التقاه في لندن: محمد مخلوف |
لقد ولد مايك فيغز في مدينة كارلايل بمقاطعة كمبريا الانكليزية عام 1948. وتحفل حياة فيغز المهنية بالتنوع الذي دشنه بغزوه المبكر للانتاج السينمائي بهوليوود بأعمال مثل شؤون داخلية Internal Affairs و ليبسترام Liebstraum و هوتيل Hotel و ليلة غرام عابرة One Night Stand. وقد غلب الطابع الفني والاستكشافي علي فيلمه معركة أورغريف The Bale of Orgreave، حيث يُبرز فيه قصة المواجهة الدامية بين عمال نقابة المناجم NUM والبوليس التي جرت في 18 حزيران (يونيو) 1984 خارج أرض مصنع الفحم BSC Coking بمنطقة أورغريف القريبة من شفيلد. هذا العمل الذي لم يُسلط الضوء فيه فقط علي حقبة قبيحة من التاريخ البريطاني عندما شنت رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر حرباً علي كافة تنظيمات المجتمع، بل انه أيضاً كشف فيه عن عمق بُعد فن التصوير التلفزيوني. لقد تم اجراء الحوار التالي مع المخرج مايك فيغز في غرفة مظلمة ملحقة بمبني مكتبه! · عندما تشرع في عمل فيلم، ماذا تفضل؟ أو أيهما لها الأسبقية لديك، الصورة المرئية أم الصوت؟ الصوت. لقد درست الموسيقي، كنت في فترة صباي أعزف علي البُوق، ولازلت الي الآن أعزف عليه. لقد درست الموسيقي وأصبحت مدرساً مؤهلاً لتدريسها، درست الغيتار الكلاسيكيّ. ولذا فقد كان الانجذاب الأول لي في السينما هو الصوت، ويمكن القول أنه لازال الي الآن الصوت هو أهم شيء بالنسبة لي في السينما وليس الصورة. الصورة قوية ومغرية، ولهذا نظن بأنها هي الأهم. ولكن اذا أتيحت لنا فرصة الاختيار بين اقفال الصوت ومشاهدة الصورة، أو اقفال الصورة والاستماع للصوت، فسوف أُغلق الصورة وأستمع الي الصوت، وهذا مبدئياً ما حببني في السينما. وبعدئذ كُنت أقوم بعمل مسرح تجريبي، فوجدت نفسي أهتم باستخدام الأفكار المرئية، فقمت باستخدام آلات عرض الصور المطبوعة علي الشرائح الفلمية، بدأت بـ 16 مليمترا، وأيضاً سوبر 8 مليمترات.
هناك الكثير من صّناع الفيلم الذين يتجاهلون المؤثرات الصوتية والموسيقي. هذا تصوراً لفهمي الفني والجمالي للبعد التخيُّلي. أتفق مع بعض صانعي الأفلام الذين هم بذاتهم ليسوا موسيقيين ولا يرغبون في اعطاء الفيلم الي مؤلف موسيقي يضع لهم تعليقا نفسيّا (سيكولوجكيا) ليس من شأنه وضعه، يمكنك بذلك افساد الفيلم، ان استعمال الموسيقي مسألة معقدة. دائماً أقول لصانعي الأفلام من الجيل الصغير: ربما يجب عليكم دراسة الموسيقي حتي ولو لمدة ستة أشهر، لأنكم ستضطرون للتعامل مع مثل هذا الموقف الذي يتوجب عليكم في حينها فهمه، فاذا لم تفعلوا فسيكونون تحت رحمة المؤلف الموسيقي . لا أفكر في الموسيقي لكونها شيئاً يجعلك تضحك أو تحزن، أو أنها صُممت من أجل أن تجعلك تبكي. أعرف كيف استخدم هذه الخدع، لكنني أكرهها لأنها مبتذلة. الموسيقي تداعب صميم الروح بسرعة فائقة، والموسيقيون يعرفون ببراعة كيف يبالغون في تصعيدها. ولكن أيضاً، وعلي مستوي نفسي ثان، يمكن استعمال الموسيقي بطريقة ساخرة، وهذا كان دائماً يشد أهتمامي. وهكذا، عندما أطالع سيناريو فيلم، أُفكر جيداً بالصورة وبالصوت وبالكيفية التي يمكن بها بناء علاقة بين الصورة والصوت والموسيقي . · ماذا حدث في أول فيلم لك في هوليوود يوم الأثنين العاصف Stormy Monday (1988)؟ وكيف استطعت أن تتوائم في العمل مع أُناس آخرين؟ كان أول فيلم لي في هوليوود، ولم يكن المنتجون معتادين علي التعامل مع مخرج يرغب في استخدام الموسيقي. في بداية الأمر قالوا لا أستطيع عمل الفيلم، لكنهم بعد ذلك غيروا من رأيهم قليلاً وقالوا بأنه يجب العمل مع آخرين. وقد كُنت محظوظاً أن الشخصين اللذين عملت معهما متعاطفان جداً. من الناحية التقنية، كانا أكثر تطوراً مني بحد بعيد، فكانا يستخدمان معدات الكومبيوتر والعمل بأنظمة العَينات، التي أتضح بأنه شيء جيد، كشف لي عن مجال جديد لم أر مثله في لندن. لقد سادت بيننا روح تعاونية وعلاقة حيث عملت منذ ذلك الحين مع أحداهما في عدة أفلام. من ناحية أُخري لم يحالفني الحظ في أفلام أخري، فقد كانت هناك حالات أضطررت فيها الي حذف موسيقاي من الفيلم، بسبب موقف الأستدوديو (الشركة السينمائية الممولة للفيلم) وعملي مع مؤلف موسيقي يستقي أفكاره من المنتج. صورة بدون صوت · ماذ تعني لك الصورة بدون صوت؟ رغبة التقنية في السينما كانت علي الدوام تتمثل في العمل علي النسخ التام للواقع، ما ان بدأ المخرجون التصوير بالألوان وبعد التحسن في جودة العدسات مع مخزون الأفلام حتي ظهر الاغراء في اتجاه التقنية التامة للتخيلات. وهذا ما يتماثل مع الرسم بشكل يدعو الي الالتفات اليه، فقد كان الرسامون في خدمة الأغنياء، وكانت رغبة هؤلاء الأغنياء تكمن في: أرسم لي صورة؛ أريدها تُظهرني بشكل جميل، وفي نفس الوقت تبدو واقعية. وأيضاً ان استطعت أن تضع في الصورة أكبر قدر من مقتنياتي الفاخرة. أنا رجل غني، ولهذا أريد أن تتم رؤيتي مع كلاب صيدي، وأثاثي الباهظ الثمن، وزوجتي الجميلة، وأبنائي بهندامهم المتسق الفاخر . لقد كان الرسم الي حد كبير في خدمة الطبقة البرجوازية الغنية. ومن هنا فأن التماثل مع السينما في هذا الشأن يبرز في أنه كلما كانت هناك رغبة في اظهار الواقع في شكله التام، كلما كانت المادة المرئية أقل تعبيراً. علي سبيل المثال، في الأبيض والأسود لا توجد لديك ألوان تطابق الواقع، ومع ذلك فأنك تستطيع رؤية شيء أكثر تعبيراً من الناحية الفنية. لدي مشاكل مع السينما المعاصرة في اطار جهدها البالغ من أجل نسخ الواقع. أنه ليس الواقع، أنه واقع مزيف. لقد سمعت منذ سنين مضت تعليقا مُمْتعا حول الموسيقي يمكن تطبيقه علي السينما، وفحوي التعليق ان الناس عندما يذهبون الي حفلة موسيقية كلاسيكيّة، يصابون بخيبة أمل كبيرة في صوت الموسيقي، ان نقاء الصوت البشري بمعزله في غرفة مع الالات الموسيقية لايمكن مضاهاته مع التسجيلات، ينقصهم صداحة التردد الصوتي والمعالجة الالكترونية، ولهذا السبب يصاب الناس بخيبة الأمل. وهذه هي نفس المشكلة التي تحدث عند نسخ الواقع، من خلال تصوير المناظر بحدة بالغة وشكل جميل تحت تأثير سطوة الأفلام . لقد أكتشفت شيئاً جديرا بالاهتمام عندما بدأت في تجريب استخدام الكاميرات الصغيرة منذ سنتين ماضيتين، وهو أن الكاميرات الصغيرة اكثر قدرة علي نقل الانطباعات الحسية. الجودة ليست بقضية، ولكن ما يدعو الي الاهتمام هو افساحها المجال أمام الجمال الفني بوسيلة أكثر انطباعية، واعادتها للتركيز علي سيكولوجية القصة وأحداثها وشخصياتها عوضاً عن التركيز علي أشكالهم. نحن في عبادة نَّرْجِسيّة وهووس للجمال السطحي، وهذا غير صحي. أنني أؤمن بأن الصورة المرئية تدهورت جداً، ونحتاج الي تنقية عملية صناعة الفيلم والصورة المرئية. · هل تتفق مع أفكار حركة دوغما (Dogma) السينمائية؟ أتفق مع فلسفة وروح دوغما. هناك أشياء معينة جيدة مثل الأفكار العملية حول صناعة الفيلم والتي لا تختلف عن الأفكار التي تم تقديمها منذ ثلاثين سنة مثل Nouvelle Vague والتي كانت تسمح لنا باستخدام (المواقع الحقيقية) والكاميرات الصغيرة والتصوير بصوت حقيقي.. الخ. لقد غير حجم الانتاج الصغير من مفاهيمنا حول المونتاج. من ناحية ثانية فأن القواعد التي تصاحب دوغما تُعد وكأنها مزحة منبثقة عن قضية جادة. علي سبيل المثال، لا تستطع استخدام الموسيقي !، انها فكرة ساذجة أن تكون هناك قواعد، لماذا تحتاج لقواعد؟، أنك صانع أفلام ولست جندياً في الجيش، ان بعض الناس يحبذون القواعد، ربما تجعلهم يبدون أكثر معني. · لماذا؟ صناعة الفيلم أمرُ في غاية الصعوبة، واذا كُنت تعمل بمفردك فستشعر بدون الدعم بالمجازفة. ولكن لو كُنت تعمل ضمن مجموعة فأن ذلك يبعث في نفسك الطمأنينة. وفي نفس الوقت اذا اخترت أن تعمل بمفردك عندما تكون تعمل كفنان فعليك في حينها تحمل مسؤولية هذه الاستقلالية الفردية. هناك بعض الأشياء التي تضايقني من دوغما، علي سبيل المثال استخدام التصوير المهتز، أنه بغيض. مستقبل السينما · ما هو المستقبل بالنسبة لوسيلة التقنية الفنية HD هاي ديفنشن الكاميرا ذات الكفاءة الايضاحية العالية، التصوير بالديجتل؟ المستقبل سيكون كل هذه الأشياء. في الماضي لم يكن لنا وسيلة لتسجيل الأحداث بدقة سوي عن طريق استخدام الكلمة المكتوبة. نحن ننسي بسرعة كل جيل بمجرد مروره، والآن نعيش في عصر أصبحت فيه تقنية التسجيل متطورة جداً، ولكن من الصعب الانتقال من الماضي. لمئة سنة خلت، ولخمسين سنة قبلها هناك جيل أندثر، يتحدث عنه الأجداد، وقد يتحدث عنه الأباء، لكنك لا تملك منه أية تسجيلات صوتية أو مرئية دقيقة باستثناء صور بدأ لونها يميل للأصفرار. والأمر الآن لا يتعلق بالانتقال لوسيلة أُخري، أننا باستمرار نضيف وسائل في كل الأوقات. هناك البعض الذين لهم طموح بأن يصبحوا من صناع الأفلام الكبار ويريدون أن يستخدموا كاميرا 35 ملماً ذات الكفاءة الايضاحية العالية بميزانية انتاجية ضخمة وبممثلين مشهورين. كل هذا يصب في صلب مفهوم القوة والثراء، أنه ذات المفهوم وذات النفسية التي تحكم الشركات الضخمة الاحتكارية. ثم هناك مجموعة صناع الأفلام الذين يعملون لغرض مختلف، فهم يريدون أن يكونوا مثل الرسامين والموسيقيين والكُتاب، ليس لديهم اهتمام بادارة مشروع تجاري كبير، يتطلعون الي الأجهزة البسيطة ويستخدمونها لأنها رخيصة، فهم بذا لا يحتاجون الي سرقة بنك من أجل الحصول عليها. يتلخص موقفهم في: أنا أُريد أن أعمل فيلما مع مجموعة من الأشخاص الذين أعرفهم، وأقوم بمونتاجه علي جهاز الكومبيوتر الخاص بي وأعرضه بنفسي . هؤلاء الأشخاص يهتمون بالسيطرة علي هذه العوامل بطريقة أكثر تعاطفاً فنياً وجمالياً مع المحيط... · ربما أناس في ما يسمي بالعالم الثالث؟ بدون شك. منذ ثلاث سنوات ذهبت لحضور مؤتمر لليونسيف UNICEF في فالنسيا، كان شأناً علي مستوي عال، حضره الكثير من المشاهير من مخرجي الأفلام والمثقفين. وقد دفعوا لنا جميعاً أجورا كبيرة. وكان عبارة عن منتدي عام للمناظرة والنقاش، الجميع تحدثوا، معظمهم برداءة، علي نحو متباهٍ وطنّان، تحدثوا عن الفن ولكن عادة حول أنفسهم. لقد تحدثت، ولم أكن أقصد أن أكون ثَوْرياً، لكنني لم أكن قادراً علي كبح جماح نفسي عن التعليق علي أن مقدار المال الذي أنفقوه في التحدث عن العالم الثالث كان من الممكن استخدامه في شراء ـ قل ـ ثلاثين وحدة مختلفة لعمل الأفلام ويتم منحها لتلك المجتمعات التي قد تجد فيها فائدة جمة. مما يبعث علي الاهتمام أنه منذ ستين سنة مضت تجد نفسك في حاجة لموارد أكثر، وفي حاجة الي مُخْتَبَر، والي أموال كثيرة، هذا الي جانب أن المعدات المتاحة كانت صعبة الاستعمال تقنياً. وفجأة، كوسيلة اتصال، أصبحت أدوات صناعة الأفلام سهلة المنال. · ما الذي تستطيع أن تفعله الثقافة العربية مع وسائل التقنيات الفنية حتي تتغلب علي مساوئها؟ ان أحد أساسيات قضايا الهاجس الثقافي تتمثل في انعدام الفهم للكيفية التي يعيش بها الناس، فهناك ميل دائم الي القول بأن الناس ليست لهم حياة، فهم مجرد يعيشون بحسب المفهوم الشرير أو السلبي. · أو كصورة .. مثل قولبة الروس أبان الحرب الباردة. نعم كتلك الصورة. اذا أخذت الناس في الولايات المتحدة كمثال، فهم نادراً ما يسافرون، ومصدر معلوماتهم الرئيسي هو التلفزيون. الناس في جنوب الولايات المتحدة لديهم هاجس من أولئك الذين يقطنون في شمالها، هذا اذا تجاوزنا عن ذكر الثقافات والديانات الأخري. ان اهتمامي برؤية الأفلام الأفريقية أو العربية ينصب في رؤية الكيفية التي يعيش بها الناس الآخرون حتي أتمكن من رصد أوجه التشابه الكامنة فينا، أنها نفس الرغبات، الحاجة الي الأمان، نفس الجهلُ بالمجتمعات الأخري. وفجأة نحن نعيش في عصر أصبحت فيه المعلومات متاحة للجميع، وأصبح ليس بالضرورة أن تكون جاهلاً بالثقافات الأخري. أعتقد أنه كلما تم عمل أفلام عادية ووثائقية أكثر، كانت المحاولة ليس بأخذ الاختيار السهل ولكن بمحاولة اظهار وجهات النظر الأخري، علي نحوٍ مختلف عن التطرّف (ذلك شيء ايجابي). وفي غضون الوقت، من الضروري للثقافات الغربية أن تفهم تأثير ما تفعله علي الثقافة العربية. ولجدير بالاهتمام البالغ أن يري الناس كيفية تأثير أفعالهم لأمد بعيد، ليس فقط علي الجيش، بل أيضاً علي الأسرة، والأطفال، والغذاء، السبب والتأثير. علي المدي البعيد، ان لم نتطور بسرعة نحو ثقافة عالمية، فان المشاكل المناخية لارتفاع الحرارة العالمية، في خلال جيلين، سوف تكون قضايا عويصة. أنه ليس الوقت المناسب في مراحل تطورنا لاثارة الفوارق بين الأديان، مسيحيين ومسلمين. هيمنة الانتاج الأمريكي · من المفروض أن يكون هناك حوار؟ مفروض أن يكون هناك حوار مفتوح جداً يتبني ثقافة التسامح والتفاهم. هناك انتقادات كثيرة رابضة علي أعتاب الكثير من الثقافات ووسائل اعلامها لعدم تشجيع الآخر، وهذا يُعد تعصباً يعزز من الارتياب. هذا يُذكرني بفيلم قصير اسمه الارهابي ، من انتاج شاب مصري مقيم في هوليوود، انه فيلم كوميدي ساخر ومُسَلٍ عن شخصية عربية مقولبة في دور الشرير الارهابي، فيقوم بخطف المخرج. فما قلته أنت ذكرني بالنزعة الي تكوين رأي نمطي مسبق حول قضية أو أفراد بعينهم، ولهذا السبب كررت عليك تساؤلي حول جدوي احتياج لندن الي مهرجان للفيلم العربي يكون موجها لأناس من أمثالك لحضوره . واحدة من المشاكل التي تعترينا عند اقامة مهرجان لأمريكا اللاتينية أو مهرجان أفريقي هي قصوره علي جذب مجموعة من نوع واحد. لندن مليئة بتجمعات الأقليات، وهي كبيرة الي حدّ كافٍ يتعذر معه علي الناس أن لا يتقابلوا مع احدي الجماعات الأخري. لابد من أن يكون هناك مهرجان عربي، واذا تم وضعه في محيط واطار متعدّد الأعراق والأديان فأنه من المستحيل علي الناس ألا يمتزجوا فيه . · في الحقيقة أنه عندما قمنا بعمل مهرجان عربي في سنة 1999 (مهرجان الشاشة العربية المستقلة) بكلية الدراسات الشرقية والأفريقية ـ جامعة لندن، أكتشفنا أن عدد الشباب الانكليزي الذين حضروا المهرجان كانوا أكثر من نظرائهم العرب، خاصة في الفترة المسائية، لقد كان لديهم الرغبة في التعرف علي ثقافات الآخرين. دعني أسألك: ماذا عن مستقبل السينما؟ من الواضح أنك اذا نظرت الي ضخامة صناعة الأفلام، فسوف تظهر لك جلياً هيمنة الانتاج الأمريكي الكامل، سواء من خلال التحكم في صالات العرض أو التوزيع. وأي بلد مَهْمَا ملك من صناعة سينمائية قوية فأنه سيظل في المرتبة الثانية بالنسبة لصناعة السينما الأمريكية، وذلك بسبب المال. · مصر علي سبيل المثال؟... نعم، يمكن القول مصر. فمصر سيظل لديها انتاج أمريكي، في الوقت الذي ربما يكون فيه لديها صناعة سينمائية مصرية نابضة بالنشاط، ومع ذلك ستكون في المرتبة الثانية. ومن أجل احداث ذلك التغيير، يجب علي الناس أن يتوقفوا عن التفكير في منافسة المثال الأمريكي، وعليهم أن يفكروا في البديل القابل للتطبيق. باديء ذي بدء، أخفض من نفقاتك واستعمل تقنية الديجتل بطريقة اقتصادية، وبعدئذ من الممكن أيضاً أن يتم التوزيع من خلال الـ (دي في دي DVD) والعرض بالديجتل، وهذه ليست معتمدة علي نموذجهم الهوليوودي. الأمريكيون يعرفون ذلك، وخائفون جداً منه، لأنه تهديد كبير لصناعة تدر العديد من الملايين. وعلي الرغم من أن الأمريكيين يقومون بعمل أفلام سيئة وليس هناك أي تحسن منظور، الا أنهم ما زال لديهم تحكم كافٍ في السوق لانجاح هذه الأفلام. حقيقة، ليس هناك خِيار. القدس العربي في 3 مايو 2005 |