شهادة ميلاد جديدة للتعاون الفني بين مصر و سوريا أحلام سميرة أحمد علي باب زويلة ! حوار: أسامة صفار |
مفاجآت سميرة أحمد لا تنتهي، وبحثها عن الأفضل لا يتوقف وقد اعتاد جمهور الشاشة الصغيرة منذ سنوات علي وجهها المبتسم يطل بعمل جديد ليعبر عن مشاكل الناس ويبحث لها عن حلول. ومفاجأة سميرة أحمد هذا العام بدأت مبكرا حيث استعانت بالسوري هيثم حقي لاخراج مسلسل 'أحلام في البوابة' ليحقق حلما راوده طويلا وليصنع الثلاثي سميرة أحمد وأسامة أنور عكاشة وهيثم حقي وحدة فنية تستعد لفرض نفسها علي الخريطة الرمضانية بعيون مخرج يستمد رؤيته من الماضي ليصنع دراما جديدة في الشكل والمضمون. 'أخبار النجوم' التقت بالفنانة والمخرج ونقلت القصة من البداية: كانت سميرة أحمد تجلس بمواجهة المخرج هيثم حقي، وبادرناها بالسؤال.. · لماذا استعنت بمخرج سوري؟ قالت (ضاحكة) لقد اخترت واحدا من أفضل المخرجين في سوريا وله أعمال عظيمة حصل عنها علي جوائز من مهرجان الاذاعة والتليفزيون بالقاهرة، ولفتت نظري وأثارت انتباه المنتج صفوت غطاس ومنها 'خان الحرير' و'دائرة النار' و'ذكريات الزمن القادم' و'الخيط الأبيض' ولاحظنا أن فيها طريقة للاخراج وبصمة واضحة واتفق معنا في ذلك الكاتب أسامة أنور عكاشة، خاصة أن العمل الذي كتبه وهو 'أحلام في البوابة' ينتمي للعالم الذي ينقله هيثم حقي في أعماله وخاصة مسلسل 'خان الحرير' الذي يتكون من جزءين وقد حقق نجاحا كبيرا في الوطن العربي والأهم من ذلك انني متفائلة بأسلوبه في العمل وأري أن مسلسلي الجديد سيخرج الي النور في صورة سينمائية لأن هيثم حقي أقرب الي السينما من الفيديو، وهذا ثبت لي من خلال فترة الاعداد وأعادني هيثم حفني لذكرياتي السينمائية وشعرت أنني أصور فيلما وليس مسلسلا. · ما البوابة المقصودة في مسلسل 'أحلام في البوابة'؟! 'بوابة المتولي'، لأن كل أحداث الرواية تدور في باب زويلة ولهذا فكل المواقع التي اختارها هيثم حقي تقع في الحواري والأماكن الشعبية. · عنوان المسلسل يعطي الانطباع بأنه عمل تاريخي.. هل هذا مقصود؟ المسلسل يعطي انطباعا أكثر بالأماكن الشعبية التي تقع ضمن مناطق أثرية وتحتل مكانة خاصة في قلوب الجمهور. · من أحلام؟ أنا..!.. وموضوع المسلسل اجتماعي لكنه يحمل رموزا سياسية وشخصيتي محامية تعيش في المنصورة ثم تنتقل الي مسقط رأسها في بوابة المتولي. تليفزيون وسينما وانتقلنا بالحوار الي المخرج هيثم حقي الذي كان يستعرض صورا لحواري القاهرة القديمة علي كمبيوتر محمول موجود أمامه وسألناه: · كيف كانت البداية؟ البداية جاءت منذ ثلاث سنوات، فهناك نقاش دائم بيننا.. أنا وأسامة أنور عكاشة وصفوت غطاس، الذي اتصل بي في البداية وأبلغني أنه قادم الي سوريا مع أسامة أنور عكاشة للحديث حول مسلسل يكتبه عكاشة وأخرجه أنا وتمثله سميرة أحمد، ولأني أعمل طول الوقت فلم تكن هناك امكانية للبداية المفاجئة، وكان يجب أن أتفق علي العمل قبل بدء تنفيذه بفترة كافية، وقد تركت عملا كنت أنفذه من أجل 'أحلام في البوابة' وكنت أنهي مسلسل 'الشمس تشرق من جديد' حين اتصل بي صفوت غطاس وبالفعل حين حضر اتفقنا من حيث المبدأ، ثم جاء كل من صفوت وسميرة أحمد الي دمشق وناقشنا الموضوع ثم استغرقنا وقتا طويلا في اختيار أماكن التصوير لأن الموضوع يحتاج لذلك. لم تقضي وقتا طويلا في مصر..والأماكن التي تدور فيها الأحداث أغلبها في أماكن سياحية.. ألا تخشي أن تكون الأماكن غريبة عن الموضوع؟ في عام 1989 جئت الي القاهرة لحضور مهرجان القاهرة السينمائي الدولي وكان لي صديقا عزيز هو المخرج الراحل رضوان الكاشف وكنت أطلق عليه اسم رضوان كاشف القاهرة، وأثناء فترة اقامة المهرجان صحبني الي القاهرة لأراها كما يمكن أن يراها شخص محب وظل هذا الانطباع بداخلي، وأنا أهوي التصوير الفوتوغرافي وصورت كثيرا في مختلف الأماكن الأثرية وخاصة عند باب زويلة، وفيما بعد اكتشفت أن أسامة أنور عكاشة يكتب عنها، وشعرت بسعادة حقيقية حين واتتني فرصة العمل في مصر والعودة الي هذه الأماكن، صحيح أن رضوان رحل لكن احساسه كعاشق لمصر رافقني وتابعت استكشافه للمدينة، وقررت أن أقدم القاهرة في عمل تليفزيوني كما قدمت مدينتي 'حلب' في مسلسل 'خان الحرير' بأسواقها وحاراتها بأسلوب يجعل المشاهد يشعر بعبق المدينة، والحقيقة أن ما وراء تقديمي للمدينة ليس الحنين للقديم فقط ولكنه رؤية تتلخص في رغبة لتقديم العالم القديم مع عدم التمسك به وأسامة أنور عكاشة كتب كثيرا عن هذا الموضوع، فالهوية لا تعني أبدا التمسك بكل الماضي لكن هناك جزءا من هويتنا يرتبط بالماضي وعلينا أن نحافظ عليه وندافع عنه بشدة كيلا يذهب في محاولة اللحاق بالمستقبل. · تتحدث عن دراما الصورة فأين الحكاية إذن؟! الحكاية تدور حول صراع محامية تضطر الي العودة لمسقط رأسها في البوابة حيث الأصالة، وورش الصاغة والأرابيسك والصناعات المحلية ذات الطابع الخاص، وتعود 'أحلام' لتحافظ علي المكان. · القصة غنية بالرموز. فكيف تراها؟ أري أحلاما ترمز لهذا الشعب الذي يحافظ علي هويته وفي نفس الوقت يدخل العصر الجديد. · كيف كنت تري سميرة أحمد.. وكيف تراها الآن؟ سميرة أحمد ممثلة أثبتت وجودها منذ وعيت علي السينما وكنت أشاهدها في أفلام 'الخرساء' و'أم العروسة' وغيرها ودفعني اعجابي بها وبحبها الي دراسة السينما، ودائما السينما لدينا تأخذ أحد شكلين أولهما الشكل الذي ينتمي اليه جيلنا وهي سينما مختلفة تحاول أن تعرض الواقع وهذا الشكل له صدي وموجود في مصر من خلال مجموعة كبيرة من الأصدقاء المخرجين المصريين الذين ساروا علي هذا المنهج، وهي سينما للواقع والحقيقة وهناك سينما الأوهام التجارية والموجودة في مصر وسوريا ولبنان وأماكن في الوطن العربي، وأنا أنتمي للسينما المختلفة والتي ينتمي إليها أيضا صديقي الراحل رضوان الكاشف وقد أطلق عليها في السبعينات 'السينما البديلة' ثم جاءت مشكلة أن إنتاجنا السينمائي في سوريا قليل، فبدأت أصنع المسلسلات التليفزيونية وقدمت أعمالا عديدة. · اسألك عن التليفزيون.. فتحدثني في السينما.. لماذا؟ دائما لدي فكرة واحدة هي أن يصنع العمل التليفزيوني بلغة سينمائية بدائية، وعلي أن أصنعه بلغة سينمائية أرقي وهذه هي الفكرة التي دفعتني إلي دخول مجال الانتاج الدرامي التليفزيوني والاخراج بهدف تغيير صورة الفيديو، وقد أقمت في سوريا صناعة ضخمة لم تكن موجودة من قبل بهذه الفكرة. · ألا تري أنك بهذا الشكل تتحدي طبيعة وسيلة عرض اسمها التليفزيون؟ لي كتاب في هذا الموضوع اسمه 'بين السينما والتليفزيون' وأري باختصار أنه لا يوجد للدراما التليفزيونية لغة أخري غير لغة السينما بمعني أن التليفزيون إما 'مسرحا مصورا' ولغته السينمائية بدائية ويصنع تحت مفهوم الشروط الفنية للتليفزيون وأنا أختلف مع هذا، وأقول ببساطة أن الدراما التليفزيونية سينما تصنع بشروط رقابية مختلفة، وإمكانيات مختلفة وهذا الصراع هو الذي جعلني أنتج وأخرج بكاميرا واحدة لأقول أن نفس اللغة بين الاثنين واحدة ويختلف فقط وعاء العرض كما أن الفيلم السينمائي حين يعرض علي شاشة التليفزيون يظل فيلما سينمائيا. · علي أي أساس تقبل إخراج مسلسل تليفزيوني؟ أعمل علي خطين أساسيين أولهما 'النهضة المجهضة' وهو خط أساسي وقدمت من خلاله اعمالا مثل 'عز الدين القسام' و 'هجرة القلوب إلي القلوب' و 'دخان الحرير' و 'الايام المتمردة' وهي تدور حول محاولات النهضة وافشالها في المنطقة العربية، والخط الثاني هو الديمقراطية الاجتماعية وهو ما تجده في أعمال أخري مثل 'دائرة النار' و'الخيط الأبيض' و 'ذكريات الزمن القادم' و 'الشمس تشرق من جديد' ويطمح هذا الخط لخلق مجتمع أكثر عدالة وأقل تخلفا. · تتحدث كمخرج سينمائي.. ما تاريخك في هذا المجال؟ صنعت خمسة أفلام قصيرة منها 'الارجوحة' وحصل علي عدد كبير من الجوائز في قرطاج وبراغ وغيرها وفيلمي الروائي الطويل الوحيد هو 'التقرير' أو 'ملابسات حادثة عادية' وقامت ببطولته فايزة الشاويش زوجة الكاتب سعد الله ونوس وفاز هذا الفيلم أيضا علي عدة جوائز وبعد ذلك إنتقلت للتليفزيون. · هذه الوحدة بين لغة السينما والتليفزيون هل نفهم منها أنك لن تعود إلي السينما إذا أتيحت لك الفرصة؟ أطمح دائما في العودة إلي السينما وعندي مشروعات خاصة بها فهي قضية أساسية في حياتي، وما فعلته بالتحديد أطلق عليه خطوة للخلف من أجل خطوتين للأمام، فهي خطوة سينمائية للخلف، ولكنها خطوتان للأمام لتطوير لغة الشاشة الصغيرة وفي نفس الوقت بسبب الظرف الإنتاجي. وببساطة نحن نصور نحو خمسه عشرة دقيقة يوميا بكاميرا واحدة للتليفزيون، وفي السينما بنفس الزمن وبكاميرا واحدة تصور ثلاثه دقائق فقط، الفارق إذن يصل. · من حيث الامكانيات إلي خمسة أضعاف.. لماذا؟ نضع أنفسنا إذن ضمن الشروط التليفزيونية الغريبة التي أخترعناها. · ما الفارق أذن؟ الضغوط الرقابية التليفزيونية هي الفارق الوحيد تقريبا وفيما مضي كنا نضطر للرضوخ لرقابات الدول العربية وذلك بهدف تسويق أعمالنا، أما الآن فقد تراجعت شروط هذه الرقابة لاختلاف ظروف الفضائيات العربية، لكن في السينما المشروع مختلف فالامكانيات والظرف الرقابي أكثر تسامحا وبالتالي إذا وضعنا (تسامح الرقابة السينمائية علي شاشة تليفزيونية) ستكون النتيجة أفضل. الحنين للأصل · كان المنتج صفوت غطاس ينصت بإعجاب للمخرج هيثم حقي فسألناه.. هل استعنت بهيثم بسبب حنينك لأصولك الشامية؟! رد ضاحكا: أنا لبناني الاصل مصري الجنسية، وهيثم سوري، لكن الحنين للشام يبقي بداخلي.. وكنت أتتبع مسيرة هيثم حقي منذ فترة طويلة وقد جاء الحماس والتشجيع علي التعاون معه من سميرة أحمد، وحين سألت أسامة أنور عكاشة وجدته متحمسا أيضا، وكان هناك نقاش دائم بيني وبين أسامة أنور عكاشة بخصوص تنفيذ أعمال سورية مصرية، مشتركة وتصادف أن كان عكاشة مسافرا إلي سوريا فسافرت معه والتقينا بهيثم حقي. · كيف تري هذا العمل علي خريطة رمضان القادم؟ أعتقد أننا سنقدم عملا جيدا ومتميزا ذكريات وتعلق سميرة أحمد بحماس قائلة: أنا متفائلة فهيثم حقي جاد في عمله وهو يحفظ الحوار كأي ممثل، ويأتي إلي البلاتوه وقد قام بتجهيز كل شيء قبل التصوير وأشعر بأنني أعود لذكريات السينما. · إنها المرة الأولي التي تتحدثين فيها عن السينما كذكريات.. هل أصبحت فعلا مجرد ذكريات؟ منذ فترة طويلة لم أصور سينما فعلا، لكن شعرت بذلك مع هيثم حقي.. ومع ذلك فلو صادفنا سيناريو مناسب لي سوف أقدمه فورا حتي لو أنتجته أنا والحقيقة أن ابنتي تجهز لي سيناريو منذ سنوات لكنها كسولة بعض الشيء. · قدمت من قبل وجوها جديدة في أعمالك تحولوا إلي نجوم فيما بعد هل يحدث ذلك في 'أحلام في البوابة'.؟ طبعا.. قدمت ياسمين وكريم عبدالعزيز، ورشا مهدي وخالد سرحان وغيرهم وأقدم في هذا العمل وجهين جديدين سيقومان بدور أبني هما محمد سليمان وزينب اسماعيل.. ويشاركني البطولة عزت العلايلي ومعنا أيضا أميرة العايدي وسهير رجب التي قامت بدور سعاد حسني في فيلم 'حليم'. أخبار النجوم في 25 يونيو 2005 |
اثناء تصويرها مسلسل ( احلام في البوابة ) سميرة احمد لـ القبس: لا تعجبني المراة المهمشة حوار: إلهام هدهود دائما هي امرأة من زمن الحب تقدم لنا في مسلسلاتها الحب والعطاء والاهتمام بالآخر وكأنها تأبى إلا أن تذكرنا بزمن الحب الجميل. الفنانة سميرة أحمد التي بدأت منذ أيام تصوير مسلسل «احلام في البوابة» للكاتب أسامة أنور عكاشة وإخراج المخرج السوري هيثم حقي صاحب مسلسل «خان الحرير».. أكدت في حوارها أنه لا فرق بين مخرج سوري ومخرج مصري إلا من حيث التكنيك، وهو ما جذبها إلى حقي بعد أن شاهدت مسلسله «خان الحرير».. وقالت إن أحلام هي أحلام كل الناس في الحياة الكريمة. · ما المقصود بأحلام.. هل هو اسم بطلة المسلسل أم هو أحلام الناس الذين تدافع عنهم البطلة؟ ـ أحلام المحامية التي تمتلك بيتاً في البوابة شراكة بينها وبين ابن عمها وتدخل في صراعات كثيرة بسبب دفاعها عن البسطاء وتصديها للفساد والاستغلال، بالتأكيد سوف تكون رمزاً لأحلام أهالي البوابة والمناطق المحيطة بها الذين يبحثون عن أبسط حقوقهم في الحياة. · إذا تستطيع أن تقول إن البوابة بكل قضاياها رمزاً لمصر! ـ نعم فقضايا أهالي البوابة والمناطق المحيطة بها هي القضايا التي تهم الشعب المصري بل وربما يكون لها صداها في دول عربية اخرى.. المسلسل يتعرض لقضايا اجتماعية حياتية إنسانية تتكرر في كل مكان وزمان. · من بطلة المسلسل.. غير كونها محامية؟ ـ هي سيدة مطلقة وأم لديها اثنان من الابناء.. على رغم انها محامية إلا أنها حرصت على أن يكونا طبيبين مثل والدهما، الذي تركها وسافر إلى الخليج بحثاً عن المال وتزوج بسيدة أخرى. لكنها تعبت وبذلت كل جهدها من أجل الوصول بهما إلى بر الأمان حتى تخرجا طبيبا وطبيبة في المنصورة، وبدءا عملهما هناك في عيادة خاصة. · هل كتب أسامة أنور عكاشة المسلسل من أجلك؟ ـ لا.. أنا لا أطلب من أي كاتب أن يكتب خصيصاً لي، لكن أسامة عرض عليّ ملخص رواية اخرى وبعد ان قرأتها وجدته يقترح عليّ تأجيلها وأن أبدأ بأحلام. وأرسلها لي وقرأتها واعجبتني ووافقت على التغيير فوراً. الجو الشعبي · ما الذي جذبك إلى أحلام؟ ـ عندما قرأت المسلسل تأثرت بالجو الشعبي الموجود فيه، ووجدت أنها فرصة للتنوع بعد أن قدمت العام الماضي دور وزيرة في مسلسل «ياورد مين يشتريك»، بالاضافة إلى شيء آخر خاص جدا ترك اثره داخلي وهو انني اصلا من منطقة الدرب الأحمر وهي منطقة قريبة جدا من البوابة. لذلك فقد ذكرني المسلسل بأماكن عشت فيها اثناء طفولتي وتذكرت شخصيات ايضا كنت اعيش معها هناك.. فأحببت أن أعايش جو المسلسل. قضايا ومشاكل · ما أهم القضايا التي يتعرض لها المسلسل؟ ـ يتعرض لمشكلة سفر الزوج إلى الخارج.. مشكلات المرأة العاملة.. الرجل المزواج الذي لا يتورع عن الزواج بفتاة أصغر من أبنائه.. المرأة المكافحة المعيلة غير المتعلمة التي تعمل بين الرجال وتحافظ على نفسها وتكون لها شخصيتها القوية على رغم بساطتها.... المسلسل يتعرض لقضايا كثيرة من خلال نماذج كثيرة من البشر كلنا نراها ونعايشها. · معروف أن سميرة أحمد لا تهتم بدورها فقط. لكنها تهتم بكل تفاصيل المسلسل. لماذا؟ ـ هذا حقيقي لأني أؤمن انني لا انجح بمفردي لكنني أنجح مع فريق العمل. لذلك أحاول أن أشارك في اختيار الشخصيات التي تعمل معي. · من هم ابطال المسلسل المشاركون معك؟ ـ يوسف شعبان وعزت أبو عوف ومعالي زايد (لها دور مهم في المسلسل) وميرنا وليد (تؤدي دور ابنتي). ومعنا زيزي البدراوي وسميرة عبد العزيز في دور جديد عليها يبدو كوميدياً بعض الشيء. فهي ناقر ونقير مع أحلام أو هي الصورة الشعبية من أحلام. · هل تجدين نفسك في شخصية أحلام؟ ـ نعم فأحلام عصبية بعض الشيء وهذا جزء من شخصيتي فأنا عصبية وعنيدة في الحق، أتمسك بآرائي ما دمت أؤمن بأنني على صواب. لكن أحلام صوتها عال باعتبارها محامية. وهذا جديد عليّ.. أحلام فعلا تمسني في أشياء كثيرة. فهي تعتز بكرامتها خاصة مع طليقها.. فقد رفضت أن تسافر معه إلى الخليج لارتباطها بالبلد الذي تعيش فيه وانفصلت عنه في هدوء وتزوج هو بغيرها في حين بقيت هي لتربية أبنائها، ونجحت في مهمتها تماما حتى عاد هو بالمال ليغريهم ويأخذهم منها.. ولم تيأس لكنها حاولت أن تعيش لقضايا أخرى، فأحلام محامية استطاعت أن تنجح لكنها لم تحقق ثراء. · هل نجد مثل هذه المرأة المتحدية كثيراً في الواقع الذي نعيشه؟ ـ أتمنى طبعا أن يعكس المسلسل الواقع الذي نعيش فيه، وأعتقد ان هناك نساء كثيرات مثل أحلام. نماذج حقيقية للمرأة · ناقشت قضايا كثيرة تهم المرأة في مسلسلاتك وأفلامك.. هل تجدين الفن معبرا بشكل واقعي عن المرأة ومشاكلها.. أم أنه يعرض نماذج ربما تبدو بعيدة عن الواقع؟ ـ حرصت في المسلسلات التي قدمتها منذ البداية في «ضد التيار» و«غدا تتفتح الزهور» و«امرأة من زمن الحب» و«أميرة في عابدين» و«ياورد مين يشتريك» وحتى «أحلام في البوابة».. أن يكون المسلسل معبراً عن نماذج للمرأة الحقيقية التي أصادفها في المجتمع.. لكني أجد كثير من الأعمال الفنية التي تعرض بعيدة عن الواقع ويصعب تصديقها موضوعاً وأداء، لا تعجبني المرأة المهمشة.. فنحن الآن نعيش في عصر عمل المرأة في كل المجالات.. ولا يجب أن نتوقف فقط أمام المرأة التي تحاول إظهار جسمها.. هناك قضايا كثيرة حقيقية تمس المرأة وتمس الأسرة داخل المجتمع العربي بأكمله. · ما رأيك في التركيز على سكان القصور والفيلات في معظم المسلسلات.. هل يعبر هذا عن واقع الحياة التي نعيشها؟ ـ إذا كان هناك مبرر درامي للتصوير في فيلا مثل مسلسل «أميرة في عابدين» مثلا فمرحبا، لكن إذا لم يكن هناك مبرر لوجود الفيلا فهذا يعني استفزاز المشاهد الذي يعاني مشكلات كثيرة جدا. ويتمنى دائما أن يجد نفسه ومشاكله على الشاشة. وإلا فإن الفن يفقد قيمته إذا ما انفصل عن الواقع. في مسلسل «ياورد مين يشتريك» على رغم أن البطلة وزيرة إلا أنها كانت تسكن شقة.. لم يكن هناك ضرورة للتصوير في فيلا. ليس كل الوزراء يعيشون في فيلا ونحن في مسلسل «أحلام في البوابة» نعرض نماذج كثيرة من الواقع.. نماذج بسيطة جدا مثل السيدة التي تمتلك ورشة ويعمل لديها عدد من العمال وتقوم بهذا الدور ببراعة معالي زايد. والشغالة البسيطة التي تسكن البدروم ولها مشاكلها وأحلامها وطموحاتها وتجسد هذا الدور وفاء مكي وبالمناسبة أنا طلبت منها أن يكون لون شعرها بنيا غامقا وليس أصفر. · في كل المسلسلات سميرة أحمد إيجابية تساعد الآخرين ألا ترين في هذا تكراراً؟ ـ هذا جزء من تركيبتي الخاصة فأنا فعلاً أحب الاهتمام بمن حولي.. وكثيرون يلجأون إلى مساعدتي في حل مشاكلهم. · من يهتم بسميرة احمد؟ ـ ابنتي ( جلجلة).. وأصدقائي.. جميعهم اشعر بحبهم لي، أنا عندي أصحاب منذ 30 عاما وليسوا من الوسط الفني، لكنهم أصدقائي منذ الدراسة وحياتي الأولى. · إذا ليس لديك صداقات في الوسط الفني! ـ لي صداقات كثيرة في الوسط الفني نتصل ببعض ونطمئن على بعض ومنهم نجلاء فتحي وميرفت امين وشويكار وماجدة، وغيرهن. فاتن حمامة.. قدوة وقمة · هل هناك اتصال بينك وبين فاتن حمامة؟ ـ ليس بيننا اتصال لكنها لا تبتعد عن خيالي أبداً وأعتبرها قدوة لنا وقمة من القمم الفنية في عالمنا العربي. · كيف تبدأ سميرة أحمد يومها؟ ـ استيقظ في السادسة صباحا.. أتناول كوباً من الشاي واللبن اصنعه لنفسي، ثم أجهز نفسي إذا كان لدي تصوير وأجلس احفظ الدور.. وأحيانا امشي في نادي الجزيرة. · ما علاقتك بالسينما الآن؟ ـ السينما تاريخي.. قدمت فيها نماذج كثيرة وقضايا كثيرة.. لكني الان أتابعها فقط عبر صفحات الجرائد.. وربما انزل لحضور عرض خاص .. لكني غالباً افضل النوم مبكرا. · هل تجدين في جيل الشباب ممثلات قادرات على تقديم جديد في السينما؟ ـ نعم لدينا نجمات مثل منى زكي وحنان ترك وهند صبري ومنة شلبي.. كلهن مبشرات وأعجبني جداً فيلم السادات والدور الذي قامت به منى زكي. المجلس القومي للمرأة · أنت عضو في المجلس القومي للمرأة.. ما قصة انضمامك إلى المجلس؟ ـ اعتقد أن صديقي المستشار نجيب رئيس المحكمة الدستورية العليا السابق هو الذي رشحني لعضوية المجلس القومي للمرأة منذ نشأته فهو يعرف أنني جادة وحريصة على العمل لمصلحة المرأة وانضم إلى لجنة العلاقات العامة وحضرت اجتماعات كثيرة وكان هناك اهتمام كبير من المجلس بأن تكون الدراما معبرة عن القضايا الحقيقية للمرأة. · هل تعتقدين أن المجلس أفاد المرأة فعلاً؟ ـ بالتأكيد فقد دعم طلب المرأة المتزوجة من أجنبي بحصول أبنائها على الجنسية المصرية حتى تم هذا فعلاً، وفي أحد الاجتماعات طلبت السيدة سوزان مبارك وضع حلول لمشكلة المرأة التي يطلقها زوجها بعد سنوات زواج طويلة ويتزوج بأخرى وطلبت أن يكون لهذه المرأة الحق في الحصول على معاش وهذه المشكلة أنا طرحتها منذ 20 سنة في أفلامي وهذا هو دور الفن أن يلقي الضوء على القضايا الاجتماعية المختلفة. الإعلام والمرأة · لماذا يحصر الإعلام دائما المرأة في شخصية المطلقة أو ربة البيت ويتجاهل المرأة العاملة؟ ـ في مسلسل «ياورد مين يشتريك» لم تكن مطلقة كانت وزيرة.. لكن عموماً مطلوب من الكتاب أن يكتبوا عن كل أنماط المجتمع. · ما الشخصية التي تتمنى سميرة احمد تقديمها؟ ـ أتمنى أن اقدم شخصية أسماء بنت أبى بكر، لكن الأزهر لا يوافق على تقديم شخصيات نسائية إسلامية بسهولة. القبس الكويتية في 27 يونيو 2005 |