صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

15

14

13

12

11

 

محطات سينمائية

كتابة: قاسم حول*

 
 
 

هذا الكتاب "محطاتٌ سينمائية" بفصوله الخمسة، هو مقالات الناقد السينمائيّ الصديق علي حمود الحسن، الذي يرفض أن يحمل نفسه صفة الناقد لجسامة المسؤولية في هذه الصفة، وهو شأن يبعث على الاحترام مع أن كتابته هذه في "محطات سينمائية" تمنحه صفة النقد بامتياز.

السؤال: لماذا يجمع الكاتب مقالاته طالما نُشرت في الصحف، والمجلات العربية، وأخذت طريقها للقارئ..

الإجابة بسيطة، فأنا الذي تربطني بالكاتب صداقة ثقافية، ووطنية، وهو عادة، أو أحياناً يزوّدني ببعض ما يكتب، أجد صعوبة في أن أطلّ على كل كتاباته في الصحف العراقية، والعربية، وهذا ينسحب على القارئ السينمائي أكثر، ولهذا، فإن تجميع المقالات في كتاب يضيف للمكتبة السينمائية العربية الفقيرة "سينمائياً" مرجعاً ثقافياً في عالم السينما، بعينٍ ثقافية تتسم بوعيّ المشاهدة، والكتابة.

صفة النقد، والنقد السينمائي مهمة ليست سهلة، إذّ تنسحب على التقنية، والمعرفية الجمالية، ودراسة معنى بناء، وحبكة الفيلم، إضافة إلى بناء شخصياته، وثمة مقولة مفادها أن الناقد السينمائي هو مخرجٌ فاشل صعبت عليه المهنة، ونجح في مهنة الكتابة من منبع المعرفة بتقنيات العمل السينمائي .. ومن هذا المنطلق، يشعر الكاتب الصديق "علي حمود الحسن" بالإحراج، بإضفاء صفة الناقد على كتاباته السينمائية، مخافة أن يقع في الخطأ التقني، ومسافاته الشاسعة، والمرتبطة جدلاً في صناعة الفيلم السينمائي من ألفه إلى يائه.

في هذا الكتاب، ترّفع الكاتب عن قراءة الأفلام التي كتب فيها عن صفة "معلم"، فهو يحقق بطريقة انسيابية وعيه في المشاهدة، ولكن، بروح نقدية موضوعية، فتأتي الملاحظة عن مشاهدة الأفلام موضوعية أكثر منها "مدعية"، فمثلاً كتابته عن فيلم "القارئ" ..

"صورت برلين التي تقع فيها الأحداث بعد الحرب 1944 بألوان زرقاء، ورمادية لتحيلها مدينة حزينة مخربة، أذهلتها حرب كونية لا ترحم .."

نلاحظ في هذا الأسلوب الذي يتجاوز السرد، وينحو منحى التحليل الحسّي المرهف في وعيّ المشاهدة.. لأن الفيلم السينمائي هو في حقيقته ليس فيلماً واحداً، إنما هو مجموعة أفلام ربما بعدد مشاهديه من وجهة نظر الذات المتلقية استناداً إلى وعيّ التلقي "المستوى الثقافي، الاجتماعي، الحضاري، الأكاديمي .. إلى آخره"، فيما هو فيلم واحد، وقد سألت المخرج "بيير باولو بازوليني يوماً .. لمن تعمل أفلامك، فقال لي: "أنني أعمل أفلامي لمشاهد اسمه بازوليني".

من الصعب أن يتطابق شخصان في وعيّ التلقي .. هنا يتفرّد علي حمود الحسن مؤلف "محطات سينمائية" في قراءته السينمائية التي قد تسهم في رفع مستوى وعيّ التلقي .. وهنا تأتي مهمة النقد والناقد، ذلك ينسحب أيضا في تلقي القيم الجمالية التي تشكلها مفردات لغة التعبير السينمائية، في أن الجمال قيمة نسبية، وليست قيماً مطلقة، في هذا الفهم تمكن الكاتب من تسجيل انطباعاته في كتاب محكم الأداء، لكنه في مسيرته بقاطرة السينما لم يتوقف ملياً في محطات سينمائية عربية .. تلك المحطة تحتاج إلى قراءة ثانية، لأن حجم المنتجين في إبداع الخلق، وحجم المشاهدين في إبداع التلقي، يحتاج إلى كتابة ثانية لا أظن أن مثل هذا الكتاب بنهجه النقدي، ومنهجه المعتمد على توقف قاطرة الرحلة السينمائية في هذه المحطة السينمائية، أو تلك، يتحمل كل ما يُراد منه في عالم السينما ..

يقف، ويركض حاكم، أو "الحكم" في لعبة كرة القدم، ويحمل في جيبه بطاقات صفراء، وحمراء، ويراقب سقطات اللاعبين، والمُسبب في السقطة، ويراقب تسلل اللاعبين عبر خطّ الجزاء، ويطلق صفارته .. فهو، والحالة هذه، يشبه الناقد السينمائي التقليدي، الذي يراقب زلات اللاعبين، كثير من نقاد السينما العرب يشبهون حكم مباراة كرة القدم ..

علي حمود الحسن ليس ناقداً يندرج ضمن هذا الفهم .. فهو متلقٍ واعٍ، ومرهف .. وكاتب، واع، ومرهف .. وهذا يكفي لأن نمنحه صفة "الناقد السينمائي".

*سينمائي، وكاتب عراقي مقيم في هولندا

ثلاثيّات سينمائية {3}

حسن علاء الدين/ القاهرة

ثلاثية الساموراي - هيروشي إنجاكي- اليابان

·      Samurai : Musashi Miyamoto(1954)

·      Samurai : Duel at echijoji temple(1955)

§      Samurai: Duel at Ganryu island (1956)

تدور الثلاثية حول الساموراي موساشي مياموتو الذي يترك حبيبته، ومدينته بأكملها ويسعى خلف مجد الساموراي، إن موساشي يزهد في الحياة، ويسعى لترسيخ أسطورة محارب، ربما ما يميز تلك الثلاثية هي أنها ترصد، وتتوغل في نفسية محارب الساموراي، وتتميز بالحيادية في تناولها، فهي تخرج عن التيمة المعتادة في عرضها لمحارب الساموراي، فلا تقدمه كبطلٍ مغوار ينصبّ اهتمامه على استرداد الحقوق، أو ترسيخ العدل، بل بكلّ بساطة، ترصده كرجل أناني يسعى للمجد، والقوة، وأرى أنه لا يوجد مثل تلك الثلاثية في عرض حياة تلك الفئة التي اندثرت مع الزمان، وهم محاربي الساموراي/ وقيمهم الفريدة.

 

ثلاثية الموت - أليخاندرو إيناريتو – المكسيك

·      Amores perros (2000)

·      21 Grams (2003)

§      Babel (2006)

كانت تلك الثلاثية هي الأعمال الأولى للمخرج المكسيكي الأصل أليخاندرو إيناريتو، والتي لا يخفى فيها تمرده على أساليب السرد التقليدية، والحكايا القديمة، ما يُميز تلك الثلاثية، هو عنصر الكتابة، القصص المتداخلة، أثر الفراشة كلعنة، موتٌ يخيم كإعصار يفتك بالجميع، إيناريتو في ثلاثيته يقدم جرعة مكثفة من المتعة، أحداث بسيطة متصاعدة تؤدي في النهاية إلى فاجعة كبرى.

 

ثلاثية الحب - أندريه زولافسكي – بولندا

§      That most important thing : love (1975)

·      The puplic woman (1984)

§      Mad love ( 1985)

ربما يصف الكثيرون البولندي زولافسكي بالجنون، التمادي في العنف، والتطرف، ولكن، في تلك الثلاثية ربما يظهر جانب خفيّ، ولو بشكل طفيف، وهو جانب رقيق عنده، تغنّي بالحب، وعذابه، وبحث دائم عنه، ربما لذلك السبب أبطال ثلاثية زولافسكي هم من النساء، يظهر أيضاً تأثره الواضح بالأديب الروسي العظيم فيودور دوستويفسكي، فيحاكي رواية الشياطين في الجزء الثاني من الثلاثية، فتهيم البطلة في مدينة مليئة بالخطايا وتبحث بدورها عن حب ضائع في عالم يخلو من الشفقة، أما في الجزء الثالث فيقدم محاكاة هي من أفضل ما تمّ تناوله عن أبله دوستويفسكي، فيحاكيها بأسلوبه المتفرد، وبما يخدم رؤيته السوداوية، والعبثية لطبيعة الحياة، يتبنى رؤية توماس هوبز للطبيعة البشرية، فهو يرى أن الإنسان بالنسبة للآخر هو ذئب، ولكي يعيش لابدّ له من الصراع وإلاّ انتهى به الأمر فريسةً لغيره من البشر.

 

ثلاثية الدوار - تود فيليبس- أميركا

·      The hangover (2009)

·      The hangover (2011)

·      The hangover (2013)

تتناول ثلاثية الدوار حياة مجموعة من الأصدقاء بعد تعرضهم لآثار شرب الكحول بعد احتفالهم، ربما يشوب تلك الثلاثية التكرار، ولكنها تجربة حميمية، ليست حميمية رومانسية، وحالمة، بل حميمية في رصدها لعنفوان الشباب، وجنونه، إن ثلاثيته لا تحمل في طياتها رسالة أخلاقية، وعظية، بل ربما هي تتيح للإنسان إمكانية أن يعيش ولو ليوم حياة مليئة بالمخاطر، وربما تحمل رسالة ضمنية مفادها إعادة البحث عن الذات، واكتشاف النفس من جديد، التخلص من الكبت، والتحرر من القيود.

 

ثلاثية الإيمان - إنجمار بيرجمان – السويد

·      Through a Glass Darkly (1961)

·      Winter light (1963)

·      The silence (1963)

ثلاثية الإيمان – الشك – الحب

جميعها مُسمياتٍ تصلح لثلاثية بيرجمان الشهيرة التي امتازت بطابعها الوجودي، فأبطالها المضطربين همّ في بحث مستمر عن المعنى، يعانون من تناقضاتٍ عدة، ويحاربون ربما أعتى الأعداء، وهي النفس بكل قبحها، وشرّها، يعرّي بيرجمان أشخاص ثلاثيته، يفضحهم أمام أنفسهم، ربما يتبنى بيرجمان مراحل نيتشه للتسامي، فهو يضع المرء في مقابل ماضيه، ذنوبه، رغباته المتطرفة، وكأنه يسعى لتدميره- تطهيره للبدء من جديد، إن إشكالية شخصيات بيرجمان الرئيسية ربما ليست فقدان الإيمان بالرب، بل هي في جوهرها شخصيات فاقدة للحب، فهي غير قادرة على العطاء، والحب من الأساس، وبالتالي، فهي لا تصل للرب، ربما هي شخصيات بعيدة كل البعد عن نفسها حتى.

أسبوع النقاد يكشف عن المُلصق الدعائيّ لدورته الستين في مهرجان كان السينمائي 2021

في المُلصق الدعائيّ الخاصّ بأسبوع النقاد في دورته الستين، صورةٌ من فيلمٍ رائعٍ "IT FOLLOWS"  لديفيد روبرت ميتشل، تمّ اختياره في عام 2014 بعد تقديم أول فيلم روائيٍّ طويلٍ له في عام 2010

 "MYTH OF THE AMERICAN SLEEPOVER"

قسمٌ موازٍ في مهرجان كان مخصصٌ لاكتشاف المواهب الجديدة، كان أسبوع النقاد يستكشف سينماتٍ من جميع أنحاء العالم على مدار 60 عاماً، ويجمع بشغفٍ بين سينما المؤلف، وإحياء النوع السينمائي.

في أعقاب خوان أنطونيو بايونا (El Orfanato)، جوناس ألكسندر أربي (When Animals Dream)، أو مؤخراً جوليا دوكورناو (Grave)، وغابرييل أبرانتيس، ودانيال شميدت (Diamantino، الجائزة الكبرى نسبريسو 2018)، وجست فيليبو (La nuée)، يتناول أسبوع النقاد، المُخصص تاريخياً للأفلام الروائية الأولى، والثانية، العوالم التخريبية السعيدة لهؤلاء المخرجين بسرورٍ متجددٍ باستمرار.

في هذا المشهد من الفيلم الذي التقطته عين المصور فرانسوا فونتين، بمُساعدة وكالة Les Bons faiseurs (الفاعلون الصالحون)، انطلقت الشخصيات نحو مصيرها.

تبشر بأوقاتٍ قادمة، تخفي سينما النوع عوالم متوازية، وانعكاساتٍ عن زمنها حيث يحتضن المرح كلّ الاحتمالات بحدةٍ مُربكة.

يقدم لنا أسبوع النقاد في دورته الستين موعداً من 7 إلى 15 يوليو 2021 في صالة ميرامار التي تمّ تجديدها بالكامل، ويتطلع إلى رؤيتنا قريباً على شاطئ الكروازيت.

صالاتٌ أسطورية

صالات السينما هي أماكن مهمّة، سواء من الناحية المعمارية، أو مكاناً للذاكرة، إذا كانت تضمن نشر فنّ عالمي، فإنها ليست أقلّ شهرةً محلياً من خلال تاريخها.

(صالاتٌ أسطورية) هي أول مجموعة أفلام تسجيلية تتناول التاريخ الصغير، والكبير الذي يجب أن ترويه كل صالة.

 

4  أفلام تسجيلية

LE LUCERNA في براغ

في وسط مدينة براغ توجد صالة لوسيرنا، التي بُنيت في عام 1908، وصاحبت حالات الصعود، والهبوط في التاريخ التشيكي، وتعتبر الصالة الأولى في البلاد التي تعرض أفلاماً ناطقة، يندمج تاريخها مع تاريخ السينما التشيكية، وصانعيها الكبار.

 

The Thission في أثينا

هي واحدةٌ من أقدم دور السينما في الهواء الطلق في أثينا، افتتحت في صيف عام 1935، ورافقت ذروة السينما اليونانية.

 

سينما في نهاية العالم

أول سينما في أمريكا اللاتينية، تقع على مقربةٍ من كيب هورن، كانت من عمل اثنين من المهاجرين اللذان قاما، في عام 1902، بتصوير الحياة اليومية للسكان المحليين، وبدون أن يعرفا ذلك، كانا أول صنّاع أفلام إثنولوجية عن الحضارات المنقرضة الآن.

 

LE BYRD  في ريتشموند

تمّ بناء قاعة بيرد هول الأسطورية في ريتشموند بولاية فيرجينيا في خضم أزمة عام 1929، قام المروجون ببناء قاعة فخمة، وخفضوا سعر الدخول بمقدار الثلثين، منذ ذلك الحين، ظلت بيرد هي الصالة المرجع للعديد من صانعي أفلام هوليوود.

 

Cinémas mythiques

4 أفلام تسجيلية، 4x52 دقيقة، إخراج: جويل فارجيس، جان أشاش، ماريا دوزا، تيريزا بريديكوفا، جيروم ديامان بيرجيه.

سينماتك في ـ  24 ديسمبر 2022

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 17.05.2021

 

>>>

15

14

13

12

11

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004