صلاح سرميني

 
سيرة جديد مقالات ملفات
 
 
 
 

ملفات

 

>>>

10

09

08

07

06

 

GRINDHOUSE

لعبة الجثث الرائعة

كتابة: إسماعيل هوداسين

ترجمة: صلاح سرميني

 
   
 

من برنامج Grindhouse المُزدوج لكوينتين تارانتينو، تمّ اختيار Death Proof فقط في المسابقة الرسمية للدورة الـ 60 لمهرجان كان السينمائي، على شاطئ الكروازيت، لم يجد منظمو المهرجان مناسباً تضمين فيلم روبرت رودريغيز Planet Terror، والذي حاول أيضاً الإشادة بنوعٍ سينمائي خاصّ جداً: سلسلة أفلام من فئة B.

الاختيار مبررٌ، حتى لو تبين أن عمل تارانتينو قاصرٌ إلى حدٍّ ما في قائمة أفلامه، يبقى الأمر كما هو أن Death Proof  يظلّ متفوقاً إذا قارناه بأخيه الثاني (المقصود فيلم Planet Terror). 

*** 

تعتمد سلسلة أفلام B، أو سلسلة أفلام Z على أفلام رخيصة، ومع ذلك، تمكنت هذه الأعمال من جمع ما يكفي من المتابعين بحيث أصبحت نوعاً سينمائياً محترماً منذ ذلك الحين، وتقليدها إلى ما لا نهاية.

في الأساس، فإن السلسلة B هي كاريكاتورية للغاية لدرجة أنها أصبحت كوميدية لعددٍ كبير من السينيفيليين على حدود الهزل، ومن خلال ذلك، يمكن قبولها.

حاول المخرجان رودريجيز/تارانتينو جنباً إلى جنب، واللذان يُعدّان بلا شكّ من عشاق الحنين إلى الماضي من هذا النوع، إعادة إنشاء فيلمٍ مزدوج بكل التفاصيل، "فيلمان بسعر واحد!" كما تمّ الإعلان عنه في ذلك الوقت.

خدوشٌ خشنة، مَشاهدَ محذوفة، مونتاجٌ خاطئ، طقطقة تلك الفترة الزمنية حتى تصل إلى استراحاتٍ إعلانية كاذبة، وإعلاناتٍ دموية بين الفيلمين.

مع فيلميّ  Grindhouse، نكاد نصدق ذلك، باستثناء أن كلّ شيء مبالغٌ به لدرجة أن التأثير لا يخدع أحداً، ولتصميمه، استفاد المخرجان من ميزانيةٍ معقولة، من الواضح أنها كانت أكثر من اللازم لإعادة تأهيل النوع الذي كانت إحدى مفارقاته الاكتفاء بالقليل لإنجازه.

نظراً لأنها أبعد أن تكون مخصصة للمهرجانات الكبرى، حيث كانت الأفلام من سلسلة B تعرض في صالات الأحياء البائسة في السبعينيّات، تفصيلٌ يمكن أن يصنع الفارق.

الجزء الأول من البرنامج المُزدوج Planet Terror هو فيلم رعبٍ على خطى

Night of the Living Dead

 بعد غزوّ المسوخ التي أصابتها العدوى هي فرصة لرودريجيز للحصول على المتعة، الكل في حالة جنونٍ تماماً، وأحياناً مضحكة، ورديئة نوعاً ما.

ينطلق الرصاص في كل مكان، من البداية إلى نهاية الفيلم، في النهاية، الفيلم لا يستقرّ طويلاً في الأذهان، ونأمل كثيراً في فيلم تارانتينو.

Death Proof  أكثر إثارةً للاهتمام، بادئ ذي بدء، لأنه مزعجٌ بصراحة، وقحٌ بجنون.

فيلمٌ في حالة تناقض (ضحايا إناث، جلادات)، تارانتينو يحلل سلسلة أفلام B  من تلك الفترة بشكلٍ أفضل، ويتمكن من رفع مستوى هذا النوع، على سبيل المثال، في المشاهد التي تنظر فيها الممثلة روز مكجوان بريبة إلى السيارة السوداء التي يبدو أنها تتبع مجموعة فتياتها، يمكننا الشعور بالجوّ المخيف لأفلام الرعب في السبعينيات، مثل Halloween ، أو بعض أفلام جون كاربنتر.

في Death Proof ، نجد النزوات العزيزة على المخرج: حواراتٍ لا تنتهي، وشخصياتٍ نسائية قوية لا هوادة فيها، واستخدام مقطوعاتٍ موسيقية حكيمة.

يتقن تارانتينو كلّ شيءٍ بوحشيةٍ، وإطالة، توقيع المخرج هنا، يلعب بالأساليب، يحرك كاميرته، حيث عينها تصوّر فتياتٍ ممتلئات، وراكبي سيارة بفرحة لا تُضاهى، وبمهارة، مزيجٌ متفجرٌ حقيقيٌّ من السيارات الصاخبة.

الفيلم على مرحلتين، نتبع أولاً، وقبل كلّ شيء، في الجزء الأول، قاتلٌ مجنون يُدعى مايك ممثل الأدوار الخطيرة في السينما (كيرت راسل).

 في منطقةٍ نائية من تكساس، يستمتع بتتبع فتياتٍ بحثاً عن الإثارة في سيارته غير القابلة للتدمير.

يسحقهم حرفياً، ومن الأمام في مركبة الضحايا المساكين، من بين هؤلاء المراهقات الفاتنات، لم يتبق الكثير بعد الصدمة، تصبح السيارة رمزاً ذكرياً مُدمراً؛ السائق، مختلٌ عقلياً، وشهوانيّ.

خلال الجزء الثاني، نجد مايك ممثل المَشاهد الخطرة يبدأ في مطاردة مجموعةٍ أخرى من الفتيات الجميلات.

على عكس السابقات، هذه المرة، هنّ قوياتٍ جداً، الفتاة مؤدية المشاهد الخطرة زوي بيل - تلعب دورها الحقيقي هنا - ليست هي التي تثير إعجابنا بهذه السهولة.

في النهاية، يتحول مايك من مجرمٍ إلى ضحيةٍ، تلاحقه الفتيات، وتطارده على الطريق السريع، أمازونيات حقيقيات بنزعاتٍ قاتلة.

النهاية، مشهدٌ أنطولوجي رائع، يُتوّج بانتقامٍ أنثويّ متحرر من كل العقبات.

يدمج تارانتينو العديد من المراجع السينمائية في أعماله، ولكن، لا شيء مجانيّ، أو مُصطنع.

نعثر على غضبه السينمائي في جميع اللقطات، إنه صانع موضة، ورجل دعاية يتمتع بذكاء كبير، بعد إعادة الحياة إلى الممثلين الذين قيل إنهم قد انتهوا (جون ترافولتا، ديفيد كارادين)، يستمتع الآن بإحياء ذروة البرامج المزدوجة (فيلمان بأن واحد)، الاثنان متفاوتان، لكن، بصراحة، لا يوجد سبب للتعبير عن متعته.

 

GRINDHOUSE  في برنامج مزدوج - الولايات المتحدة ، 2007 ، 191 دقيقة

إخراج : روبرت رودريغيز، كوينتين تارانتينو.

أفلام استغلال أصحاب البشرة السمراء

مصطلحٌ يشير إلى فئةٍ من الأفلام، تعود بشكلٍ عامّ إلى النصف الأول من السبعينيّات، وبطولة أبطالٍ من البشرة السمراء. 

تبعت الـ Blaxploitation حركات التحرر للأمريكيين السود، وسلطّت الضوء بشكلٍ عامّ على شخصياتٍ بعيدة كلّ البعد عن السود "المثاليين للغاية" كما لعبها سيدني بواتييه في العقد الماضي.  

غالباً ما يكون الشرطي العنيف شافت، ولاعب الكاراتيه Black Belt Jones أبطالًا غير أخلاقيين، في تناغمٍ مع عصرٍ ساخر. 

كانت الـ Blaxploitation موضةٌ أمريكية في الغالب، ولكن، تمّ العثور عليها في أفلامٍ من بلدانٍ أخرى، مثل  T.N.T. Jackson  للفيليبيني سيريو هـ. سانتياغو.  

سوف نلاحظ أنه إذا كان بعض المخرجين الذين ميزوا أنفسهم بهذه الطريقة من السود فعلاً (مثل جوردون باركس)، فإنّ صانعي الأفلام الآخرين المتخصصين في الـ Blaxploitation كانوا كلهم من البيض (جاك هيل). 

عادةً ما تكون مزينة بموسيقى تصويرية متناسبة مع الموضة، بعضها يجب أن يكون قد تقدّم في العمر بشكلٍ سيئ، بينما البعض الآخر أكثر إثارةً للاهتمام اليوم من الأفلام نفسها، فإن أعمال الـ Blaxploitation هي في معظمها من سلسلة أفلام  B بدون ادعاءٍ فنيّ، وتتضمّن جرعاتٍ أكثر، أو أقلّ قوةً من العنف، والجنس

هذه الأفلام ذات الميزانيات المنخفضة، بدون ممثلين معروفين، كانت بمثابة نقطة انطلاق لمهن بعض الممثلين مثل: بام جرير، جيم كيلي، فريد ويليامسون، جيم براون، أو ريتشارد راوندتري.  

إن الـ Blaxploitation ، كما يوحي اسمها، لا تفلت من شبق الCinéma d'exploitation (السينما الجماهيرية المتواضعة، والقليلة التكاليف)، وغالباً ما تنزلق إلى البشاعة، والمتواضعة جداً بسبب الافتقار إلى الطموح، والأفكار المُبتذلة عن الأبطال السود الرائعين بالضرورة، وبدون عقدة نقصّ، وأحياناً يضاجعون كلّ النساء البيض اللاتي يردن 

(ذريعة لإظهار لقطات الأثداء، وغيرها من العناصر العفنة للغاية). 

بسبب الرغبة في إضفاء الطابع العرقيّ على الأنواع السينمائية بأيّ ثمن (رأينا دراكولا أسود، وفرانكشتاين أسود، وطارد الأرواح الشريرة أسود ...)، انتهى هذا النوع من الموضة، ووجود ممثلين سود كأبطالٍ في مكانٍ آخر أصبح عادياً جداً.  

أعطى الاهتمام في سبعينيّات القرن الماضي هذه الموضة ذات الذوق الرديء إلى حدٍّ ما إحياءً ما: كانت المحاكاة الساخرة I'm gonna git you sucka (1989) أول علامة، كما كان وجود بام جرير، وجيم براون في Mars attacks   عام 1977، وخاصة Jackie Brown مع بام جرير. 

من بين أفلام الـ Blaxploitation الحديثة، على سبيل المثال، Vampiyaz (تُنطق Vam-paï-yeuz) مع نسخه الإملائي للغة العامية حتى الكاريكاتورية، العنوان في المسار الصحيح لسابقاته، وهو أمرٌ غبيّ تماماً، لأن الفيلم، على الرغم من كونه متواضعاً، إلا أنه تمكن من تجنب معظم الكليشيهات حول السود في الأحياء التي تجمعهم. 

ڤابس سينما فن

سوف تنعقد الدورة الثالثة لمهرجان "ڤابس سينما فن" في مدينة قابس (تونس) خلال الفترة من 18 إلى 26 يونيو 2021. 

"ڤابس سينما فن" هو مهرجانٌ سنويٌّ يجمع السينما، وفن الفيديو، والواقع الافتراضي.

وإلى جانب البرمجة البديلة التي يقدمها، فهو فضاءٌ للقاء، والنقاش حول الأفلام، والمواضيع المُستجدة. 

يقترح "ڤابس سينما فن" مختاراتٍ من الأفلام التي تُطلق العنان لخيال المُشاهد، أو تلك التي تستكشف جزءاً من الواقع.

واختار المهرجان أن تكون الأفلام المُشاركة في المسابقة حصرياً من إنتاج عربي لقناعة إدارته بأنّ الأفلام العربية تستهدف أولاً، وبالذات، الجماهير العربية، كما يُعتبر هذا التوجّه إسهاماً في ترويج الأفلام العربية في البلاد العربية.

أمّا الأقسام الموازية، فهي نوافذ على عوالم سينمائية متعددة، تجمع بين أفلام لقت صدى كبيراً في المهرجانات العالمية، وأخرى أقلّ رواجاً إلاّ أنها متفردة بمقارباتٍ جمالية تقطع مع المعهود.

أقسام المسابقة 

الأفلام الرّوائية العربية الطويلة 

الأفلام الوثائقية العربية الطويلة 

الأفلام القصيرة الرّوائية، والوثائقية، والتّجريبية العربية. 

قسم الواقع الافتراضي (VR)  

هو قسمٌ يجمع بين الصورة، والتكنولوجيا، تقنيةٌ تحاكي الوجود المادي للمُشاهد في بيئةٍ يتمّ إنشاؤها بواسطة البرمجيات، وتعمل بالتالي على الانغماس التامّ للمُشاهد في الفيلم.

تقدم أفلام الواقع الافتراضي عوالم حساسة، قد تستعير طرق التعبير من السينما، وفن الفيديو لاكتشافها، يتيح ركن الواقع الافتراضي (VR Corner) لجمهور المهرجان مجموعةً دوليةً مختارة من أفلام الواقع الافتراضي.

للتعريف بتقنية هذه الأفلام، يتمّ سنوياً تنظيم مشروع تعاوني لصناعة أفلام الواقع الافتراضي، هاكاثون الواقع الافتراضي (Hackaton VR)، بمشاركة طلابٍ من المعهد العالي للفنون، والحرف بقابس. 

قاد كلّ من مسامية الحدود بين الفنون، وعملية التّهجين التي تشهدها الممارسات الفنية في مختلف مجالاتها، إلى اقتراح الانخراط في التفكير المشترك حول كلّ أنظمة الصّورة.

وتسمح هذه اللقاءات باستكشاف القضايا السياسية، والجمالية المؤثّرة في السينما العربية المعاصرة، كما تشكل المنطلق لمساءلة الممارسات الفنية المعاصرة في هذه المنطقة من العالم. 

الكازما، قسم فن الفيديو لـ "قابس سينما فن"  

تعود تســمية "الكازمــا" إلــى مخبــأ من الحــرب العالميــة الثانيــة  Casemate ويقــع فــي شــاطئ مــن شــواطئ مدينــة قابــس (شــاطئ الكازمــا)، علــى مقربــةٍ مــن كورنيــش قابــس، وهــو مركــز لتأمــل الأعمــال الإبداعيــة المعاصــرة التونسـية، والعالميـة، وكذلـك إلقـاء نظـرة علـى القضايـا التـي تعالجهـا هـذه الأعمـال. 

يُقـام هـذا القسـم دون موضـوع محــدد مســبقًا، أو أيّ اتجــاهٍ معيــن، باســتثناء تمحــوره حــول عــروض الفيديــو.  

سينماتك في ـ  24 ديسمبر 2022

* هذه المواد نشرت في جريدة التيار السودانية، بتاريخ 08.05.2021

 

>>>

10

09

08

07

06

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004