شعار الموقع (Our Logo)

 

 

هناك "لص بغداد" جديد على الشاشة, لكن ليس الفيلم الفانتازي الذي يسلي ويمتع ويتحدث عن الأمير أحمد, راكب الحصان الطائر. الفيلم الجديد مأخوذ عن "الديكتاتور العظيم" لشارلي شابلن, لكنه ليس الفيلم الكوميدي الذي يلعب فيه تشابلن دور هتلر. ثم هناك فيلم يأخذك من تكساس الى كابول لكن الرحلة ليست سياحية بل سياسية.

كل هذه الأفلام وغيرها تهيمن على الدورة الـ54 لمهرجان برلين السينمائي عاكسة مزيداً من المواقف السياسية المناهضة لما في "الأجندة" الخاصة بالبيت الأبيض ورئيسه. بعض الأفلام يسعى الى إعادة الإعتبار لأولئك الذين ناهضوا سياسات أميركا علناً, كما في شريط عن تشي غيفارا. بعضها الآخر يعيد طرح السؤال عمن هو الإرهابي؟ ما هي صفته؟ ومن هو الأجدر بحمل هذا اللقب الشهير؟ لكنها جميعاً تبدو كما لو كانت صوت الناس ضد جورج بوش وسياسته.

في السابق كانت الأفلام المنتقدة للوضع في الدول الشيوعية تتسلل الى مهرجان برلين وتحتمي به. في السنوات الأخيرة, باتت الأفلام التي لديها ما تقوله عن سياسة الغرب عموماً والولايات المتحدة خصوصاً, تلجأ الى هذا المهرجان لتطرح ما تريد كشفه او نقده. في الحالين لم تبتعد السياسة يوماً عما يختاره مهرجان برلين. و لم يختلف الوضع هذه السنة.

في المسابقة الرسمية يتحدث جون بورمان عن صفة الإرهابي في فيلمه الجديد "وطن جمجمتي" مع سامويل ل. جاكسون و(الفرنسية) جولييت بينوش: أهو المطالب بحريته ام السلطة القامعة لتلك الحرية؟

المخرج الكرواتي فينكو بريشان يقدّم في فيلمه الجديد "شاهد عيان" الحرب الأهلية بين الصرب والكروات ويغوص فيها, ليبين اذا كان الطرفان وقعا في فخ الجهات الخارجية. ويتحدث السويدي يورن رونج في "انبلاج يوم" عن حال حصار يشعر بها زوجان سويديان حيال "غزو المسلمين" حياتهما العامة, لكنهما يتوقفان خصوصاً امام حال القطيعة التي يلجأ اليها الغربيون الذين لا يعرفون سبل فهم الآخر ويرون المهاجرين كخطر اجتماعي.

والإسلام طرف في الحياة الجديدة لبريطانيا كما يراها المخرج العريق كن لوتش في فيلمه الجديد "قبلة ولع". اما بيتر مولان فيدقق في الحياة الفيتنامية بعد سنوات الحرب ليكتشف جروحاً تحت الجلد الفييتنامي في "بلاد جميلة".

لص وديكتاتور!

خارج المسابقة يصبح وقع الحرب والارهاب وتداعياتهما أكثر ضراوة. مخرجون جدد يؤكدون أن المناخ السياسي يفرض عليهم توجهاتهم المختلفة. ففي "تكساس - كابول" تقوم المخرجة التسجيلية الألمانية هيلغا رايدمايستر برحلة تبحث فيها عن "المنطق في زمن الحروب". فتكتشف شبهاً بين حال المدن الألمانية بعد الحرب العالمية الثانية وحال المدن الأفغانستانية بعد الغزو الأميركي. ومع شعورها العميق بالأسى لمأساة 11 ايلول (سبتمبر) تسأل هل كانت مبرراً للسياسات العسكرية اللاحقة.

سيتكي جالنجي المولودة في امستردام استعارت في "الجنرال" فكرة فيلم شابلن السياسي المحكم عن الديكتاتور, كمحطة انطلاق لانتقاد العبث السياسي والعسكري الاميركي بعد 11 ايلول وتستشف في العزف على أوتار الوطنية ممارسة اتقنتها اي فاشية سابقة.

اما المخرجة دايان نروين فتسلك درباً مختلفاً منطلقة ايضاً من فيلم قديم هو "لص بغداد" لاعبة على الرموز خصوصاً في كلمة "لص", اذ تبحث في الحرب الأميركية على العراق عما وراء الشعارات الكبيرة لتجد أن البترول هو المبرر الخفي الأهم في اللعبة.

وفي غياب صارخ للسينما العربية عن طرح اوضاع العرب, يبرز الآخرون, بالامس أوليفر ستون في "شخص غير مرغوب فيه" عارضاً معاناة الفلسطينيين, واليوم جيمس ميلر في فيلم عنوانه "موت في غزة" الذي يروي فصلاً من حياة ثلاث أولاد فلسطينيين, أحمد ومحمد ونجلاء, يعيشون على حافة الخطر ويراقبون الجرافات الاسرائيلية وهي تهدم البيوت وتحفر في الأرض ويصنعون من مشاهداتهم الأفق الضيق لمستقبلهم. رويداً رويداً يتعرّف الفيلم على معنى "الجهاد" و"الشهادة" في سبيل وطن... فهم ميلر حقيقة الوضع, كيف لا وقد قتله الجنود الاسرائيليون خلال تصوير فيلمه؟

جريدة الحياة في  9 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

عالم ما بعد 11 أيلول في مهرجان برلين:

أفلام تجول كابول وبغداد وتتوقف في غزة

محمد رضا

مقالات ذات صلة

مهرجان برلين: افتتاح بارد لفيلم “جبل بارد

عالم ما بعد 11 أيلول في مهرجان برلين

المخرجين الجدد بين الخيال العلمي والواقع المأساوي

لائحة الفائزين بجوائز مهرجان برلين الرابع والخمسين للسينما

حضور طاغ للنساء في مهرجان برلين السينمائي

تشارليز ثيرون أحسن ممثلة في مهرجان برلين السينمائي

الفائز بدب برلين الذهبي يأمل اندماج الاتراك في المجتمع الالماني

في "برلين": انقسام بين النقاد حول الأفلام التي تستحق الجوائز

في مهرجان برلين: لم يفز أي فيلم أميركي كما كان متوقعا