جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

 

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

 

 

عين الحقيقة ترصد ضراوة الواقع العراقي الذي يتفّوق علي الخيال!

المخرج أحمد رشوان في شريطه التسجيلي القصير العراق، أبداً لم نفارقه

روتردام ـ من عدنان حسين أحمد

بادئ ذي بدء، لا بد من الاشارة الي أن الفيلم التسجيلي القصير العراق، أبداً لم نفارقه (28 دقيقة، بيتا كام 2004) للمخرج المصري أحمد رشوان قد أثار ردود أفعال متباينة، ليس لأسباب فنية، أو تقنية، وانما لأسباب سياسية وضعت العديد من المخرجين والمثقفين العرب والأجانب في مواقف حرجة لا يحسدون عليها، لأنهم وقفوا ضد الاحتلال، وانتصروا لفكرة المقاومة السلمية أو العسكرية، آخذين بنظر الاعتبار أن هناك شرائح لا يستهان بها في المجتمع العراقي ما تزال تسمي الاجتياح الأنكلو ـ أمريكي للعراق تحريراً أو تغييراً للنظام الدكتاتوري السابق، في حين أن الادارة الأمريكية نفسها قد سمّت ما حدث احتلالاً! ولا أدري ما الفائدة المرجوّة من ليّ عنق هذه الحقيقة الدامغة. علي أية حال، لا يريد المخرج أحمد رشوان أن يتبني موقفاً آيديولوجياً، فهذا ليس من شأنه، ولكنه معنّي بالأساس أن يرصد حقيقة ما يجري في العراق علي وفق التصورات القائلة بسينما الحقيقة التي تكشف كل شيء من دون الحاجة الي تزويق أو لمسات نهائية تحسّن من وجه الصورة التي ترصدها عين الكاميرا. صحيح أن عدسة الكاميرا وراءها عين بشرية قد تري ما لا يراه الآخرون، وأن وراء العين ذهنا متوهجا قادرا علي التفكير والاستنتاج، ولكن الذي فعله أحمد رشوان يعكس شجاعته كمخرج وقع اختياره علي موضوع مثير للجدل قد يفقده جمهوره المؤازر للاحتلال، ولكن يا تُري ما الذي سيقوله هذا الجمهور وقد تحوّل ملعب الشعب الدولي في بغداد الي قاعدة للقطعات العسكرية الأمريكية؟! وأين سيتدرب المنتخب الوطني العراقي؟ وكيف سيتهيأ للدورات الأولمبية القادمة؟ قد لا يحتاج المتابع للشأن الرياضي العراقي الي جهد كبير للحصول علي اجابات مسبقة، فلا بد لهذا المنتخب من أن يبحث عن ملاعب أخري خارج حدود الوطن علي وفق المتطلبات الرياضية المعروفة. هكذا شطحت الفكرة في ذهن المخرج أحمد رشوان حيث اقتنص المنتخب الوطني العراقي وهو يتجمّع، ويلّم شمله في العاصمة الأردنية عمّان من أجل التهيؤ للدورة الأولمبية القادمة. وللاحاطة بكل جوانب الثيمة فقد ارتأي أحمد رشوان أن يقسّم الفيلم الي تسع لوحات وهي تشرين الثاني (نوفمبر) 2004 بغداد ـ عمان، تعوّدنا، 3 دولارات، ماكو، واقع بغداد.. خيال هوليوود، بقايا فرح، السير علي الحافة، البوح تحت المقص، سفر وهذا الرقم (9) لا أظنه مقصوداً، ولكن المخرج أراد أن يبيّن وجهات النظر المختلفة للمدرّب، واللاعبين، وبعض القنوات الاعلامية المرئية كقناة العربية لكي يحيط المتلقي بأكبر عدد ممكن من الآراء ووجهات النظر التي تتفق مع فكرة الاحتلال أو تختلف معه. أعتقد أن المخرج أحمد رشوان قد أخذ المنتخب العراقي لكرة القدم كأنموذج ليعكس من خلاله معاناة الشعب العراقي برمته في ظل الاحتلال، كما يكشف في الوقت ذاته معاناة شرائح واسعة من العراقيين في ظل النظام السابق، بما فيه الظلم الذي تعرّض له اللاعبون العراقيون خلال السنوات المحصورة بين عام 1985 و2003 عندما هيمن عدي صدام حسين علي اللجنة الأولمبية العراقية حيث أهان، وعذّب العديد من الرياضيين العراقيين. ولا بد من التنويه الي أن أي مخرج أو مثقف يقف ضد الاحتلال الأمريكي للعراق لا يعني بالضرورة أنه يصطف الي جانب نظام صدام حسين، والدليل أن أحمد رشوان كشف في هذا الفيلم أغلب الوسائل البشعة التي كانت تستخدم لتعذيب لاعبي المنتخب العراقي في حال خسارتهم، ولكنه كأي مواطن عربي يرفض فكرة الاحتلال قلباً وقالباً. ومن هنا استل المخرج عنواناً حميماً، وقريباً الي روحه وهو العراق، أبداً لم نفارقه .

بنية اللوحة السينمائية والكشوفات الدامغة

يتوفر المخرج أحمد رشوان علي خبرة مميزة في اخراج الفيلم التسجيلي والروائي القصير أيضاً. وقد أخرج خلال مشواره الفني ستة عشر فيلماً نال بعضها جوائز مهمة في مهرجانات عربية ومن بين هذه الأفلام نذكر عيد ميلاد حبيبة ، المسافر خانة، مفترق الطرق، يوم مثل كل الأيام، الصباح التالي، قانون الصدفة، نساء وجذور، من غير مكياج، أبداً.. لم نفارقه ، وغيرها من الأفلام، فهو يعرف ما يريد، ولا يرجّح الكفة الايديولوجية علي الجانب الفني. ولاستجلاء الأبعاد الفنية والفكرية سأتوقف عند اللوحات التسع التي رسمها المخرج ضمن بنية شكلانية لا تخلو من اثارة بصرية شدت انتباه المتلقي علي مدي الدقائق الثماني والعشرين. ويبدو أن المخرج قد ركّز علي المدرّب عدنان حمد الذي أخذ حصة الأسد بحيث أن آراءه قد طغت علي بنية الفيلم الذي حمل في النهاية صبغة المقاومة . يقول المدرب أن الطريق البرّي من بغداد الي عمّان محفوفة بالمخاطر. وأن الأرتال العسكرية الأمريكية يمكن أن تؤخر أية رحلة، وليست رحلة الفريق العراقي حسب، فهم وحدهم لهم الحق في الأولوية، واستغلال الطريق. وفي النقطة الحدودية كان الفريق برمته ينتظر ساعات طوال. وهو يري أن أي شعب في العالم يعيش هذه المأساة لا بد أن يتخلي عن الرياضة. ويعتبر صبر اللاعبين العراقيين، ومواصلتهم التدريب في هذه الظروف الشائكة هو ضرب من الاعجاز لأنهم يريدون أن يعكسوا صورة شعبهم الحقيقي الذي يتحدي الصعاب، وليس الصورة النمطية التي يقدمها المحتل عن العراقيين. هذه البنية الفكرية جاءت تحت اللوحة الأولي المعنونة (تشرين الثاني/نوفمبر 2004 بغداد ـ عمان ). وفي اللوحة الثانية (تعوّدنا) يقدّم لنا المخرج نوراً ، وهو أحد لاعبي المنتخب الذي يقول بأنهم قد تعودوا علي التدريب واللعب في خارج ملاعبهم، ولكن القلق يظل يساورهم، ويطحن أعصابهم عندما يتابعون أخبار المداهمات، والسيارات المفخخة، والقتال الضاري في عدد من المدن العراقية.

وذات مرة لم يستطع نور أن يواصل المباراة الأولمبية في أثينا لأنه سمع خبراً عن انفجار قريب من بيته في العراق، فترك الملعب في الشوط الأول، لأن تفكيره كان منصباً علي حادثة الانفجار. وفي اللوحة الثالثة (3 دولارات) يكشف لنا المخرج أحمد رشوان عن طبيعة الحياة الفنتازية التي طالت كل شيء بحيث أصبح أجر اللاعب الدولي العراقي ثلاثة دولارات فقط في الشهر الواحد، بينما يتقاضي اللاعبون العالميون عشرات الألوف من الدولارات! واذا كان عماد في اللوحة السابقة قد اعتاد علي اللعب في الملاعب الاصطناعية، فان حيدر في اللوحة الرابعة (ماكو) يري بأن التدريب والاعداد الحالي هو أفضل من السابق بكثير، غير أن فقدان العنصر الأمني هو الذي يربك اللاعبين جميعاً لأنهم لا يعرفون ماذا تخبئ لهم الساعات القادمة وهم في طريقهم الي الملاعب. أما اللوحة الخامسة التي تشكل عنصر التوازن بين اللوحات الأربع الأولي، واللوحات الأربع الأخيرة فقد منحها تسمية دالة وهي (واقع بغداد .. خيال هوليوود) حيث أظهر بعض الناس وهم يهتفون بالروح بالدم .. نفديك يا صدام ليعقب هذا الهتاف الفنتازي عدنان حمد وهو يتفادي الحديث السلبي عن تدخل عدي في الرياضة منذ عام 1985 وحتي 2003 وأكد بأنه يريد أن يتحدث عن هذا الموضوع بأمانة وصراحة وصدق، وقال كان هناك دعم للرياضة، لكنه لم يتحدث عن انزال العقوبات الغريبة باللاعبين أو تعذيبهم أو اهانتهم في حين أن محطات العالم كلها قد عرضت أجهزة التعذيب الوحشية التي كان يستخدمها عدي وأزلامه في معاقبة الرياضيين.

أما اللاعب نور فقد ارتأي أن يترك الحديث عن التعذيب لأن هذه المسألة معروفة، ويتوقف عن المسألة الأمنية. ولكي لا يختلط الحابل بالنابل فقد قال بأنه ليس مع النظام السابق، ولكن الأمان كان متوفراً، ويستطيع المواطن أن يتجول براحته، ويعود الي منزله متي شاء، بينما يجد المرء صعوبة جدية في الخروج الي الشارع في ظل الأوضاع الراهنة. اللاعب حيدر يعتقد بأن العقوبات التي كان ينزلها عدي بأعضاء المنتخب العراقي معروفة في الوطن العربي والعالم أجمع، وذات مرة في عام 1998 جاء وفد من الاتحاد الآسيوي لكي يحقق في واحدة من العقوبات الجماعية التي لحقت بالمنتخب. ولهذا السبب فان اللاعبين يعانون من مشكلات الضغط النفسي، هم وعائلاتهم، وبالذات في حال لم يحقق المنتخب نتائج جيدة.

اللاعب رزاق أكد بأنه لم يتعاقب، ولكنه لم ينفِ أن هناك لاعبين آخرين تعرضوا للضرب والأذي. أما اللاعب حيدر فقد قال كان هناك ضرب، وحلاقة رأس، وسجن في الأيام التي يخسر فيها المنتخب . في اللوحة السادسة التي حملت اسم (بقايا فرح) والتي ظهر فيها الجمهور وهو يهتف علي سجيته عاش، عاش، عاش العلم قال رزاق نحن مظلومون، ومحتلون، وعندما تقع الانفجارات نزداد أسي، ولكن عندما نفوز في كرة القدم سوف نفرح الشعب العراقي، هذا الشعب الذي نراه متحداً من خلال كرة القدم . أما اللاعب صالح فهو يريد أن يفرح العراقيين ولو بشيء بسيط كي ينسيهم هذه الأحداث الجسيمة. في اللوحة السابعة يأخذنا المخرج من خلال اللاعب نور الي عالم الشكوك والمحاذير، فعبر (السير علي الحافة) نتوقع أن الرياضة في العراق قد تنتهي نهاية مأساوية اذا ظلت الأوضاع كما هي عليه الآن، لكن صالحاً يعيد لنا بعض الأمل حينما يقول بأن العراق بلد مواهب، واذا ما غادر لاعب، فسيأتي بدله ثلاثة لاعبين. ويشاركه في هذا الرأي اللاعب رزاق في اللوحة الثامنة (البوح تحت المقص) حيث يعزز وجود المواهب التي تتناسل برغم قساوة الأوضاع الشاذة في العراق والدليل علي ذلك أن منتخب الشباب قد حقق نتيجة جيدة. أما حيدر فيري أن حلم العراقيين هو انهاء الاحتلال، وهذه الأمنية لا تقتصر علي العراقيين فقط، وانما تمتد للوطن العربي كله. وفي اللوحة الختامية (سفر) يتمني نور أن تتطور الكرة العراقية، وأن يصل اللاعب العراقي الي العالمية. أما عدنان حمد الذي يشكّل حديثه خاتمة منطقية للفيلم فيقول: لا يمكن لأي انسان أن يتخيل أن هذا الاحتلال يحدث في القرن الواحد والعشرين، ومن قبل دولة تقول علي نفسها أنها رقم واحد علي العالم، وفي الديمقراطية .

وقد سأله أحد الصحافيين سؤالاً قال فيه: هل أن وصولكم وتحقيقكم هذه النتائج هو بسبب الحرية التي تعيشونها؟ فأجابه.. أية حرية .. أنت مغرر بك.. نحن نعيش في ظل هذه الظروف، فهل هذه حرية؟ قال: لا، هذه ليست حرية! ثم يمضي المدرب الي القول ان حلم كل عراقي من دون استثناء هو أن ينتهي الاحتلال بأي طريقة سواء برحيل القوات الاجنبية، أو بطردها . ولكي تظل نهاية الفيلم مفتوحة فقد اختار المخرج جملة اللاعب حيدر الذي ترك مستقبل العراق غامضاً تتلاعب به المقادير، اذا قال: ان مستقبل الفريق العراقي الآن مجهولاً، ولا نعرف ما سيحدث غداً! . ومن خلال هذه اللوحات التسع يستطيع القارئ الحصيف أن يستشف طبيعة الوضع السياسي والاقتصادي والنفسي للعراقيين، كما يستطيع أن يرسم صورة لمستقبل العراق الجديد.

القدس العربي في 10 يونيو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى