الدورة الخامسة بملامح عراقية وغياب خليجي مهرجان روتردام للفيلم العربــي.. يواجه تشويه الإسلام رسالة هولندا ـ روتردام ـ علا الشافعي |
لن تشعر بالغربة أبدا في مدينة روتردام إحدي أقدم المدن الهولندية التي هدمها هتلر أثناء الحرب العالمية الثانية وأعيد بناؤها علي الطراز المعماري الحديث.. لذلك فهي تختلف عن مدن مثل أمستردام ولاهاي.. وهي نفس المدينة التي شهدت مولد أحد أهم مهرجانات السينما العالمية روتردام الذي يحتضن ثقافات العالم ويدعمها, لذلك كان من الطبيعي أن تحتضن الدورة الخامسة مهرجان الفيلم العربي والذي أقيم في الفترة من1 حتي6 من يونيو والذي أصبح بمثابة جسر للتواصل بين الحضارة الأوروبية والعربية, وليس هناك أبلغ من السينما لغة الصورة, لتحمل آفاقا جديدة, المهرجان الذي ولد كفكرة علي هامش مؤتمر سياسي بالجزائر تحدث عنها د. خالد شوكات مدير المهرجان مع الكاتب محفوظ عبدالرحمن الرئيس الشرفي للمهرجان.. ودعمها محمد أبو ليل رئيس المهرجان, وانتشال التميمي المدير الفني للمهرجان والموسوعة السينمائية المتنقلة وشبكة العلاقات الممتدة من المغرب غربا ومن موسو شمالا إلي دربن جنوبا.. كان وجود انتشال هو الحلقة الضرورية ليكتمل العقد, ولإضفاء طابع الحميمية علي أجواء المهرجان ـ علي حد تعبير خالد شوكات.تحقق الحلم من فكرة تحبو إلي كائن محدد الملامح والهوية, واستطاع مهرجان روتردام صاحب الخصوصية والمعني أكثر بالسينما ودورها التثقيفي من تجاوز هناته الصغيرة.. بل وصل الأمر لأن يحتذي به فيما يتعلق بتوافر المادة الإعلامية وانتظام مواعيد العروض. وأجمل ما في المهرجان سواء في قاعة سينراما حيث أقيمت العروض والفندق ـ محل الإقامة ـ هو أنك تصادف ملامح عربية متنوعة من المغرب, حتي الخليج, ومن سوريا ولبنان, ومن هولندا تختلط اللهجات وتمتزج الوجوه, نقاشات وسجالات لا تنتهي بين السينمائيين العرب والنقاد ومتابعي العروض من الجمهور العادي, أحاديث في السينما والسياسة عن لحظات فارقة تعيشها الدول العربية, وأوروبا حيث صادف يوم افتتاح المهرجان يوم التصويت علي الدستور الأوروبي والذي رفضه أيضا الهولنديون.. ليالي المهرجان تحولت إلي عرس للثقافة العربية. هناك صادفت عشتار حفيدة الفنان العراقي خليل شوقي العراقية الدؤوب.. الرقيقة والتي غادرت العراق منذ9 سنوات ودوما تحلم بالعودة فهناك قضت أيام طفولتها وبدايات الشباب ولكنها لا تعرف هل ستختار الاستقرار ببغداد, أم تعود لروتردام المفتوحة والمنفتحة, ولكنه دوما الحنين إلي الوطن, ويحيي العبدالله المخرج الأردني الشاب الذي لا يتوقف عن الحلم بسينما أردنية خالصة.. خاصة في ظل النهضة التي أصبح الأردن يشهدها في مجال الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية, والفلسطيني ميشيل خليفي صاحب المشروع السينمائي منذ فيلمه عرس الجليل وحتي الزواج الفلسطيني.. والذي ترأس لجنة التحكيم للأفلام الروائية.. حدثني طويلا عن أحلامه وسلسلة المصادفات التي أخذته إلي طريق الإخراج السينمائي, و شرائط الشيخ إمام التي لاتفارق سيارته وأشعار بيرم التونسي التي تجعله يواصل الحياة.. والمغربي جيلالي فرحاتي المنطلق في الحديث دوما, والذي لا يتوقف عن المشاغبات وعن الحلم بسينما عربية قوية, ومحمد الأحمد ـ رئيس المؤسسة العامة للسينما ـ ورأفت شركس ـ أمين عام مهرجان دمشق ـ وحديث لا يتوقف عن العمل علي استقطاب أفلام ونجوم معروفين لدورة مهرجان دمشق القادمة. ولن يرحمك فضولك حيث ستأخذ في سؤال كل العرب المقيمين في هولندا عن حادثة مقتل المخرج ثيوفان جوخ علي يد مغربي مسلم, والصومالية آيان هيرش التي تملأ الدنيا كذبا وادعاء علي الإسلام, وهي صاحبة السيناريو الذي نفذه المخرج ويحمل إساءات بالغة للإسلام مما أدي إلي مقتل مخرجه ولن تملك سوي الدهشة إزاء رحلة صعودها منذ أن جاءت إلي هولندا كلاجئة حتي وصولها إلي صفوف أكبر حزب ليبرالي هناك علي سلم الافتراءات علي الإسلام وكما وصفها لي د. عمرو المصري الذي يدرس اللاهوت في جامعة ليدن.. بأنها امرأة متلونة, ما تقوله في التليفزيون الهولندي, يتناقض مع ما تقوله في قناة العربية أو التليفزيون الألماني, ولكنها امرأة كارثية علي حد تعبيره.. ويكفي سيناريو الفيلم الذي قدمته عن فتاة مسلمة ـ جسدت دورها هندية تجيد الإنجليزية ـ ترتدي ملابس شفافة وتجلس علي سجادة صلاة وعلي جسدها آيات قرآنية اختيرت لتخدم تشويه الإسلام, ومن بينها ويسألونك عن المحيض كل هو أذي, والزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله. مأساة العراق.. حاضرة بقوة انتشال التميمي العراقي الجنسية المدير الفني للمهرجان أرهقه حنينه إلي كل ما هو عراقي واجتهد في الحصول علي كل الإنتاجات العراقية والتي صبغت الدورة الخامسة للمهرجان بصبغة عراقية.. وذلك في مجال الأفلام التسجيلية الطويلة والروائية إذ حصل فيلم غير صالح وهو العمل الأول للمخرج العراقي عدي رشيد علي جائزة خاصة من المهرجان.. والفيلم جاء كقصيدة شعرية وتميزت لغة الحكي التي تأتي علي لسان البطل.. الذي نجح في أن يرسم صورة لبلاده فيكتشف أن ما فعله صدام بالعراقيين لا يختلف كثيرا عما يعانيه المواطنون علي أيدي القوات الأمريكية, ويعرض الفيلم بقايا جثث تخرج من تحت الركام إضافة إلي رفات يصفها البطل بأنها قبور جماعية لجنود لا يعرفون من قاتلوا ومن أجل ماذا, كما يستعرض نصب الحرية الشهير الذي أنجزه الفنان التشكيلي الرائد جواد سليم حيث يظهر وحده في مشاهد تبدو فيها بغداد خالية من الحياة وساحة لاستعراض الدبابات والمدرعات, الفيلم يعيبه بعض التطويل في مشاهد كانت تحتاج إلي تكثيف. فالحرية التي وعد بها العراقيون تتحول إلي كابوس بسبب الفوضي وافتقاد الأمان وتكون ميسون زوجة بطل الفيلم وإحدي الضحايا والتي تظل معتقلة بالبيت وتصرخ من أجل الخروج.. في إشارة إلي أن سقوط صدام أدي إلي فراغ وخلل أمني يهدد الاستقرار. الاضطراب والبحث عن الأمان شكلا موضوعا رئيسيا ومحورا لكل الأفلام العراقية التي عرضت.. ومن أهمها العراق إلي أين الذي صور في سبتمبر2003 قبل نحو70 يوما من إعلان القبض علي صدام حيث يبدأ الفيلم الذي تبلغ مدته22 دقيقة وأخرجه العراقي المقيم بكندا باز شمعون بمشهد يبدأ بآذان الفجر في بغداد. مخرج الفيلم قام بالتصوير مع عراقيين مقيمين في الأردن, وتركيا حيث رفض الأمريكيون دخوله علي الرغم من أنه أخبرهم بأنه مسيحي عراقي آشوري, ورصد الفيلم حالة الفوضي وعدم الإحساس بالأمان. وكذلك جاء فيلم العراق موطني للمخرج هادي ماهود, لينقل لنا صورة لبغداد بعد سنة من سقوطها, فيقوده صبي إلي دروب مجهولة منها مبني دائرة الأمن العام والذي كانت في أسفله غرفة لتعذيب المواطنين ومازالت تضم بقايا آلات التعذيب. وإذا كان مهرجان روتردام للفيلم العربي قد شكل فرصة للقاء المخرجين العراقيين من كل الشتات.. عرض في هذا الإطار أيضا فيلما تسجيليا عن أحلام هؤلاء السينمائيين بآفاق جديدة للسينما في بلادهم بعد سنوات وصفوها بأنها كانت تقتل كل شيء ابتداء من الإنسان وانتهاء بالأحلام, العراق والسينما الذي أخرجه خالد الزهراوي والذي أكد بفيلمه علي أن السينما في عهد صدام كانت أداة للتعبئة ليس إلا. وفي نفس الفيلم أشار الناقد انتشال التميمي, إلي أن الحرية هي الأساس في العمل الإبداعي وأن سنوات صدام شكلت عزلة تامة. سينما مصرية شابة قد تكون هذه هي المرة الأولي التي تحصد فيها السينما المصرية5 جوائز في مجال الأفلام الروائية القصيرة والتسجيلية.. وجاءت المشاركة المصرية مؤكدة علي المواهب الشابة التي تمتلك روحا سينمائية خالصة وذلك سواء في الفيلم التسجيلي الطويل عن الشعور بالبرودة للمخرجة هالة لطفي والذي جاء معبرا عن حالة الفتيات اللائي يعشن بدون قصص حب حقيقية ووصلن لسن العنوسة الفيلم قدم نماذج لفتيات متمردات, يصطدمن كثيرا بالقانون الذكوري للمجتمع, وكان ينقصه فقط للتعبير عن الحالة وجود فتاة جميلة. وهن أيضا كثيرات لا يحالفهن الحظ في الحب والزواج, إلا أن المخرجة اكتفت بفتيات حظهن قليل من الجمال.. ولكن بعضهن يملكن خفة الروح.. تحدثن بصدق دؤوب عن أول قبلة, وأول حب, شعورهن تجاه الجنس. أما الفيلم القطري غير خدوني ـ(أغنية من التراث المغربي) ـ للمخرج المصري تامر السعيد, فمن أكثر الأفلام التي عرضت جمالا, الفيلم تم تصويره بالمغرب حول خمسة أصدقاء مراكشيين سجنوا لمدة تسع سنوات, ولم يعلموا حتي لحظة الإفراج عنهم لماذا تم القبض عليهم ولا سبب إطلاق سراحهم. الفيلم جاء شديد التعبير عن حالة الظلم التي عاني منها هؤلاء, وتميز شريط الصوت بذكاء شديد, وكذلك المشاهد التسجيلية التي تم اختيارها ضمن سياق الفيلم منها جزء من حوار للملك الحسن الخامس, لإحدي القنوات الأوروبية.. وهو ينفي وجود معتقل سياسي في تلك المدينة والتي تضم أكبر معتقل سياسي.. وهي بالمناسبة يطلقون عليها مدينة الزهور حسبما أكد الملك. تامر السعيد كانت لديه مادة ثرية تمكن بذكائه من تحويلها إلي شريط سينمائي شديد التمييز لن تفلت من تأثيره الإنساني عليك إلا بعد ساعات لأنه كما يمس قلبك ومشاعرك يجعلك تفكر كثيرا في حالنا, بالدول العربية. ولنفس المخرج فيلم روائي قصير يوم الاثنين سبق وأشدنا به, حصل علي الفضية مناصفة مع الفيلم التونسي لا هنا ولهية. أما فيلم سلمي الطرزي أنت عارف ليه والذي حصل علي جائزة الصقر الفضي في الأفلام الوثائقية القصيرة فيه كانت سلمي ترصد حال المجتمع المرتبك من خلال فتاة لم تبلغ الـ18 وتعمل في مجال الموديل, وحلم حياتها أن تكون مثل روبي.. سلمي استطاعت من خلال حوارها مع الفتاة ووالدتها كشف المجتمع وتعريتة والتناقضات المرعبة التي أصبحت تحكمنا, وتلك الأم المحجبة التي لا تتردد في الكذب علي زوجها حتي تتحول ابنتها إلي روبي؟! وحصلت هديل نظمي بفيلمها أسانسير علي جائزة الصقر الذهبي في مجال الأفلام الروائية القصيرة الفيلم تناول لحظة إنسانية شديدة الدفء لفتاة مصرية محجبة عادية الملامح تحبس في الأسانسير بالمصادفة وأيضا عن طريق المصادفة تأتيها مكالمة علي تليفونها المحمول ويبدأ المتصل بمعاكستها.. وبعد أن كانت تغلق التليفون في وجهه أصبحت تنتظر مجيئه لإنقاذها وتتخيل ملامحه وتتأمل أيضا ملامحها.. وتشعر بالحميمية من صوته. أفلام.. متميزة من الأفلام المتميزة التي عرضت داخل المسابقة الفيلم الجزائري تحيا الجزائر لنادر حنكاش, وهو فيلم راصد للحالة الاجتماعية بالجزائر, ويبدأ مع أغنية تقوم بأدائها المغنية بايشا وتهديها لجميع النساء التعيسات.. أغنية عاطفية تعصف بالقلوب أثناء أدائها لها في نادي ليلي جزائري, ونري كيف أجبرها الإرهابيون علي أن تتوقف عن عملها كراقصة ومغنية وتعيش بعد ذلك وحيدة مع ابنتها.. بعد وفاة الزوج, غوسيم ابنتها الفتاة الجريئة التي تعمل نهارا في استوديو للتصوير, وليلا تمارس حياتها كما ترغب مع من تختار, الفيلم يروي بحساسية شديدة التحولات التي تحدث لثلاث نساء الأم, الابنة, الجارة التي تعمل العاهرة, وتتداخل عوالم الثلاثة وعلاقة كل ذلك بالسلطة.. فالعاهرة يتردد عليها مسئول كبير, كذلك جاء فيلم زياد الدويري, ليلي قالت ذلك, عن المراهقة وعلاقة فتي من أصل لبناني يعيش في باريس بجارته واكتشاف كل منهما للآخر وبالتحديد ما يتعلق بالجنس. سينما مغاربية شابة كشفت الورقة البحثية التي قدمها الناقد المغربي وكاتب السيناريو مصطفي المسناوي, في الندوة التي ناقشت أحوال السينما المغاربية الجديدة ما بين الدعم وحرية التعبير, عن التحولات التي تمر بها السينما المغاربية من زيادة الإنتاج وتناقص دور العرض والتي كانت240 دار عرض في الثمانينيات ووصلت حاليا إلي150 وكذلك رصد المسناوي قلة الإقبال الجماهيري علي الأفلام المغاربية.. وزيادة الإقبال علي الفيلم الأمريكي الهندي.. مما أدي لتغيير الأسس التي يتم من خلالها منع الدعم الحكومي للسينما والذي كان يتم سابقا بدون شروط. أخيرا نستطيع أن نقول بأن مهرجان روتردام للفيلم العربي هو خطوة في إطار دعم الوجود العربي في هولندا التي تضم أكبر جالية يهودية.. وكما علق د. خالد شوكات رئيس المهرجان هي مقدمة جيدة لحوار هاديء ومتزن لترسيخ مجموعة من القيم والمباديء المطلوبة في هذا التوقيت بالذات لبناء علاقات صحية بين ضفتي المتوسط, هذا من جهة ومن جهة أخري علينا كعرب مقيمين في هولندا أن نعمل علي إثراء وإعطاء شكل إيجابي للمجتمع الهولندي وبما يكرس لمفهوم الطبيعة التعددية للواقع الأوروبي* تشكلت لجنة التحكيم في الدورة الخامسة للمهرجان برئاسة المخرج الفلسطيني ميشيل خليفي. ـ المخرجة العراقية ميسون باجحي المقيمة ما بين لندن وباريس. ـ د. ماجدة واصف مديرمهرجان السينما العربية بباريس. ـ المخرج المغربي فوزي بن سعيدي. ـ لجنة تحكيم الأفلام الوثائقية. ـ الناقد العراقي عدنان حسين أحمد. ـ المخرجة التونسية مولكا المهداوي. ـ الناقد والمخرج اللبناني محمد سويد.
نظمت إدارة المهرجان ثلاث ندوات الأولي حول التمويل الأوروبي وتحدث فيها من مصر المخرج الشاب أحمد رشوان والسينما المغاربية الجديدة قدم فيها ورقة بحثية الناقد المغربي مصطفي المسناوي وصورة العربي في السينما الأوروبية. شارك في مسابقة الأفلام الروائية الطويلة8 أفلام: بحب السيما مصر, الباحثات عن الحرية, الأمير تونس, تحيا الجزائر, ليلي قالت ذلك لبنان, الرحلة الكبري, والذاكرة المعتقلة المغرب, غير صالح.. العراق. تكريم ـ تم تكريم المونتيرة نادية شكري مصر وعرض فيلمين قامت بمونتاجهما زوجة رجل مهم, وأحلام هند وكاميليا. ـ السورية انطوانيت عازارية, عرض لها فيلم اللجاة. ـ عرض فيلم بزناس للتونسية كاهنة عطية.
كواليس * غابت عن المهرجان الأفلام اللبنانية القصيرة والتسجيلية وكذلك الخليجية علي الرغم من أن القائمين علي المهرجان يجب أن يهتموا بكل الإنتاجات العربية ليصبح المهرجان مهرجانا للفيلم العربي, حيث كانت هناك كثافة في الأفلام العراقية مقابل ندرة أفلام عربية لدول مثل الإمارات والأردن ولبنان. * لم يتمكن من الحضور الناقد السوري بندر عبدالحميد من الحضور علي الرغم من مشاركته في عضوية لجنة التحكيم وذلك لرفض السفارة الهولندية, بسوريا إعطائه الفيزا ومعه عدد من الصحفيين السوريين, كذلك تأخرت المونتيرة انطوانيت عازارية في الحضور لنفس السبب. * الفنانة ليلي علوي غادرت المهرجان بعد عرض فيلمها بحب السيما * إيناس الدغيدي أصيبت بالاحباط لعدم حصول فيلمها علي جائزة. الأهرام العربي في 18 يونيو 2005 |