بعد مرور 18 عاما على حصول الفيلم الألماني " الوطن الأصلي" بجائزة مهرجان السينما الدولي " برليناليه" ويقام سنويا في برلين ، فاز بها هذه المرة مخرج تركي من أصل ألماني ، حيث اختارت لجنة التحكيم في المهرجان 54فيلم المخرج فاتح أكين ليفوز بالدب الذهبي وهو بعنوان " ضد الجدار". ويتحدث عن قصة شابة تركية (جهيت) وتلعب دورها الممثلة التركية بيرول اونيل في مدينة هامبورغ ، تفشل من التخلص من حياتها بسبب قسوة والديها عليها فتتفق مع الشاب التركي (سبيل) ويقوم بدوره الممثل التركي أيضا سيبل ككيلي على عقد زواج صوري فهذه أفضل الفرص لتركها البيت. فيستأجران شقة صغيرة ويعيش كل واحد على هواه. فتمضي جهيت حياتها تنتقل من عشيق إلى آخر محاولة التمتع بحريتها الكاملة . لكن الغيرة تأكل قلب زوجها "على الورق" فيعود إلى تفكيره كرجل ويقتل أحد عشاقها فيكون مصيره السجن . في هذه الأثناء تشعر بأنها تميل إليه لكن الوقت يكون قد فات فتقرر العودة إلى وطنها إسطمبول. وأراد المخرج التركي من فيلمه أن يعود إلى جذور المشاكل التي يتعرض لها الجيل الثاني من المهاجرين والصراع الدائم بين تقاليد الوالدين والمحيط الغربي الذي يشكل لهم واقع لا يمكن الهروب منه. وصوتت لجنة التحكيم بالإجماع على فيلم المخرج التركي كما سجل حضورا كبيرا للمشاهدين حيث كان يعرض يوميا كما كل الأفلام المنافسة في دور السينما البرلينية. وتقاسم جائزة الدب الفضي كل من الممثلة من جنوب إفريقيا شالز تيرون لفيلمها الأمريكي " الوحش" من إخراج بتي دنيكسن ويروي قصة جزء منها حقيقة كما قالت المخرجة عن امرأة سحاقية تقتل العديد من الرجال. والممثلة الكولومبية كاتالينا سندينو مورنو للفيلم الكولومبي – الأمريكي المشترك " ماريا لها كل العفو" من إخراج جوشاو مارتسيون . وتدور أحداثه حول فتاتين تبحثان عن السعادة عبر تعاطي المخدرات. وكان الفيلم الأخير قد نال جائزة فرعية لمهرجان السينما " برليناليه". وكأفضل ممثل تم اختيار دانيال هندلر من الأورغواي لدوره في الفيلم الأرجنتيني" القبلة الضائعة" ، كما حصل مخرجه دانيال بورمان على جائزة تقديرية من لجنة التحكيم . ويروي الفيلم قصة أول لقاء لشاب من مدينة بونيس ايرس مع والده الذي هاجر منذ زمن إلى إسرائيل . وذهبت جائزة الدب الفضي إلى افضل صانع للأفلام وهو كيم كي دوك لفيلمه " ساماريا". وكأفضل عمل من النواحي الفنية حصل فريق الفيلم السويدي " الفجر" للمخرج السويدي بيورن رونغ على جائزتي الدب الفضي والملاك الأزرق وهي جائزة إضافية تقدم في المهرجان لتقدير النواحي الفنية السينمائية. ولأول مرة منذ عقود لم يحصل فيلم أمريكي في مهرجان برلينيه على جائزة رغم الضجيج الإعلامي الذي رافق فليمين وهما " الجبل البارد" للممثلة نيكول كيدمان و" مدينة العقل" للممثلة جوليت بينوشيه. لكن في الوقت نفسه برز وبشكل كبير الفيلم الأمريكي "القطع الأخير" من إخراج الشاب اللبناني عمر نعيم حيث حصد انتقادات إيجابية خاصة وأن قصته تناولت جانبا مهما عن مدى سيطرة التقنية المتطورة على حياة الإنسان لتصبح رهينة لها. موقع "إيلاف" في 15 فبراير 2004 |
برتولوتشي: لقاء |
في مهرجان برلين السينمائي: لم يفز أي فيلم أمريكي كما كان متوقعاً الدب الذهبي لفيلم مخرجه تركي مغمور إعتدال سلامة |