وجهات نظر ابعدته عن السينما بسام كوسا: كل شخصياتي غريبة عني دمشق - “الخليج” |
نال بسام كوسا صفة الممثل الأول في استبيانات الرأي وأحكام اللجان الفنية إثر عروض الموسم الماضي، لكنه يعتبر أن آراء الجمهور الأهم بالنسبة له وأيضاً تحدد توجهاته الفنية، ولذلك يستمر في الأدوار الصعبة بعد أن نال دور المدمن إعجاب الجمهور ولفت الأنظار إليه رغم التنافس الشديد في العروض الماضية. ويرى بسام كوسا أنه لا ينافس في الغالب إلا نفسه، محاولاً انتقاء أدوار جديدة والابتعاد عن التكرار، حسب تأكيده في الحوار التالي. · هل ستغير جوائز واستفتاءات العام الماضي في قراراتك الفنية؟ الجوائز جاءت في حفلات تكريمية بعدما نلت حسب آراء لجنة التحكيم المرتبة الأولى في مجال التمثيل من خلال أعمال العام الماضي، وهذا يعني أن الآراء تأسست على أحكام مجموعة محددة، لكني أهتم أكثر بآراء الجمهور الذي منحني لقب الممثل الأول حسب استبيانات الرأي التي أجرتها عدة جهات صحافية، لذلك تتغير قراراتي حسب ما صدر عن الجمهور الذي أكد أني الممثل الأول من خلال دوري في مسلسل “عصر الجنون”، بينما لجنة التحكيم اعتبرتني الأول من خلال دور مسلسل “أحلام كبيرة”، وهذا الاختلاف يدعوني للتشبث بمعطيات المسلسل الأول، والاستمرار مع هذه النوعية الصعبة من الأدوار أولاً، والشعور بمسؤولية جديدة تجاه الجمهور أيضاً. · قدمت في “عصر الجنون” دور مدمن مخدرات، فكيف أمسكت بمفاتيح هذه الشخصية أو عايشتها عن قرب؟ كل شخصياتي السابقة غريبة عني ولم أعايشها ولا أعرفها سابقاً، وعلى سبيل المثال نرى شخصية التاجر الجشع المتعدد الزوجات في “سيرة آل الجلالي” متميزة بالصدق والواقعية، وحينها ظن الكثيرون أني تاجر كوني من أبناء حلب وهذا غير صحيح. · إذن كيف تجيد تقديم شخصيات لا تعرفها سابقاً؟ بالنسبة لشخصية المدمن في “عصر الجنون” واجهتني صعوبات شديدة وأنا أقرأ النص وأحاول الدخول في الأبعاد المجهولة للشخصية، وتحاورت مع المخرج مروان بركات والمؤلف هاني السعدي، وتحاورنا كثيراً ليظهر كل منا ما يفهمه عن هذه الشخصية، ووصلت بعد الاجتماع إلى فهم عميق للحالة الضمنية لهذا المدمن والأسباب الخلفية التي لا تظهر من الأحداث بشكل واضح، لذلك بدا هذا المدمن مهزوماً وراضخاً وأكبر همومه أن يحصل على جرعة المخدرات. · هل تعايش شخصياتك دائماً بهذه الطريقة؟ الشخصية التي ذكرتها كانت صعبة جداً، وشاهدناها سابقاً من خلال الأفلام العربية وكانت متعددة المواصفات حتى إن بعض الممثلين كانوا يبدون تغيراً في السلوك والمرح بعد جرعة المخدرات، لذلك لم أجد لها المعادل الطبيعي والصادق في الدراما العربية فاضطررت إلى إجراء حوار حولها، وبقية شخصياتي أعايشها من خلال فهمي للحياة مما يجعلني أمتلك فهماً عميقاً لهذه النماذج الإنسانية التي تقدمها الدراما المعاصرة. · هل ساعدك الأدب في فهم شخصيات الدراما؟ أنا أكتب القصة القصيرة والمقال الاجتماعي والفني، ولكن أرتكز على مخزوني الفكري والاجتماعي حين الكتابة، مثلما أرتكز على هذا المخزون حينما أوصل شخصيات الدراما إلى الشاشة. الخوف من المنافسة · هل سعيت للإجادة خوفاً من المنافسة من موسم العرض الرمضاني؟ أنا أسعى للمنافسة باستمرار مع نفسي، وأهم مرتكزات هذه المنافسة أن لا أكرر أدواري في موسم واحد، لذلك اخترت دور الأب المكسور والمحروم من الميراث والعاجز عن العمل في “أحلام كبيرة”، ودور المدمن كما ذكرت، ودور الشرير في “ليالي الصالحية” ولكني وافقت على هذا الدور لأنه يعيد الشخصية إلى الحق والعدل والتوبة في نهاية الأحداث. · هل تمانع في تمثيل أدوار الشر؟ الممانعة تتم حسب اقتناعي بالواقع، وبدور الدراما المعاصرة في توجيه هذا الواقع، لذلك أبتعد عن تمثيل دور شرير مستمر في الضرر وإيذاء الآخرين، وهذا النموذج موجود في الواقع بشكل ملموس ونهايته السجن حتماً أو القتل، وبالمقابل أفضّل تمثيل دور شرير يخضع لمهمات الدراما ودورها التنويري، وهذا النموذج وجدته في “ليالي الصالحية”. · تشعر بالمنافسة مع نفسك وتدخلها حسب دقة اختيار الأدوار، ولكن لابد من إحساسك بالمنافسة بين نجوم الصف الأول، فكيف تتعامل معها؟ البعض يفهم المنافسة بالاجتهاد أو بتحقيق نسبة أعلى من النجومية أو بالحصول على دور بطولي كان مخصصاً لممثل آخر، أو بأمور عديدة أخرى، بينما أفهم أنا المنافسة بطريقتي الخاصة، وأهم مرتكزاتها: الإجادة في الأداء بأسلوبي الخاص وبلا افتعال واختيار أدوار جديدة والتعامل مع العمل الفني حسب الهواية وليس الاحتراف وهنا يصبح الممثل هادئاً وغير متعجل. · ما صحة ما قيل عن إبعادك عن فيلم المخرج سمير ذكرى “علاقات عامة”؟ المخرج سمير ذكرى يعرف أدائي وأسلوبي حين مثلت الدور الأول في فيلمه السابق “الكواكبي”، ولكن لم يحدث إبعادي عن فيلمه الجديد وابتعدت بإرادتي لاختلاف في وجهات النظر مع إدارة الإنتاج في مؤسسة السينما. · يقال إنك دخلت في مشاكل عديدة مع المؤسسة مما سيجعلك مبعداً عن أفلامها الجديدة؟ حركة الإنتاج السينمائي مرتبكة وبطيئة مما لا يجعلها تؤثر في أي ممثل، لذلك لن يخسر شيئاً ما دام موجوداً في المسلسلات التلفزيونية، ولكني أؤكد أن المشاكل كانت بسبب تضارب وجهات النظر حول الفيلم الجديد وانتهت بانسحابي. الخليج الإماراتية في 11 يونيو 2005 |