صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

70

69

68

67

66

 

دروس اللغة الفارسية

فيلم عن الرعب النازيّ

ترجمة: صلاح سرميني

 
 
 
 

في عام 1942، في فرنسا المُحتلة، تمّ القبض على الشاب جيل ليتمّ ترحيله إلى معسكرٍ في ألمانيا، وقبل إطلاق النار عليه، نجا من الموت بعد أن أقسم للجنود بأنه ليس يهودياً، بل فارسياً، تنقذه هذه الكذبة للحظاتٍ لأن أحد قادة المعسكر يريد تعلّم اللغة الفارسية للاستفادة منها في مشاريعه بعد الحرب.

وتفادياً من القبض عليه، يخترع جيل كلماتٍ كلّ ليلة كي يُعلمها لقائد القوات الخاصة في اليوم التالي.

العلاقة الخاصة التي تنشأ بين الرجلين لا تستغرق وقتاً طويلاً لإثارة الغيرة، والشكوك لدى الآخرين.

يستندُ الفيلم الروائي الطويل "دروس اللغة الفارسية" على القصة القصيرة "Erfindung einer Sprache" ("اختراع لغة") من تأليف وولفجانج كولهاسي، والتي نُشرت في عام 2021.

وكان المنتج تيمور بيكمامبيتوف هو الذي تحدث عنها لأول مرة إلى المخرج فاديم بيرلمان.

 

يتذكر المخرج:

"لقد وقعتُ في حبّ هذه القصة على الفور، والتي أثارت إعجابي، وألهمتني، أدركت على الفور إمكانات القصة، والتأثير الذي يمكن أن تحدثه على الجمهور، قلتُ لنفسي: إنه مشروعٌ رائعٌ، يجب أن أكون جزءاً منه!"

إذا كان الفيلم مبنياً على قصةٍ قصيرة من تأليف وولفجانج كولهاسي، فقد استوحى فاديم بيرلمان العديد من القصص المُماثلة التي حدثت بالفعل، والتي تمكن الناس من التغلب عليها بفضل ذكائهم، وحنكتهم:

"في الواقع، صديقٌ لـ وولفجانج كولهاسي، أخبره قصة مشابهة إلى حدٍّ ما بعد سنوات قليلة من الحرب، لكن، لم يكن هناك سوى نقاط قليلة مشتركة مع القصة القصيرة المكتوبة بعد ذلك، يكشف اقتباس وولفجانج كولهاسي عن تفاصيل مختلفة تمامًا".

"هذه القصص مرتبطة بشيءٍ واحدٍ فقط: إنها مجنونةٌ على وجه التحديد، لأن أبطالها كانوا بحاجةٍ إلى الشجاعة، والحظ، والذكاء السريع، والمُساعدة في الهروب من الملاحقة المستمرة للفاشيين الألمان، وأنصارهم".

أراد فاديم بيرلمان أن يكون الفيلم واقعياً للغاية، لذلك أجرى بحثاً مكثفاً لمعرفة شكل معسكرات الترانزيت (كم من الوقت مكث الناس هناك، وما إلى ذلك).

كما استوحى أفكاره من معسكر يُسمّى Natzweiler Struthof ، يقع بين فرنسا وألمانيا، في شمال شرق فرنسا.

 

يوضح المخرج:

"قمنا أيضاً بتجميع العناصر الأخرى الموجودة في المعسكرات الأخرى: على سبيل المثال، بوابات الدخول في فيلمنا هي بوابات بوخنفالد.

لقد أعدنا إنشاء معسكر انتقالي استناداً إلى الصور المختلفة، ومشاهد الفيديو التي وجدناها، حاولنا جعله واقعياً، يمكن تصديقه قدر الإمكان".

كان لارس إيدينجر، وألكسندر باير على درايةٍ بتاريخ معسكرات الاعتقال، ناهويل بيريز بيسكايرت يتحدث الألمانية، والإيطالية والإسبانية، والفرنسية، والتي كانت ميزة للفيلم لأن شخصيته يجب أن تكون ثنائية اللغة.

 

يوضح فاديم بيرلمان:

"لغة ناهويل الأم هي الإسبانية، وهو من الأرجنتين، لقد كان مذهلاً، وطريقته في تعلم اللغة، ونطقه لا مثيل لهما، إنه يتحدث الألمانية جيداً، وقد أعجب أصدقائي، وزملائي الألمان حقاً"

"سهولة تعلمه للغةٍ جديدة هي موهبة حقيقية، مستشارنا التاريخي، يورج مولنر، كان أيضاً مساعداً كبيراً: لقد كان دائماً بجانب الممثلين الألمان لإرشادهم حول كيفية تعامل النازيين، وتصرفاتهم "

سعى فاديم بيرلمان لجعل الجمهور يشعر بالتعاطف مع الشخصيات في الفيلم، وخاصة الضابط الذي يحاول تعلم اللغة الفارسية، ثابتٌ في أفلام المخرج.

 

هو يوضح:

"هناك أفلام تُظهر النازيين كإنسان آلي، وأتمتة صاخبة، ومندفعين، ومخيفين، وشيطانيين - شخصيات أحادية البعد للغاية، أعتقد أننا لا نستطيع النسيان بأن النازيين كانوا بشراً أيضاً، لقد كانوا يحبون، وكانوا يشعرون بالغيرة، كانوا خائفين، وكان لديهم كلّ الصفات الإنسانية، وهذا، بطريقةٍ ما، يجعل أفعالهم أكثر رعباً".

 

Persian Lessons

إخراج: فاديم بيرلمان

سيناريو: إيلجا زوفين ، وولفجانج كولهاسي

مع ناهويل بيريز بيسكايرت، لارس إيدينجر، جوناس ناي..

إنتاج: ألمانيا/روسيا/بيلوروسيا 2020.

في أحشاء

Hammer

حكايةٌ قصيرةٌ عن وحوش السينما العظيمة

عظمة، وانبعاث Hammer Film Productions، الشركة الرائدة في السينما البريطانية لأفلامٍ من الدرجة الثانية، والتي، بين الرعب، والإثارة الجنسية، والرومانسية، ميّزت السينما الشعبية من منتصف الخمسينيّات إلى نهاية الستينيّات.

 

"في أحشاء Hammer  حكايةٌ قصيرةٌ عن وحوش السينما العظيمة"

فيلمٌ وثائقيٌّ رائعٌ يتضمّن مقابلاتٍ مع جون كاربنتر، داريو أرجينتو، كارولين مونرو، وجوان صفار.

لقطاتٌ قريبةٌ لصرخات ضحايا التعذيب يرتدون ملابس ضيقة، عباقرة الشرّ يؤدون أعمالاً سادية، أجواءٌ قمعية، وجاذبية نساء حسناوات ...

في منتصف الخمسينيّات من القرن الماضي، حققت شركة هامر، وهي شركة أفلام بريطانية صغيرة، نجاحاً كبيراً مع إنتاجاتٍ استفزازية صدمت الرقابة، وأثارت اشمئزاز النقاد، لكنها أبهرت الجمهور.

في أفلامها ذات التصنيف X ، يصوّر الرعب بالألوان لأول مرة، عندما تجمع القصص بين الرهبة، والدمّ، والجنس.

يتمّ بمرح تجاوز حدود الذوق السليم، عندما، على سبيل المثال، يظهر التدهور الجسدي في وضح النهار

(The Quatermass Xperiment في عام 1955، يخلط الخيال العلميّ مع الرعب من أجل إحياء الموارد المالية للشركة محتضرة آنذاك(

بأناقةٍ، وقدسية، يجسد بيتر كوشينغ، وكريستوفر لي، هوية الشركة، خادمان مثاليّان للنوع الذي لا يتردد بالبحث في أساطير الأدب القوطي كي يقدم سلسلةً من فرانكشتاين، مومياء، أو دراكولا من الصعب نسيانهم.

 

صدمة ثقافية

من خلال العديد من المُقتطفات السينمائية، والمقابلات الرائعة مع جون كاربنتر، وداريو أرجينتو، وكارولين مونرو، وجوان سفار، يسترجع جيروم كوركيكيان تاريخ السينما الصادمة للغاية التي ستختبر عصرها الذهبي حتى بداية السبعينيّات.

في مواجهة المنافسة منذ جيلٍ جديد من أفلام الرعب، والإثارة، مثل " Psychose " ألفريد هيتشكوك، أو فيلم The Exorcist  للمخرج ويليام فريدكين، لكن الشركة ميزت ثقافة البوب ​​العالمية، قبل أن يتمّ إحياؤها في عام 2007 بفضل المُمولين الجدد.

عشاقٌ على الطريق

بناءً على منشور فيس بوكي في صفحة المخرج السينمائي العراقي فيصل الياسري، شاهدتُ فيلمه الروائي "عشاقٌ على الطريق" من إنتاج عام 1977، وقبل كتابة تعليقٍ خاصّ بهذا الفيلم السوري الإنتاج، أقترح على كلّ من سوف يشاهده، قراءة التعليقات المتوفرة تحت رابط الفيلم (أنظر صفحة المخرج).

في الحقيقة، من المدهش أن يدّعي أحدنا الأخلاق، ومع ذلك يشاهد فيلماً بعنوانٍ يدلّ على محتواه، وبعد ذلك ينهش في تفاصيل الفيلم، وأحداثه، وشخصياته، ويعتبرها لا أخلاقية، ويريد فيلماً/سينما على مقاسه، ومقاسه الحقيقي: فيلم/سينما تدعي الأخلاق، ولكنها بدون أخلاق.

لا أعرف ماذا تغير في هذه المجتمعات التي تدّعي الأخلاق، وهي بلا أخلاق.

عن نفسي، وفي فترةٍ من حياتي، كنت أشاهد هذه الأفلام التي كانت تُعرض في صالاتنا السورية، ولم أكن أحمّلها تربوياً، وأخلاقياً أكثر مما تحتمل، ولم يخطر علي بالي، أو على بال أصدقاء الطفولة أيّ حكم أخلاقي تجاه ما كنا نشاهده في هذه الأفلام، هل كنا بلا أخلاق؟

إذا كانت الأجيال الحالية من المتفرجين تدّعي الأخلاق فعلاً، وبصدقٍ، ونزاهةٍ، ما الذي قادها أصلاً إلى البحبشة (النبش) في الأنترنت، ومشاهدة فيلم يبدو من الوهلة الأولى، ومن عنوانه فقط بأنه بلا أخلاق، وكيف صمد هؤلاء حتى نهاية الفيلم، وبعدها أظهروا في تعليقاتهم أخلاقياتهم.

هل يجب عليّ أن أكرر، وأعيد التكرار، وأوجه اتهاماتي العلنية لكل أولئك الذي حولوا هذه المجتمعات المفرطة في استعراض أخلاقياتها إلى شعوبٍ تمارس (لا أخلاقياتها) في السرّ، ومن ثم تدّعي، وتتباهى بأخلاقياتها في العلن؟

منذ وقتٍ قريب جداً كانت الصورة محرّمة، والسينما أكثر تحريماً، ومع ذلك، نشاهد فيلماً بعنوان "عشاق على الطريق"، ومن ثم نتحدث عن الأخلاق.

فنون الدفاع عن النفس في السينما

بمُناسبة معرض "المعركة الحاسمة، فنون الدفاع عن النفس الآسيوية"، صدر العدد 36 من المجلة السينمائية الفرنسية الهوس السابع (La Septième Obsession)، وهو مخصص في معظمه للفنون القتالية في السينما.

90 صفحة حصرية عن تاريخ فنون الدفاع عن النفس: بروس لي، جاكي شان، جان كلود فان دام، فيلم Kill Bill، تسوي هارك، تشانغ ييمو، جيت لي، تشاك نوريس، جوردون ليو ، إلخ.

ومن أبرز موضوعات العدد:

 

الفنون القتالية: هونغ كونغ 🇭🇰

تاريخ سينما هونغ كونغ للفنون القتالية: إنتاجات شركة شو براذرز، بروس لي، كينج هو ، إلخ.

 

الفنون القتالية: اليابان 🇯🇵

تاريخ السينما اليابانية للفنون القتالية: توشيرو ميفون، أكيرا كوروساوا، هاراكيري، ليدي سنوبلود، ملحمة زاتوتشي ، إلخ.

 

الفنون القتالية: الولايات المتحدة الأمريكية 🇺🇸

تاريخ سينما فنون القتال الأمريكية: تشاك نوريس، جان كلود فان دام، ماتريكس، جون ويك ، إلخ.

 

الفنون القتالية: أفضل الممثلين، والمخرجين

أفضل 5 ممثلين/ممثلات، وأفضل 3 مخرجين من هونج كونج، ويابانيين، وأمريكيين.

 

الفنون القتالية: فيلم Kill Bill

نظرة إلى الوراء على التكريم النابض بالحياة لسينما فنون الدفاع عن النفس من تأليف كوينتين تارانتينو: اقتل بيل الجزء 1 & 2

سينماتك في ـ  12 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 10.03.2022

 

>>>

70

69

68

67

66

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004