قرر العودة للإنتاج والإخراج نور الشريف: لا أجامل ابنتي في العمل |
نور الشريف والشيخ ياسين ؟ قرر الفنان المصري نور الشريف استئناف تقديم سير الشخصيات المهمة في التاريخ العربي والإسلامي، واختار أن يقدم فيلما روائيا عن حياة مؤسس حركة حماس الشيخ أحمد ياسين. ولكن النجم المصري عبر عن خشيته من عدم إتمام فيلمه الروائي الذي يرصد محطات من حياة الشيخ ياسين، بسبب ما سماه «وصول سيطرة الدول الكبرى إلى المبدعين العرب»، مشيراً إلى أنه لا يزال في مرحلة جمع المعلومات؛ حيث يعمل حاليا، عبر الفاكس والإنترنت، على التواصل مع أناس من غزة، عرفوا الشيخ ياسين عن قرب . ويقول الشريف سأقدم فيلماً روائياً مسلياً عن الشيخ ياسين، وليس دعائياً... علينا أن نتعلم من الأميركيين صوغ قضاياهم وأفكارهم في أفلام ممتعة... وهذا ما نفتقده . ويتابع الشريف، الذي زار قطر مؤخرا، في حوار أجراه مراسل جريدة الحياة اللندنية في الدوحة يوسف الشايب: «أحب تقديم سير رجالنا العرب. لكن بعد الهجوم الذي تعرضت له إثر فيلم «ناجي العلي» بسبب حساسية الموضوع، أجد صعوبة في الحصول على التمويل الكافي للمشاريع المقبلة». وعن مشروع تقديم فيلم عن حياة الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، قال: «ربطتني بالرئيس الراحل علاقة شخصية قوية جداً، ربما لا يتخيل حجمها الكثيرون... المشروع قائم، وسأسعى الى تنفيذه فور الانتهاء من فيلم الشيخ ياسين». ورأى الشريف أن تفجيرات 11 أيلول (سبتمبر) 2001 مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة وإسرائيل للهيمنة حتى على الإبداع العربي، وقال: «أخشى ألا يكتمل فيلم الشيخ ياسين لأسباب تتعلق بعدم رضا (الدول العظمى) عنه». وأضاف: «سأقدم العام المقبل، مسرحية جديدة بعنوان «يا غولة عنيكي حمرا»، وهي ترصد مواقف المبدعين المصريين من الولايات المتحدة الأميركية، وأنا على يقين أن أياً من الفضائيات العربية أو الأجنبية لن تعرضها». وضرب الشريف عدداً من الأمثلة على محاولات الهيمنة الأميركية على الإعلام والإبداع العربيين، منها منع عرض مسلسل «الطريق إلى كابول»، والهجوم الشديد على مسلسل «الشتات» الذي عرض على فضائية المنار اللبنانية، وعدم تمكن المخرج السوري العالمي مصطفى العقاد من الحصول على التمويل اللازم لإنجاز فيلمه عن صلاح الدين الأيوبي. وطالب بوقفة جادة في عصر أصبحت فيه المقاومة الفلسطينية إرهاباً، وقلبت المفاهيم، وازداد حجم الضغوط المفروضة على الجميع، وزاد مقدار التنازلات المقدمة عربياً، ... «والآتي أسوأ». وتحدث الشريف عن ضرورة التوجه نحو الطرق الأنجع في إحداث التأثير المطلوب للأفلام العربية في المتلقي الغربي، وقال: «يجب أن نتعلم كيف نخاطبهم ونحدث التأثير المطلوب، خصوصاً في هذه الفترة الحرجة... وهذا لا يعني أن نتنازل أو نزوّر التاريخ. بل إن القضية باختصار تتطلب تقديم أعمال فنية بعيدة من الشعارات والخطابات». وأشار الشريف إلى أن كثيرين من الفقراء العرب لا يعرفون الفضائيات، وأن المقاهي باتت تقدم التسلية التي زاد انتشارها من صعوبة الحصول على أي تمويل لعمل جاد. فأفلام نور الشريف لم تعد «مطلوبة» وفق المعايير التجارية، وبالتالي لا بد من البحث عن وسائل أخرى للوصول إلى الناس ، «أرى أن الأمور تزداد سوءاً .. أشعر بالإحباط، وعلى رغم من ذلك أواصل العمل باجتهاد». وتحدث الشريف عن تجربة الإنتاج العربي المشترك، من خلال مسرحية نضال الأشقر «ألف حكاية وحكاية»، والتي حظيت بدعم الملكة الأردنية نور الحسين، ويقول: «كانت نموذجاً ناجحاً لكنه لم يتكرر... نحن بحاجة إلى دعم رأس المال العربي الذي لا يزال على قناعة بعدم جدوى مثل هذه الإنتاجات . موقع "القناة" في 24 أبريل 2005 |
منذ 30 عاما خاض نور الشريف أول تجاربه كمنتج من خلال فيلم “دائرة الانتقام” الذي أخرجه سمير سيف، وبعدها استمر نور في مشواره مع الإنتاج وقدم أفلاما شهيرة منها “قطة على نار” و”ضربة شمس” و”حبيبي دائما” و”الغيرة القاتلة” و”سواق الأتوبيس” وغيرها، ورغم اعترافه بأنه كسب في معظم هذه الأفلام توقف عن الإنتاج سنوات طويلة جمد خلالها نشاط شركته حتى عاد كمنتج ومخرج لأول مرة منذ حوالي أربع سنوات وقدم فيلم “العاشقان” الذي شاركته بطولته زوجته النجمة بوسي، وبعدها انشغل بالتلفزيون وغاب تماما عن السينما، لكنه يعود هذا العام للسينما بنشاط مكثف كممثل ومخرج ومنتج أيضا. عودة نور الشريف للإنتاج هذه المرة مختلفة لأنها تأتي من خلال أفلام روائية قصيرة لن تجد طريقها لدور العرض السينمائي، لأنها صورت بكاميرا 16 مللي لتعرض مباشرة على إحدى القنوات الفضائية، وعن هذه التجربة بدأ حوارنا مع النجم نور الشريف فقال: إنتاج فيلم روائي طويل الآن يحتاج إلى ميزانية ضخمة لا أستطيع توفيرها بمفردي، ولذلك عندما نويت إنتاج فيلم “الطير المسافر” الذي كتبه رؤوف توفيق اصطدمت بأن ميزانيته المبدئية لا تقل عن أربعة ملايين جنيه، وتلقيت عروضا من بعض شركات الإنتاج بأن أتحول فيه إلى منتج منفذ من خلالها، لكنني بصراحة شديدة خفت من ألا توفر هذه الشركات الإنتاج السخي الذي أحلم به للفيلم، فرفضت العروض. وتكرر الأمر مع فيلم “قوم يا مصري” الذي كتبه عبد الرحمن محسن عن تجربة حقيقية مر بها وإن كانت الميزانية التي يحتاجها هذا الفيلم ثلاثة أضعاف ميزانية “الطير المسافر” وأصررت على إنتاجها بعيدا عن نظام المنتج المنفذ، ولهذا سافرت مؤخرا إلى دبي وقطر بحثا عن شريك في إنتاجهما، وهناك بالفعل مفاوضات مستمرة بيني وبين البعض خاصة فيما يتعلق بفيلم “الطير المسافر”، أما “قوم يا مصري” فيحتاج إلى تحضير متأن خاصة أنه لابد من أن يوفر لنا الجيش مساعدات كثيرة لتصويره. يكمل نور: وسط صعوبات إنتاج فيلم روائي طويل فكرت في أن أخوض تجربة إنتاج أفلام روائية قصيرة، ليس فقط لأنها اقل تكلفة لكن لأنها فرصة لتقديم شباب جدد للسينما في مجالات الكتابة والإخراج والتمثيل، وهذا في رأيي هو الأهم خاصة أن سوق الإنتاج السينمائي الآن لا يسمح بظهور مواهب سينمائية جديدة، خاصة إذا كانت تنوي تقديم سينما جادة بعيدا عن اللون الكوميدي المسيطر الآن. وبالمناسبة لست ضد هذا اللون بالتأكيد فهو مطلوب ونجومه لهم جمهور كبير، لكنني فقط أرى أنه لابد أن تكون هناك نوعيات مختلفة من الأفلام حتى يكون أمام الجمهور فرصة الاختيار. · وما تفاصيل الأفلام الروائية القصيرة التي قررت إنتاجها؟ ثلاثة أفلام أقدم فيها مجموعة متميزة من خريجي معهد السينما، وهي فيلم “الحارة الواسعة” تأليف نبيل نور الدين وأخرجه بنفسي وتساعدني فيه ابنتي سارة التي عملت معي كمساعدة مخرج أيضا في “العاشقان”، والفيلم الثاني هو “أيام الخادمة” وأقدم فيه المخرج الشاب ياسر مفضل، والثالث “يا قاتل يا مقتول” ويخرجه عبد الرحيم كمال، والأفلام الثلاثة يلعب بطولتها مجموعة موهوبة من خريجي معهد السينما قسم تمثيل، وأراهن على أنهم سيكونون جميعاً إضافة للسينما المصرية. · إنتاج أفلام قصيرة وبيعها للفضائيات هل يمكن أن يكون عملية مربحة؟ المكسب المادي ليس عيبا لأنني في النهاية أعيش من شغلي، لكنه ليس الهدف الوحيد من إقدامي على التجربة، وكما قلت اشعر بأن دوري كفنان أن أتيح الفرصة لمواهب جديدة لتقدم نفسها، وفعلت هذا من قبل بنجاح وراهنت على الشباب وكسبت الرهان، فعندما أنتجت “دائرة الانتقام” منحت فرصة الإخراج لسمير سيف وعندما أنتجت “ضربة شمس” كانت فرصة أيضا لمحمد خان الذي كان متحمسا جدا لهذا الفيلم حتى انه كان يفكر في أن يبيع كل ما يملك لإنتاجه، خاصة بعد تخوف معظم المنتجين وقتها من إنتاجه، لكنني تحمست له، وفي تجاربي الإنتاجية كسبت وخسرت لكن المؤكد أنني قدمت للسينما أفلاما مهمة بعيدا عن الحسابات المادية. صداقة قوية · ما الذي حمسك لمشاركة عادل إمام فيلم “عمارة يعقوبيان”؟ عملت مع عادل إمام في بداياتنا، وكنت واثقا من انه سيصبح أهم نجم في العالم العربي، وهو ما حدث بالفعل، وتربطني به صداقة قوية، ولهذا لم أتردد في العمل معه في “عمارة يعقوبيان” خاصة مع إعجابي بالرواية وبالسيناريو الذي كتبه وحيد حامد، وبدوري في الفيلم، فأنا أجسد شخصية “محمد عزام” التاجر الذي بدأ من الصفر حتى أصبح من أصحاب الملايين، ومن خلال رحلته وعلاقاته نكشف الكثير من المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التي طرأت على حياتنا مؤخرا، واعتبر “عمارة يعقويبان” من الأفلام السينمائية الضخمة التي غابت عن الشاشة سنوات طويلة سيطرت خلالها سينما النجم الأوحد. · اسمك سيأتي بعد عادل إمام في “الأفيشات” و”التتر” ألم يجعلك هذا تتردد في قبول الفيلم؟ عندما عملت مع عادل إمام في أوائل السبعينات كان اسمي يسبق اسمه ولم يتردد هو وقتها في مشاركتي البطولة، لكن الآن نجومية عادل إمام هي الأكبر بالتأكيد، ومن الطبيعي أن يكون اسمه قبل أي نجم آخر في مصر، وهذا لم يشغلني أبدا بل ولم يخطر ببالي أساسا لأنني سعيد جدا بالفيلم كتجربة تعيد للسينما البطولة الجماعية، ولو كل فنان رفض العمل مع آخر لأن اسمه سيكون الثاني أو الثالث سنخسر جميعا الكثير. · ماذا عن فيلم “دم الغزال”؟ كتبه وحيد حامد وتشاركني بطولته يسرا ومنى زكي ويخرجه محمد ياسين، ومن المفترض أن نبدأ تصويره بعد أن ننتهي مباشرة من “عمارة يعقوبيان” والاحتمال الأقرب أن “دم الغزال” سيعرض قبل “عمارة يعقوبيان” الذي ستؤجل الشركة المنتجة له عرضه إلى العام المقبل، خاصة أن عادل إمام سيكون له فيلم آخر في موسم الصيف الحالي. · نشاطك السينمائي مكثف، هل يعني انك ستغيب عن شاشة التلفزيون في رمضان؟ لم أحدد موقفي من التلفزيون في هذا العام خاصة أنني مشغول جدا بمشاريعي السينمائية، لكن هناك مسلسلا تاريخيا عن الإمام محمد مصطفى المراغي كتبه د. بهاء الدين إبراهيم، وأنا متحمس له لأنه شخصية غنية وكان له تأثير كبير في قوانين الأحوال الشخصية، إلا أن هذا العمل يحتاج إلى تحضير جيد جدا وليس من مصلحة احد التسرع في تنفيذه. · عودتك للمسلسلات التاريخية من جديد هل تأتي بعد الهجوم على مسلسلاتك الاجتماعية الأخيرة؟ هذه الأعمال نجحت جدا مع الناس وأرى أن الهجوم عليها كان مبالغا فيه، لكن لا علاقة إطلاقا بينه وبين رغبتي في تقديم مسلسل تاريخي، لأنني لا أحدد اختياراتي بناء على الانتقادات التي توجه لي، وإنما بناء على حساباتي الخاصة. · نور الشريف هل يمكن أن تشارك احد النجوم الشباب بطولة فيلم سينمائي؟ أعتقد انه لا يوجد الآن من يتصدى لكتابة فيلم يمكن أن يجمع نجمين من جيلين مختلفين، ولهذا من الصعب أن يجمعني عمل بأي منهم رغم ترحيبي بالفكرة، لو وجدت في احد الأفلام التي احضر لها حاليا دورا يناسب أيا من النجوم الشباب لن أتردد في ترشيحه، لكن السؤال يوجه لهم أيضا هل يقبلون العمل مع نجوم أكبر منهم خاصة أن معظمهم له بطولاته الخاصة واسمه يتصدر الأفيشات؟ ولهذا أرى أن عمل نجوم جيلي مع نجوم جيل الشباب ليس أمرا سهلا، لكنني انصح النجوم الشباب بالعمل معا مثلما حدث بين نجوم جيلي، فأفضل الأفلام التي قدمناها كانت بطولات جماعية مثل “العار” و”الأخوة الأعداء” وغيرهما. · كنت قد صرحت بعد فيلم “العاشقان” الذي شهد أول تجربة إخراج لك بأنك لن تجمع مرة أخرى بين التمثيل والإخراج؟ بالفعل صرحت بهذا الكلام بعد الإرهاق الشديد الذي عانيته في “العاشقان” خاصة أنه كان من إنتاجي أيضا، أي أنني جمعت فيه بين التمثيل والإخراج والإنتاج، ورغم أنها عملية صعبة ومرهقة للغاية كنت امسك بزمام كل التفاصيل في فيلمي، وهذا ما يشجعني على تكرارها رغم تعبها، مثلا في “العاشقان” بنيت ديكور شاليه كامل كلفني 30 ألف جنيه حتى أصور فيه لمدة يومين فقط، مع أنني كنت أستطيع تأجير شاليه لمدة أسبوع بخمسة آلاف جنيه فقط، لكن رؤيتي كمخرج للفيلم وللمشاهد التي ستصور في الشاليه جعلتني أتمسك ببناء ديكورات خاصة، وهكذا عندما تكون الأمور كلها في يدك وليست في يد الآخرين ستنفذ ما تحلم به. · بعض أبناء النجوم، إلا ابنتك سارة يحرصون على العمل بعيدا عن آبائهم حتى يكتسبوا خبرة ويهربوا من الاتهام المكرر بأنهم اقتحموا الفن بالوساطة، لماذا لا تمنحها فرصة بعيدا عنك؟ سارة درست المسرح والمونتاج والإخراج، وبالتالي عملها معي كمساعدة مخرج هو مجال تخصصها، ولو لم تكن موهوبة ما كنت استعنت بها، فأنا لا أجامل أحدا في شغلي بدليل أن هناك أفلاما رفضت أن تشاركني بوسي بطولتها لأنها لم تكن الأنسب لها، وأنا حريص على أن تكون سارة بجواري في بداياتها حتى تتعلم في مناخ سينمائي نظيف وبعدها ستأتيها الفرصة بعيدا عني. · ما أحلامك لسارة ومي؟ كأي أب أحلم بأن أراهما في فستان الزفاف وبالتأكيد أتمنى لهما أيضا حياة عملية ناجحة. · لماذا لم تسافر إلى زوجتك بوسي في المغرب بعد الحادث الذي تعرضت له هناك؟ كنت مرتبطا بتصوير مجموعة من مشاهد “عمارة يعقوبيان” في الإسكندرية وهي مشاهد استغرق التحضير لها وقتا طويلا وتطلب الحصول على تصاريح عديدة ولم يكن باستطاعتي تأجيلها وكنت اطمئن على بوسي كل ساعة تقريبا ولكنني بصراحة شديدة لم أطمئن تماما إلا بعد أن رأيتها أمامي. مسلسل لم أحدد موقفي من التلفزيون في هذا العام خاصة أنني مشغول جدا بمشاريعي السينمائية، لكن هناك مسلسلا تاريخيا عن الإمام محمد مصطفى المراغي كتبه د. بهاء الدين إبراهيم. وساطة سارة درست المسرح والمونتاج والإخراج، وبالتالي عملها معي كمساعدة مخرج هو مجال تخصصها، ولو لم تكن موهوبة ما كنت استعنت بها، فأنا لا أجامل أحدا في شغلي بدليل أن هناك أفلاما رفضت أن تشاركني بوسي بطولتها. الخليج الإماراتية في 3 مايو 2005 |