صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

50

49

48

47

46

 

الفيلم بطعم اللفت

هو تحفةٌ فنيةٌ مثل البطاطس المقلية مع قطعة اللحم المشوية

كتابة: برتران جويار

ترجمة: صلاح سرميني

 
 
 

بعد عشرين عاماً من أول كتاب أنطولوجّي له، أصدر الناقد السينمائي فرانسوا فوريستييه نسخة مُعزَّزة، ومحدَّثة من 101 من الأفلام بطعم اللفت، والتي يُطلق عليها مُصطلح Nanars.

بحيويةٍ، يقدم لنا لآلئه الجديدة، "شذراتٌ مؤلمة، ولكن مرحة" من الفنّ السابع.

الجوائز الذهبية لأفضل الأفلام بطعم اللفت تُمنح لـ .... جميع الأفلام التي اختارها فرانسوا فوريستييه، الناقد السينمائي لـمجلة L'Obs

رُبما كان يحلم باحتفالٍ مخصصٍ لهذه "الأعمال" التي، وعلى الرغم منها، هي في بعض الأحيان تنحفر في ذكرياتنا بشكلٍ لا يُمحى.

بعد عشرين عاماً من المسودة الأولى، أصدر هذا السينيفيليّ، على الرغم من ثقافته الواسعة بالسينما، وروحه المرحة، ومزاجه الفكاهيّ، نسخةً جديدةً، ومُحسّنة من كتاب " 101 Nanars، مختارات سينمائية مؤلمة، ولكنها مرحة".

 

مثله، ومن أجل التميّيز بوضوحٍ بين الفيلم السيء إلى حدٍّ بعيد الذي يجب نسيانه، والفيلم بطعم اللفت الذي لا يُنسى، طلب منه الصحفي برتران جويار من صحيفة لو فيجارو توضيح الرموز التي تسمح لنا بفصل القمح عن القشر ... السينمائي.

 

·      كيف يمكن للمرء أن يكون سينيفيلياً مُطلعاً، وهاوياً متميزاً لهذه الأفلام بطعم اللفت؟

 

فرانسوا فورستييه: يجب الفهم بأن الأفلام بطعم اللفت لا تنفصل عن تاريخ السينما، إذا لم تكن هذه الأفلام موجودة، فلن تكون هناك روائع، كما الجملة الحوارية التي قالها بيرت لانكستر في فيلم "الفهد" لفيسكونتي: "من هذا الظلّ يُولد هذا النور".

الفيلم التحفة شيءٌ رائعٌ، ولكنه مزعجٌ، ومملٌ في كثيرٍ من الأحيان.

بينما النانار ، الفيلم بطعم اللفت مسليّ، وكلما كان الفيلم سيئاً، كان ذلك أفضل.

 

·      كيف أصبحت خبيراً في هذا المجال المُحتقر؟

 

كان الوحيّ تدريجياً، أولاً، فتحت عينيّ فتاةٌ جميلةٌ رأيتها عشوائياً في سينما مخصصة لأفلام، الفن والتجربة، لكن، قبل كلّ شيء، أعتقد أن السنوات التي أمضيتها في مهرجان كان السينمائي، حيث كنا، وما زلنا نبتلع أفلاماً مثقفة طوال اليوم، إلى درجة أنها كانت تحطمني، عندما كنت أصاب بضرباتٍ كهذه تصرعني، كان من دواعي سروري أن أتحدث مع أصدقاء، عن أفلام أخرى استثنائية حول طاولة العشاء، تجعل الحياة أسهل، بعد كلّ شيء، الفيلم بطعم اللفت، هو فيلم ضروريّ كما أن البطاطس المقلية ضرورية مع شريحة لحم مقلية.

 

·      هل ترى فرقًاً بين الفيلم السيئ جداً، والفيلم بطعم اللفت؟

 

نعم فعلاً، الفيلم السيئ جداً هو عموماً مزعج، أما الفيلم بطعم اللفت، فهو فيلمٌ مضحك، ومع ذلك، يمكن أن يصبح الفيلم السيئ جداً اليوم فيلم بطعم اللفت غداً.

الوقت يعتقّ الأشياء، هذا الأسبوع (زمن إجراء الحوار) عُرض في الصالات فيلم بعنوان  Démolition، وهو في الحقيقة هراء لا اسم له، لكن، من يدري بعد عشرين عاماً، قد نراه ونحن ننفجر من الضحك، أنا على ثقة من أنّ الفيلم بطعم اللفت سوف ينجو من كلّ شيء، حتى  من وضاعته (يضحك).

أخيراً السينما!

فنون، صورٌ، وعروض في فرنسا (1833-1907)

في فجر القرن العشرين، كانت السينما هي نفسها، إن لم يكن أكثر، وسيلةً لتملّك العالم، والأجساد والتجسيدات/التمثلات، كآلةٍ، أو وسيط.

نظرة اجتماعية، وشعبية جديدة بارزة، هي نتاج ثقافة حضرية مفتونة بحركة الناس، والأشياء، ومتحمّسة لجعل "الحداثة" عرضاً مشهدياً.

بدون أيّ قطيعة مفاجئة، أو ثورة عنيفة، ومع ذلك، كانت العقول، والأجساد مهيأة إلى حدٍّ كبير.

كانت العروض الأولى "للصور المتحركة" التي قام بها الاخوان لوميير في باريس عام 1895 هي في الواقع الأحدث في سلسلةٍ طويلةٍ من الأنظمة المرئية، ومناطق التسلية (من البانوراما إلى متاحف الشمع، بما في ذلك المشرحة، وأحواض الأسماك، ومدن الملاهي) التي وصلت ذروتها خلال المعرض العالمي لعام 1900 في باريس.

انطلاقاً من تقليد تداول الصور، فإن هذه الأفلام الأولى، التي لم تكن كاملة، هي أيضاً ورثة العديد من الممارسات، الفنية، أو العلمية، الأكاديمية، أو المبتذلة.

هناك العديد من المقترحات، أو الأسئلة التي صاغها فنانو القرن التاسع عشر الذين سبقوا مجيئهم – وفي مقدمتها فانتازيا "الواقعية المتكاملة" - وهي أن السينما تمتدّ، وتعيد تدويرها، وتساؤلاتها، وتتجاوزها قريباً.

يتمّ التشكيك في الدليل على تنقل العالم، أو مرور الوقت، وتحليله من خلال منظور أسباب ثقافية معينة مثل إثارة المدينة، أو الدوران العكسي المستمر للأمواج.

بهذا المعنى، كان جان لوك جودار محقاً في الإشارة أن السينما اخترعت بحلول القرن التاسع عشر.

عدم محاولة تقديم التسلسل الزمني للاختراعات، معرض "السينما أخيراً!" متزامنٌ، وموضوعاتيّ عن قصد.

إنه يجلب إنتاج الأفلام الفرنسية من 1895-1907 إلى حوارٍ مع تاريخ الفنون، من اختراع التصوير الفوتوغرافي إلى السنوات الأولى من القرن العشرين، حول العديد من الموضوعات الرئيسية مثل الانبهار بمشهد المدينة، والرغبة بتسجيل إيقاعات الطبيعة، وفي اختبار، وعرض الأجساد، وحلم الواقع "المُعزّز" من خلال استعادة اللون، والصوت، والمُجسمّ، أو عن طريق الانغماس، وأخيراً تذوّق التاريخ.

انتهى في حوالي 1906-1907 حيث زاد طول الأفلام، واستقرت العروض في الصالات، وأصبحت الخطب مؤسّسية.

تصبح السينماتوغراف السينما، مكاناً، وترفيهاً جماعياً.

يجمع المعرض ما يقرب من 300 عمل، ومادة، وفيلم، مجهول المصدر، أو موقع بأسماء معروفة لعامة الناس، من بيير بونار إلى أوغست رودين، بما في ذلك غوستاف كايليبوت، ولوي فولر، وليون غومون، وجان ليون جيروم، وأليس غاي، وأوغست. ولوي لوميير، وجول إتيان ماري، وجورج ميلييس، وكلود مونيه، وبيرث موريسو، وتشارلز باثي، وهنري ريفيير.

 

معرض أخيراً السينما! فنون، صورٌ، وعروض في فرنسا (1833-1907)

يستمر المعرض في "متحف أورسي" بباريس حتى 16 يناير 2022

الوجه الخفيّ من السينما

صلاح سرميني/باريس

الأفلام من فئة (B)، و(Z)، .... وحتى بلا أيّ فئةٍ على الإطلاق، هي أفلامٌ رديئةٌ (B)، ورديئة جداً (Z)، ومع ذلك تحظى على شعبيةٍ واسعة في بلدان إنتاجها، وكلّ أنحاء العالم.

بالنسبة لي، أستمتعُ بها، وأضحك مع كلّ لقطةٍ، ومشهدٍ فيها على الرغم من أنها أفلام مغامراتٍ، وحركة، ورعب، وجاسوسية،... ولكنها منجزة بطريقةٍ سيئةٍ إلى حدّ تحوّلها إلى أفلامٍ كوميدية.

إنّ ولع أحدنا بنوعٍ معينٍ من الأفلام، لا يمنع بأن يهتم، أو يشاهد بولعٍ مُماثلٍ نوعاً آخر على النقيض تماماً، مشاهدة كلّ أنواع السينما تمنح التذوّق توازناً إيجابياً، وأتجرأ القول، بأنها تطوّره، وتدرّبه، وتثري المُمارسة النقدية.

وفيما إذا كانت ميزانية سلسلة الأفلام من فئة  (B) متواضعة، فإنّ ميزانية سلسلة الأفلام من فئة (Z) ضعيفة جداً.

وفي معظم الوقت، يُستخدم مصطلح سلسلة الأفلام من فئة (Z) لوصفٍ سلبيٍّ لبعض الأفلام من فئة  (B)، وهي في هذه الحالة تُعتبر(فئة Z) متواضعة جداً، ومفلسة بشكلٍ خاصّ، وهي مرادفة بشكلٍ عامّ للفقر الفنيّ الكبير.

تجدر الإشارة، إلى أنّ المصطلح لا يمتلك مكانةً رسمية: حيث إذا كان بإمكان البعض أن يدّعي، أو على الأقلّ، يقبل بتسمية مخرج، أو ممثل أفلام من فئة  (B) ، لن يتباهى أحدٌ أبداً بأنه ينجز أفلاماً من فئة (Z)، رُبما باستثناء مخرجي الأفلام الهزلية الفاقعة (أو "الأفلام السيئة جداً طوعياًّ") كما حال إنتاجات الشركة الأمريكية Troma المتخصصة في هذا النوع من الأفلام.

وطالما أنها موجودة بكثرةٍ، فهذا يعني بأن جمهوراً (ملسوعاً في دماغه) يلاحقها، وحتى يقتني كل شيء عنها.

 

ماذا تعني أفلام من فئة/ أو سلسلة (B)

في الأصل، يعني مصطلح "أفلام من فئة/أو سلسلة B "، الفيلم الأقلّ نبلاً من "البرنامج المزدوج"(عرضٌ مكوّنٌ من فيلمين بثمن تذكرة واحدة).

اعتاد الموزعون، وأصحاب الصالات الأمريكية على تقديم الأفلام في "عبوّاتٍ من فيلمين": فيلمٌ رفيع المستوى بميزانيةٍ كبيرة، مع ممثلين معروفين، وآخرٌ بميزانية أقلّ ينتمي عموماً إلى سينما النوع (الويسترن، أفلام الرعب، إلخ.).

جعل هذا النظام من الممكن تقديم أمسية مع "فيلمين" بتكلفةٍ منخفضة، وهكذا تخصصت بعض الشركات في إنتاج أفلام "سدّ الفجوة".

وُفقًا لبعض المؤرخين السينمائيين، يمتلك المصطلح أصلاً مزدوجاً، والذي لم يكن فقط بسبب جودة الأفلام:

في هوليوود، معظم الاستوديوهات حيث يتمّ تصوير الأفلام من الدرجة الثانية كانت موجودة ببساطة في الجزء "B" من السجل العقاري للمدينة.

وفيما إذا كان مفهوم "البرنامج المزدوج" لم يعدّ ضمنياً في تعريف أفلام من فئة/ أو سلسلة B، يستمرّ المصطلح في تعيين فيلم بميزانية منخفضة نسبياً: أفلام الحركة، والرعب، وأفلام المغامرة ...

يمكن للأفلام من فئة/ أو سلسلة B أن توزع/تعرض في الصالات السينمائية مباشرة، أو عن طريق أشرطة الفيديو، وقد كان المصير الأخير هو الجزء الأكبر من سلسلة B منذ التسعينيّات.

أفلامٌ من فئة / أو سلسلة B ليست بالضرورة سيئة، حيث يمكن أن تكون في بعض الأحيان مفاجآت جيدة، وعروض مسلية، لكن المصطلح لا يزال مهيناً، وتحقيرياً إلى حدٍّ ما.

وفي الوقت الذي تحتقر الثقافة السينمائية العربية هذه النوعية من الأفلام، وتتجاهلها، هناك في كلّ أنحاء العالم ملايين من المتفرجين يحبونها، ويعشقوها.

إذاً، الأفلام من فئة B هي التي يتمّ إنتاجها بميزانيةٍ ضعيفة، ومستوى فنيّ متواضع، أما الأفلام من فئة Z فهي التي يتمّ إنتاجها بميزانية شحيحة، ومستوى متدني للغاية.

 

عندما يقضي التخلف على التراث السينمائي

في سبتمبر من عام 2015، احتفت الدورة الـ 21 لمهرجان سينما الغرابة في باريس بالأفلام الجماهيرية التركية، وكان معظمها نسخاً عن الأفلام الأمريكية.

هذا خبرٌ مفيدٌ، وطريفٌ أن يحتفي مهرجانٌ سينمائيٌّ بأفلامٍ جماهيرية مسروقة من أفلامٍ أخرى.

المُحزن، بأنّ المعلومات المكتوبة عن هذا الاحتفاء تذكر بأن السينما التركية فترة الخمسينيّات وحتى التسعينيّات كانت تُنتج حوالي 300 فيلماً في السنة، ومع وصول الوسائط الجديدة للمُشاهدة، وبسبب التخلف المُزمن في بعض المجتمعات، تمّ تدمير نسخ هذه الأفلام من أجل الحصول على نترات الفضة الموجودة في المادة التي تُصنع منها الشرائط السينمائية، ولم يبقَ من هذا التراث السينمائي إلاّ بعض الأفلام المُتوفرة عن طريق الفيديو.

كارثةٌ سينمائيةٌ، يمكن أن نجد لها مثيلاً في بلدانٍ أخرى.

 

من طرائف السينما التركية فترة الخمسينيّات، وحتى التسعينيّات.

في الفيلم التسجيليّ المُتفرّد

 Remake, Remix, Rip-Off : About Copy Culture & Turkish Pop Cinema

(طبعةُ جديدةٌ من فيلم سابق، مزجٌ من أفلام سابقة، سرقات: حول ثقافة النسخ، وسينما البوب التركية)

وهو فيلمٌ من إنتاج تركيا/ألمانيا عام 2014، وأنجزه المخرج سيم كايا في إطار أطروحة دكتوراه دولة، وعُرض خلال الدورة 21 لمهرجان سينما الغرابة في باريس عام 2015.

في الفيلم، يحكي أحد المخرجين الأتراك القدامى، بأن الإنتاج السينمائي في تركيا خلال الفترة من الخمسينيّات، وحتى التسعينيّات وصل إلى 300 فيلم روائي في السنة كلها مسروقة من أفلام أجنبية، وكان بدوره يخرج فيلماً في الأسبوع.

الطريف، بأنه لم يكن هناك غير ثلاثة كتاب سيناريو في تلك الفترة، وكانوا يشاهدون الأفلام الأجنبية الناجحة في بلدانها، وينقلون أحداثها.

الأكثر طرافةً، شارك بعض الممثلين الأتراك في أكثر من 1500 فيلم.

 

أفلامٌ من البلاستيك

إذا أردنا أن نشاهد فيلماً يحارب فيه الممثلون بسيوفٍ من البلاستيك، نساءٌ محارباتٌ بملابس قصيرة جداً تُظهر ما تحتها، أثداءٌ بالمُفرق، والجملة، أخطبوطٌ عملاقٌ من البلاستيك، مؤثراتٌ صوتية لأسهم منجزة بالفمّ...تشووو، سيوفٌ تدخل تحت إبطّ الممثلين، ولا نقطة دم فيها، فيلم مغامرات بين بطل تركي، وفايكنغ أشرار اشتروا ملابسهم، واحتياجاتهم من محل ألعاب أطفال، والأهمّ، كلبٌ يمثل دور ذئب، إذا أردنا أن نضحك، ونتسلى؟

ما علينا إلاّ مشاهدة هذا الفيلم

 Tarkan Viking kani (تاركان ضد الفايكنغ)

من إخراج محمد أسلان، وإنتاج تركيا عام 1971.

 

أبطالٌ خارقون

السينما التركية عندها أيضاً جيمس بوند، وهنا إحدى العينات:

En büyük yumruk

فيلمٌ تركيٌّ من إنتاج عام 1983، وإخراج جيتين إينانج، أما جيمس بوند، فهو جونيت أركين.

وفي فيلم تركيّ آخر من إنتاج عام 1982 بعنوان Dünyayı Kurtaran Adam (الرجل الذي سوف ينقذ العالم)، ومعروفٌ أيضاً تحت عنوان "حرب النجوم التركي".

جيتين إينانج نفسه يقدم في عام 1986 رامبو التركي (Korkusuz).

 وبعد النجاح الساحق الذي حققه أسوأ فيلم خيال علمي في تاريخ السينما (وخاصة عن طريق الأنترنت)، ظهر في عام 2006 الجزء الثاني بعنوانDünyayı Kurtaran Adam'in Oğlu  )ابن الرجل الذي سوف ينقذ العالم(، ومعروفٌ أيضاً تحت عنوان "حرب النجوم التركي 2" إخراج كارتال تيبيت.

 

سرقات السينما(ت) الهندية

منذ أعوامٍ طويلة، تقدم السينماتيك الفرنسية في باريس برنامجاً مزدوجاً بعنوان"Cinéma Bis"(الترجمة الحرفية: سينما مكرر)، أصبحت العروض مواعيد لا غنى عنها لعُشاق الأفلام من فئة (B)، و(Z)، ومازالت تثير الفضوليين الذين تجذبهم أفلاماً خارج إطار المألوف، غريبة، ومنحرفة، خرجت من طيّ النسيان بفضل الأجيال الجديدة من عشاق السينما.

قبل أن يبدأ اهتمامي بهذه النوعية من الأفلام، لم أكن أتخيل بأنّ السرقات في السينما وصلت إلى هذا الحدّ، أفلامٌ مسروقة من أفلام أخرى حققت نجاحاتٍ عالمية، وأفلامٌ مسروقة من ألعاب فيديو، وأفلامٌ مسروقة عن طريق القصّ، واللصق،... وسرقاتٍ أخرى عجيبة، غريبة،... ولطيفة.

عالمٌ من الأفلام لا أعتقد بأن أحداً يعرفه غير المتابعين، والشغوفين، أفلامٌ يتداولها عشاق هذا النوع عن طريق الأنترنت، ويهتمّ بها نقادٌ، وباحثون، يكتبون مقالاتٍ، ودراساتٍ، ويؤسّسون مواقع، ومدونات متخصصة، وحتى يؤلفون كتباً عنها.. (بينما نحن نحتقرها، كما نحتقر أشياء كثيرة).

عالمٌ أبعدتنا السينما الجادة عنه، ويستحق الاكتشاف، وهو ما أفعله من خلال كتاباتي التي تسعى إلى تغيير نظرتنا عن السينما، والتعامل معها في تنوّعها، الجيد منها، والرديء، ومحاولة التخلص من فكرة ورثناها عن "سينما جادة".

السينما(ت) الهندية هي الأكثر سرقةً للأفلام، الأمريكية خاصة، وهي تسرق فيلماً، وتعصره، وتضع فيه توابل كثيرة، وتفبرك واحداً آخر على الطريقة الهندية، أو تسرق مجموعة أفلام، تضعها في خلاطٍ، وتصنع منها فيلماً آخر ......على الطريقة الهندية أيضاً.

باختصار، هي أكثر السينمات في العالم التي تستخدم "الخلاط"، وتقدم عصيراً من الأفلام، أو شبه الأفلام (وهذا لا يعني بأن كلّ السينمات الهندية هكذا).

 

بعض السرقات الأخرى

سرقات الأفلام في السينما أكثر مما نتصور، حتى فيلم "الطيور" لهيتشكوك تمّت سرقته مرتين من نفس المخرج الفيتناميّ جيمس نيجويين الذي أراد أن يصنع فيلماً تشويقياً، وقدم في عام 2008 فيلماً بعنوان Birdemic: Shock and Terror، وبتكلفة إنتاجية 10 ألاف دولار، وكانت النتيجة فيلماً كوميدياً في أقصى حالاته "التراجيدية".

وبعد النجاح الجماهيري اللافت الذي حققه بدءاً من عام 2010، لم يكتف المخرج بما ارتكبه بحقّ العظيم هيتشكوك، بل أنجز فيلماً آخر بعنوان Birdemic 2: The Resurrection، وهذا يعني، أنه أحياناً، فيلم "قمامة" يمكن أن يصبح "أيقونةً" في "سينما النوع".

في عام 1977 أنجز الأمريكي جورج لوكاس الفيلم الأول من سلسلة أفلام "حرب النجوم"، ولم ينتظر المخرج البرازيلي أدريانو ستيوارت طويلاً كي ينجز نسخةً كوميديةً من "حرب النجوم"، وكانت بعنوان Os Trapalhões na Guerra dos Planetas
في عام 1984 ظهرت سلسلة أفلام "ترميناتور"، وكانت البداية مع فيلم لجيمس كاميرون، لم ينتظر المخرج الأندونيسي إتش.تجوت جليل طويلاً كي يقلد الأصل، ولكن، مع ترميناتور امرأة، وكانت النتيجة فيلماً مفلساً بعنوان Lady Terminator.

سينما (Le Brady)

في 25 يونيو من عام 1956، أيّ قبل 65 عاماً، فتحت سينما Le Brady ، بشاشتها الوحيدة، أبوابها على مقربةٍ من 39 boulevard de Strasbourg في الدائرة العاشرة.

للوهلة الأولى، لا شيء يمكن أن يميّز هذه السينما من الدرجة الثانية عن غيرها.

ومع ذلك، من عشرات الصالات التي كانت تحيط بها، بقيّ منها فقط صالتيّ الأرخبيل، والأقصر.

سوف يُدين Le Brady ببقائها إلى مجموعةٍ من الظروف الناشئة عن الصدفة، وقناعات مُشغليها الثاقبة، ورُبما أيضاً قربها من المنطقة التاريخية التي وُلد فيها عرض الأفلام.

كما ستتميّز عن غيرها بفضل برامجها المُخصصة لأفلام الفانتازيا، والرعب لأكثر من ثلاثين عاماً، ثم بفضل شراء المخرج، والمنتج الفرنسي جان بيير موكي للصالة في عام 1994، والذي سيُديرها لمدة خمسة عشر عاماً تقريبا قبل أن يبيعها في عام 2011.

اليوم، السينما هي "صالة استمرارية"، مما يسمح للأفلام في نهاية مسارها بالبقاء معروضة .

كما تقدم انفتاحاً على سينما جمهور الشباب، والأفلام السينمائية في أوروبا والعالم (لا سيما من تركيا والهند)، بالإضافة إلى تمثيلات الأقليات الجنسية على الشاشة مع نادي السينما "Le 7e genre"(النوع السابع).

 

Le Brady

سينما الملعونين

يقدم هذا الكتاب "سيرة المكان"، Le Brady، آخر واحدة من صالات سينما الأحيّاء في باريس.

كان المؤلف جاك تورين يعمل في تلك الصالة تقنياً مسؤولاً عن عرض الأفلام في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، ومن تلك التجربة استمدّ نصاً وفيراً، مضحكاً، ومستنيراً.

يقوم بوصف زملائه، مالك الصالة المخرج الفرنسي الراحل جان بيير موكي الذي لا يتعب، ولا تقهره الظروف، ومحبّي الأفلام من فئة "B" المنخفضة التكاليف (أفلام الفانتازيا، أفلام الرعب الدموية جداً، أفلام المهارات القتالية: كونغ فو، أفلام الويسترن على الطريقة الإيطالية، أفلام الويسترن اليونانية، أو حتى الأفلام الإباحية)، ولكن، أيضاً المتفرجين غير العاديين الآخرين (مشردون، متقاعدون من شمال إفريقيا، عشاق اللقاءات الحميمية القصيرة)، وجميع المقيمين من الجيران في نفس الحيّ (البغايا، مصففي الشعر من أصولٍ أفريقية، السكارى، والمُدمنين).

يُعيد كتاب "لو برادي، سينما الملعونين"، بناء ذاكرة السنوات المُضطربة لصالةٍ مظلمة لا يمكن تصنيفها، مثل الفيلم التسجيلي الشخصيّ المُستوحى منها.

حكاياتٌ مبتكرةٌ، وجذابة تُرضي فضول أولئك الذين ما زالوا يعتقدون أنّ المغامرة على الأبواب.

 

سيرة المؤلف

 

وُلد في 24 يناير 1973 في صوفيا (بلغاريا)، وصل جاك تورين إلى باريس عام 1976.

بعد دراسة فنون الجرافيك ثمّ السينما، أصبح قارئ سيناريو، ومساعد إنتاج في التسعينيّات.

في عام 2000، تمّ تعيينه كعامل عرض في سينما Le Brady.

يعمل الآن كمساعد إداريّ في إحدى الصالات الباريسية.

 "The Brady ، سينما الملعونين" هو كتابه الأول.

صدر عام 2015

مجلةٌ سينمات عموم أفريقيا

ظهرت في عام 2015، AWOTELE هي مجلةٌ سينمائية متخصصة بسينمات عموم أفريقيا، وتصدر باللغتين الفرنسية، والإنكليزية،

تُصدرها شركة Sudu Connexion  بمناسبة المهرجانات الثلاثة الكبرى للقارة:

قرطاج (تونس)، واغادوغو (بوركينا فاسو)، وديربان (جنوب أفريقيا).

 

يتضمّن العدد 19 المواد التالية:

تكريم

افتتاحية

ملف خاصّ: السينما، والسياسة

السينما في المغرب: إسقاطٌ سياسي؟ بقلم بوجرين جيهان (المغرب).

كيف تقترب السينما الجنوب أفريقية من السؤال السياسي؟ بقلم زيليبوكوي نكولوليكو (جنوب أفريقيا).

ابحث عن السعادة، وشكّل مجتمعاً، بقلم نجواني هيليو(موزمبيق).

لقطة مقرّبة

مقابلة مع كيسويندسيدا بارفيه كابوريه، بقلم ميشيل أمارجيه (فرنسا).

أخبار سودو

ملف خاصّ: تلفزيون / سينما: البحث عن مخرج مساعد

يخلق التردد أنماطاً عشوائية، بقلم إنجونانا بيلاجي (الكاميرون).

يجب أن نضع حداً لـ "الساعة الأفريقية"، بقلم بوسوغو إيفون كارلز (الغابون).

مساعد المخرج: ذاكرة المخرج، بقلم هارونا يوسف حليدو (النيجر).

فلاش باك

"ليلة الملوك" لفيليب لاكوت، يقلم راندريانتواندرو أينا (مدغشقر).

 

يتكوّن فريق المجلة في معظمه من النساء، وبنسبة 100٪ دوليّ من الشغوفين، ويتحدثون الفرنسية والإنجليزية، والبرتغالية، والعربية، والإسبانية ...

 

تتواجد المجلة في المهرجانات التالية:

Afrikamera (Germany)

Afrique sur Bièvre (France)

Durban International Film Festival (South Africa)

Fespaco (Burkina Faso)

Festival de Cine Africano de Tarifa (Spain)

Festival des Cinémas du Pays d'Apt (France)

Festival Cinémas d'Afrique de Lausanne (Suisse)

Festival International du court-métrage de Clermont-Ferrand (France)

International Documentary Film Festival (Netherlands)

Journées Cinématographiques de Carthage (Tunisia)

New York African Film Festival (USA)

Nollywood Week (France)

Rencontres du Film Court (Madagascar)

Toronto International Film Festival (Canada)

Vues d'Afrique (Canada)

Sudu Connexion

 

إنتاج الأفلام الإفريقية، وإخراجها شيءٌ، وبثّها شيءٌ آخر.

طالما تمّ إنتاج الأفلام على هامش الصناعة، فإنها لا تتمتع بالمُشاهدة التي تستحقها.

الشغف، والشفافية، والاحتراف هي المجالات الثلاثة لعمل شركة Sudu Connexion.

من أجل إعطاء أفضل مشاهدة مُمكنة للأفلام التي تدافع الشركة عنها، ولكن أيضاً من أجل التمكّن من مقابلة الجمهور.

بعد 13 عاماً من الدفاع عن الأفلام الإفريقية في وسائل الإعلام، و 5 سنواتٍ من بثها على شاشات إفريقيا، وأمريكا، وأوروبا، يدافع فريق Sudu Connexion قبل كلّ شيءٍ عن حقيقة وجوب مشاهدة فيلم.

سينماتك في ـ  08 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 02.12.2021

 

>>>

50

49

48

47

46

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004