بيان ادانة ومذكرة احتجاج ولجنتان في حالة طواريء
تحقيق خالد محمود و خيري الكمار |
بيان ادانة.. ومذكرة احتجاج.. ولجنتان في حالة طواريء..
ثلاث جبهات مختلفة ظهرت هذا الاسبوع لتداوي جراح معامل الطبع والتحميض
المصرية التي
هجرتها أفلامنا، ووجه لها السينمائيون اتهامات قاسية ، وقف صناع الافلام
وجها لوجه
مع المسئولين عن المعامل وأدرك الجميع أن المسألة تخطت حاجز
فروق الاسعار بين
الداخل والخارج وهي تحتاج الي ثورة شاملة من الناحية التقنية والادارية..
وبينما
لاتزال المفاوضات مستمرة أخبار النجوم ناقشت في هذا التحقيق كل أطراف
القضية الأولي كانت مهمتها الوقوف علي الحالة الفنية والتقنية لمعامل مصر أما الثانية فرصدت المشاكل الادارية التي ساهمت في الهروب للطبع في الخارج حتي أن 11 فيلما من بين 14 فيلما تم طبعها في الخارج هذا الموسم وقد جاءت هذه المناقشات في الوقت الذي فتحت فيه لجنة السينما بالمجلس الاعلي للثقافة ملف الطبع الخارجي مطالبة بالتحقيق في حال معاملنا ومدي كفاءة أجهزتها وقدرتها البشرية. حل نهائي منيب شافعي رئيس غرفة صناعة السينما يقول: من أهم مباديء الغرفة مساعدة جميع العناصر من انتاج وتوزيع ودور عرض واستديوهات ومعامل بهدف النهوض بالمهنة والوصول بها الي أعلي مستوي كما أن الواجب الوطني يفرض علينا أن نقف الي جانب معاملنا لكي تعمل وتسترد رؤوس أموالها. ولكن الشيء اللافت للنظر حاليا هوا تجاه 99 % من منتجي الافلام في مصر الي طبع نسخ أفلامهم في معامل خارج مصر ابتداء من اليونان وتركيا ثم بعض دول أوربا الشرقية واحيانا دول أوربا الغربية خاصة ألمانيا واخيرا استقر بهم المطاف في الهند والحقيقة ان اراءهم مقنعة الي حد ما حيث ارجعوا اتجاههم الي الخارج لعدد من الاسباب منها أن المعامل المصرية لا تقدم نسخا ذات جودة واحدة مما يسيء لصورة الفيلم عند عرضه خاصة ان دور العرض المصرية أصبحت علي مستوي عال جدا وتكتشف أي عيوب في النسخ والسبب الثاني سعر الطبع والتحميض حيث اكتشف المنتجون أن الطبع والتحميض في بلد مثل الهند بعد اضافة الجمارك وباقي المصاريف يظل ارخص من الطبع في معاملنا بمبلغ يتراوح ما بين 1000 1500 جنيه فارق في النسخة الواحدة فاذا كنا نتكلم عن 60 نسخة فانه سيتم توفير ما يقرب من 90 ألف جنيه للمنتج اضافة الي ان النسخ التي يتم طبعها في الخارج تأتي جميعها في جودة عالية ومستوي واحد، ولكن عندما تقدم مدوح الليثي رئيس جهاز السينما بشكوي الي الغرفة للنظر في هذا الموضوع والوصول الي حل يرضي كل الاطراف تم عقد اجتماع طاريء لمجلس ادارة الغرفة للوقوف علي حل نهائي يكون بمثابة تصفية لهذه المشكلة بحضور ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما والمسئولين عن المعامل في شركة اكسير المشرفة علي معامل استديو مصر وبعد جلسة عاصفة توصلنا الي تشكيل لجنتين برئاسة الدكتور صلاح حسب النبي اللجنة الاولي فنية وتضم عددا من المتخصصين في مجال جودة الصورة وعدد النسخ التي يمكن طباعتها يوميا وحالة آلات التحميض في المعامل وتضم علي عبدالرحمن وماهر راضي ومجدي عبدالرحمن وسمير فرج وأبوعلم محمد واللجنة الثانية مالية وتختص بدراسة وسعر التحميض في مصر والخارج للوقوف علي حقيقة وجود فارق كبير في الاسعار.. وتضم هذه اللجنة محمد خفاجة، وليد صبري، محسن علم الدين ومحمد حسن رمزي. حب البنات ممدوح الليثي رئيس جهاز السينما بدأ الحديث بهجوم شديد علي المنتجين الذين يهربون الي الخارج لطبع أفلامهم ويتسببون في ضرر للاقتصاد القومي ويقول: مبررات هؤلاء غير منطقية، فبالنسبة لعدم جودة الصوت والصورة لعدم وجود الفنيين اللازمين من ذوي الخبرة في هذا المجال فأنا أؤكد أن هذا المبرر عار من الصحة والمعامل المصرية تزخر بالخبرات المحلية والتي تقوم بأهم عملية فنية وهي تحميض النيجاتيف الذي يمثل أصل الجودة في المنتج النهائي، كما أن الطبع والتحميض داخل معامل جهاز السينما علي أعلي مستوي والدليل الذي لا يحتاج الي تكليف أن العديد من الافلام التي لاقت نجاحا كبيرا خلال الفترة القليلة الماضية تم طبعها وتحميضها بمعامل السينما ومنها حب البنات والباحثات عن الحرية واسكندرية نيويورك وانت عمري. معاناة أما المنتج والموزع هشام عبدالخالق عضو غرفة صناعة السينما فيري أن هذه المشكلة لن تحل الا اذا تولدت ثقة حقيقية بين المسئولين بالمعامل المصرية وبين المنتجين، فنحن نعمل في سوق تجاري ولا مجال فيه للعواطف.. وكل ما طالبت به هو أن توفر لنا المعامل المصرية نفس الخدمة والتقنية التي توفرها لنا معامل الخارج. والحقيقة اننا لا يمكن أن نجازف ب 7 ملايين جنيه من أجل 10 آلاف دولار ومن أجل التعاطف مع معاملنا، في الوقت الذي لا يولي فيه موظفوها اهتماما وعناية بأفلامنا. ونحن ليس لدينا مانع من طبع أعمالنا بمصر اذا اننا لسنا هواة سفر ومعاناة وتكلفة، كما اننا لا نذهب للنزهة بل لدول شاقة مثل الهند وأنا اتساءل لو توفرت هنا جودة عالية فلماذا سأذهب للخارج؟ وقد قلت هذا للجميع أثناء مناقشة المشكلة في غرفة صناعة السينما ولم يستطع أحد أن يرد لانه لا يوجد لدي المسئولين عن المعامل ادارة تسويق وجذب.. وطوال مدة تصوير الفيلم 4 شهور لم يأت أحد الي ليسألني ماذا أريد ويعرض علي طبع فيلمي هنا.. فهم لا يهمهم البحث عن أفلام.. ثم انني مثلا لي فيلم سأنتهي من تصويره أول يوليو وسيعرض في العشرين من نفس الشهر فهل يستطيع المعمل أن يقوم بطبع 60 نسخة في هذه الفترة مع وجود أفلام أخري غير فيلمي؟ شروط خاصة المنتج محمد العدل يؤكد أن سبب الازمة هو ممدوح الليثي لان طلباته تفوق امكانياته بمعني أن الحل في يد ممدوح الليثي فلو تنازل عن شروطه المعقدة التي تتعلق بارتفاع السعر وعدم المجازفة بالعمل لمدة 24 ساعة بالمعامل وهو ما يعتبر عائقا أمام المنتجين لجذبهم الي التحميض في معامل جهاز السينما ولكن تمسكه برأيه جعل المنتجين يهربون للتحميض والطبع بالخارج، ويتساءل محمد العدل كيف أقوم بالطبع والتحميض في مصر، وأنا أدفع أكثر والجودة مستواها أقل؟ بالاضافة الي أن الوقت الذي تستغرقه المعامل في مصر بالنسبة لنظيراتها في الخارج طويل جدا فالمعامل المصرية تطبع في اليومالواحد خمس نسخ أما في الخارج استطيع أن اطبع في اليوم الواحد 30 نسخة. ويضيف العدل ان المذكرة التي تقدم بها ممدوح الليثي الي غرفة صناعة السينما والتي يطلب فيها منع المنتجين من التحميض خارج مصر لن يتم البت فيها دون البحث عن حلول تحقق للمنتج الضمانات الكافية لان يطبع ويحمض فيلمه في وقت قياسي وبجودة عالية. ناصر 56 مهندس سعد عبدالرحمن مدير معامل مدينة السينما الاسبق قال إن السينما المصرية أصبحت بلا صاحب الآن.. نطبع في الداخل أو في الخارج لا يهتم أحد؟!.. كان قبل ذلك هناك غيرة علي أنتاجنا ولكن منذ أن دخل قطاع الاعمال وجدنا حتي فيلم الابيض والاسود يطبع في الخارج مثلما حدث في 'ناصر 56'. وغير صحيح أن معاملنا غير صالحة.. بالعكس فهي تعطي نتائج طيبة ومن الممكن أن تجعلنا نستغني عن اللجوء للخارج.. لكن لابد أن يعيد المسئولون النظر في التكلفة، فالمنتجون يقومون بتحميض النيجاتيف هنا لانه ارخص بينما يطبعون في الخارج لانه ارخص أيضا، فلماذا لا تعمل عملية توازن هنا بحيث نرفع سعر تحميض النيجاتيف ونقلل من سعر الطبع، وهنا تعوض الخسارة وتدور حركة المعامل، وكما قلت لا فرق في الجودة من خلال خبرتي، كما أن المعمل لا يقوم بطبع أي نسخة الا اذا شاهدها مدير التصوير ووافق عليها فلا أحد يجبر شخص علي أن يأخذ نسخة غير جيدة.. ويشير: ربما يكون لجوء المنتجين الي طبع النسخ في الخارج هروبا من الضرائب من حيث عدد النسخ التي يريد طبعها. طريقة ودية المنتج فاروق صبري يري أن سبب هروب المنتجين الي أوربا والهند لطبع وتحميض أفلامهم هو عامل الوقت حيث أصبح عنصر الوقت من أهم العناصر في صناعة السينما لان المنتج يحدد عرض الفيلم خلال فترة معينة ويرغب خلال هذه الفترة التي قد تكون ثلاثة أو أربعة أيام أن يتوافر لديه 60 نسخة. وبصراحة اذا اعتمد علي المعامل في مصر لن توفر له هذا العدد من النسخ حتي لو عملت 4 2 ساعة بسبب فني هو أن كل نسخة يتم طباعتها في ساعتين وبعد طباعة كل نسخة يتم نزع النيجاتيف وغسله وبعدها يتم ارجاع النيجاتيف إلي مكانه، وهذه العملية تستغرق ساعة كاملة أي انه بالحساب تحتاج النسخة الواحدة ثلاث ساعات كاملة لطباعتها وبما أن اليوم به 24 ساعة اذن لا يمكن للمعامل المصرية أن تنتج أكثر من ثماني نسخ يوميا في حالة عملها طوال اليوم بعدة ورديات. أخبار النجوم في 2 يوليو 2005 |