مفاجأة 2005 واللي يعيش ياما يشوف..
خالد فؤاد |
ان يتم تنفيذ فيلم سينمائي ضخم يتناول قصة حياة العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وأن يضحي النجم الأسمر أحمد زكي «رحمه الله» بحياته مقابل تنفيذ هذا الفيلم رغم تحذيرات الأطباء له فهذا بلاشك شيء رائع يستحق أن نترقب ونحلم بالانتهاء من تنفيذه كاملا لنراه علي الشاشة. وان تعلن شركة العدل جروب عن استعدادها لتنفيذ مسلسل ضخم كذلك عن العندليب الراحل ويتم عقد مؤتمر صحفي يحضره ورثة عبدالحليم والمنتج إيهاب طلعت للإعلان عن الاتفاق لتنفيذ العمل والوصول لصيغة مرضية مع الورثة لتنفيذ المسلسل دون مشاكل أو أزمات فهذا أكثر من رائع يدفعنا ذلك لمطالبتهم بسرعة تنفيذ المسلسل بالشكل اللائق لنستمتع بمشاهدته كما سبق لنا واستمتعنا بقصة حياة كوكب الشرق أم كلثوم في المسلسل الرائع الذي قدمته الفنانة صابرين واعتزلت الفن بعده لكونه من الصعب عليها تقديم عمل آخر بنفس القوة والروعة والجمال وبالطبع لا يمكن انكار الجهد الذي تم بذله من قبل المخرج محمد فاضل في الفيلم الذي تناول قصة حياة كوكب الشرق أيضا وجسدت شخصيتها فيه الفنانة الكبيرة فردوس عبدالحميد واجتهدت قدر طاقتها لإظهار الشخصية بالشكل المناسب. ومؤكد أن المخرج التونسي مصطفي الحسناوي يستحق منا كل تقدير بعد إعلانه عن تقديم فيلم روائي قصير عن نفس الشخصية «أم كلثوم» مؤكدا أنه سيتناول جوانب مختلفة وأسرارا جديدة لم يسبق للمسلسل أو الفيلم التعرض لها فقصة حياة كوكب الشرق تستحق أكثر من كل هذه الأعمال لما فيها من ثراء ومتعة ومازلنا حتي اليوم نبحث في سر وقوة هذا الهرم الذي حقق ما لم يحققه مطرب قبلها أو بعدها. ان يتم الإعلان من قبل أسرة المطرب الكبير فريد الأطرش عن سعيها لقهر كل الصعاب لتنفيذ فيلم سينمائي ضخم يتناول مسيرته.. فهذه أيضا شيء جميل فمن منا لا يتشوق لمشاهدة عمل يتناول مشوار وحياة «ملك العود العربي». وإن نري مجموعة من الفنانات يتسابقن للفوز بشخصية المطربة الرائعة أسمهان التي أثارت ومازالت تثير علامات استفهام عديدة سواء في حياتها أو الشكل الذي ودعت عالمنا به وهل تم اغتيالها حقا من قبل المخابرات الألمانية أم أن الحادث وقع قضاء وقدرا فهذه أيضا قصة من واجبنا ترقب تنفيذها ونطالب شركة «صوت القاهرة» التي أعلنت عن تنفيذ العمل بسرعة تصويره والسعي للتغلب علي جميع المشاكل والمعوقات مع الورثة حتي لا يقفوا في طريق تنفيذ هذا العمل الكبير. وان يتم الإعلان عن تنفيذ أعمال كبيرة عن محمد عبدالوهاب والقصبجي وزكريا أحمد وغيرهم من عمالقة الموسيقي والغناء فهذا كله أيضا جميل ورائع يدفعنا وبنفس الشكل لمطالبة الشركات المنتجة بسرعة تنفيذها وعرضها علي وجه السرعة. قلبي وروحي وعمري ولكن أن نسمع عن أفلام ومسلسلات تتناول قصص حياة عمرو دياب ومحمد فؤاد بل وشعبان عبدالرحيم وأحمد برادة وكذلك أمير شعراء عصر الأغاني الهلس مصطفي كامل! فهذا هو الجديد والمضحك والغريب والمثير للدهشة ويدفعنا بلا شك للتوقف عنده. فقد فوجئنا مؤخرا بمطربنا الشهير محمد فؤاد يتجه للكتابة بلا سابق إنذار ويعلن عن انتهاءه من تأليف فيلم جديد اختار له عنوان «قلبي وروحي وعمري» وقام بإعطاء القصة كاملة للمبدع العظيم أحمد البيه ليكتب السيناريو والحوار لها حيث يرغب في بدأ تصويره بعد انتهائه مباشرة من تصوير فيلمه الجديد «غاوي حب» الذي بدء تصويره مؤخرا أمام الممثلة الشابة حلا شيحا والمفاجأة لا تتمثل فقط في اتجاه محمد فؤاد للكتابة فحسب بل في أن الفيلم يتناول جانبا كبيرا من حياته سواء قبل الشهرة أو بعدها لم يتعرض لها في فيلمه الشهير «إسماعيلية رايح جاي» أكثر أفلامه نجاحا ويبدو أن محمد فؤاد وجد في حياته ما يستحق إثارته والتعرض له ليطلعنا علي مسيرة تألقه ونجاحه فقرر اطلاعنا عليه. شعبولا المضحك المبكي حقا هو إعلان مطربنا الشعبي شعبان عبدالرحيم الذي دخل سباق انتخابات الرئاسة بكليبه الأخير «كلمة حق» والذي يدعو فيه لانتخاب الرئيس مبارك فأعلن في الوقت ذاته عن استعداده لتقديم مسيرته ومعاناته قبل الشهرة وسر تألقه في فيلم سينمائي جديد قرر إسناد شخصيته في مرحلة الشباب لنجله خميس بعد أن اكتشف شعبولا في نجله هذا موهبة التمثيل بينما يقدم الشخصية في الكبر وجاء إعلان شعبان عبدالرحيم بعد إعلان المنتج والماكيير الشهير محمد عشوب عن استعداده لتقديم قصة حياة مطربنا الشعبي أحمد عدوية في فيلم سينمائي كبير رصد له ميزانية أربعة ملايين جنيه فشعر شعبولا بالغيرة الشديدة ووجه لنفسه سؤالا مهما وحيويا هو ماذا في مسيرة أحمد عدوية ما يتفوق بها عليه وعلي الفور اتخذ قراره ويسعي لسرعة التنفيذ ربما قبل بدء تصوير فيلمه الجديد «حرامي في الداخلية». المتمرد والحق يقال إن صاحب السبق بين كل هؤلاء هو المغني الشهير عمرو دياب والذي سبق له الإعلان عن تقديم قصة حياته كاملة في فيلم يحمل عنوان «المتمرد» ووقع عقد بطولته مع شركة العدل جروب وكان من المقرر بدء تصويره في ديسمبر الماضي كما ينص العقد الذي قام بتوقيعه، إلا أن انشغال عمرو دياب بالحفلات العديدة خارج وداخل مصر بالإضافة لبعض الصعوبات حول شكل السيناريو والذين يشاركونه بطولته تسبب في التأجيل ونجح عمرو دياب في التغلب علي جميع الصعاب والمشاكل التي واجهته وسيتم تنفيذ الفيلم بميزانية ضخمة تصل لتسعة ملايين جنيه وأعلن عمرو دياب عن تفرغه الكامل لبطولته ويبدأ تصويره في سبتمبر القادم بعد أن تخلي تماما عن فكرة تقديم الفيلم السينمائي الذي يتناول قصة حياة العندليب الراحل عبدالحليم حافظ بعد أن شهد الموضوع مشاكل وأزمات وصراعات لا حصر لها حتي استقر تماما عند النجم الأسمر أحمد زكي. بينما لم يتحدد بعد موعد بدء تصوير الفيلم السينمائي الذي يتناول قصة حياة لاعب الاسكواش أحمد برادة الذي اتجه للتمثيل والغناء وعرض له أول فيلم سينمائي «حب البنات» العام الماضي وصدر له أول ألبوم غنائي يحمل صوته بعنوان «حكايات» وأعلنت مدينة الإنتاج الإعلام عن تبنيها لقصة حياته ورصدت ميزانية كبيرة أيضا لتقديمها، إلا أنه حتي الآن لم يتحدد موعد بدء تصوير الفيلم الذي يتناول حياة برادة من الطفولة ونشأته وممارسته للعبة الاسكواش ونجاحه الكبير فيها حتي اعتزاله لها وتفرغه للفن والمشاكل والأزمات العديدة التي واجهته وتواجهه لتحقيق طموحاته الفنية. رحلة مصطفي كامل بينما كان للشاعر الذي اتجه للغناء مصطفي كامل السبق من الجميع حيث عرض له مؤخرا الفيلم السينمائي الجديد «قشطة يابا» من تأليفه وسيناريو وحوار عماد عبدالمنعم وإخراج عاطف شكري ويشاركه بطولته جيهان فاضل وصلاح عبدالله ومحمد نجاتي وإيناس الناظر. ويتناول الفيلم قصة حياة مصطفي كامل ومعاناته الشديدة حتي أدرك طريق النجاح والشهرة وابتسم له الحظ، وبالطبع لم يحقق الفيلم نجاحا يذكر كما شاهدنا وتابعنا بدور العرض السينمائي في مطلع هذا العام. والراقصات أيضا من جهة أخري قررت الراقصة الشهيرة فيفي عبده تأجيل تصوير الفيلم السينمائي الذي يتناول أيضا قصة حياتها ومعاناتها الشديدة بشارع محمد علي ونومها علي رصيف الشارع قبل أن تعرف الطريق الصحيح للشهرة والنجاح والمصاعب والمتاعب التي واجهتها حتي أصبحت صديقة لكبار السياسيين والأمراء ورجال المجتمع والشهرة والمال. تقول إنها أجلت المشروع حتي تنتهي أزمتها التي طفت علي السطح مؤخرا مع نادية الجندي بعد أن فوجئت بها أي نادية الجندي تعلن عن استعدادها لتجسيد شخصية الفنانة الراحلة تحية كاريوكا في مسلسل تليفزيوني كبير يتناول حياة كاريوكا من كل جوانبها وقالت نادية الجندي ان كاريوكا رشحتها لتجسيد شخصيتها وهي علي قيد الحياة وباركت رجاء الجداوي بصفتها «ابنة شقيقة تحية كاريوكا» ترشيح نادية لتجسيد الشخصية بصفتها الأنسب لها فجن جنون فيفي عبده، وأعلنت الحرب مؤكدة أنها هي التي ستقدم شخصية كاريوكا وأنها الأحق بها بحكم علاقتها القوية بالفنانة الراحلة وقضائها أكثر من عشر سنوات إلي جانبها قبل رحيلها وأقسمت أنها أوصتها بتقديم حياتها في عمل كبير تقدم هي شخصيتها فيه ولهذا قررت فيفي عبده تأجيل الفيلم الذي يتناول حياتها الخاصة حتي تحسم دور تحية كاريوكا أولا لصالحها واللي يعيش ياما يشوف! جريدة القاهرة في 21 يونيو 2005 |
اليتم .. والمرض .. والموهبة المشتعلة سر العلاقة القدرية الغريبة التي جمعت السندريلا بحليم وأحمد زكي! محمد عبد المقصود الموجي رغم أن تاريخنا الفني والسينمائي عبر ثلاثة أرباع القرن يحمل العديد من الأسماء والشخصيات الفنية التي ظهرت ثم لمعت وتوهجت لدرجة الاشتعال ثم انطفأت فجأة.. من اسمهان صاحبة أجمل صوت عرفته الأغنية العربية تلك الفتاة التي جاءت طفلة من لبنان مع أسرتها وهي تحمل معها قدرها، وبعد سنوات ووسط حرب عالمية وإشاعات وفيلم لم يكتمل وضجيج .. ماتت اسمهان تاركة وراءها الحسرة والحزن والكثير من علامات الاستفهام، وأعقبتها بسنوات قليلة كاميليا التي امتلأت حياتها القصيرة بالأحداث والأضواء والكلام عن علاقتها بالملك منذ اكتشفها أحمد سالم حتي لقيت حتفها في حادث الطائرة، ومن بعدهما أنور وجدي أنجح ممثل في تاريخ السينما والذي أسر قلب نجمة المصريين وقتها ليلي مراد، وهو نفس القلب الذي كسره بعد ذلك ليرحل تاركا الثروة التي سعي لها والشهرة التي حفر طريقه إليها بأظافره.. رغم ما حصل لهولاء وغيرهم إلا أن هناك ثلاثة كانت حياتهم متشابهة في كل شيء وهم عبدالحليم وسعاد حسني وأحمد زكي، فالثلاثة تجرعوا اليتم منذ البداية من أول عبدالحليم الذي ولد دون أب وماتت أمه بعد ولادته واضطر أهله وأقاربه لإيداعه لعدة سنوات بملجأ أيتام، وسعاد حسني التي رحل أبوها بعيدا تاركا إياها وكثيرا من الأخوات لتعيش فترة صباها مع أمها وزوج أمها والإحساس بالانكسار والضعف وعدم القدرة علي المواجهة في ظل افتقارها لأهم الأسلحة - الثقة والمال والتعليم - وأحمد زكي الذي مات أبوه وتزوجت أمه وعاش طفولته يتنازعه الحزن واليأس والشعور بالانسحاق - علي حد تعبيره. والثلاثة بدأوا حياتهم الفنية بالعديد من الإحباطات ما بين عبد الحليم الذي ظل يعمل عازفا لآلة الأبوا مترقبا عن كثب وبلهفة الفرصة حتي يغتنمها وظل لأكثر من 4 سنوات يغني علي هامش مختارات الإذاعة مجهولا، وحتي حينما قدم له محمد الموجي رفيق دربه أغنية «صافيني مرة» قابله جمهور الإسكندرية بالطماطم، واشفقت عليه يومها تحية كاريوكا وأقرضته 5 جنيهات ليعود بها للقاهرة .. وسعاد حسني التي تبناها فنيا الكاتب والشاعر عبدالرحمن الخميسي الذي قام بتعليمها وإكسابها بعض الثقة، وحاول تقديمها في إحدي المسرحيات والتي لم تعرض لتضيع منها فرصة أول ظهور.. وأحمد زكي ظل طوال دراسته بالمعهد يحلم بالدور الذي يلفت انتباه الناس لموهبته بعد أن ظهر لمدة 3 دقائق فقط في مسرحية «هاللو شلبي» يرتجل موقفا كوميديا أضحك الناس، ونسوه بعدها نظرا لكمية الإضحاك التي استولي عليها البطل سعيد صالح طوال المسرحية، ويتدخل القدر لعبدالحليم وهو علي وشك الظهور علي مسرح حديقة الأندلس في يوليو 52 وإذا بالثورة تقوم قبل الحفل فيقوم يوسف وهبي ويعلن في تقديمه لحليم أن هذا هو المطرب القادم مع الثورة التي قامت.. كأن القدر الذي خاصم عبدالحليم كل سنواته السابقة عاد ليكافئه بقيام الثورة مع ظهوره علي المسرح، وهو ما حدث وبغرابة قدرية شديدة لسعاد حسني التي استمات الخميسي وهو يحاول اقناع عبدالوهاب وبركات بإسناد بطولة فيلم حسن ونعيمة المأخوذ عن قصته للوجه الجديد سعاد حسني، والمدهش أن الفيلم أيضا تم عرضه مع قيام الوحدة العربية الأولي والأخيرة بينمصر وسوريا، وكان الفيلم مقدم خير علي السندريلا - أو التي صارت هكذا- ولم يختلف الأمر عن أحمد زكي الذي اتته الفرصة بالفعل من خلال أكثر وأنجح مسرحية اثارت ضجة في النصف قرن الأخير- مدرسة المشاغبين - التي قاسم فيها نجوم المسرح والمرحلة الجديدة بطولتها عادل وسهير وصالح وشلبي. لم يحل أي شيء بين عبدالحليم والفرصة حين واتته فقد انتشر سريعا وقدم العديد من الأغنيات والأفلام مع كل نجمات مصر بل وشارك عبدالوهاب في صوت الفن.. ولم يحل التخبط النفسي والعاطفي لدي سعاد حسني بينها وبين النجاج السريع فصارت قاسما مشتركا في أغلب الأفلام حتي أصبحت حلم الشباب في الستينيات بملامحها المصرية وخفة ظلها وتلقائيتها وشقاوتها وقدراتها فصارت نموذجا جديد يتفق مع طبيعة العصر ومختلفة بأدائها عن النماذج الكلاسيكية التي اعتاد عليها الجمهور في الأربعينيات والخمسينيات.. أما أحمد زكي فرغم أن قطاره تعطل بعض الشي في السبعينيات فلم يقدم الأدوار التي تليق بطموحاته وأحلامه نظرا لطبيعة سينما السبعينيات الاستهلاكية ونظرا لوجود نجوم احتلوا السينما في تلك الفترة كمحمود ياسين وحسين فهمي إلا أن أحمد زكي نجح بداية من الثمانينيات في أن يسبق الجميع وصار النموذج القادر علي التعبير عن البسطاء والمطحونين وأصبح وجوده هو نفسه بداخل أي عمل فني دليلا علي الجودة. بعد سنوات أصبح عبد الحليم المطرب الأول وأصبحت أغانيه أصدق تعبير عن أحلام الوطن وأغانيه العاطفية هي السطور التي يتبادلها العشاق في رسائلهم سرا! ونجحت أيضا سعاد حسني بعد النضوج والعمل مع مخرجي السينما الكبار في أواخر الستينيات - أبو سيف والشيخ وبركات- أن تصبح نجمة غير مسبوقة. أما أحمد زكي في المرحلة الأخيرة فقد صار النجم الوحيد في تاريخ السينما الذي اجتمع عليه الجمهور والنقاد وأصبحت أفلامه تحصل علي جوائز رغم تحقيقه لإيرادات وهي معادلة من النادر أن تتكرر مع نجم آخر. امتلأت حياة عبدالحليم بالعديد من الشائعات حول قصص غرامية وأسماء كثيرة لا حصر لها ورغم ذلك لم يتزوج عبدالحليم ولم ينجب.. ولم تنجب سعاد حسني رغم زيجاتها القليلة والتي كان أهمها من علي بدرخان التي فشلت في رأب صدعها وحال عدم الانجاب دون استمرارها، بينما تزوج أحمد زكي وأنجب وفشل في الزواج والقيام بدور الأب كما كان يتمني حتي أنه عاش أغلب حياته في الفنادق مع الناس والحياة السريعة بينما استقر ابنه أغلب الوقت عند جدته. لم يسمح عبدالحليم لأي شيء في الدنيا أن يمنعه من الغناء حتي المرض الذي هاجمه بضراوة وقسوة وكثيرا ما شاهدناه يغني رغم النزيف والأدوية والمسكنات وحينما تفاقمت حالته حاول الأطباء إنقاذه وخيروه بين الحياة بنصف كبد وذاكرة ضعيفة تمنعه من الغناء أو التعرض للموت وذاكرة قوية! واختار عبدالحليم الحل الثاني لأنه لم يتخيل نفسه لا يغني، وسعاد حسني هي الأخري لم تستطيع أن تواجه الحياة في مصر بدون تمثيل بعد أن مرضت وزاد وزنها وتغيرت ملامحها فهربت للخارج بعيدا لتعيش وتموت دون أن يراها أحد، وأحمد زكي أيضا الذي عشق التمثيل لدرجة الذوبان حتي أنه رغم مرضه الأخير القاتل وآلامه الكثيرة توكأ علي عصا عشقه للفن وذهب ليمثل شخصية كانت أحد أحلامه الكبيرة وهو فيلم حليم، ذهب وهو يدرك أن الحالة التي يمر بها قد تمنعه من استكماله أو قد تعجل بنهايته ولكنه لم يتردد حتي قيل إنه اقترح استكمال الفيلم وهو في فراش المرض! أحب عبدالحليم سعاد حسني وتمني أن يمثل معها فيلم «لا» ورحل دون أن يتحقق الحلم، وأحبت سعاد حسني حليم وتمنته زوجا لكنه ضحي بها من أجل جمهوره.. وأحب أحمد زكي الاثنين فكان آخر أعماله حليم وآخر ما قدمت سعاد حسني - الراعي والنساء- مع أحمد زكي. عاش الثلاثة حياتهم الفنية يسكنهم الألم والقلق يعتريهم وعدم الشعور بالأمان يحاصرهم من كل جانب .. ويجمعهم الحزن وعلاقة إنسانية وطيدة مع صلاح چاهين الذي تأثروا به ولم تفلح الشهرة والأضواء والنجاح والمال في أن تنتشلهم جميعا مما اعتراهم منذ طفولتهم حتي النهاية. جريدة القاهرة في 21 يونيو 2005 |