صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

70

69

68

67

66

 

Koozhangal

الهند المنسية تفشل في الوصول إلى لأوسكار

كتابة: جمال الدين بوزيان/ الجزائر

 
 
 

كان فيلم "حصى" أو  Koozhangal  بالتاميلية، مرشحاً في القائمة الطويلة لأوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2022، لكن، لم يتمّ اختياره في القائمة النهائية.

هو فيلمٌ غارقٌ في المحلية الهندية التاميلية، مدته تقريبا ساعة، و 13 دقيقة، فيلمٌ صادمٌ جداً، مغايرٌ لكلّ ما يعتقده الناس عن السينما الهندية، تمّ تصويره بالمناطق الصحراوية في عمق التاميل المنسية، في صحراء حجرية قاحلة جداً، وسط أجواء حارة جداً، كانت صعبةٌ حتى على فريق العمل خلال التصوير.

الفيلم كأنه وثائقي، أو تسجيلي، فيه كلامٌ قليلٌ بين الممثلين، حواراتٌ تلقائيةٌ كأن أغلب الممثلين من أبناء الشعب العادي، وليسوا ممثلين محترفين، وفعلاً، حتى أبطال الفيلم، ليسوا من نجوم الصف الأول في سينما التاميل الهندية، المعروفة بتقليدها كثيراً للسينما الناطقة باللغة الهندية، مع أنها بدأت تتميز قليلاً في السنوات الأخيرة، وترفع عنها عباءة الأفلام المُنتجة في بومبي، وسيطرتها، من خلال أفلام غير نمطية، ومختلفة، مثل هذا الفيلم، الذي كان حتى بدون موسيقى تصويرية، فقط الصمت، وصدى الصحراء الواسعة المخيفة، وصوت وقع الأقدام الحافية لأبناء القرى التاميلية الفقيرة، التي تسير على الحصى الساخن وسط صحراء لا ترحم.

اللقطة الأولى التي بدأ بها الفيلم، كانت كأنها صورة ثابتة، وصامتة، بينما هي في الواقع صورة لعش طير ثابت على غصن شجرة، ينتظر وصول الأم لعش أبنائها.

كان مشهدا صامتاً جداً، واستمر الصمت في الفيلم، تخللته بعض الحوارات، والشجارات باللهجة التاميلية، بين ممثلين داكني البشرة، رجالاً، ونساءً، وأطفالاً، يمثلون طبقةً مهمشةً جداً من التاميل الهندي المنسيّ، لا نراها في أغلب الأفلام الناطقة باللغة الهندية.

البيئة في الفيلم قاسية جداً، يعاني السكان من شح المياه، وندرتها، عدم توفر النقل، وأبسط متطلبات، وضروريات الحياة، والزمن شبه مفقود في تلك القرى، أو كأنّ الزمن توقف، حياة بدائية جداً يعانيها سكان جنوب الهند، بعضهم يصطادون الفئران لأكلها، هم لا يمثلون كل الهند، لكنهم جزء من التنوع، والتناقض الهندي المعروف في كل شيء، الطبقية، والأديان، والأعراق، والعادات، والتقاليد.......

أراد مخرج الفيلم P. S. Vinothraj المنتج سنة 2021، أن يكون فيلمه مستوحى من قصة حقيقية، كتبها بنفسه، أراد له أن يكون مختلفاً جداً لدرجة التطرف، وصادماً، ونفس ما قلته عن الفيلم الهندي (الناطق بلغة المالايالام) المُرشح السنة الماضية لأوسكار أحسن فيلم أجنبي لسنة 2021، هو نفس ما أقوله تقريبا عن هذا الفيلم التاميلي أيضا، لأنه كسر كل القواعد النمطية للسينما الهندية، و تمرد على كل التوابل الهندية المستخدمة في أغلب الأفلام المعتادة، ومع ذلك فشل في الوصول للقائمة النهائية لأوسكار أحسن فيلم ناطق بلغةٍ غير إنجليزية لسنة 2022.

كان التصوير في الفيلم أيضاً مغايراً، حيث، وكما ذكرت، كانت اللقطة الأولى شبه ثابتة لعش طائر، وكانت كثير من المشاهد مصورة بالكاميرا الجوية، أو العلوية، ليعيش المشاهد جوّ الصحراء الشاسعة التي تبدو كأنها بدون نهاية، وبدون حدود، بينما لجأ المخرج للقطات الكلوز آب، ولقطات من زاوية منخفضة للشخصية الشريرة في القصة، الأب السكير المتعجرف، وهي لقطات تركز على ملامح وجهه المخيف، ومناسبة لشخصيته المكروهة في الفيلم.

كما استعمل المخرج أحياناً طريقة التصوير بالكاميرا المتحركة مع حركة جسم الممثلين، خاصة لما يلاحق الطفل المسكين والده في الصحراء الخالية، لزيادة التوتر، وشعور الممثل بمعاناة الطفل الحافي في الصحراء الحارة.

ملخص حكاية الفيلم هو أبٌ سكيرٌ مهملٌ لعائلته، يخرج ابنه من المدرسة البعيدة عن قريته عنوةً، ويُعيده للمنزل، مهدداً له بالضرب، و بتطليق أمه، وما يحدث بين طريق العودة من المدرسة إلى المنزل، هي أحداث الفيلم، هو فيلمٌ عن حقوق الطفل، والمرأة المهضومة في عمق التاميل الهندي، يتكرر تعرّض الطفل للإهانة، والضرب خلال القصة، هو طفلٌ قليل الكلام، لكن ملامح وجهه معبرة، وشخصيته قوية، و يرمز للأمل في الفيلم، حيث، وبعد أن أضاع لعبة أخته الصغيرة التي كان سوف يهديها لها (كلب بلاستيكي صغير، وقديم)، بسبب ضرب والده له وسط الأشواك، والحصى خلال سيّرهما، يلتقي في آخر الفيلم بجروٍّ جميل ضائع، فيأخذه لأخته الصغيرة كتعويض عن هديتها الضائعة.

ينتهي الفيلم بلعب الطفل، وأخته مع الجروّ الجميل، بينما تقف أمهما في طابورٍ مع نساءٍ كثيراتٍ لملء قِرَب الماء من بركةٍ صغيرة فيها بعض الماء الضحل، وهو مصدر الماء الوحيد في القرية، بينما يستمر الأب السكير في جلوسه بالمنزل، منتظراً زوجته.

نهاية الفيلم، مزيجٌ بين أملٍ موجود، ومعاناة مستمرة.

من الاختيارات الرسمية لمهرجان كان إلى جوائز الأوسكار 2022

يوم الثلاثاء 8 فبراير في لوس أنجلوس تمّ الإعلان عن ترشيحات الأوسكار، ويُسعد مهرجان كان بمشاهدة الأفلام من الاختيارات الرسمية ممثلةً في 7 فئات:

أفضل سيناريو أصلي، أفضل سيناريو مقتبس، أفضل فيلم دوليّ، أفضل فيلم وثائقي، أفضل فيلم رسوم متحركة، أفضل إخراج، وأفضل فيلم.

حصل فيلم Drive My Car للمخرج ريوسوكي هاماجوتشي، الذي تمّ اختياره في المسابقة، وحصل على جائزة السيناريو من قبل لجنة التحكيمالتي كانت برئاسة سبايك لي في عام 2021، على 4 ترشيحاتٍ في فئات أفضل سيناريو مقتبس، وأفضل فيلم دولي، وكذلك في الفئة المرموقة لأفضل فيلم، تماماً مثل Parasite  للمخرج بونغ جون هو الذي حصل على السعفة الذهبية عام 2019.

تمّ ترشيح المخرج الياباني أيضاً لأفضل مخرج، وسيجد نفسه جنباً إلى جنب مع المخرجين بول توماس أندرسون، كينيث برانا، جين كامبيون، وستيفن سبيلبرغ.

فيلم Flee للمخرج الدانماركي جوناس بوهير راسموسن يتنافس في ما لا يقلّ عن 3 فئاتٍ بما في ذلك أفضل فيلم وثائقي، وأفضل فيلم رسوم متحركة، وأفضل فيلم دولي، كان الفيلم واحداً من اختيارات مهرجان كان في عام 2020.

تمّ ترشيح "جولي في 12 فصلاً "من تأليف يواكيم ترير، الذي تمّ اختياره في المنافسة عام 2021، وجائزة أفضل ممثلة للممثلة ريناتي رينسف، لجائزة أفضل سيناريو أصلي، وأفضل فيلم دولي.

جمعت الأفلام في الاختيار الرسمي ما مجموعه 9 ترشيحات، وتمثل 3 من أصل 5 أفلام تمّ اختيارها في فئة أفضل فيلم دولي، والتي تكافئ أعمال صانعي الأفلام من جميع أنحاء العالم.

إن نجاح هذه الأفلام في السوق الأمريكية دليلٌ على قوة السينما العالمية.

بالإضافة إلى ذلك، يُهنئ مهرجان كان السينمائي ماجي جيلنهال، عضو لجنة التحكيم للدورة 74 في يوليو 2021، على الترشيحات عن فيلمها الأول The Lost Daughter

يُهنئ المهرجان، بشكلٍ خاص، على الترشيحات الـ 12 لـ The Power of the Dog، جين كامبيون، أول مخرجة تحصل على السعفة الذهبية (درس البيانو، 1993) التي صنعت التاريخ للمرة الثانية عندما أصبحت أول رئيسة للجنة التحكيم في عام 2014.

نتمنى لهم النجاح الذي يستحقونه في حفل توزيع جوائز الأوسكار رقم 94 الذي سيُعقد في لوس أنجلوس يوم الأحد 27 مارس.

برنامج جوناس ميكاس 100!

ترجمة صلاح سرميني

طوال عام 2022، سوف يحتفل العالم، وليتوانيا بحياة، وعمل جوناس ميكاس، أحد أبرز الشخصيات الثقافية في البلاد في القرنيّن العشرين، والحادي والعشرين، وظاهرة ثقافية عالمية بحدّ ذاتها، يعتبره الكثيرون "الأبّ الروحيّ لسينما الطليعة".

خلال حياته، أكد ميكاس دائماً على جذوره الليتوانية، واعتزّ بها، بعد فراره من الاحتلال الأجنبي لوطنه الأصلي، وصل إلى مدينة نيويورك، على حدّ تعبيره "في اللحظة المناسبة تماماً"، وانضمّ إلى آلافٍ آخرين هاربين من الدمار الذي أحدثته الأيديولوجيات المُدمرّة، والأنظمة الاستبدادية في أوروبا، قد يقول المرء أنّ ميكاس ترك قريةً واحدةً، موطنه الأصلي سيمينيسكياي في شمال ليتوانيا، وانغمس في حياة أخرى - القرية التي ازدهرت في مانهاتن، وحولها ، وفي منشوره البارز، Village Voice، ساهم بعمقٍ في تشكيل الثقافة الأمريكية، والعالمية في النصف الأخير من القرن العشرين.

غالباً ما يرتبط اسم ميكاس بالولايات المتحدة، ومع هذا الاحتفال المُوسّع بالذكرى المئوية، أصبح لدى البلدان الأخرى الآن الفرصة لمعرفة المزيد عن عمله.

في الواقع، تأثير نظرة ميكاس الفريدة للعالم، وتجربته الشخصية على العديد من الفنانين المشهورين عالمياً لا يزال ينتظر تفكيراً، وتقديراً أعمق.

جوناس ميكاس 100!، يسعى هذا الاحتفال بالذكرى المئوية إلى توسيع نطاق الاعتراف العالمي بعمله، وتشجيع استكشافٍ أعمق لمُساهمات ميكاس الغزيرة في السينما، والنقد السينمائي، والتنظيم الثقافي، وعلى وجه الخصوص، مجموعة أشعاره، ونثره المنشورة الآن باللغات الليتوانية، والفرنسية، والألمانية، والإنجليزية، واليابانية، والعبرية، والعديد من اللغات الأخرى.

يتميز البرنامج المئويّ بأكثر من 50 حدثاً في قائمة موسّعة من البلدان، بما في ذلك:

بلجيكا، الدانمارك، فنلندا، فرنسا، ألمانيا، اليونان، إسرائيل، إيطاليا، ليتوانيا، النرويج، بولندا، كوريا الجنوبية، السويد، تايوان، أوكرانيا، المملكة المتحدة، الولايات المتحدة، ومصر (مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية، والقصيرة 2022).

يتمّ فحص النطاق الواسع لمُساهمة ميكاس في الثقافة العالمية من خلال عروض الأفلام، والاستعادات، والمعارض، والقراءات، وورش العمل، والمنشورات الجديدة، والترجمات لكتابات ميكاس، والحفلات الموسيقية التي تحتفل بروح عمله، من بين أحداثٍ أخرى.

جوناس ميكاس 100! يتميز البرنامج بشعارٍ خاصّ جداً تمّ التفكير به بواسطة عائلته، وأصدقائه بالتعاون مع المُصممة أناستاسيا زيزلياوسكاس في نيويورك، وتمّ تعديله بواسطة وكالة تصميم Acid في ليتوانيا. يجمع الشعار بين نسخة طبق الأصل من توقيع ميكاس الخاصّ، وتشابهه الغريب مع قبعته، واسم البرنامج جوناس ميكاس 100!  تم التقاطه في  حروف الآلة الكاتبة Olympia Deluxe الخاصة به، والتي ضحت بعلامة التعجب، من بين مفاتيح أخرى، لإفساح المجال لأحرف اللغة الليتوانية الخاصة، وإجبار ميكاس على الارتجال، عند الحاجة، مع فاصلة، ونقطة مجتمعة، أو حتى مجرد الكتابة باليد علامة تعجب.

البرنامج المئويّ هو تعاونٌ دوليّ مشترك بين منظمات الفن، والسينما الرائدة، والقيّمين، والناشرين، والشبكة العالمية للمُلحقين الثقافيين الليتوانيين، وملكية جوناس ميكاس، ومعهد الثقافة الليتواني.

يتمّ تمويل البرنامج جزئياً من قبل وزارة الثقافة في جمهورية ليتوانيا.

المرجع

About the Program – Jonas Mekas 100

سينماتك في ـ  12 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 03.03.2022

 

>>>

70

69

68

67

66

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004