شعار الموقع (Our Logo)

 

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

اندريه تاركوفسكي: «المرآة» يعمق تساؤلات عن الحياة والموت

سكورسيزي: صورة الذات عبر مجنون السينما والجراثيم والطيران

امير كوستوريكا طفل السينما العالمية المشاغب

باب الشمس اختارته الـ التايم من أفضل‏10‏ أفلام علي مستوي العالم

جيهان نجيم فيلمها القادم عن جون كيري

بيدرو المودوفار.. كلمة ختام حياتنا لم تكتب بعد

 

 

 

 

 

«ملك وكتابة» جديد كاملة ابو ذكرى:

بعيداً من التهريج السائد

القاهرة - فيكي حبيب

 

 

 

 

 

ان تكون استاذ تمثيل ولم تمثل يوماً في حياتك. اربعيني ترى العالم من زاوية واحدة ولا تعرف ماذا تخبئ شخصيتك من مكنونات. تكتشف فجأة ان زوجتك تخونك، فتنقلب حياتك رأساً على عقب. انت حتماً نسخة طبق الاصل عن بطل كاملة ابو ذكرى في فيلمها الثاني الذي من المتوقع ان يبصر النور مطلع الصيف المقبل «ملك وكتابة».

محمود حميدة، بطل الفيلم، شخصية مكبلة بقيود جمّة تصدمها الحياة مرتين: المرة الاولى حينما يفاجأ بغدر الزوجة، والمرة الثانية حينما يتعرف اكثر الى الجيل الجديد - الذي لطالما تجاهله - مع هند صبري.

انهما كائنان يمثلان جيلين مختلفين يقوداننا في رحلة انسانية بعيدة من الشحنات العاطفية القوية، نكتشف معهما الذات البشرية وتعدد وجوه الانسان أو تحديداً الوجهين النقيضين لكل واحد منا كما يفيدنا حرفياً عنوان الفيلم. فماذا عن اختيار هذا العمل؟ للاجابة عن هذا السؤال التقينا في القاهرة السينمائية الشابة كاملة ابو ذكرى والفنان محمود حميدة.

تقول كاملة: «منذ اربع سنوات وانا احتفظ بالسيناريو الذي اردت ان احوّله الى فيلم منذ قراءتي الاولى له. ولعل اكثر ما جذبني اليه شخصية مدرّس التمثيل الذي لم يمثل يوماً، اذ صادفت هذا الوضع كثيراً، وكنت على تماس مع هذا الموقف في الجامعة من خلال اساتذة اخراج لم يسبق لهم ان وقفوا وراء الكاميرا. من جهة ثانية وجدت في شخصية هند صبري اوجه شبه كثيرة في ما بيننا وهي الفتاة «الجدعة» والمقدامة . شعرت بأنني املك خبرة في هذه الشخصيات، وقررت ان اقتحمها طالما ان خبرتي في الحياة لاتزال في بداياتها».

مختلف

وعلى رغم ان خبرة كاملة ابو ذكرى في الحياة لا تزال في بداياتها فإن خبرتها مع الكاميرا بعيدة العهد على رغم صغر سنها، اذ عملت مساعدة مخرج في ما يقارب ثلاثة وعشرين فيلماً، قبل ان تقوم بخطوة الاخراج الاولى السنة الماضية في «سنة اولى نصب» الذي عرّف السوق بها وحقق ايرادات لا بأس بها. فهل كان ذلك كافياً لاستقطاب نجم بحجم محمود حميدة؟

«بصراحة لا انكر تردد الأستاذ محمود قبل الاقدام على العمل، وأنا افهم تردده هذا وقد استوعبته تماماً، تقول كاملة وتتابع: «والحقيقة انه كان اطّلع على هذه الشخصية قبل ان يستقرّ السيناريو عليّ وأعجبه كثيراً. من هنا عندما اخذت السيناريو عرضت الدور عليه وتناقشنا كثيراً حتى اقتنع ومن البديهي القول ان فيلم مع محمود حميدة يفرق كثيراً عنه من دونه».

كاملة ابو ذكرى التي لم تواجهها أي صعوبات تذكر في هذا العمل، حسبما تقول، وجدت نفسها أمام مسؤولية كبيرة هي ادارتها لنجم كبير. «صحيح انني مستريحة جداً لانضمام محمود حميدة الى صفوف هذا الفيلم انتاجاً وتمثيلاً غير ان هذا الامر من شأنه ان يضعني امام مسؤولية كبيرة وتحدٍ مع ذاتي لاخراج العمل بافضل حلة... حتى الآن كل شيء يسير على ما يرام، فالانتاج جيد والممثلون متميزون والفنيون اصحاب شأن في مجالهم، من هنا كل ما انتظره هو رد فعل الناس حينما ينزل الاسواق واذا ما سيتقبلونه ام لا».

«ملكة وكتابة» فيلم مختلف عن السائد كما تقول صاحبته، والسؤال الم تخش كاملة ابو ذكرى هذا الاختلاف وبالتالي عدم تقبل الجمهور له طالما هو بعيد من السينما الكوميدية السائدة؟

«ابداً، لأن الناس يريدون سينما مختلفة، لا بل هم تواقون لمشاهدة اشياء مغايرة لما يرونه طوال الوقت. وانا بدوري اريد ان اجرب كل الانواع السينمائية».

النجم المثقف

محمود حميدة يعتبر منذ سنوات، من اكبر الغائبين عن السينما «الجماهيرية» في مصر... اضافة الى غيابه الطوعي عن التلفزة، اذ انه يستنكف حتى عن الظهور في برامج حوارية في التلفزيونات العربية.

انه يفضل على هذا كله تمضية وقته في القراءة وفي حضور المؤتمرات والندوات الثقافية، ناهيك بقطعه الطريق باستمرار بين القاهرة ومناطق زراعية يستثمر فيها في واحة سيوه، غرب مصر.

ومع هذا، كان حاضراً في بعض افضل ما حقق في مصر من افلام، من فيلم يوسف شاهين الاخير «اسكندرية نيويورك» حيث لعب دور شاهين نفسه الى «بحب السيما» لأسامة فوزي، الفيلم الذي اثار، أخيراً، اكبر قدر من السجال في مصر. وحميدة كان قبل ذلك ساهم بالانتاج ايضاً في الفيلمين الاولين لأسامة فوزي: «عفاريت الاسفلت» و«جنة الشياطين» وبينهما قام ببطولة اول افلام عاطف حتاتة «الأبواب المغلقة»، وها هو هنا يقوم ببطولة ثاني افلام كاملة ابو ذكرى. مغامرة؟ مجازفة؟ قناعة؟ لماذا يختار حميدة وهو الذي يكاد يصبح مخضرماً اليوم، العمل مع مخرجين جدد وغالباً في افلامهم الاولى هو الذي يؤمن كما يقول لنا: «أن التعامل مع مخرج كبير يجب ان يكون هو نفسه مع مخرج بدأ للتو شق طريقه». ويتابع حميدة: «صحيح ان كاملة ابو ذكرى تنجز اليوم ثاني افلامها الروائية الطويلة غير انني تابعتها منذ زمن وتحديداً منذ سنتها الاولى في معهد السينما. ومن البديهي القول ان الطالب الجيد يلفت نظر اساتذته منذ البداية. وما يمكنني قوله في كاملة انها مخرجة متمكنة من ادواتها وهذه صفة اهم من الموهبة وظني بها انها قادرة على صنع فيلم جيد. وانا اتعامل مع المخرج الكبير بالطريقة نفسها التي اتعامل فيها مع المخرج الذي لا يزال في بداياته، ففي الفيلم انا ممثل والممثل يبقى احد ادوات المخرج. بكلمات ادق: المخرج هو رب العمل فهو الذي يدير شؤونه والممثل يتحرك كما يريد المخرج، اما المنتج فهو أب العمل». جواب محمود حميدة يأتي على لسان المثقف فيه، وليس على لسان النجم. ومحمود حميدة دائماً يفضل المثقف على النجم في شخصيته.

الحياة اللبنانية في 28 يناير 2005