|
* عبدالناصر والسادات في العدد قبل الماضي من «القاهرة» «19 / 4» أجري الزميل أيمن الحكيم حديثا مع الممثل المعروف حسين فهمي وتضمن الحديث أسئلة ذكية لكن إجابات حسين فهمي أثارت الاستهجان في معظمها، خاصة حين وصف تجربة عبدالناصر بأنها لم تكن في صالح الإنسان المصري ودلل علي صحةاستنتاجه هذا بدليل آثارها الموجودة والمستمرة علي المجتمع، كأن عبدالناصر هو الذي باع مصر للغرب الاستعماري وفك المصانع وخصخص الصناعة وليس السادات من أجهز علي كل إنجازات عبدالناصر التي حققها لصالح مصر وشعبها. علي أن فهمي سرعان ما يكشف مصدر سخطه علي عبدالناصر نجد الأول كان ناظر الخاصة الملكية وفهمي نفسه من عائلة أرستقراطية، لذا رأي في الإصلاح الزراعي مجرد تفتيت للثروة. * وفلسطين ينتقل فهمي إلي قضية فلسطين فيقول دون أن يرف له جفن: «الفلسطينيون خاسرون طوال الوقت يعشقون فلسفة الخسارة إزاي أخسر اللحظة وأخسر الفرصة من سنة 47 وهم يقولون «لا» والسادات جاب لهم مكاسب تاريخية، أظن أنهم يندمون الآن علي ضياعها، هذه دعوي صريحة للحجر علي الشعب الفلسطيني مادام يعشق الفشل والخسارة أما خسارة 47 أو «النكبة» فقد صنعتها دول الجامعة العربيةالتي اجتمعت بعد أيام من صدور قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين «29 / 11 / 47» وقدر وزراء الخارجية العرب بأن لدي العصابات الصهيونية 64 ألف مقاتل، فقرر مجلس الجامعة إرسال 18.5 ألف مقاتل فقط، فيما كان يجب إرسال ثلاثة أضعاف القوات الصهيونية المدافعة التي وصل عددها إلي 68 ألفا، ومثلهم من الاحتياط، أي أنه كان يجب إرسال نحو نصف مليون جندي عربي. حتي يضع الطرف العربي رفضه للتقسيم موضع التطبيق ناهيك عن التخلف في السلاح والتدريب والديمقراطية. أما «المكاسب التاريخية» التي أحضرها السادات للشعب الفلسطيني فقد صدعنا من هذه الاسطوانة المشروخة، التي تدورمنذ عقد مؤتمر فندق مينا هاوس القاهرة 24/12/1977 بين الوفدين المصري والإسرائيلي ورفضت فلسطين حضوره. القصة رواها إلياهو بن اليسار الذي تولي رئاسة الوفد الإسرائيلي الذي يحضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي، آنذاك مناحيم بيجن، وقد نشرتها يومية «معاريف» في سياق مذكرات أول سفير لإسرائيل في أرض الكنانة، حيث أوصي بن اليسار أعضاء وفده أن همهم الأول هو اجتذاب أكبر عدد ممكن من الدول العربية إلي مؤتمر مينا هاوس. وما إن وصل الوفد الإسرائيلي إلي مينا هاوس، حتي أسرع عضو في الوفد، وأبلغه بن اليسار بأن علم منظمة التحرير «القلم الفلسطيني» مرفوع علي طاولة المفاوضات في الفندق. فأرعن بن اليسار وأزبد، ولم يهدأ إلا بعد أن هاتفه نظيره في الطرف المصري، د. عصمت عبدالمجيد وهدأ من روعه، وأبلغه بأنه يستطيع إنزال العلم الفلسطيني وما يشاء من أعلام الدول العربية وفعلا أنزل رئيس الوفد التحضيري الإسرائيلي علم فلسطين، من فوق الطاولة. بذا يعتبر الطرف الفلسطيني خارج نطاق الدعوة أصلا. فضلا عن أنه لا تجب المقارنة بين حل نصر جزئي وبين حل هزيمة، مثل «اتفاق أوسلو» سيئ الصيت وتداعياته الكارثية. صحيح أن الرئيس السابق، أنور السادات كان وجه الدعوة إلي ياسر عرفات لحضور مفاوضات مينا هاوس لكن الأخير تجاهل الدعوة شكلا وموضوعا أما السادات فأغلب الظن أنه رمي إلي سحب الأرض الفلسطينية من تحت الحكام العرب الذين أجمعوا علي معارضة مبادرة السادات بالصلح مع إسرائيل ذلك أن في مجرد حضور طرف فلسطيني مينا هاوس سيؤكد بأن صاحب القضية قد رضي، بينما أشقاؤه العرب يرفضون أي أن أهل الميت صبروا بينما المعزون كفروا وبذا يتم تنفيس وكشف الغطاء عن معارضة كل حكام العرب لمبادرة السادات. بعد ذلك ما من ضمان بأن الإسرائيلي سيعطي حلا للفلسطيني، وإذا ما اشتكي الأخير للرئيس السادات سيرد من فوره إيه ده؟ هو أنا مغسل وضامن جنة؟ ويردف بعد أن يسحب نفسا من البايب، الذي لم يستحدثه إلا بعد ثورة التصحيح: مشكفاية إنه مستر بيجن اعترف بيكم؟ إلي الذين لا يعلمون نقول لقد كان علي السادات استعادة قطاع غزة، علي غرار استعادة سيناء، ذلك أن القطاع وديعة لدي مصر، منذ نكبة1948 وفي الفم ماء! جريدة القاهرة في 2 مايو 2005 |