صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

10

09

08

07

06

 

"عنها"، رباب، أخوتها، وأخواتها

صلاح سرميني/ باريس

 
 
 

السورية رباب مرهج، عندما شاهدتُ فيلمها السابق "الوجه الأول ..أمي"، قلتُ في نفسي: هذه مخرجةٌ سوريةٌ جديدة، ومُجدّدة، ومليئة بالتحديّ، وإن أكملت مسيرتها الإخراحية بهذا النفس التجريبيّ التدميريّ لأعراف السينما التقليدية، الروائية، والتسجيلية السائدة في سينمانا المُسترخيّة، فسوف يكون لها شأناً عظيماً في السينما السورية، والعربية.

وها أنا أشاهد فيلمها القصير "عنها"، ويتأكّد لي بأنها أكثر مما توقعتُ بقليل، هي بالأحرى مخرجةٌ سكنتها جنيةٌ طيّبة، وحوّلتها إلى ساحرةٍ لطيفةٍ معاصرة، وعلى الرغم من ذلك، سوف تُرعب البعض الغارق في سينما الحكايات المُستقيمة، وتُدهش آخرين بفيلمٍ هبط على السينما السورية مثل مركبة فضائية تحمل في داخلها كائناتٍ مسرحية مختلطة من الواقع، والخيال.

ينتشرون في مدينة رمادية، يمثلون، ويرقصون، ويغنون، ويناجون بعضهم، ويضحكون، ويبكون، ويحبّون، ويكرهون...بأقنعةٍ، وبدون أقنعة، بألوانٍ، وبدون ألوان، بأصواتٍ، وبدون أصوات...

"أه" الأخيرة لن تُنسيك هذا الفيلم الغرائبيّ، وسوف تهزّ المتفرج الغارق في سينما حكائيّة تقليدية مسيطرة، وتُخلخلُ قناعاته.

"عنها"، ومنذ اليوم، يُعتبر علامةً فارقةً في الأفلام السورية القصيرة تُحسب بثمنٍ غالي للمخرجة، وللمؤسّسة العامة للسينما في سورية.

رباب مرهج.

كان عليها أن تكون حسناء لعوب في مسلسلٍ رمضانيّ، وكان عليها أن تكون كاتبة حكايات إسترجاعية، وكان عليها أن تكون شاعرةً تُضمّن بعضاً من ماضيها، وحاضرها في أبيات قصائدها، وكان عليها أن تكون مخرجةً مسرحية تتلاعب بالمنصة كما تشاء، وكان عليها أن تكون عرافة تلفّ شوارع مدينتها بفستانٍ أزرق، وكان عليها أن تكون معجبة بفلليني حدّ المنام، وكان عليها أن تكون عاشقة لبريخت، وتغريبه، وكان عليها أن تكون واحدةً من شخصيات صمويل بيكيت، وتنتظر جودو...

كان عليها أن تكون، ...أو لا تكون.

ولكنها، وبقدرة مخرجة سمحت لها موهبتها الفطرية، التلقائية أن تتخلى عن كل ما يُمكن أن تتلقاه من دروسٍ أكاديمية في مدرسة، أو معهد سينما، وتجمع كل "ما كان عليها"، وتحتفظ بـ "عنها" فقط، وتنجز فيلماً قصيراً تمزج فيه ما بين الشخصيّ، والعام، الداخل، والخارج، المُضمر، والمباشر، الداكن، والمضيء، وتنسج أحداثاً مستعارة من الذاكرة، والنسيان، وتحرّك شخصياتٍ حقيقية، وحلمية، وتحوّل وسط مدينة دمشق إلى منصة مسرح/شاشة سينما، ساحة حبّ، وكراهية، وفاء، وخيانة، سلم، وحرب..

في فيلم واحد، قصير، وقصير جداً، جمعت رباب مرهج، وبالآن ذاته، بعثرت بعضاً من خاصرتها المًتألمة، ووريدها النابضّ، ما فلتَ منها، وما لم يفلت: الحكاية، السيرك، المسرح، الفن التشكيلي، الشعر، الموسيقى، الغناء.

أصبح "عنها"، نموذجاً لفيلمٍ يجري المسرح في شرايينه/لقطاته، ومسرح تحوّلت منصته إلى شاشة، هذا المزج المعجون بالشعر الذي لا يقدر عليه إلاّ المسكون بجنيّة.

السينما السورية، وعلى الرغم من النزيف الذي تعيشه سورية، مازالت ولاّدة بالمواهب السينمائية.

Giallo

أفلامٌ بوليسية، رعبٌ، وإثارةٌ على الطريقة الإيطالية

ترجمة صلاح سرميني

Giallo  من [ˈd͡ʒallo]) الإيطالية، "أصفر"، في صيغة الجمع gialli [ˈd͡ʒalli] ) هو نوعٌ من الأفلام الشعبية الإيطالية بشكلٍ أساسيّ على الحدود بين السينما البوليسية، وسينما الرعب، والإثارة الجنسية التي بلغت ذروتها في الستينيّات، والثمانينيّات.

المخرجون الرئيسيون لهذا النوع همّ: ماريو بافا، وداريو أرجينتو.

 Giallo هو الاسم المُستخدم في إيطاليا للإشارة، بشكلٍ عام، إلى الرواية البوليسية، أو على نطاقٍ أوسع النوع البوليسيّ : يُستخدم هذا الاسم خارج إيطاليا للإشارة، بطريقةٍ أكثر دقةً، إلى أفلام التشويق الإيطالية.

المُصطلحات "رواية نوار"، أو "فيلم نوار" تُحيل إلى المصطلح جيالو في الإيطالية.

في بلدها الأصلي، حيث يكون لـلجيالو معنىً أوسع، يتمّ تضمين هذه الأفلام تحت أسماء مثل "جيالو على الطريقة الإيطالية"، أو "تشويق على الطريقة الإيطالية"، أو حتى "تشويق سباغيتي".

من الناحية اللغوية، يُستخدم مصطلح جيالو لوصف القصة البوليسية، ولكن أيضاً في اللغة الصحفية، للإشارة إلى أحداثٍ إجرامية، وغامضة مختلفة.

 

أصل الاسم

يعود أصل الكلمة/المُصطلح إلى مجموعةٍ من الروايات البوليسية التي نشرتها دار نشر موندادوري من عام 1929 حتى ستينيّات القرن الماضي، أصدر الناشر المجموعة الأولى في عام 1929 تحت اسم "I libri gialli" (الكتب الصفراء)، حيث أخفت أغلفتها الصفراء رواياتٍ، وقصص قصيرة من نوع whodunit  على شاكلة أبناء عمومتها الأمريكية.

تمّ التأكيد على التشابه مع الأخيرة من خلال الأسماء المُستعارة الأنجلو ساكسونية التي استخدمها معظم المؤلفين، وبوجود غالبية الروايات الناطقة باللغة الإنجليزية المترجمة إلى الإيطالية في أوائل الجيالي (جمع جيالو)، نجحت هذه الروايات، المنشورة على ورقٍ رديء الجودة، في جذب انتباه الناشرين الآخرين الذين سرعان ما أصدروا أعمالهم الخاصة تحت الغلاف الأصفر الذي أصبح تقليداً.

كانت هذه الروايات شائعة جداً لدرجة أنّ أعمال المؤلفين الأجانب المشهورين مثل أجاثا كريستي، أو جورج سيمينون صدرت بهذا الشكل عندما نُشرت لأول مرة في إيطاليا.

توقفت مجموعة موندادوري في عام 1941 بسبب القيود التي فرضها النظام الفاشي، واستؤنفت في عام 1946 بعد الحرب العالمية الثانية.

شهدت الخمسينيّات من القرن الماضي عودة الجيالو ذي الشعبية المتزايدة، والذي تأثر أكثر بالثقافة الأمريكية في فترة ما بعد الحرب، والمدرسة الأمريكية Hard Boiled.(قصص الجريمة، والمُحققين).

 

نوعٌ سينمائيّ

شجّع سقوط النظام الفاشي روح الاحتجاج، وأدّى إلى قطيعةٍ مع نمطية "الكوميديات ​المُبتسمة" ذات الأنواع الأخف.

كانت المنافسة الأمريكية قوية جداُ في فترة ما بعد الحرب، لأن الأمريكيين كان لديهم موارد مالية أكبر، وجمهوراً غاضباً ينتظر الأفلام الأمريكية التي حُرموا منها إبان الحرب.

نشأ النوع المُسمّى جيالو في السينما في الستينيّات، تتميز الأفلام من هذا النوع بمشاهد قتلٍ كبيرة، ودموية بشكلٍ مفرط، وحركة كاميرا بأسلوبٍ عالٍ، وموسيقى غير عادية هذا ينطبق بشكلٍ خاصّ على داريو أرجينتو الذي تعاون مع إنيّو موريكوني ثم مع مجموعة Goblin  التي تتميز بموسيقى ال hard-rock، أو الموسيقى التصويرية المنومة).

فيلم الجيالو هو فيلمٌ بوليسيّ، حيث يكون حلّ اللغز أقلّ أهميةً من الإحساس الذي يشعر به المُشاهد، أو الخوف، أو الرغبة.

تسلط هذه الأفلام الضوء على العنف السادي، والوحشي، والإثارة الجنسية، الشكل البدائي لهذه السينما هو صورة امرأة وحيدة في المنزل، وخائفة .

تمّ الاحتفاظ بعنصر الـ whodunit (القصص ذات العقدة الغامضة)، ولكن بدمجه مع الـ Slasher (الأفلام فائقة الدموية)، وتصفيته وُفقاً للتقاليد الإيطالية الطويلة للأوبرا، وغراند غينيول (مسرح العنف).

 

تطوّر

تأثر الجيالي (جمع جيالو) الإيطالي لأول مرةٍ بالظاهرة الألمانية krimi، أفلامٌ بالأبيض، والأسود من الستينيّات مقتبسة من قصص إدجار والاس.

الفيلم الأول من هذا النوع للمخرج ماريو بافا "الفتاة التي عرفت الكثير" (La ragazza che sapeva troppo في النسخة الأصلية) عام 1962.

هذا العنوان هو إشارة ٌإلى فيلم ألفريد هيتشكوك The Man Who Knew Too Much (1956)، والذي يُظهر مرةُ أخرى الارتباط بالثقافة الأنجلو ساكسونية.

في العام التالي، في فيلمه Six women for the killer /Sei donne per l'assassino ، قدم ماريو بافا أحد العناصر الرمزية لهذا النوع، القاتل المُقنّع بسلاحٍ لامعٍ في يده ذات القفاز الأسود.

سرعان ما أصبح الجيالو نوعاً بحدّ ذاته مع قواعده، ونغمة إيطالية نموذجية.

يصبح المصطلح جيالو مرادفاً للعناصر البصرية عالية الأسلوب، والمسرحية.

تمّ إنشاء طريقةً جديدةً للتعبير عن الخوف: لم يعدّ الأمر يقتصر على الوحوش القوطية لإدغار آلان بو، أو فرانكشتاين، أو دراكولا، بل، بالأحرى، قتلة بمظهرٍ طبيعي، يقتلون بالسكاكين، ويرتدون معاطف سوداء، وقفازات .

وصل هذا النوع إلى ذروته في السبعينيّات مع إنتاج العديد من الأفلام، تمثل نقطة تحوّلٍ للجيالو بفضل أفلام داريو أرجينتو الثلاثة الخالدة:

الطائر ذو الريش الكريستالي (L'Uccello dalla Piume di Cristallo)

القطة ذات الأذناب التسعة  (Il Gatto a Nove Code) .

أربع ذباباتٍ بلونٍ رمادي  (Quattro Mosche di Velluto Grigio)

معلمٌ رمزيّ للتشويق بجماليةٍ باروكية، ولا يمكن تجاهله من خلال تفرّد الصور، والموسيقى التصويرية (موسيقى hard-rock، أو التكنو المنوّمة)، يُعيد داريو أرجينتو تنشيط هذا النوع من خلال نقله بعيداً عن تسمية "أفلام الدرجة الثانية" التي ألصقها نقاد السينما على أفلام الجيالو.

يتمثل أحد أهداف داريو أرجنتو في نقل كوابيس المشاهدين إلى السينما، مما يضفي على هذا النوع من الأفلام بُعداً عالمياً 11.

خلال سنوات الرصاص (نهاية الستينيّات وحتى بداية الثمانينيات)، كان الجيالو بمثابة وسيلة للتنديد الاجتماعي، والسياسي ضدّ الفساد السياسي، أو أزمة المؤسسات، أو حتى عدم فعالية العدالة .

 

أهمّ المخرجين

Dario Argento

Lamberto Bava

Mario Bava

Antonio Bido

Massimo Dallamano

Paolo Cavara

Luciano Ercoli

Lucio Fulci

Aldo Lado

Umberto Lenzi

Sergio Martino

Emilio Miraglia

Giulio Questi

Duccio Tessari

FrenchMania

مجلةٌ فرنسيةٌ جديدة

بعد أول عددٍ من المجلة الفرنسية (FrenchMania) تحت سماء أفلام كلير دوني، وليوس كاراكس، اثنان من صانعي الأفلام المُفضلين لدى فريق تحرير المجلة الذين أرادوا، في العدد الثاني، أن يخبرونا، وعلى طريقتهم، بتاريخ الفنانين الفرنسيين (صُناع أفلام، ممثلون، ممثلات) الذين عملوا، أو يعملون في هوليوود، من الممثل تشارلز بوير إلى الممثل عمر سي (Lupin) .

في هذا الملف المواضيعي المُكوّن من 48 صفحة، يقدم شهادته كلٍ من:

ـ المخرج كلود لولوش  (Un Homme qui me plaît ).

ـ المخرجة، والممثلة لور دو كليمون ـ تونير (Nevada, The Act, Mrs America).

ـ المخرج، المنتج، السيناريست، والروائي أوليفييه ميجاتون  (Taken).

ـ المخرجة، والممثلة جولي ديلبي  (Two Days in Paris/Two Days in New York).

 ـ الممثلة روكسان ميسكويدا  (Kaboom, Now Apocalypse).

 

في العدد الثاني (يتكوّن من 180 صفحة)، نجد أيضاً:

تتمّة مسلسلاتنا:

·      التاريخ الكبير للمُسلسلات الفرنسية، الحلقة 2، الثمانينيّات، والتسعينيّات، كتابة الصحفي، والناقد السينمائي كزافييه ليربير.

·      (دمٌّ جديد)  Sang Neuf، سيناريو جديد، الحلقة الثانية، بقلم المخرجة آنا كازناف كامبيت (التي خلفت المخرجة كاثرين كورسيني في هذا التمرين).

·      توّقع، الشاشات ونحن في عام 2030، الحلقة الثانية كتابة الصحفي اليكس ماسون.

·      نحو التكافؤ، الحلقة 2، السنوات 2018-2021 ، بقلم الصحفية فيرونيك لو بريس.

 

وثائق العمل غير المنشورة:

·      سجّل تصوير فيلم My Son مع كلير فوي (ممثلة)، وجيمس ماكافوي (ممثل)، كتابة مخرجه كريستيان كاريون.

·      Le Moodboard de Mintaka*، أول فيلم روائي لكريس هوبي.

·      أرشيف أوليفييه دوكاستيل (مخرج، سيناريست، مونتير)، وجاك مارتينو (مخرج، سيناريست).

 

الغلاف من تصميم فهرام موراتيان (مصمم "باريس مقابل نيويورك")، وقائمة الملفات السمعية/البصرية الخاصة بهذا العدد صُممت خصيصاً من قبل الموهوبة باربرا كارلوتي (مغنية، وموسيقية)

القصة القصيرة (مستوحاة من فيلم Villa Amalia  اخراج  بونوا جاكو) كتابة الروائية آن بولي (مؤلفة رواية "قبل أن أنسى").

أما بالنسبة إلى "كراس الاتجاهات"، فإنّ أليكس لوتز (بطولة فيلم 5ème Set، وقريباً في دور العرض الفرنسية) هو رئيس تحريره، وهناك الكثير من المفاجآت الأخرى.

سينماتك في ـ  24 ديسمبر 2022

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 17.05.2021

 

>>>

10

09

08

07

06

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004