جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

 

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

 

مهرجان الفيلم العربي في روتردام غياب جماهير وسينما غارقة في اللعبة التلفزيونية

نديم جرجوره

 

غيابٍ جماهيريّ وسينما غارقة في اللعبة التلفزيونية وغلبة عراقية

متى يجد "مهرجان الفيلم العربي في روتردام" دوره؟

أقيمت الدورة الخامسة ل"مهرجان الفيلم العربي في روتردام" في هولندا، بين الأول والخامس من حزيران الجاري، في محاولة إضافية لإلقاء الضوء على جديد السينما العربية، ولتفعيل التواصل الثقافي بين العرب وهولندا، من خلال السينما. فهل حقّق منظّمو المهرجان هذين الهدفين الثقافيين والفنيين، أم إنهم لا يزالون في بداية المشوار الطويل، قبل أن يتوصّلوا إلى ترجمة أحلامهم؟

ستة عشر فيلماً روائياً وسبعة عشر وثائقياً اختيرت للمسابقتين الرسميتين، وعُرضت في خمسة أيام متتالية، شاهدتها لجنتا تحكيم منحت بعضها جوائز مالية عدّة. تألّفت لجنة التحكيم الخاصّة بالأفلام الروائية من المخرج الفلسطيني ميشال خليفي رئيساً، والمخرج المغربي فوزي بنسعيدي والباحثة السينمائية المصرية ماجدة واصف (مديرة "قسم السينما" في "معهد العالم العربي" ومديرة "بينالي السينما العربية في باريس") والمخرجة العراقية ميسون باججي أعضاء (لم يشارك الناقد السوري بندر عبد الحميد، كما كان مُقرّراً، في أعمال اللجنة بسبب تأخير حصل في منحه تأشيرة دخول إلى هولندا). أما لجنة التحكيم الخاصّة بالأفلام الوثائقية، فتألّفت من المخرج والناقد السينمائي اللبناني محمد سويد رئيساً، والمخرجة التونسية مولكا المهداوي والناقد العراقي عدنان حسين أحمد عضوين.

هنا، مقالة أولى عن بعض الأفلام الروائية.

طرحت الدورة الخامسة ل"مهرجان الفيلم العربي في روتردام"، سؤالاً يتكرّر دائماً مع تنظيم دورة جديدة لهذا المهرجان السينمائي العربي أو ذاك: هل تعكس الأفلام المُختارة "أفضل" ما أنتجته السينما العربية في خلال عام أو عامين يسبقان إحياء كل دورة، أم إن المسألة متعلّقة بآلية الاختيار؟ ذلك أن غالبية الأفلام المختارة للمسابقتين الرسميتين الخاصّتين بهذه الدورة كشفت تراجعاً خطراً في المستويات الفنية والدرامية والجمالية والتقنية كلّها، وقدّمت صورة سيئة عن "واقع" السينما العربية اليوم، في حين أن أفلاماً عربية عدّة أُنتجت مؤخّراً، وامتلكت حدّاً أدنى من السوية الإبداعية المطلوبة سينمائياً، لم تشارك في المسابقتين الرسميتين ولا في تظاهرات جانبية، باستثناء قلّة قليلة للغاية.

مرآة الواقع أم خيار منقوص؟

بين جانبي السؤال المطروح سابقاً، تتالت أيام الدورة الخامسة في مناخ ثقافي مال، بمعظمه، إلى النفور والاستياء: هل هذه هي السينما العربية الجديدة أو الشابة؟ هل السينما العربية عاجزة عن تقديم حدّ أدنى من الإبداع الجمالي والفني والثقافي؟ هل النتاج السينمائي العربي الجديد غارق كلّه في تفاصيل اللعبة التلفزيونية (وثائقياً)، أو في البهتان الدرامي والأدائي والفني والجمالي (روائياً)؟ أم إن المسألة مرتبطة بآلية الاختيار: هل ارتكز الاختيار على قواعد معيّنة وثابتة، أم ظلّت الأمور كعادتها: التواصل الدائم مع أصدقاء المهرجان لاختيار ما يُمكن الحصول عليه؟ لماذا غلب الحسّ التلفزيوني على النتاج الوثائقي المعروض في الدورة الخامسة؟ ولماذا الطغيان العراقي الدائم في هذا المهرجان؟ صحيح أن العراق تمثّل، في دورة هذا العام، بفيلم روائي طويل للمخرج الشاب عدي رشيد (بعنوان "غير صالح")، الذي أثار اهتمام ضيوف عرب بجمال تصويره وبقوة علاقته الحسّية والإنسانية بالمكان. لكن، هل هناك ضرورة لكثرة "الأفلام الوثائقية" التي أخرجها عراقيون وبعض العرب عن العراق، وهي بغالبيتها الساحقة لا تستحق أن تكون أفلاماً سينمائية تُعرض في مهرجان سينمائي؟ المسألة، هنا، لا ترتبط بجنسية/هوية الفيلم أو بمادته: لا تعنيني مسألة كثرة أفلام عراقية، أو فوز أفلام مصرية عدّة بأكثر الجوائز الممنوحة لهذا العام، بقدر ما يثيرني سؤال غياب الفيلم السينمائي العربي عن مهرجان سينمائي عربي، في مقابل وجود عدد لا بأس به من الأفلام السوية التي غابت عن هذا المهرجان تحديداً.

منذ ولادته قبل خمسة أعوام، حاول مؤسّسو "مهرجان الفيلم العربي في روتردام" أن يجعلوه مرآة ما للواقع العربي، من خلال السينما. أرادوا أن يكون صوتاً عربياً في هولندا، يتوجّهون بفضله إلى الهولنديين والعرب المغتربين معاً، كي يُقدّموا لهم صورة إنسانية وإبداعية شفّافة عن جانب من الثقافة والحضارة والفن يستحقّ المشاهدة والاهتمام، ويثير النقاش والحوار، ويُفعّل التواصل والتلاقي. هذه أهداف نبيلة وجريئة: أن تُقدّم نفسك للعالم بأفضل صورة ممكنة. وما اختيار السينما إلاّ إشارة إلى أهمية هذا الفن وقدرته على بلورة اللقاء المطلوب بين العرب والهولنديين، وبين العرب أنفسهم المقيمين في دولهم والمهاجرين إلى هولندا. لكن، في الدورتين السابقتين مثلاً، بدا الحضور العربي شبه غائب، في حين أن الهولنديين لم ينتبهوا كفاية إلى أن مهرجاناً سينمائياً عربياً يُقام في إحدى مدنهم الكبيرة. كما أن عرض بعض أفلام المهرجان في مدن هولندية أخرى لم يُسفر عن النتائج المطلوبة في السياق الثقافي والفني نفسه.

لا يُمكن حسم النقاش حول أسباب غياب الجمهورين العربي المغترب والهولندي عن دورة هذا العام، كما عن معظم الدورات السابقة. هناك ملاحظات عدّة يُمكن سوقها في هذا المجال، بهدف إغناء النقاش النقدي حول مهرجان "يجب" أن يُحافظ على ديمومته: تطوير أدائه، تحديث آلية اختيار أفلامه، تفعيل عناوين ندواته (فتح المجال أمام الجانب العمليّ في البحث والتنقيب، لا الاكتفاء بالتنظير الذي غالباً ما يكون مُكرّراً)، تحريض الجاليات العربية أولاً والهولنديين ثانياً على حضوره، إلخ. إن سبل تحقيق تطوّر حقيقي للمهرجان متاحة أمام منظّميه، إذ إن الإمكانيات المالية متوفرة، والعناوين السينمائية الجيّدة والمهمّة والسوية موجودة، والنيّة الصادقة في بلورة خطاب ثقافي وفني عربي إنساني وحضاري أساسٌ واضح في عمل إدارة المهرجان. لهذا كلّه، يُفترض بهؤلاء جميعهم، وبأصدقاء المهرجان المنتشرين في عواصم عربية مختلفة، أن يثابروا على مناقشة علمية وموضوعية جادّة تتناول كيفية تطويره لتثبيت حضوره في المشهد الهولندي، فيكون مرآة حقيقية لجزء كبير من النتاج الإبداعي العربيّ الحقيقيّ.

أفلام وقضايا

إذاً، شاركت أفلامٌ عربية متنوّعة المواضيع والاهتمامات في دورة بدت وكأنها عاجزة عن تقديم النوع على الكمّ. فمن بين ستة عشر فيلماً روائياً (ثمانية طويلة وثمانية قصيرة)، يُمكن القول إن هناك أربعة عناوين طويلة واثنين قصيرين قابلة للنقاش النقدي، بفضل موادها الدرامية أو أشكالها الفنية والتقنية، أو لقدرتها على تبسيط المعالجة من دون الإساءة إلى البناء الفني والدرامي: طرح "بحبّ السيما" للمصري أسامة فوزي موضوع التزمّت الديني في المجتمع المسيحي المصري، وتجاوز خطوطاً حمراء وضعتها السلطات الدينية والاجتماعية المناوئة لحرية النقد والرأي والتعبير، مرتكزاً على حبكة فيها بعض الخلل الدرامي في السيناريو والأداء والمعالجة التقنية. تمكّن اللبناني زياد الدويري، في "ليلا قالت ذلك"، من إحكام قبضته على الجانبين التقني والفني، ومن تبسيط المعالجة الإنسانية للحب والجنس والصداقة وواقع المجتمع الفقير والصدام العائلي من دون تفريغها من معانيها المختلفة. أما المخرج المغربي جيلالي فرحاتي فاستعاد، في "الذاكرة المعتقلة"، حقبة عنيفة من التاريخ الحديث للمغرب، تمثّلت بالمعتقلات السياسية، من خلال حكاية مُعتقِل يخرج إلى الحرية ويبحث عن ذاكرته الضائعة بين بشاعة الواقع ومرارة الماضي، وبين النسيان المؤلم والوعي الممزّق. لكن قوة الحبكة لم تُترجم في سياق درامي مكثّف وغنيّ، بقدر ما ظلّ السياق الحكائي عادياً في تصوير أزمة الفرد في مواجهة الماضي والحاضر معاً. من جهته، بدا العراقي عدي رشيد، في "غير صالح"، جميلاً في حرفية تصويره المكان والذات في صراعها مع الوجود والحياة والمستقبل، بعد سقوط نظام صدام حسين، وبداية مرحلة جديدة من البؤس والموت والألم.

في فئة الأفلام الروائية القصيرة، هناك "يوم الاثنين" للمخرج المصري تامر السعيد و"تأشيرة" للتونسي إبراهيم اللطيف: الأول حكاية عادية وبسيطة عن زوجين يعيشان بهدوء، قبل أن يحقّق كل واحدة منهما حلماً قديماً لديه: الزوج يرغب في تدخين الغليون، والزوجة في استعادة قدرتها على التصفير. لكن المسألة لا تنحصر في ذلك فقط: ذلك أن تحقيق الرغبتين أفضى إلى إحياء نبض جديد في العلاقة الزوجية، قدّمها لنا الزوجان كل على حدة، في توليف جميل وسيناريو جيّد وأداء يريح المشاهد ويأخذه إلى تفاصيل الحكاية كلّها. لا يختلف الثاني عن الأول لجهة تضمين النصّ نَفَساً كوميدياً هادئاً: رجل يُضطّر للمشاركة في مسابقة باللغة الفرنسية كي يتسنّى له الحصول على تأشيرة سفر سياحية إلى فرنسا (يرغب في البقاء هناك عند قريب له). سيناريو متماسك في سرده وشخصياته، وأداء جميل لغالبية ممثليه. (عن السفير).

نتائج المسابقتين الرسميتين للأفلام الروائية والقصيرة

الأفلام الروائية الطويلة: فاز <<الذاكرة المعتقلة>> للمخرج المغربي جيلالي فرحاتي بجائزة <<الصقر الذهبي>> (الجائزة الأولى)، وقيمتها المالية ألفي يورو. فاز <<بحبّ السيما>> للمخرج المصري أسامة فوزي بجائزة <<الصقر الفضي>> (الجائزة الثانية)، وقيمتها المالية ألف يورو.

الأفلام الروائية القصيرة: فاز <<أسانسير>> للمخرجة المصرية هديل نظمي بجائزة <<الصقر الذهبي>> (الجائزة الأولى)، وقيمتها المالية 750 يورو. فاز <<يوم الاثنين>> للمخرج المصري تامر السعيد مناصفة مع <<لا هنا ولا لهيه>> للمخرج المغربي رشيد بوتونس، بجائزة <<الصقر الفضي>>، وقيمتها المالية 500 يورو.

الأفلام الوثائقية الطويلة: فاز <<عن الشعور بالبرودة>> للمخرجة المصرية هالة لطفي بجائزة <<الصقر الذهبي>> (الجائزة الأولى)، وقيمتها المالية 750 يورو. فاز <<غير خدوني>> للمخرج المصري تامر السعيد بجائزة <<الصقر الفضي>> (الجائزة الثانية)، وقيمتها المالية 500 يورو.

الأفلام الوثائقية القصيرة: فاز <<أزرق رمادي>> للمخرج السوري محمد الرومي بجائزة <<الصقر الذهبي>> (الجائزة الأولى)، وقيمتها المالية 750 يورو. فاز <<إنت عارف ليه>> للمخرجة المصرية سلمى يسري الترزي بجائزة <<الصقر الفضي>> (الجائزة الثانية)، وقيمتها المالية 500 يورو. كما استُحدثت جائزة جديدة في دورة هذا العام، قدّمتها المحطة التلفزيونية الفضائية العربية <<راديو وتلفزيون العرب>>، وقيمتها المالية ثلاثة آلاف دولار أميركي، نالها <<الرحلة الكبرى>> للمخرج المغربي إسماعيل فروخي مناصفة مع <<غير صالح>> للمخرج العراقي عدي رشيد.

موقع "كيكا" في 9 يونيو 2005

في حفل اختتام مهرجان الفيلم العربي في روتردام:

جيلالي فرحاتي ينال الجائزة الكبرى في المهرجان، وجائزة الـ" إي آر تي " تذهب مناصفة إلى إسماعيل فروخي وعدي رشيد

روتردام / عدنان حسين أحمد 

أُختتمت فعاليات الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام مساء الأحد المصادف 5/ 6/ 2005، حيث جرت وقائع الحفل الذي دشنته فرقة هولندية متخصصة بالغناء الأفريقي في كنيسة أرمينيوس في مدينة روتردام. وقبل إعلان أسماء الأفلام الفائزة تم تكريم ثلاث مونتيرات عربيات، وهنّ السورية إنطوانيت عازارية، والمصرية نادية شكري، والتونسية كاهنة عطية. أما جوائز المهرجان للأفلام الروائية والتسجيلية، الطويلة والقصيرة، فقد أُسندت بالشكل التالي. جائزة الصقر الذهبي منحت للفيلم التسجيلي الطويل " عن الشعور بالبرودة " للمخرجة المصرية الجريئة هالا لطفي، فيما حاز على جائزة الصقر الفضي فيلم " غير خدوني " للمخرج المصري تامر السعيد. وفي مسابقة الأفلام التسجيلية القصيرة فاز فيلم " أزرق- رمادي " للسوري محمد الرومي بجائزة الصقر الذهبي، أما جائزة الصقر الفضي فقد أسندت لفيلم " أنت عارف ليه؟ " للمخرجة المصرية سلمى يسرى الترزي.

وفي مسابقة الأفلام الروائية الطويلة فقد ذهبت جائزة المهرجان الكبرى " الصقر الذهبي " للفيلم المغربي " ذاكرة معتقلة " للمخرج الجيلالي فرحاتي، بينما ذهبت جائزة الصقر الفضي للمخرج المصري أسامة فوزي عن فيلمه المثير للجدل " بحب السيما". وفي مسابقة الأفلام الروائية القصيرة فازت المخرجة المصرية هديل نظمي بجائزة الصقر الذهبي عن فيلمها الموسوم " أسانسير "، أما جائزة الصقر الفضي فقد وُزعت مناصفة بين فيلم " يوم الاثنين " للمصري تامر السعيد، ولفيلم " لا هنا ولا لهيّه " للمغربي رشيد بو تونس. كما استحدث المهرجان هذا العام مسابقة " إي أر تي " للأفلام الروائية للعمل الأول أو الثاني وقيمتها ثلاثة آلاف دولار. وقد فاز بها مناصفة المخرج المغربي المقيم في باريس إسماعيل فروخي عن فيلمه ذائع الصيت " الرحلة الكبرى "، والمخرج العراقي عدي رشيد عن فيلمه الروائي الثاني " غير صالح للعرض ". وجدير ذكره أن هذه أغلب أفلام هذا المهرجان ستنتقل إلى ثلاث مدن هولندية كبيرة وهي لاهاي وأمستردام وخروننجن. وعلى مدى ثلاثة أيام متتالية نظّمت اللجنة الإعلامية للمهرجان ثلاث ندوات متخصصة وهي " الإنتاج العربي- الأوروبي المشترك " و " السينما المغربية الجديدة " و " صورة العرب في عيون الآخرين ". وقد حظي مهرجان هذا العام باهتمام كبير من قبل وسائل الإعلام العربية والهولندية. 

الحياة اللبنانية في 10 يونيو 2005

 

أفلام حميمية عن المرأة العربية

محمد موسى من روتردام:

(عندما تغني المرأة.. عن الشعور بالبرودة... أسانسير)  

مازال الفيلم التسجيلي العربي بعيدا عن الجمهور الواسع، فباستثناء المهرجانات والفرص القليلة جدا التي تمنحها بعض الفضائيات العربية لايجد الفيلم التسجيلي العربي من يشاهده الا جمهور المهرجانات السينمائية المحدود.

الموضوعات الحيوية التي يعالجها الفيلم التسجيلي العربي بشكل عام تواجه مشاكل تخلف وبيروقراطية الجهاز الاعلامي العربي. كان يمكن ان تدفع التكاليف القليلة لانتاج الافلام التسجيلية الصناعة السينمائية خطوات للامام لمعالجة القضايا الحيوية التي تواجه المجتمعات العربية.

في الدورة الخامسة لمهرجان روتردام عرضت افلاما قاربت مشاكل وقضايا اجتماعية وانسانية منها ثلاثة افلام ناقشت قضايا المرأة العربية والتغييرات الاجتماعية الهائلة التي طرأت على وضع المرأة المصرية خلال القرن الفائت.  فيلم (عندما تغني المرأة) للمخرج مصطفى الحسناوي والذي انتجته شركة انتاج يوسف شاهين عام 2004 هو فيلم عن الغناء في مصر وكيف ارتبط تطور الغناء مع مطالبة المرأة بحقوقها في بدايات القرن الفائت. 

الربط بين الفن الملتزم وحقوق المرأة هو ربط موفق بالتأكيد، فتشييع ام كلثوم الجماهيري التاريخي والذي صوره يوسف شاهين انذاك واستخدمه مصطفى الحسناوي في فيلمه هو بالنهاية تكريم لامرأة فنانة عبرت بصوتها عن جيل كامل واستحقت الاحترام وكانت المثال لنساء اخريات.  الفيلم يتتبع باختيار وافٍ رحلة الغناء النسوي من بداياته وكيف تحول الغناء من مقام واحد الى وجه من وجوه المجتمع عاكسا لتغييراته وصيرورته. فالغناء الذي بدا خليعا او دينيا بحتا تحول مع ام كلثوم ومنيرة المهدية الى طرب وحاجة. فلا غرابة ان تجمع صداقة معينة ام كلثوم وهدى الشعراوي الناشطة النسوية انذاك. الفيلم منحنا الفرصة لمشاهدة ارشيف رائع من مقابلات وصور لمنيرة المهدية وام كلثوم.

طريق النساء العربيات الصعب للحصول على جزء من حقوقهن والذي استغرق اكثر من 60 عاما وصل لنهايته مع بداية الثمانينات. والردة التي حصلت في المجتمع كله. فمكاسب قرن كامل من الزمان تكاد تكون ضاعت خلال الربع قرن الفائت والتي شهدت راجعا كبيرا، هذا التراجع عبرت عنه المخرجة هالة لطفي في فيلمها المؤثر حقا (عن الشعور بالبرودة) والمنتج عام 2005. الفيلم هو مقابلات مع تسع نساء مصريات عازبات وحديثهن عن الحب، الجنس، الزواج، الرجل والخوف من المستقبل والعنوسة.

يحسب لهالة لطفي حقا نجاحها في الحصول على هذا القدر الكبير من البوح النسوي في مجتمع يتجه نحو الانعزال والتطرف. مهمة المخرج عسيرة حقا في هكذا افلام؛ ان تحتفظ المقابلات بنفس النفس الصادق لفيلم صوّر فترات قد تطول هو شيء صعب حقا وقد لايتحقق دائما. أغلب النساء في الفيلم هن نساء متحررات- أليس تراجعا هنا ان نسمي الحديث بحرية تحررا- قسم منهن مازلن يؤمنن بحقوقهن الطبيعية لذلك يكون حديثهن عن الخوف من المستقبل والخوف من العنوسة حديثا مؤلما. هي من المرات القليلة التي تشعر خلالها بالصدق يتسلل اليك من خلال الشاشة. قد لايشاهد الفيلم الكثيرون لكن دموع احدى فتيات الفليم وحديثها عن احتياجها ليد ما تلامسها ستبقى في بال من شاهد الفليم لفترة طويلة.

الوحدة هو موضوع فيلم المخرجة هديل ناظم (اسانسير) والمصنوع هو أيضا بحميمية عالية. تنجح مخرجة مصرية اخرى من التقرب من عالم النساء الشرقيات المعقد. يدور الفليم عن تعطل المصعد باحدى الفتيات المصريات العاديات وهي في طريقها لشقة اهلها. الفتاة التي تبدو في بداية الفيلم منسجمة مع النسيج العالم للشارع والبلد تكشف جزءا من روحها وجمالها عندما يبدأ احد الشباب بمعاكستها عن طريق الهاتف الخليوي. تدفع الوحدة في مكان محصور كالمصعد الفتاة للتجاوب مع الشاب لتفتح له جزءا صغيرا من اسرارها وجمالها.

عندما يتوقف الشاب عن المعاكسة ويغلق الهاتف تعود الفتاة الى عاديتها لتلبس حجابها مرة اخرى وتغطي شعرها الاسود الجميل. الفيلم ينتهي بتردد الفتاة في الخروج من المصعد بعد تصليحه، هذا التردد المؤثر هو الجزع من العودة الى العالم العادي حيث تعود فيه مجددا الى فتاة عادية سمراء تشابه الملايين من فتيات مصر المحجبات. 

نتمنى ان تستمر هذه الاعمال الحميمية للمخرجات العربيات؛ فمهمة المراة المثقفة الان هي مهمة عسيرة ولا تختلف بجذرية عن مهمات النساء الرائدات في القرن المنصرم. أفلام مثل (أسانسير) و (عن الشعور بالبرودة) هي اعمال موفقة لكسر صورة نمطية للمرأة تكاد تتثبت. فالمرأة العربية في القرن الواحد والعشرين بلا شخصية فردية. شخصيات تتشابه الى حد كبير. وهذا هو برايي احد كوابيس البشرية.

موقع "إيلاف" في 5 يونيو 2005

(ذاكرة معتقلة) يفوز في روتردام

اختتام الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام

عبدالرحمن الماجدي

عبد الرحمن الماجدي من روتردام: اختتمت الدورة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي في روتردام مساء اليوم الاحد. حيث امتازت دورة هذا العام بتطورات طرأت على المهرجان لجهة التنظيم الجيد والحضور النوعي  اهتمام خاص بالمرأة العربية كمخرجة ومادة لعدد من الافلام المشاركة. فقد تم تكريم ثلاثة مونتيرات عربيات هن انطوانيت عازاريه من سورية ونادية شكري من مصر ووكاهنة عطية من تونس.

حفل الختام اقيم في كنيسة ارمينيوس الشهيرة في روتردام. وشاركت في الحفل فرقة نسائية هولندية متخصصة بالاغاني الافريقية.

وقد نال فيلم الجيلالي فرحاتي (ذاكرة معتقلة) من المغرب بجائزة الصقر الذهبي التي تعتبر الجائزة الكبرى في المهرجان التي تقدم لافضل فيلم روائي (وتدور قصة الفيلم عن ابن متمرد لسجين سياسي مات في المعتقل يرفض الخضوع لاوامر امه ويحاول السير على خطا والده. دخل السجن وقابل احد اصدقاء والده ممن أمضوا سنوات طويلة في السجون. خرجا معا وباشرا بالبحث عن اصدقاء الرجل العجوز واقربائه في محاولة لتنشيط ذاكرته التي فقدها عبر سنوات السجن الطويلة. وجاء فيلم المصري اسامة فوزي (بحب السيما) ثانيا بجائزة الصقر الفضي ( وتدور احداثه عام 1960 في القاهرة حيث يحلم الطفل نعيم (راوي الفيلم) بان يصبح مخرجا سينمائيا لكن العائلة وتربيتها المسيحية الصارمة تحول دون ذلك فيتحول دخول السينما حلما يراوده كل يوم. امه تعمل ناظرة في مدرسته بعد ان تركت هوايتها كرسامة.

وقد تعرض الفيلم لانتقادات وجدل في مصر بسبب نظرته المتحررة للمسيحية التي ينتقد من خلالها كل تزمت ديني او اجتماعي حسب مخرج الفيلم اسامة فوزي).

الفيلمان الفائزان قدما لمهرجان روتردام باكثر من جائزة وبتنويه واهتمام النقاد في كلا البلدين.

وكان المخرج الفلسطيني ميشيل خليفة اشار في كلمة لجنة التحكيم الى بروز دور الفرد المجتمع في الافلام العربية في السنوات الاخيرة ومنها الافلام التي شاركت في المهرجان.

الافلام الروائية القصيرة

في مسابقة الافلام الروائية القصيرة فاز فيلم (أسانسير) للمصرية هديل نظمي بالصقر الذهبي فيما كانت جائزة الصقر الفضي من نصيب فيلم (يوم الاثنين) لتامر السعيد و (لاهنا لاليه) لرشيد بوتونس مناصفة.

الوثائقية الطويلة

وفي مسابقة الافلام الوثائقية التي كان للمخرجات فيها مساهمات واضحة برزت من خلال الجوائز التي فازت به اكثر من مخرجة.

كانت جائزة الصقر الذهبي للافلام الوثائقية الطويلة فكانت لفيلم (عن الشعور بالبرودة) للمخرجة المصرية المتميزة هالة لطفي.

وذهبت جائزة الصقر الفضي للوثائقي الطويل ((غير خذوني) لتامر السعيد.

الوثائقية القصيرة

فيلم (أزرق رمادي) فاز بجائزة الصقر الذهبي للافلام الوثائقية القصيرة للمخرج السوري محمد الرومي. والصقر الفضي نالها فيلم (انت عارف ليه) للمخرجة المصرية سلمى الترزي.

ومنحت قناة اي ار تي جائزتين تشجيعيتين للفيلمين (الرحلة الكبرى) للمغربي اسماعيل فروخي و(غير صالح) للعراقي عدي راشد كأول عمل لكلا المخرجين الشابين.

وقد حظي مهرجان الفيلم العربي في روتردام باهتمام ودعم المؤوسسات الهولندية والعربية في الاعوام الثلاثة الاخيرة ولفتت بعض الافلام المشاركة اهتمام وحضور جمهور هولندي ووسائل اعلام هولندية عديدة.

وسوف تنتقل الافلام التي شاركت في المهرجان الى  لاهاي وامستردام ثم الى خرونينغن في الشمال خلال هذا الشهر بالتوالي. ومن المؤمل ان يشهد العام القادم ان يشهد اعادة عروض الافلام المشاركة الى جنوب هولندا في نايميخين او ايندهوفن.

لقطات

* بعض الافلام عرضت في وقت واحد مما فات على بعض النقاد والمشاهدين مشاهدة جميع الافلام. ولم يعاد عرضها في صالة خاصة حسب اقتراح بعض النقاد بواسطة جهاز دي في دي او فيديو مع شاشة تلفزيون.

* كانت المنصة الخشبية وسط الكنيسة -مكان الاحتفال- ليست كبيرة واعاقت مقاعد عضوات الفرقة الموسيقة واجهزة الصوت صعود الفائزين عليها اذ تعثر اكثر من مخرج بها اكثر من مرة.

* الناقد السوري محمد الاحمد سقطت من يده وهو على المنصة جائزة (محمد الرومي) التي استلمها نيابة عنه اكثر من مرة.

* اعترض الناقد المصري علي ابو شادي مدير المركز القومي للسينما في مصر ، مازحاً بصوت عال، على عريفة الحفل حين ذكرت اسم الناقد المغربي مصطفى المسناوي بـ الناقد الكبير اثناء تسلمه جائزة المخرج المغربي رشيد بوتونس بالنيابة، وقدمت ابو شادي بدون (الناقد الكبير) حين تسلم جوائز الفائزات والفائزين من مصر بالنيابة.

* حفل الختام كان في كنيسة واحيته فرقة نسائية موسيقة قدمت اغان ايقاعية راقصة دون ان يعترض اي رجل دين هولندي!

* ما ان انتهت مراسيم تسليم الجوائز حتى تبخر نصف الحاضرين بمن فيهم الفائزين بالجوائز مفوتين عليهم متعة الموسيقى الافريقية الجميلة.

* لم تهدأ اصوات اجهزة الهواتف النقالة داخل صالات العروض السينمائية من قبل بعض المتفرجين العرب وسط اصرار كثيرين على عدم اقفال تلك الاجهزة.

موقع "إيلاف" في 5 يونيو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى