جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

صورة الغرب في السينما المصرية:

معالجات فردية وأحكام مسبقة محكومة بنظرية المؤامرة

بقلم علاء الحمارنة

ترجمة يوسف حجازي

 

تظهر أوروبا كمنطقة صديقة، تشبه ثقافتها الثقافة العربية، تتجلى صورة الولايات المتحدة الأمريكية كحصن لـ "الغريب"، بلد ذو قيم وعادات لا يقبلها الجمهور العربي ببساطة. عرض "الآخر" في السينما المصرية ظاهرة نادرة. يقوم الباحث علاء الحمارنة بتحليل أربعة أفلام مصرية تدور قصصها في دول أوربية مختلفة وفي الولايات المتحدة الأمريكية، يبرز من خلالها الاختلاف الكبير في عرض أوروبا وأمريكا.

عرض "الآخر" في السينما المصرية ظاهرة نادرة، بإستثناء حالات قليلة، مثل أفلام تتناول الحرب والجاسوسية، حيث يتعلق الأمر بجنود أجانب وإسرائيليين، أو في الأفلام "الوطنية" التي تتناول موضوع التحرر من الإستعمار وبناء الدولة في زمن حكم جمال عبد الناصر وتتعرض للأجانب المقيمين في مصر من إيطاليين وبريطانيين وفرنسيين.

ويقتصر عرض أمريكا وأوروبا، في أقصى الأحوال، على دور الخلفية المشهدية و/أو ساحة النشاطات التجسسية وقصص الحب ورحلات شهر العسل.

بناء على ما سبق، تتخذ الأفلام التي تتناول موضوع المهاجرين أهمية خاصة، لأنها تعرض الإحتكاك المباشر والتفاعل بين مصريين وأجانب من ثقافات أُخرى، ولأنها تشكل وسيطاً للمتفرجين يمكنهم من إلقاء نظرة على الثقافة الأجنبية والفضاء المعيشي وطريقة حياة "الآخر" „Lifestyle“.

ولأنها تشرح رؤية صنّاع الأفلام أنفسهم وكذلك تأويلهم "للآخر"، وهؤلاء يكوِّنون جزءاً مهماً وفاعلاً من النخبة المثقفة: وأخيراً تساعد هذه الأفلام على خلق صور نمطية عن "الأجنبي" لدى المصريين والمتفرجين العرب بداية، لكن أيضاً على تغييرهذه الصور لاحقاً.

إزدواجية الصورة

أثناء تحليل أربعة أفلام تدور قصصها في كل من رومانيا (أمريكا شيكا بيكا، لخيري بشارة، 1993) وفرنسا (المدينة، ليسري نصرالله، 1999) وهولندا (همّام في أمستردام، لسعيد حميد، 2001) وفي الولايات المتحدة الأمريكية (هالو أمريكا، لنادر جلال، 2000)، يبرز الإختلاف الكبير والواضح في عرض أوروبا وأمريكا.

فبينما تظهر أوروبا كمنطقة صديقة، تشبه ثقافتها الثقافة العربية، تتجلى صورة الولايات المتحدة الأمريكية كحصن لـ "الغريب"، بلد ذو قيم وعادات لا يقبلها الجمهور العربي ببساطة.

باريس – بوخارست – القاهرة

الرسالة التي تحملها الأفلام عن أوروبا أن هناك معنى عملي في الحياة اليومية لقيمٍ من نوع التضامن والإخلاص والصداقة والضيافة والإنفتاح الثقافي مازالت موجودة، وتشكل جزءاً ثابتاً من طريقة الحياة الأوروبية المعاشة، بغض النظر عن الدولة، ولا فرق هنا بين المدينة أو القرية.

يتقبل الفلاحون الرومان المهاجرين المصريين بنفس الإيجابية واللطف الذي يتقبلون به المشرد الباريسي أو الممرضة الفرنسية أو رجل الأعمال الهولندي. الشخصيات السلبية التي تحاول في أوروبا الإحتيال على المهاجرين الجدد هم مهاجرون عرب آخرون من أقارب وسارقين ومهربين "متغربنين".

"الناس هنا في رومانيا يشبهوننا تماماً، فلاحون كالمصريين"، كما تقول إحدى الشخصيات في فيلم خيري بشارة. "باريس كالقاهرة تماماً"، يكتب بطل "المدينة" في رسالة لصديقه في مصر.

نظرية المؤامرة في السينما

الشخصية الأوروبية السلبية في فيلم "همّام في أمستردام" هو إسرائيلي يهودي يعلن ببساطة أن الأهرامات يهودية، ويسعى جاهداً لتنغيص حياة المهاجرين. وتعكس هذه الكليشيهات السلبية للمهاجرين العرب ولليهود الأوروبيين حالة التشكك العامة من هؤلاء في المجتمعات العربية.

فيقدَّم المهاجرون العرب على أنهم مجرمون أو أفراد خسروا قيمهم الحضارية الوطنية وفقدوا الإهتمام بقضايا شعوبهم. الجدير بالملاحظة في فيلم سعيد حميد، أن اليهودي هو إسرائيلي وليس أوروبي.

وهذا تدخُّل درامي فني يهدف لتوضيح إرتباط المسألة هنا بالصراع العربي الأسرائيلي وليس بصراع أكبر بين العرب/المسلمين واليهود. وهذا مثير أيضاً إذا ما علمنا أن الفيلم قد صنع في السنة الأولى من الإنتفاضة الثانية.

العرب والإرهاب

"لماذا أخبرتهم: إننا عرب؟" هي إحدى الجمل الأولى لـ "عادلة" بُعيد خروجها من الطائرة التي حطت بها في نيويورك. يغادر ركاب الطائرة الأمريكيون مذعورين لدى سماعهم أن زوجين عربيين على متن الطائرة.

يشتبه بالزوجين على أنهما إرهابيان منذ اللحظة الأولى. ويعاقبان بدايةً بتجاهلهما، ليتحول العقاب إلى إهانتهما فور وصولهما. تُصَوَّرْ الولايات المتحدة الأمريكية كدولة يحكمها الإجرام والاضطهاد والبرودة الاجتماعية والتعصب الديني والمثلية الجنسية والمكائد السياسية، حيث يتحكم رأس المال بمجريات الحياة اليومية.

بهذا يكون فيلم "هالو أمريكا" من ناحية كوميدي يتجلى فيه الفرق بين طريقة الحياة المصرية والصور النمطية المصرية عن طريقة الحياة الأمريكية “American way of life”. إذ تختزل الثقافة الأمريكية من ناحية على الأوجه السلبية التي نراها في أي فيلم من الدرجة الثالثة من إنتاج هوليود وتختزل كذلك على فكرة التقوقع في الدول العربية.

ومن ناحية أُخرى يعكس الفيلم الشك الذي يواجِه به المثقفون المصريون السياسة والديمقراطية الأمريكيتين. وهناك سعيٌ لتسليط الضوء على دور وسائل الإعلام والفساد في النظام السياسي الأمريكي.

صورة المهاجر العربي

يقدَم المهاجر العربي بصورة سلبية، تماماً كما في "همّام في أمستردام"، على أنه زوج فاقد للقوة في عائلة مزدوجة القومية: شخص ضعيف عاجز عن أن يبني قناعات له، وممارساته تشبه دور المرأة التقليدي في العائلة، هادئ ومستكين.

ومن المثير للانتباه بالرغم من هذا الدور التقليدي، أن الزوج هو الطرف الأضعف دائماً في العائلات ذات الزواج المختلط المصري/غير المصري. ويحتل تحرر المرأة مساحةً مهمةً في السينما المصرية "المتجهة نحو الغرب"، وهو في ذات الوقت جزء من معضلة كبيرة معقدة تتضمن سؤال النوع الإجتماعي (Gender) والجنوسة(Sexuality) .

تقدَم النساء المتحررات والمثليون الجنسيون على أنهم خطر على نظام القيم المصري-العربي وعلى أنهم جزء لا يتجزء من ثقافة "الآخر" ومن مجالها الحيوي. تتصرف إبنة المهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية بشكل غير أخلاقي.

فهي على علاقة بصديق، ووالدها يتصرف ايضاً بشكل مناف للأخلاق، لأنه يتسامح مع هذه العلاقة، ولو أنه واقعٌ تحت تأثير زوجته الأمريكية كما يرينا الفيلم.

تلعب الممثلة المصرية المحبوبة شويكار في فيلم "أمريكا شيكا بيكا" دور مومس تهاجر بحثاً عن حياة أفضل لها ولإبنتها. تحط رحالها في رومانيا لتجد نفسها وسط جالية كبيرة من المهاجرين الذين أوقع بهم المهربون كما أوقعوا بها.

بلا مال ولا طعام ولا طبابة تبدء ببيع جسدها لتحصيل المال اللازم لتشتري لإبنتها الطعام ولكن أيضاً للمهاجرين الذكور العجزين عن الخروج من هذا الوضع بقدراتهم الذاتية. يحتقرها ويحترمها المهاجرون أقرانها، يحترمونها لقدرتها على التغلب على الأزمات ويحتقرونها بسبب ماضيها.

يعرَض التحرر على أنه مشكلة الرجال، الذين عليهم أن يتأقلموا مع التغييرات، وعلى أنه مسألة أخلاقية وقيمية، ولكن ليس مسألة حرية شخصية وعدالة إجتماعية.

أما المثلية الجنسية فتعرَض على أنها تهديد علني لرجولة المهاجرين العرب، وصفة سلبية كثيراً ما تلازم "الآخر" (كما بدى في ثلاثة لقطات في "هالو أمريكا") أو كعنصر إيروتيكي في فيلم "المدينة" يظهر منتمياً للقاهرة ويختفي ببساطة بعد الهجرة. على كل الأحوال لا تحتل هذه المسألة مساحة كبيرة في حياة المهاجرين.

سؤال الهوية

تلعب مسألة الهوية الفردية والجمعية في المهجر دوراً مهماً في الأفلام الأربعة. يتعدى تأثير الهوية الجمعية المصرية والعربية إلى أبعد من العائلة بكثير، وتكوَّن عنصراً مشكلاً للهوية قوياً داخل المجموعة، وكذلك عنصراً فاصلاً للمقابل "الآخر".

"نحن مصريون وعرب" هو جواب أحدهم على إستفسار إمرأة رومانية عن جنسيتهم. وتلعب القضية الفلسطينية دوراً مركزياً في الهوية العربية: في لقاء فرضي بين رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وأحد المهاجرين المصريين (مثّل الدور النجم السينمائي المصري عادل إمام) يطالب المهاجر الرئيس بتحرير الفلسطينيين والقدس.

كذلك الأمر بين همّام وزميله الإسرائيلي حيث تشكل القضية الفلسطينية جوهر الصراع بينهما. يعاني الفلسطينيون في "المدينة" أكثر من المهاجرين غير الشرعيين الآخرين لأنهم يفتقدون لوطن يمكنهم العودة إليه. تُظهِر الأفلام أن"الآخر" لا يعي وجود العربي و/أو مصيره إلا إرتباطاً بهجرة العربي إلى "الغرب".

الهوية والذاكرة

تقع الهوية الفردية تحت وطأة إمتحان قاس. سعيد حميد هو الوحيد الذي يمنح أبطاله فرصة النجاح وإمكانية بناء حياة سعيدة وأن يحافظوا على هذه السعادة. بينما يعيد المخرجون الثلاثة الآخرون "أبطالهم" إلى الوطن، بعد أن كان عليهم أن يخوضوا تجربة سيئة في الغرب.

يدفع يسري نصرالله في فيلمه بصاحب الدور الأهم لفقدان هويته: إذ يعاني الآخير من فقدان ذاكرته في باريس، حيث يفقد أيضاً كل أوراقه الثبوتية. ولا يسترجع هذا ذاكرته إلا حين يعود إلى مصر. يرمز فقدانه التام لذاكرته لفقدانه ماضيه وحاضره وهويته في آن معاً. يُخيّر المهاجر بين بقائه في فرنسا بإعتباره "لا أحد" أو بالعودة إلى وطنه ليجد نفسه ثانيةً.

الوطن – الغربة – الحرية

هذا الموقف السلبي للغاية من الهجرة، يعود لفهمٍ محددٍ للحرية ولتحقيق الذات، ويتجلى في جملة "باريس مثل القاهرة تماماً"، إنها ليست مسألة جغرافيا ولا إقتصاد، بل أنها قضية شخصية محضة، ولكن الممثل يتابع قائلاً:

"لكن الناس هنا [في باريس] يستطيعون التعبير عن آرائهم بحرية، يتظاهرون بلا خوف من أن يتعرضوا للضرب". هل من الممكن أن يلعب غياب الحرية الشخصية والجمعية دوراً مهماً في إتخاذ قرار الهجرة؟ وهذا ليس في القاهرة فقط.

حقوق الطبع قنطرة 2005

_______________________

د. علاء الحمارنة، أستاذ مساعد في مركز أبحاث العالم العربي، قسم الجغرافيا في جامعة ماينتس الألمانية.

موقع "قنطرة" في 3 مارس 2005

السينما العربية:

هل ستحدد سينما المؤلف مستقبل السينما العربية؟

بقلم ستيفاني سورِن

ترجمة رائد الباش 

مشهد من فيلم "علي زاوا" للمخرج المغربي نبيل عيوش في السينما العربية بدأ يترسخ شكل جديد هو ما يسمى ب(سينما المؤلفين العربية). وتمتاز أفلامهم بطابعها الشخصي وبالأصالة، سواء من حيث اختيار موضوعاتها أو من حيث الأسلوب. فهل ستحدد هذه الأفلام مستقبل الفيلم العربي؟. تقرير ستيفاني سورِن

أثنى النقّاد مؤخرًا وبكثير من المديح، في مهرجانات سينمائية عالمية، على مخرجين عرب مثل المخرج السينمائي نبيل عيوش (وهو المخرج المغربي الأول الذي رُشّح لنيل جائزة أوسكار Oscar) أو اللبناني غسان سلهب. ومثل هذا المديح ينطبق على عدد لا يستهان به من المخرجات.

تُظهر أفلام هؤلاء المخرجين والمخرجات قاسمًا مشتركًا: فهذه الأفلام أصيلة وشخصية. وينطبق هذا على اختيار موضوعاتها، وكذلك على أسلوب إخراجها السينمائي. وهي تتخلى بوعي عن المزاعم السياسية المتعلقة بمسائل وطنية أو عالمية. إذن هي تتخلى عن المزاعم التي كانت تُـميِّز ما يسمى بالمدرسة "الواقعية" في السينما العالمية.

"عود الريح" ومعنى الحياة

إن الشريط المغربي "عود الريح" هو فيلم طريق سينمائي. إذ أنه يروي قصة رجلين من جيلين مختلفين، يسافران عبر المغرب. ويبحثان في الطريق عن الشيء الوحيد المهم لهما: عن معنى الحياة.

يعتبر "عود الريح" الذي قام بتصويره المخرج المغربي داوود أولاد سيد، بمثابة مثال نوعي لسينما المؤلفين العربية التي تعد بالكثير. يدور كل شيء في هذا الشريط حول الإنسان، حول مشاكله وتجاربه؛ ومن منظور شخصي جدًا. كما أن المسائل التي يتحتم على أبطال الأفلام أن يعالجوها، هي مسائلهم الخاصة، وليس من الواجب بأي شكل أن تعكس المشاكل الاجتماعية في بلدانهم.

تحظى الأفلام التي تنتجها سينما المؤلفين العرب بثناء النقاد الغربيين، وذلك قبل كل شيء بسبب تخليها بوعي عن هذا التحليل الاجتماعي. وبدلاً عن ذلك يقوم صانعو الأفلام بوضع تجاربهم الشخصية في موضع الصدارة، كما أنهم يبتعدون بهذا عن الرسائل السياسية المناطة بمسائل عالمية.

لقد كانت أفلام المرحلة الـ"واقعية" في التسعينيات مختلفة تمام الاختلاف. إذ كان المخرجون الناجحون - مثل المخرج المصري يوسف شاهين - يستخدمون هذه الوسيلة الإعلامية، من أجل إدانة الظلم الاجتماعي والمادية.

تلاحظ الدكتورة فيولا شفيق، مدرِّسة علوم السينما في الجامعة الأمريكية في القاهرة، لدى الجيل الجديد من صانعي الأفلام، توجهًا نحو تصوير العلاقات والتطورات الشخصية:

"من الواضح أن هذا الجيل من المخرجين قليلاً ما ينشغل بالتراث وبما يعتبر "مُـميِّزًا للعرب"، فهو يطلعنا بدلاً عن ذلك على صورة الجيل الجديد من الشباب العربي، على متطلباته وثوراته الصغيرة".

وأكثر ما تمت ملاحظته في مهرجانات سينمائية في برلين وكانّ وفينيسيا هو اختيار موضوعات هذه الأفلام التجريبية وأسلوب إخراجها السينمائي. كما يشاد بهذه الأفلام من قبل بعض النقاد باعتبارها الصوت المعبر عن عالم عربي جديد أُعيد تشكيله.

إنعكاسات التصورات الغربية عن بلاد العرب

لكن هذه الأفلام لا تشكل إلاّ جزءًا صغيرًا من الثقافة العربية - مثلما تؤكد د. فيولا شفيق : "ربما تكون هذه الأفلام التي يبدو أنها تمثل الثقافة العربية ككل، أقرب إلى صدى ما يحب الناس في الغرب رؤيته. تتعارض مع ذلك أفلام تنتج بنسبة ضئيلة، وكثيرًا ما تكون تافهه للغاية وأحيانًا متخلفة أيضًا؛ بيد أن وجهًا آخر لهذه الأفلام يظهر ما يتمناه الكثيرون من الناس في البلاد العربية ويحتاجونه".

افتقار سوق السينما العربية للعمل المشترك

يعتمد الكثيرون من صانعي الأفلام الشباب العرب على الأموال التي تقدمها منظمات غربية. ففي آخر الآمر يبقى المال محور كل شيء. كما أن الأفلام التي تنتج في البلاد العربية ليست على ذلك المستوى من الاستقلالية والخصوصية العربية مثلما يمكن لها أن تكون- على حد قول الممثل المصري المعروف محمود حميدة:

"لا يوجد عمل مشترك صحيح في داخل السوق العربية. فهكذا لا تعرض أبدًا في المغرب مثلاً أفلامًا مصرية. إن سوق الأفلام هنا هي مجرد فوضى، ولهذا السبب من السهل تفسير سهولة النجاح الذي يحققه قطاع سينمائي عالمي قوي في توطيد قدمه هنا".

فهكذا لا تمثل سينما المؤلفين العربية إلاّ جزءًا صغيرًا جدًا من كل الثقافة السينمائية العربية وكثيرًا ما لا تصل هذه الأفلام إلى الجمهور الواسع في البلاد العربية. إن الأفلام التي تجاري التفكير العادي والشعبي هي تقليدية جدًا في مستوى تأثيرها. فالموضوع الرئيسي فيها يتكون من التناقض بين الفقراء والأغنياء.

حتى وإن بدت هذه الأفلام مبتذلة وإن أنفها النقاد الغربيون في أغلب الأوقات، فهي تقدم منبرًا لخوض المناقشات في داخل المجتمع العربي- مثلما تقول د. فيولا شفيق:

"تعالج في هذه الأفلام االشعبية أسئلة حول دور المرأة وحول الأنوثة، وذلك على الرغم من أن هذه الأفلام تبدو متخلفة جدًا. فهكذا أولعت النجمة الشهيرة نادية الجندي بنفسها، في أفلام الإثارة التي تؤدي فيها دور امرأة قوية مستقلة تواجه الرجال بكيد أنوثي؛ وكثيرًا ما تلام ناديا الجندي على ميولها المبتذلة".

كما يمتاز الفيلم العربي بكثرة تباين عناصره وخواصه وبكثرة وجوهه، فهو لا يتحدد بسهولة في اتجاه عام كالاتجاه الذي لدى سينما المؤلفين العربية. ولا تكفي مشاهدة الأفلام التي تعرض في كانّ من أجل التعرف على ما هو شعبي في السينما العربية. لذلك ينبغي بالمرء الذهاب إلى دور السينما في مصر ولبنان والمغرب.

حقوق الطبع دويتشه فيلّة

موقع "قنطرة" في 25 مايو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السابق

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
أعلى