صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

50

49

48

47

46

 

ساموراي

كتابة: ماتيو لوريك

ترجمة: صلاح سرميني

ترجمة وكتابة: صلاح سرميني

 
 
 

"Samouraï"، تمّ تصوير هذا الفيلم لأول مرةٍ عن طريق كاميرا، وشريط 8 مللي، ثمّ أعيدت صياغته بواسطة الكمبيوتر، ويُمثل صراعاً روحياً.

يتمّ تجسيد الساموراي بصورته الأسطورية، صورة محارب مخلص، ووحيد.

*****

لأكثر من عقدين حتى الآن، جعلت المخرجة الفرنسية جوانا فود التهجين مبدأها السينمائي.

استناداً إلى استعادة اللقطات الموجودة مسبقاً (والتي لم تُصورها بنفسها)، يعتزم منهجها تغيّير محتواها الأوليّ، والعمل على الإمكانات التي يوفرها إعادة استخدامها، وإعادة عرضها، وإعادة تجميعها.

هل هو عملٌ ينبش في اللقطات الأيقونية للساموراي؟

نعم، ولكن، قبل كلّ شيء، هو عملٌ إبداعيٌّ دقيق، يبدو أن التلاعب الذي تنغمس فيه جوانا فود كان نتيجة طبيعية لإضفاء الطابع الماديّ على شريط ال 8 مللي، وبالتالي، محاكاة الصور من خلال أدوات الكمبيوتر المُعاصرة.

من فيلمهاAutoportrait et le monde عام 1997 إلى النسخ العديدة التي تمّ إنتاجها في إذار برنامج ن Blow Up  من إنتاج القناة الفرنسية/الألمانية Arte ، مروراً بNotre Icare  عام 2001، وI Told you this Would Happen عام 2012، تعمل المخرجة على تطوير طريقة تهجينٍ على عدة مستويات (المعالجة اللونية لكلّ صورة، وتداخل اللقطات المتشابكة، وتشكلات الصور الفوتوغرافية من الوسائط المختلفة، والعمل على الصوت).

يتعلق الأمر باستبدال الصور الأرشيفية في مختبرٍ غير مؤكد للحركات، والأشكال الجديدة، والتي تنبثق منها رؤية واضحة، ومضمونة للعالم (حقيقي، وخيالي).

لذلك، سيكون من الخطأ وضع هذا النهج في فئة الفن المفاهيمي، حيث تكون أفلامها أكثر من فن المشاعر، والأحاسيس

"ساموراي"، الذي أخرجته جوانا فود في عام 2002، هو مثالٌ جيد: يقترح الفيلم استعادة، من خلال حفنةٍ مركزة من الصور، والأصوات القوية، الأحاسيس التي تثيرها معارك الساموراي (المُصطلح يعني "مسلحٌ" باللغة اليابانية).

تمّ تصميمه بطريقةٍ طقسية، وهو منظمٌ من عددٍ قليلٍ من الصور المُتكررة: الجسد الديناميكي للعديد من المقاتلين، زهرة لوتس، وجهٌ بنظرةٍ متدلية، إلخ.

باستثناء أيّ تخوفٍ تعليميّ، والذي من شأنه أن يكشف المراحل المختلفة للقتال، ولكن أيضاً أيّ نهجٍ مشهديّ دراماتيكيّ، فإن التجربة هنا تتمثل بالأحرى في طحن، وسحق الصور التي تمّ التقاطها للكشف عن العنف البروتوكولي في المواجهة القتالية.

رواسب الصور، تنتقل من الهدوء المُعلق إلى المواجهة اللاذعة، تُصعّد الإحساس بالرعب الدموي.

السؤال الذي يطرح نفسه في النهاية هو: إذا كانت زهرة اللوتس، موضوع الفيلم، يتعلق بالرمزية البوذية، والقيمة الممنوحة للحياة، فكيف تُقدر الثقافة اليابانية، باسم أخلاق المحارب، القتال المميت، والوحشية المتعطشة للدماء كثيراً؟

الفيلم لا يجيب بحزم على هذا السؤال.

في الأساس، لا تزال هناك الكثافة الفيزيائية للأشكال البشرية التي يسمح الفيلم بتوليدها، مثل التلاشي الميتافيزيقي الناتج عن معالجة الصور، وديناميكيات المونتاج.

وهكذا، فإن السينما المُجمّعة المعروضة هنا تبتعد بنفسها عن النهج الأدبي، والشخصي للغاية في فيلم Histoire(s) du cinéma  (تاريخ/تواريخ السينما) لجان لوك غودار، ولكن، أيضاً عن السينما السياسية على طريقة جان غابرييل بيريو.

يتنقل بين الفيلم والرقمي، الملموس والتجريدي، المادي وغير المادي، يتمتع "ساموراي" بخصوصية كونه فيلماً من التفاصيل الحسية، قادراً على الكشف عن هشاشة النفوس.

 

جوانا فود

 

جوانا فودّ، من مواليد 1975، هي فنانةٌ متعددة التخصصات، وموسيقيةٌ، ومصورة فيديو، ومخرجةٌ فرنسية.

درست الفنون التشكيلية في الجامعة بين الأعوام 1994 و 1997، حيث بدأت في إخراج أفلامها الخاصة. تمنحها السينما التجريبية حريةً كاملة في التعبير لتجسيد، من خلال التهجين التشكيليّ، أسفارها، وتجاربها الحسية.

أخرجت أول فيلم قصير تجريبيّ لها، Autoportrait et le monde (1997) ، أثناء دراستها، وقدمت العديد من الأفلام الأخرى بعد ذلك، مثل:

 Notre Icare (2001)

Samouraï (2002)

 I Told You This Woulden (2012)

 إلخ.

تمّ التعرّف على أعمال المخرجة، وعرضها في أوروبا، وآسيا، وأمريكا الشمالية.

كما تمّ تخصيص عروض استعادية لها في السينماتك الفرنسية، ومهرجان Côté court في بانتان (إحدى ضواحي باريس)، ومهرجان بيسارو السينمائي في إيطاليا، وفي صالة MK2 Beaubourg بباريس، وما إلى ذلك.

في عام 2005، قدمت Court-circuit  ملفاً عنها.

في عام 2006 انعقد مؤتمر بعنوان "التهجين، التطعيم، الدمج، التوريث: سينما تجريبية، وتقنيات جديدة حسب جوانا فود" قدمتها الباحثة الفرنسية نيكول برينيه في السينماتك الفرنسية.

منذ عام 2011، Blow Up ، وهو موقع إلكتروني خاصّ بالقناة الفرنسية/الألمانية arte.tv مخصص لأخبار السينما، أطلقه لوك لاجييه، يمنحها بانتظام تفويضاً مطلقًا بشأن الموضوعات، أو المخرجين.

 

"ساموراي"، إخراج، سيناريو، صورة، مونتاج، وإنتاج: جوانا فود

7  دقائق، فرنسا 2002- تجريبي.

المصدر : https://www.brefcinema.com/

101 فيلم بطعم اللفت

مختاراتٌ سينمائية مؤلمة (لكنها مرحة)

بمُجرد أن يُقارن الأشخاص أصحاب السمعة الحسنة آراءهم حول الأفلام التي خرجت للعرض للتوّ في الصالات السينمائية، يحلّ الشغف تدريجياً محلّ الكياسة.

ثمّ تتحسّن الأمور بالتراضي خلال التأليه الضخم الذي يرحب باستحضار فيلم سيئ، ولكنه ممتعٌ للغاية.

*****

ذوقٌ رديءٌ، هذيانيٌّ، محيرٌ، "طبيعيٌ"، أو "عضلاتيّ"، مصطلح "النانار" يشير إلى فيلمٍ فاشلٍ، ومضحكٍ بالضرورة.

كان الصحفي الفرنسي فرانسوا فوريستييه، ذو الذوق السيئ المُؤكد للغاية، وفي كلّ أسبوعٍ يقدم في عموده في صحيفة Nouvel Observateur  واحداً من هذه الأفلام.

وبذلك، جمع 101 فيلماً من تلك الأفلام/العلامات، في اثني عشر فصلاً، بدءاً من الملاحم التاريخية المُؤسفة إلى الروائع المُبالغ في تقديرها.

من فيلم "ماشستي ضدّ رجال الحجر" (Maciste e la regina di Samar) إلى "Sissi" مروراً بـ "Chained for Life" (ميلودراما مؤثرة تُجسدها فتيات سياميات)، و Terror in Tiny Town (الويسترن الموسيقىّ الوحيد الذي يُمثله قصار القامة)، اختار بصبرٍ، وروحٍ سيئة أفضل ما في الأسوأ، وأحيانًا الأسوأ من الأسوأ.

جين مانسفيلد، إدّ وود، جون ترافولتا، أنتونيوني، دون جونسون، جان جابان، تشارلتون إستون، جوني هاليداي، ريتا كاديلاك، لم يستثني أحداً (لكن ميكي رورك فقط صنع من هذه الأفلام مهنة): تاريخ السينما مصنوعٌ من الأفلام السيئة بطعم اللفت.

يقدم المؤلف حتى المُفضلة لديه، Oh ! Qué mambo حيث يرقص داريو مورينو! فيما يتعلق بهذا الفيلم، يستنتج فرانسوا فوريستييه:

"إذا لم يعجبك هذا الفيلم، فأنت لا تحب الأفلام السيئة بطعم اللفت، لذا، فأنت لا تحب السينما."

في بداية كلّ فصلٍ يعرض فوريستييه سلسلةً من الصور بنفس القدر من الحزن، والمرح كالنصّ تماماً.

 

*كتابٌ يتكوّن من 384 صفحة، من تأليف الصحفي الفرنسي فرانسوا فوريستييه، صدر في طبعته الأولى عام 1996، ومن ثمّ أعيد طباعته في عام 2016.

سينماتك في ـ  07 يناير 2023

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 25.11.2021

 

>>>

50

49

48

47

46

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004