أمين صالح

 
جديد أمينكتب في السينماجريدة الأيامجريدة الوطنالقديم.. الجديدملفات خاصة
 
 
 

ملفات خاصة ( 4 )

 
 
 

لاحق

<<

10

09

08

07

06

>>

سابق

 
 

مجلة الفيصل السعودية

 
 
ملف عن أمين صالح في مجلة الفيصل السعودية
بتاريخ 01 يوليو 2021
 
 
 
 

أمين صالح: ثورة ناعمة في ميادين الكتابة

 

أمين صالح: عن الدرس الأول والسَّلمندر وتخدير الحواجز وأشياء أخرى

 

شعرية الكتابة في أعمال أمين صالح الإبداعية: الإنفتاح النصي والرؤية البصرية

 

 

استراتيجية في الكتابة تجعله يقيم على تخوم الإبداع

 

في مواجهة ماضٍ لم يمت بما يكفي

 

مخيلةٌ تمرح.. حلم يتنزّه

 

أمين وهو يرانا الآن

 

ناقد سينمائي وفيلسوف متفرد

 

شجرة بأوراق كثيرة

 

المختلف إبداعاً وسرداً

 

 

ناقد سينمائي وفيلسوف متفرد

 

خالد ربيع السيد ـ ناقد سينمائي

 

ما إن تقع يدك على كتاب للكاتب أمين صالح، الذي أختصرُ وصفه هنا بكلمة «الكاتب» لتشمل عدة صفات تأسى بها وتمثلها فهو الناقد، السيناريست، والروائي، والمترجم، والشاعر والأديب. القاص والمسرحي والدرامي التلفزيوني والباحث والصحفي.. إذن ما إن تقرأ أيًّا من كتبه سواء المترجمة أو المؤلفة في مجال النقد والتحليل والتذوق السينمائي، حتى يبهرك أسلوبه الكتابي الذي ينقشه كما تنقش الزخارف على جدران القصور الفاخرة.

لا مبالغة إذا قلنا: إن أسلوبه متفرد لم تعرف العربية مثله في مجال النقد السينمائي. شكل من الكتابة الآسرة ذات الإيقاع المُراوِح بين البوح الوجداني والشعر والنثر المعاصرين، دفق روحي عذب يقطر بكلمات وجمل وصياغات لا يتقنها إلا أديب عاقر الكتابة والأدب ردحًا طويلًا من الزمن، إنه أسلوب عصي عن أية مقارنة، بل إن القارئ لا تخامره لحظة واحدة بأنه يقرأ كتابًا أو مادة مترجمة؛ لأن براعة الترجمة تنهل من ثراء لغته الأدبية، وليس كما يحدث مع عشرات المؤلفين والمترجمين العرب الذين تشعر وأنت تقرأ لهم بأن ثمة نبرة توحي بالعجمة بشكل طاغي؛ وأن «خواجة» يحاول أن يكتب بالعربية.

إذا تجاوزنا عن الأسلوب الأدبي البديع الذي يكتب به، وحاولنا أن نتداخل قليلًا، في هذه العجالة، مع الموضوعات التي يختارها ليترجمها أو يكتب عنها؛ فإننا نلمس بعدًا معرفيًّا آخر، ينصب أولًا في النظرة إلى الإضافة للقارئ العربي، ثم إلى فهم السينما بمنظار الفيلسوف المغرم والحكيم المتبتل والجراح الحاذق الذي يعمل بمبضعه ليستجلي أغوارًا سحيقة في فن السينما، منطلقًا من أساليب ورؤى وأفكار المخرجين؛ ثم طرق أداء الممثلين وأفكار وقصص المؤلفين للأفلام التي يتحدث عنها.

لذا؛ ثمة شعور غامر ستلمسه عند قراءة كتبه عن المخرجين العالميين المتميزين، وهو شعور غامر بالحب يبثه معلمنا عن هذا المخرج أو ذاك الممثل، فهذا الحب سر جمالية كتاباته. نعم، لقد لفت أستاذنا أمين صالح انتباهنا لأفكار ومعارف وقضايا ومفاهيم واتجاهات لم تكن مطروحة من قبل، وبذلك لولا كتاباته لما عرفناها قط، بل إن كتبه أوجدت معرفة كانت غائبة عن المكتبة العربية، ومن ثَمّ عن السينمائيين المتذوقين وصناع الأفلام والنقاد والجماهير.

كتابه المترجَم عن المخرج الروسي أندريه تاركوفسكي، على سبيل المثال، «النحت في الزمن» يعد درسًا ممتعًا وثريًّا لكل من يقرؤه، كما هو الحال مع كتابه المترجم عن أ. سكوت فوغل «السينما التدميرية» الذي يخامر قارئه، كما أعتقد، سؤال مفاده: كيف التقط أمين صالح هذا الكتاب ليترجمه؟

ناهيك عن كتبه (مترجماته) «عباس كيارستمي: سينما مطرزة بالبراءة»، و«الوجه والظل في التمثيل السينمائي»، و«حوار مع فدريكو فلليني»، و«عالم ثيو أنجيلوبولوس السينمائي»، و«الكتابة بالضوء»، «دي نيرو المتعدّد والمتحوّل»، وغيرها من الكتب التي لم أطلع عليها بسبب نفادها من فور صدورها، ولكن من دون مبالغة أثق في أنه يمكن عدّ هذه الكتب مناهج علمية وفنية وثقافية جديرة بالدرس على المستوى الأكاديمي؛ بل ينبغي اعتمادها ضمن مقررات معاهد ومدارس السينما العربية والعالمية.

إننا إذا تأملنا كتبه «المترجمة» فإننا سنطلق عليها كتب أمين صالح وربما ننسى كاتبها الأصلي؛ لأن روح أمين وعذوبه قلمه طاغية فيها، ولأن موضوعاتها لم تكن لِتُطرَقَ لولا أنه فعل. فهي كتب أمين صالح أولًا وأخيرًا.

لكن بكل تأكيد، إن جُلّ مقالاته، تحمل قيمًا معرفية لا تضاهى، وسأكرر ما كتبته قبل سطور؛ أنها لم تُطرَقْ من قبلُ، وأنها أسست لفهم معانٍ كانت غائبة عن الحياض المعرفي العربي، مثلًا، على سبيل المثال، مقالته المترجمة «سينما الطريق – البحث عن أفق»، جعلتنا نفهم فِلْم الطريق، وبناءً عليه ظهرت أفلام تنتهج ما وصفه وحدده.

ثم إن آراءه التي يبوح بها في اللقاءات الصحفية حتى في الحوارات والنقاشات تنمّ عن ذائقة عميقة وفذة وحقيقية غير مجاملة أو متأثرة بثقافة القطيع من النقاد أو الصحفيين، وهي ثرية برؤاه الفلسفية التي يطرحها بعفويته وحكمته الصادقة، ففي لقاء صحفي قرأته له، اندهشت لرأيه الصائب والصادم؛ الذي لفت انتباهي إلى مكون مهم عند أي مخرج، وهو: رؤية المخرج.. يقول في الحوار: قلة من المخرجين العرب لديهم رؤية متماسكة أو لديهم معالم واضحة. يجب أن تكون رؤية المخرج متضحة منذ بداياته. لا يوجد لدينا مخرج عربي يُراكم تجربة بشكل متصاعد، قد يقدم عملًا ممتازًا، ثم نراه يقدم عملًا عاديًّا جدًّا. السينما العربية تفتقر إلى الرؤية والعمق الفكري.

واستوقفني قوله: المثقفون العرب -في الغالب- يتباهون بأنهم لا يذهبون إلى السينما، دعك من قراءة الكتب السينمائية. كما لو أن مشاهدة فِلْم فعل مخجل أو مشين أو لا يليق بمثقف، كأنها مضيعة وقت. هناك فقر شديد في الوعي بأهمية السينما وقيمتها وجدواها وسحرها. الكاتب أمين صالح قيمة معرفية كبيرة لم تنهل منه الأجيال الناهضة بعد؛ ومهمتنا أن نقدم طروحاته ورؤاه لهم.

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004