شعار الموقع (Our Logo)

 

 

قررت نيكول كيدمان عدم حضور الدورة الرابعة والخمسين من مهرجان برلين السينمائي الدولي الكبير الذي افتتح الخميس الماضي ويستمر لمدة 10 أيام، في رسالة تلقتها إدارة المهرجان من سكرتيرتها تقول نيكول انها كانت تود لو حضرت، لكن ظروف عملها تمنعها حاليا. ورد المهرجان برسالة شكر فيها الممثلة على رسالتها تلك وأبدى أسفه لعدم حضورها.

الفيلم الذي كانت ستحضر الممثلة من أجله هو “جبل بارد”، أحد الأعمال الامريكية الأبرز في الأشهر الثلاثة الأخيرة المشترك في مسابقة الأوسكار مع بطلته ومع مخرجه انطوني منجيلا كما في قسم أفضل فيلم. وهو ايضا الفيلم الذي أخفق في تسجيل انتصار جدير واحد في حفلات الجولدن جلوب في الشهر الماضي باستثناء جائزة واحدة للممثلة رنيه زلويجر عن دورها كممثلة مساندة. وهي -في الحقيقة- من أضعف حلقات الفيلم او عناصره، لكن أعضاء “جمعية مراسلي الأجانب في هوليوود”، المانحين للجوائز المذكورة ليسوا بدورهم معصومين عن مثل هذه الأخطاء.

جمهور برلين احتشد من دون طائل يذكر، لكن بريقا من الشخصيات السينمائية مر من أمامه: المخرج انطوني منجيلا، الممثل فيليب سايمور هوفمان، الممثل برندان جليسون، رئيسة لجنة التحكيم الممثلة فرنسيس مكدورماند، المخرجة الإيرانية وعضوة لجنة التحكيم سميرة مخملباف والممثلة الفرنسية فاليرا بروني تاديشي. حسب شاهد عيان، هؤلاء تصرفوا كأعضاء لجنة تحكيم فعلا: لقد مرّوا سريعا وباستثناء مكدورماند لم يلقوا نظرة واحدة على الجمهور المتهافت.

هذا الحشد والرغبة في مطالعة وجوه الممثلين والممثلات لا يصل في برلين الحد الذي يصله في “كان”. في الحقيقة “كان” هو أكثر المهرجانات الدولية الرئيسية احتواء لتقليد الجمهور المحتشد الذي تراه متوزعا عند مداخل الفنادق كما عند مدخل قصر العروض. لكن برلين يطرح نفسه كمهرجان أكثر جدية من المهرجان الفرنسي. يكفيه أن الأفلام التي تعرض فيه ليست من تلك التي اشترتها شركات توزيع محلية وستعرض في الصالات التجارية بعد أيام او أسابيع. اللعبة هناك هي أن المهرجان الفرنسي تعامل أكثر من اللازم مع ما توفره شركات التوزيع الفرنسية من أفلام عالمية. ينجز المخرج فيلمه. يستلمه المنتج ويذهب به الى باريس حيث يجد له بيتا فرنسيا يأوي اليه. هذا البيت الفرنسي، شركة توزيع عادة وقد تكون شركة انتاج او حتى شركة مهمتها ترويج الفيلم، تتقدم بالعمل الى “كان”.  هنا في برلين ما زالت الأمور تتم بعيدا عن المصالح التجارية. لذلك فالفيلم الكوري يبدو كوريا حقيقيا كذلك السويدي أو البريطاني أو الصيني.

وهناك أكثر من 300 فيلم في المسابقة وخارجها لكي يشعر المرء بعالمية هذا المهرجان، او -اذا أراد- بغربته في وسطه. الى جانب المسابقة الرسمية التي تحتوي على أكثر من نحو 26 فيلماً، هناك 62 فيلماً في البانوراما ونحوها في “الفورام” ونصف ذلك في تظاهرة “السينما الألمانية الجديدة” ثم أكثر  من 150 فيلماً معروضاً في تظاهرات أصغر من تسجيلية وروائية، قصيرة متوسطة وطويلة. اما في سوق المهرجان فمن الصعب الإحصاء، اي شركة توزيع طامحة لبيع منتجاتها تحضر معها صندوقا من أعمالها على الفيديو وهذا لا حصر له.

المسلمون قادمون!

“جبل النار” استقبل بتفاوت شديد. هناك بالطبع من أحب الفيلم الامريكي الذي افتتح الدورة بأحد أكثر مشاهد الحرب تأثيرا في السنوات العشرين الأخيرة. المشهد الذي يفجر فيه الجيش الفيدرالي محيط معسكر للجيش الجنوبي في الحرب الأهلية الامريكية سنة 1860 ثم الهجوم الكبير الذي تصدى له جيش الانفصال حين التحم الفريقان في معركة يدوية من نوع  يا قاتل يا مقتول.

بطل الفيلم  (جود لو) ينفذ من الحالتين ويخرج جريحا لكنه يهرب من المستشفى قاصدا حبيبته نيكول كيدمان التي وعدها بالعودة اليها كما وعدته هي بالعودة اليه. انه هنا ما بدأ شعور النصف الآخر من المشاهدين  بالفيلم يفتر معتبرين أن قصة الفيلم وشخصياته ليست عميقة بما يكفي للإعجاب كثيرا بفيلم أخرجه انطوني منجيلا، صاحب “المريض الإنجليزي”.

أول فيلم يعرض من أفلام المسابقة هو “انبلاج يوم”، فيلم سويدي ليورن رونج حول ثلاث قصص تبدأ في الصباح وتنتهي في صباح اليوم التالي.

القصص الثلاث لا علاقة لأي منها بالأخرى، باستثناء لحظة عابرة يلتقي فيها شخصياتها في ظرف عابر. هذا يعني أن منوال المخرج اعتمد الانتقال ما بين القصص الثلاث في مناسبات حددها بنفسه.

“انبلاج يوم” يتحدث عن امرأة في الخمسين مريضة بدافع الانتقام من زوجها السابق الذي طلقها بعدما تعرّف على فتاة أصغر منها. تقتحم بيته وتهدد حياته وحياة غريمتها. ايضا عن الجرّاح الذي يخسر عمله بعدما كان باع منزله الرائع على إحدى البحيرات وهو ايضا اعتاد خيانة زوجته الصبورة. يعود اليها نصف نادم ويستقبل في الليل زميلا له وصديقته.

هذا الزميل خلف الجرّاح في منصبه واشترى بيته ايضا. عند الفجر يعترف الجرّاح لزوجته بعلاقاته ويحاول الهرب منها بسيارته، لكنها تتبعه وابنها بسيارتها. القصة الثالثة هي لذلك البنّاء الذي يفضل العمل على رعاية زوجته وابنته ويكاد يخسرهما. لكن أغرب ما في هذه القصة أنه يدعى لبناء جدران عند كل نافذة وباب لأحد المنازل “.... ليس خارج المنزل، بل من الداخل” كما يقول له صاحب البيت.

الفكرة هي أن صاحب البيت وزوجته قررا سد سبل الخروج من بيتهما ولديهما مؤونة لسبع سنوات. السبب يتولاه صاحب البيت حين يقول: “حاول مسلم دخول البيت عنوة لسرقته” ولاحقا ما نكتشف أن مسلماً نيجيرياً هو الذي فاز بقلب ابنته الوحيدة ما حمل الرجل وزوجته على قرار العزلة تلك. حسب تصوّر هذا الرجل، والفيلم يصوّره مريضا، المسلمون قادمون من الباب او من النافذة ... لكن قادمون.

جريدة الخليج في  8 فبراير 2004

كتبوا في السينما

 

مقالات مختارة

جوسلين صعب:السينما التسجيلية تمنح رؤية نافذة للاحداث

ناصر خمير: أفلامي حلم... وعندما تحلم تكون وحدك

بسام الذوادي ـ لقاء

      مهرجان البندقية.. يكرم عمر الشريف

      برتولوتشي: لقاء

رندة الشهال: أهل البندقية يحبونني

آسيا جبّار عبّرت عن الهواجس الدفينة للمرأة

تاركو فسكي: بريق خافت في قاع البئر

 

 

الخليج في مهرجان برلين السينمائي:

افتتاح بارد لفيلم "جبل بارد"

محمد رضا

مقالات ذات صلة

مهرجان برلين: افتتاح بارد لفيلم “جبل بارد

عالم ما بعد 11 أيلول في مهرجان برلين

المخرجين الجدد بين الخيال العلمي والواقع المأساوي

لائحة الفائزين بجوائز مهرجان برلين الرابع والخمسين للسينما

حضور طاغ للنساء في مهرجان برلين السينمائي

تشارليز ثيرون أحسن ممثلة في مهرجان برلين السينمائي

الفائز بدب برلين الذهبي يأمل اندماج الاتراك في المجتمع الالماني

في "برلين": انقسام بين النقاد حول الأفلام التي تستحق الجوائز

في مهرجان برلين: لم يفز أي فيلم أميركي كما كان متوقعا