثيراً، أنا وديفيد غوير (كاتب السيناريو) تلك القصص المنشورة في العددين 598 و600 من «ديتكيف كوميكس» عندما يجول الشاب بروس واين العالم بحثاً عن أمر أكثر من الانتقام ومن اجل الكفاح ضد الشر والجريمة والظلم، لكن أيضا بحثاً عن التأمل الباطني وكذلك تحويل الخوف إلى معركة ضد الخوف نفسه، لكن ليس بالنسبة للرجل الوطواط فقط وانما بالنسبة لجميع سكان مدينة جوثام ايضا فضلا عن الذين يشاهدون الفيلم. صحيح ان ذلك يبدو طموحا مبالغاً فيه لكنه فيلمي الاكثر طموحاً. · بروس واين نفس معذبة جداً مثل جميع ابطال افلامك السابقين؟ ـ هذا في واقع الأمر، عنصر آخر يجمع بينهم جميعاً وهذا ناجم عن الجهد الذهني الكبير الذي قمنا به انا وديفيد غوير من اجل الوصول مباشرة الى نواة الطبيعة لدى ولين، حيث لابد من طرح السؤال التالي: هل هو الانتقام، الألم، الخوف الغضب أم انه الادراك؟ صحيح انه يستطيع امتلاك مغارة وسيارة وبدلة سهرة وان تكون له حبيبة لكن في أي شيء يكمن كل ذلك؟ وأين تتأصل رغباته؟ وما الذي يحركه؟ وما يحدث لراشد كان شاهداً، عندما كان طفلاً، على ما لا يمكن التفوق عليه تقريبا؟ كل هذه الاسئلة قادتنا إلى الأجوبة الموجودة في الفيلم ولعل أكثر ما يرضيني هو انه من الممكن تأمل هذا الفيلم كقصة انسانية. · هل يمثل بروس واين حالة واضحة ونفسية من الفصام؟ ـ حسناً، ثمة من وضع فيلم «مطاردة» و«لحظة» و«أرق» تحت عنوان «ثلاثة ألوان من المخاوف» لكني لا اعتقد ان هناك رهابا ولا شخصيات مزدوجة، ألا يريد كل منا احقاق الحق في هذا العالم؟ · استحوذ كريستيان بيل على الدور مزاحماً سليان مورفي وبيلي كرودوب.. كيف تم هذا الاختيار الرائع؟ ـ لم أبحث عن وجه وسيم وجسم رائع للظهور خلف بدلة من المطاط.. لكن كريستيان عاشق للتمثيل ولقد راح يظهر ذلك منذ كان طفلاً، وكل فيلم له يعتبر قفزة في الفراغ يخرج منها سالماً. لقد كانت اسبابي عديدة، وهو استجاب لها جميعاً، كريستيان ممثل لا يمكن تصنيفه، وكان خلال عشرة شهور بروس واين والرجل الوطواط وكان كله سحر وقسوة لا ترحم وكارزمية وبرود، وكان نجماً متوهجاً وغامضاً ايضاً. لقد وجد ليلعب هذا الدور. · بقية قائمة الممثلين المشاركين في الفيلم مدهشة، فهناك مايكل كين، ليام ينسون، مورغان فريمان، غاري اولدمان، روتغرهاور، كاتي هولمز. ـ أعود مجدداً الى فيلم ريتشارد دونر «سوبرمان»، الذي شارك فيه كل من مارلون براندو وغلين فورد وجين هاكمان ويترنس ستامب وتريفر هوارد وسوزانا يورك واساطير سينمائية اخرى، لكننا جميعاً نتذكر كريستوفر ريف الذي سرق اضواء الفيلم ولقد مضى على كريستيان، البالغ من العمر 31 عاما اكثر من عقدين من الزمن في ميدان الافلام لكنه يمكن من ان يجعل من نفسه لغزا وهذا بالضبط ما ينطبق على بروس واين، الذي يمكن ان يطلق عليه لقب ابى الهول او اللغز لا يحله الا هو نفسه. البيان الإماراتية في 4 يوليو 2005 |
على موعد مع الكوميديا ناتالي بورتمان: وداعاً لـ «حرب النجوم» ترجمة: جلال الخليل تحرص النجمة ناتالي بورتمان في هذا الحوار الذي أجرته معها إحدى المجلات على إلقاء الضوء على مشاعرها، في غمار إشارتها بتلويحة الوداع لمساهمتها في سلسلة أفلام حرب النجوم وفي الوقت نفسه تشدد على الحديث عن أدوارها المقبلة التي تستهلها بالكوميديا. في صباح يوم مشرق في برلين بدأت بورتمان عملها في فيلمها الجديد الذي تقدم فيه دور متمردة أخرى تقاتل نظاماً طاغياً، نظاماً فاشياً هذه المرة.لكنها تتحدث عن عملها في الجزء الأخير «من حرب النجوم» وهو الجزء الوداعي لها مع هذا العمل، وفي هذا الفيلم، وهو الجزء الثالث تقول: هناك مشاهد حركة أقل بكثير لي. فسيكون الأمر مضحكاً أن تقوم امرأة حامل بالقتال. دع عنك الجانب الأخلاقي. في الجزء الثاني من هذه السلسلة، كما نتذكر، كانت هناك بادمي أميدالا الملكة التي تحولت إلى عضو مجلس شيوخ تطلق شعرها وتبدي عاطفة غير معتادة بالنسبة لامرأة في مثل مكانتها الرفيعة، لكنها الآن في «الرجل الأكثر شراً في الكون» تجد نفسها في مهمة في الريف وهي تريح كاحليها المتورمين تقلب صفحات كتب الأطفال وتنتظر عودة حبها الحقيقي من حرب يومه الشرسة. تقول بورتمان: «إنه وقت كئيب بالنسبة لشخصيتي. وعلى الرغم من انه توجب علي أن أؤكد على التعاسة، فإن التعاسة ليست السمة العامة للعمل بأكمله، إذ لا يزال هناك مطلب لبعض لمسات المرح المعروفة عن «حرب النجوم». غير انها لا تعرف ما الذي يجري هناك مع آنا كين. إنها تحس بالأمر». غياب مشاهد الحركة بالنسبة لشخصية بورتمان، يعني أنها عادت إلى دور المرأة ثقيلة الحركة والأكثر حرصاً على الثياب الثقيلة في المجرة.وهي تضحك قائلة: «نعم، شعري معقود، إلى الخلف، أعتقد أنه جميل جداً. كما أعطونا هذه المرة بعضاً من سائل تلميع الشفاه للأميرة ليا. كما ان زي الولادة الذي ألبسه شبيه جداً بما لبسته ليا. هذا هو الزي المفضل لدي، كأنه ورقة بيضاء. من غير المعقول أن أرتدي هذه الأزياء المدهشة والمعقدة، غير أن الأزياء الأكثر خفة هي المحببة لدي».عاشت بورتمان مرحلة متميزة في العام الأخير توجتها بترشيح لجائزة الأوسكار عن دورها في فيلم «كلوزر». وكان دورها هذا أبعد ما يكون عن تلك الفتاة المتحفظة ابنة الـ 14 عاماً حين وقعت على أول دور لها في «حرب النجوم». وهي تقول: «لم أتوقع حينها ما الذي سأعيشه لاحقاً حين وقعت معهم على هذا العمل. لم أكن قد قمت بأي شيء يشبه هذه النوعية ولو قليلاً من قبل ولهذا فقد كانت جديدة تماماً علي».وتضيف: «ذلك الكم من العمل الضخم الذي قام به كل هؤلاء البشر لإنتاجه هو ما فاجأني حقاً أكثر من أي شيء آخر. في العادة، يحس الممثل أنه هو محور العمل، لكن في أفلام بهذه الضخامة لا يعود إسهام الممثل إلا شيئاً ثانوياً وربما الشيء الأصغر والأقل استهلاكاً للوقت. كما أنه من المذهل مشاهدة العمل بعد انتهائه ومعرفة كيف أن الآخرين قد صنعوا هذا العالم على الشاشة من حولك». الآن تستعد بورتمان لعملها المقبل الذي يحمل عنوان (الثأر) كما أنها تقوم بالأعمال التحضيرية لفيلم كوميدي مع ريتشارد لينكلاتر، وهكذا أصبحت مستعدة لتقول وداعاً لـ «حرب النجوم»، هذا إن سمحوا لها بالرحيل.وهي تقول: «آنا لم أرغب في ترك حرب النجوم نتيجة لكثرة المشاهد وطول فترة التصوير وتكرار إعادة المشاهد. كثيرون أثناء التصوير كانوا يقولون هذه هي المرة الأخيرة لنتالي في حرب النجوم. والنهايات هي حلوة ومرة دوماً. من المحزن أن أخلف ورائي هذه التجربة. لكني سأحتفظ بالعديد من الصداقات التي نشأت بفضلها. كما أن من المهم دوماً أن نفكر بما هو آت. هناك دوماً بدايات جديدة». البيان الإماراتية في 4 يوليو 2005 |