أول مهرجان للفلم العربي في أسبانيا محمد موسى من روتردام |
مهرجان جديد للفلم العربي في أي مكان من العالم هو خبر سعيد لمحبي السينما العربية ، فرغم أن أحد مشاكل السينما العربيةالاخيرة هو عدم توفر الفلم الصالح للعرض في الهرجانات الدولية (كما يحصل مع السينما المصرية للسنوات الخمس الماضية) الا ان مهرجان جديد هو قبلة حياة جديدة للمشتغليين بالسينما العربية وخاصة السينما التسجيلية والذين يكادون يفقدون الأمل بطرق طبيعية لعرض نتاجاتهم وسط تجاهل شبة كامل للدول والتلفزيونات العربية المعنية بهكذا نتاج. فمع مهرجان السينما العربية الذي ينظمه معهد العالم العربي في باريس ومهرجان السينما العربية في روتردام والذي بدأ يحظى بمتابعة جماهيرة ونقدية جيدة يكون مهرجان الأمل الاسباني هو المهرجان الثالث الذي ينظم بأوربا بمواصفات فنية وتنظيمية جيدة. مهرجان أمل 5 للفلم العربي الدولي والذي سيعقد من فترة 24 الى 30 من أكتوبر هو أول مهرجان كبير للسينما العربية في أسبانيا فبعد تجارب محدودة بدأت عام 2003 وعرضت فيه أربعة أفلام طويله وفلمان قصيران وفلم تسجيلي واحد أحس المنظمون بأهتمام اسباني واضح بالفلم العربي ، في الدورة الثانية( أمل 4) والتي نظمت عام 2004 أتسعت المشاركة السينمائية من المخرجيين العرب وفيه عرض 18 فلم وهي أفلام تعرض للمرأة الأولى في اسبانيا ، في الدورة الثانية أتسع الاهتمامي الجماهيري والنقدي للمهرجان الذي تناول في دورته الثانية أفلام تعكس حال الفلسطيني في فلسطين كذلك عرضت أفلام عن المجتمع الجزائري. هذا الاهتمام كان مهما بالتأكيد للخطوة القادمة والمهرجان القادم والذي سيكون موسعا مع ندوات جماهيرة بين السينمائيين العرب والجمهور ووسائل الأعلام الاسبانية كذلك مع المنتجيين الاسبان الذي سيحضرون للمتابعة. يخطط المنظمون لمهرجان أكبر هذه السنة مع مشاركة عربية متعددة ومختلفة عاكسة تيارات سينمائية حية، مختلفة. و حقيقية ، يؤمن المنظمون بقدرة السينما كنشاط انساني أبداعي على زيادة التقارب الحضاري بي الشعوب والحضارات المختلفة ويقلل من المسافة التي أحدثتها السياسة والتطرف الذي يعاني منه اليوم بلد مثل اسبانيا ، هذا التعايش والتفاهم هو ليس ضرورة للتفهم للظروف التي سببت الأرهاب والتعاون معا على أزالتها بل هو حاجة اساسية للامم التي لا تقدر تمارس دورها الحضاري بدون هذا التفاعل. المهرجان لهذه السنة يشترط ان تكون الأفلام لمخرجيين عرب او تتناول الحياة العربية في الدول العربية او في الخارج ، سوف يقوم المهرجان بأختيار 20 فلم من الافلام المقدمة لأختيارها للمسابقة الرسمية. جوائز المهرجان ستكون كالتالي
· كيف بدأت فكرة المهرجان؟ المهرجان هو نشاط لمجموعة جسر الحضارات التي أنشأت عام 1985 بجهود شخصية تقريبا للسيد غالب ابر وهو فلسطيني الجنسية ويعيش في مدينة سانتياغو الاسبانية منذ زمن طويل ، نشاط الجمعية آنذاك هو التعريف بالثقافة العربية للجمهور الاسباني ،تنظيم نشاطات مثل عروض تشكيلية او موسيقية عربية او من أمريكا الجنوبية التي ترتبط مثل البلدان العربية بعلاقة تاريخية مهمة بأسبانيا، بعد ذلك أحبت الجمعية زيادة الاتصال مع الثقافة العربية وفتح المجال للجمهور الاسباني للتعرف بالسينما العربية ، كذلك منح فرصة للمنتجيين والمخرجيين العرب لتسويق نتاجاتهم ، هكذا بدأت الفكرة بتنظيم مهرجان سينمائي أطلقنا عليه أمل. · هل المهرجان أصبح مهما الآن أو سيحظى بمتابعة اسبانية جماهيرية بسبب الاحداث الاخيرة ومسؤلية القاعدة مثلا عن تفجيرات مدريد؟ نحن مهتمون بالاساس بالحضارة والمجتمعات العربية كحضارة لها تأثيرها المهم في لغتنا وتاريخنا وحتى طعامنا ، نحن نحاول ان نقيم جسرا ما بين حضارتنا وحضارتكم ، اسم منظمتنا هو الجسر وهو ما نسعى اليه ، بالتأكيد كانت الاحداث الارهابية الاخيرة في مدريد أثرها السيء جدا على صورة العربي المسلم عند الشعب الاسباني ، مهمتنا الآن أكثر صعوبة لكننا واثقون ان الناس هنا سوف تفرق بين الارهابي والعربي العادي ، كذلك بدأت نشاطاتنا تحظى بأهتمام كبير من الناس هنا بسبب الاحداث الاخيرة ورغبة الناس بمعرفة العرب ومشاهدتهم والتعرف على حضارتهم. · لماذا يتم تنظيم المهرجان في سانتياغو وهي مدينة في شمال اسبانيا وليس في مدريد او برشلونة او الجنوب الاسباني (ألاندلس)؟ ربما لاننا نعيش في سانتياغو ( يضحك) ، سانتياغو مدينة مهمة جدا تاريخيا ولها قيمة دينية مستمرة ، كانت المدينة ولازلت المعبر للمسيحيين من فرنسا والمانيا وايطاليا الى الشرق. نحن نحب ان تكون سانتياغو مدينة متجددة ودورها التاريخي يبقى لذلك ستكون مدينة جسر الحضارات أيضا. · هل يمكن أن تحدثنا عن الشروط العامة للمشاركة في المهرجان؟ الافلام المشاركة يجب أن تكون نتاج السنتين الماضيتين وأن لا تكون قد فازت بجوائز في مهرجان سابقة ، يجب ان تكون الافلام عربية أي تهتم بقضايا عربية في الشرق الاوسط او العرب خارج بلدانهم. كذلك يجب أن تكون الافلام مترجمة الى أحدى اللغات التالية ( الانكليزية ، الفرنسية ، الاسبانية) كذلك يجب ان تكون الافلام مصنوعة بأحد الطرق التالية ( كامييرا 35 ملم ، بيتاغام ، بيتاغام ديجاتال ، او دي في دي ). سوف تكون لجنة التحكيم تضم عربا وأسبان. · هل هناك من كلمة أخيرة؟ نتمنى أن نحصل على أكبر عدد من الافلام العربية فهي سوف تكون فرصة لنا وللجمهور الاسباني لمشاهدة أفلام عن العرب وحياتهم وحضارتهم. موقع "إيلاف" في 23 يونيو 2005 |