موضة الهجوم عليها فى السنوات الأخيرة
أحمد عطا |
منذ قيام ثورة يوليو حتى الآن عبرت السينما المصرية إيجابا،ً وفى الأغلب الأعم سلباً، عن الدور المحورى لهذه الثورة.. فأنتجت مجموعة من الأفلام السينمائية التى أوضحت أسباب قيام الثورة منها أول هذه الأفلام الله معنا بطولة عماد حمدى وماجدة ومحمود المليجى وحسين رياض، ورد قلبى وهو من أهم كلاسيكيات السينما المصرية فقد استطاع المخرج الراحل عز الدين ذو الفقار أن يصنع بورتريه يرصد الحياة السياسية فيما قبل الثورة فى قالب رومانسى فكان من أصدق الأفلام التى عبرت عن الثورة، بالإضافة إلى مجموعة من الأعمال السينمائية الأخرى منها فى بيتنا رجل للروائى إحسان عبد القدوس وهو من الأعمال التى تندرج تحت مسمى الأدب السياسى وفيلم الباب المفتوح لفاتن حمامة وصالح سليم ومحمود مرسي.. وفيلم غرام الأسياد الذب عبر بصدق عن فترة ما بعد الثورة، وكذلك فيلم الأيدى الناعمة وواصلت المؤسسة العامة للسينما رصد مرحلة ما قبل الثورة فأنتجت فيلم غروب وشروق للمخرج كمال الشيخ بطولة رشدى أباظة وصلاح ذو الفقار وسعاد حسنى وفيلم لا وقت للحب لرشدى أباظة وصلاح جاهين وفاتن حمامة.. هذه الأفلام تمثل التعبير الإيجابى لثورة يوليو وإظهار الجانب المشرق لهذه الحقبة التاريخية.. وبعد رحيل الزعيم جمال عبد الناصر وسيطرة الحقبة الساداتية على بواطن الأمور وظواهرها تم إنتاج العديد من الأفلام التى هاجمت ثورة يوليو وزعيمها بضراوة وإجحاف وجحود على شخص الزعيم جمال عبد الناصر ومن هذه الأعمال فيلم الكرنك الذى أثار ضجة عند عرضه حيث ركز على جانب احادى وتحديداً مراكز القوي، وكما دافع إحسان عبد القدوس من خلال روايته عن ثورة يوليو فقد هاجم نجيب محفوظ هذه الثورة.. ثم تلا ذلك فيلم حافية على جسر الذهب البطولة لحسين فهمى وميرفت أمين وواصلت السينما الهجوم على ثورة يوليو من خلال مجموعة كبيرة من الأعمال السينمائية ليس أخرها امرأة هزت عرش مصر الذى لم يخجل صناع الفيلم من تزييف الحقائق التاريخية، حيث يتبين للمشاهد من خلال أحداث الفيلم أن أنور السادات هو قائد ثورة يوليو وليس الزعيم جمال عبد الناصر، وغيره العديد من الأعمال التى دأب أغلبها على تزييف التاريخ والحقائق.! وكما شنت السينما هجوما عنيفا على الثورة وزعيمها وتحديدا خلال حقبتى السبعينات والثمانينات.. رصدت أيضاً الدراما التليفزيونية هذه الفترة بين مؤيد لهذه الفترة.. من خلال مجموعة من الأعمال الدرامية ومنها الحلمية للمؤلف أسامة أنور عكاشة وهى من أهم الأعمال الدرامية التى عبرت بصدق واعتزاز عن هذه الحقبة، وفى الوقت نفسه فتحت الباب على مصراعيه لتناول هذه الفترة فى العديد من الأعمال الدرامية، ليس بشكل محايد ولكن من خلال العديد من الأكاذيب والافتراءات ليصبح الهجوم على الثورة وزعيمها بشراسة الموضة الأحدث فى الدراما المصرية بكل أشكالها وكان آخرها مسلسل بنت أفندينا المأخوذ عن قصة للروائى محمد جلال، سيناريو وحوار مصطفى محرم إخراج محمد أبو سيف والبطولة لإلهام شاهين. فكان لنا أن نتصفح مع المبدعين آراءهم حول هذه الأعمال وهل عبرت السينما والدراما التليفزيونية عن ثورة يوليو بصدق وبشكل حيادي؟! فى البداية يقول الكاتب الكبير أسامة أنور عكاشة: لا تستطيع أن تقول أن السينما أو الدراما التليفزيونية قد أنصفت ثورة يوليو بشكل كامل، ولكن يمكن أن نقول أن التعبير لم يكن على مستوى هذا الحدث الذى غير وجه المنطقة العربية ففى مسلسل الشهد والدموع مثلا أصروا على حذف خبر وفاة عبد الناصر ولا أعرف السبب وقد تم هذا من خلال الرقابة، أما المفارقة الغريبة فهى أن أصبح بعد ذلك هناك ترحيب شديد بالأعمال التى تهاجم عبد الناصر والثورة، وأعتقد أن هذا لن ينتهى إلا بانتهاء المرحلة الساداتية التى مازالت موجودة ومستمرة حتى الآن، لأن السادات كتب عن تاريخ عبد الناصر بأستيكة وهاجم إنجازات ثورة يوليو بلا هوادة.. وظهرت مجموعة من القيم الجديدة التى صاحبت انفتاح السادات من فهلوة ورشوة وفساد للذمم والضمائر وهو مازلنا نعانى منه وموجودا حتى الآن، حتى أنهم نادمون على إنتاج فيلم ناصر 56!! ويستكمل عكاشة: من يستطيع أن ينكر الدور الذى لعبه عبد الناصر فى المنطقة العربية بأكملها؟ من ينكر عليه رجولته عندما وقف بمفرده أمام ثلاث دول فى فترة من أهم الفترات فى تاريخ مصر الحديث، وأنا على استعداد لكتابة مسلسل عن فترة 56 تحديداً ولكن أين جهة الإنتاج التى ترحب بهذا؟ أما الكاتب والسيناريست يسرى الجندى فيقول: هناك موقف نقدى متنوع تجاه ثورة يوليو، فهناك طرح من جيل الكتاب هم أبناء ثورة يوليو الحقيقيون وأعتقد أنهم قدموا رؤية متوازنة محايدة من خلال أعمالهم حيث تعاملوا بجدية مع أهداف الثورة، ولكن فى المقابل كانت هناك أعمال فيها تجن واضح على الثورة وزعيمها وتعرضت بإجحاف لرصد ما أطلقوا عليه سلبيات الثورة ويرجع هذا لسطحية الكتاب الذين تصدوا لهذه الأعمال والتطاول على ثورة يوليو. ويضيف الجندي: وأعتقد أن التليفزيون تعامل مع ثورة يوليو أكثر من السينما، فالسينما للأسف ركزت على منطقة مراكز القوة وزوار الفجر والاعتقالات بشكل مبالغ فيه جدا لدرجة أنهم نفروا المشاهد العادى من مثل هذه الأعمال لأنه كان واضحا بها عدم الحياد والمصداقية.. ولكن لدينا متسع من الوقت لنتطرق بصدق لثورة يوليو من خلال نظرة المحايد والمحب لوطنه بعيداً عن التطاول والتزييف والنظرة أحادية الجانب للتعبير عن هذه الحقبة التاريخية الهامة من تاريخ مصر وهذا الزعيم الذى أعطى وأخلص لوطنه بكل إخلاص وتفان. أما الشاعر عمر بطيشة فيقول: ثورة يوليو عمل عظيم لم يجسد حتى الآن بصدق، بل تم التعامل مع بعض القشور الخارجية دون الدخول للعمق والتطرق لعظمة هذه الثورة وما قامت به محليا وعربيا وعالميا، فتجد أن الأفلام السينمائية انقسمت إلى اتجاهين رئيسيين بين اتجاه مؤيد وهو قليل، والآخر معارض للثورة وهو الأغلب، وإن كان الاتجاهان لم يكونا منطقيين، فالاتجاه المؤيد رفع ثورة يوليو إلى عنان السماء وبشكل مبالغ فيه أيضا يعتمد على الرؤية الذاتية، وهى نفس الرؤية التى تناول بها الاتجاه المعارض أعماله حيث نزلوا بالثورة وزعيمها إلى قاع الأرض وصور هذه الحقبة التاريخية على اعتبار أنها حقبة حالكة الظلام، وهو على العكس تماما، دون إنصاف وأنها فترة القهرة والديكتاتورية والاعتقالات وزوار الفجر، كأن هذه مفردات حكم عبد الناصر. ويضيف بطيشة: من المؤكد أن هناك بعض الأخطاء فى هذه الفترة وبعض السلبيات، ولكنها أقل كثيرا من الإيجابيات، فلم تجد على سبيل المثال من صنعوا الأعمال التى هاجمت الثورة وزعيمها يتطرقون ولو بمشهد واحد إلى القاعدة الصناعية والاقتصادية التى صنعها عبد الناصر وسعى إلى تحقيق المزيد منها، أو معركة بناء السد العالى الذى مازال يحمى مصر إلى اليوم وغدا إلى أن يشاء الله، أو ما فعله فى الإصلاح الزراعى والحقوق والمكاسب التى استرجعها للعمال والفلاحين، والثورة الثقافية المصاحبة للثورة، فالثورة عمل عظيم لم يجسد حتى الآن ولابد أن نكون منصفين ومنطقيين عند التطرق إلى هذه الحقبة التاريخية. أما ممدوح الليثى نقيب المهن السينمائية ورئيس جهاز السينما، وصاحب الفيلم الأشهر فى هجومه على الثورة الكرنك فله رأى آخر حول الأعمال التى عبرت عن ثورة يوليو حيث يقول: لاشك أننا نحتاج فيلماً سينمائياً يعبر بصدق عن فترة الإعداد التى سبقت ثورة يوليو مرورا بالثورة وما حققته، ولكن أكثر ما يحزننى أن هناك اتهاماً يوجه لى من خلال فيلم الكرنك الذى كتبت له السيناريو، فى الوقت الذى تناسى فيه الجميع أن الكرنك عمل روائى تأليف نجيب محفوظ وتم كتابة السيناريو كما جاء فى النص الأصلى للرواية، ولهذا ومع حبى وتقديرى للزعيم جمال عبد الناصر ولثورة يوليو وأهدافها العظيمة أسرعت بإنتاج فيلم ناصر 56 تقديراً لهذا الرجل الذى أعطى عمره وحياته لمصر والوطن العربي، ولكن فى المقابل نحن بحاجة إلى عشرات الأفلام السينمائية التى تعبر عن مجهودات رجال الثورة والمرحلة التى سبقت ليلة قيام الثورة فهذه الفترة من أهم وأخطر الفترات بالنسبة لرجال الثورة والزعيم جمال عبد الناصر. أما السيناريست مصطفى محرم: كان هناك أمل وتفاؤل كبير تجاه ثورة يوليو وأنا عبرت عن هذا من خلال مسلسل رد قلبى بل كانت هناك حتمية لقيام ثورة يوليو.. ولكن العسكريين الذين تولوا هذه الفترة أداروا دفة الأمور بدكتاتورية وأنا لا أثق فى العسكريين.. فقد كانت الثورة مبشرة فى السنوات الأولى ومن إنجازاتها التأميم والقضاء على التفاوت بين الطبقات وإتاحة فرص عمل لقاعدة كبيرة من الشعب والقاعدة الصناعية ولكن السوس قد تمكن من المجتمع ونخر فيه الفساد، وما نعانى منه الآن هو نتاج ذلك وبدأت السلبيات تتزايد فى المرحلة الساداتية وأعتقد أن غياب الديموقراطية سمة سائدة فى العصور الثلاثة ومن الظلم أن نحصرها فى فترة واحدة، مثلما أصبح الآن الزيف والضحك على الذقون والتكالب على الحكم لدرجة التوريث هو هدف يسعى إليه الحكام.. فنحن الآن نمر بمرحلة حرجة. أما المخرج الكبير محمد فاضل فيقول: لا أحد ينكر على الزعيم جمال عبد الناصر دور التضحية والفداء قبل قيام ثورة يوليو وما تلاها من إنجازات اجتماعية وسياسية واقتصادية وثقافية، حولت مصر من دولة تابعة للإمبراطورية البريطانية إلى دولة ذات سيادة لها دور محورى ومؤثر فى الوطن العربى والعالم ولم يتأت هذا من فراغ فمردوده للمواقف البطولية التى قام بها الزعيم جمال عبد الناصر تجاه وطنه وسعيه لإقامة دولة لها سيادة ونفوذ وتأثير على كافة الأصعدة ولهذا تحتاج منا هذه الفترة أن نلتفت إليها بصدق وإمعان حتى نتعرف عن قرب كيف كان يعمل عبد الناصر ورفاقه ليل نهار فى الوصول بهذه البلد إلى بر الأمان ويكفى إننا نعيش على ميراث هذه الحقبة التاريخية الثرية على كافة المستويات الأدبية والثقافية والسياسية والاجتماعية فهى تحتاج مائة فيلم لنعبر عنها بصدق. العربي المصرية في 24 يوليو 2005 |
ضوء ... أفلام عربية على المقاس عدنان مدانات هل يمكن طرح السؤال حول وجود علاقة محتملة بين نوعية صالات السينما وبين نوعية الأفلام العربية، المصرية تحديدا، بحيث تؤثر الأولى على الثانية؟ السؤال قد يبدو غريبا للوهلة الأولى لكنه سؤال مشروع ويفرض نفسه على الناقد المهتم لدى محاولة فهم بعض أسباب هذه الظاهرة المتشابهة في توجهاتها وأجوائها المرتبطة بموجة الأفلام المصرية الشبابية الحديثة وما فيها من مستجدات تفرقها عن الأجيال السابقة عليها من الأفلام المصرية. مع مرور الزمن وازدياد عدد صالات السينما وانتشارها في أرجاء المدن، صار يجري تصنيف صالات العرض السينمائية التجارية في البلدان العربية وفق أسس متنوعة، فإما أنه يتم تقسيمها إلى درجات : أولى وثانية وثالثة، أو حسب توزعها المكاني، كأن تكون في منطقة سكنية شعبية فقيرة أو في منطقة تجارية يغلب عليها جمهور الطبقة الوسطى أو الجمهور الأيسر حالا، أن تكون في مركز المدينة أو في الضواحي، وقد تصنف الصالات إما على أساس أنها تصلح لكي ترتادها “العائلات” أو أنها تصلح لجمهور من جنس الذكور فقط. ومن البديهي أن يفترض هذا التقسيم من حيث المبدأ أن لكل نوع من هذه الصالات جمهور ملائم، كما يستلزم هذا الأمر أن تكون الأفلام المعروضة فيها مناسبة لطرفي العلاقة : الصالات وجمهورها، كأن تركز صالات “العائلات” على عرض الأفلام التي تلائم العائلات، مثل تلك الأفلام التي توصف بأنها اجتماعية، في حين تعرض الصالات الشعبية أفلام مغامرات أو أفلاما كوميدية. تزامن هذا الوضع الجديد مع نشاط السينمائيين المصريين الشباب من الذين لا يسعون وراء صنع أفلام ترضي رغبات الجمهور، أي بشكل عام صنع أفلام ترفيهية بغض النظر عن نوعها، بل يهتمون بصنع أفلام تعكس قضايا الواقع الاجتماعي وهموم عامة الناس. وعلى الرغم من ان الأفلام التي انتجت في تلك السنوات من قبل المخرجين الشباب لاقت صدى إيجابيا كبيرا لدى النقاد وحسّنت من سمعة السينما المصرية في مهرجانات السينما العالمية إلا أنها لم تحقق النجاح التجاري المأمول محليا، مما شجع المنتجون والموزعون وأصحاب صالات العرض على تحميل أفلام أولئك المخرجين مسؤولية تراجع إقبال الناس على ارتياد صالات العرض لمشاهدة الأفلام المنتجة محليا، والتي صار المنتجون والموزعون وأصحاب صالات العرض يصفونها بالأفلام “الكئيبة”. في مواجهة الأفلام الكئيبة ظهرت موجة جديدة من الأفلام اطلقت عليها وسائل الإعلام تسمية “أفلام المقاولات”، غير أن أفلام هذه الموجة لم تحسن الوضع ولم تنقذ السينما المصرية من ازمتها الإنتاجية ولم تتسبب في عودة الجمهور إلى صالات العرض، فقد تبين أن منتجي هذه الأفلام التي كانت تنتج بأرخص التكاليف ما كانوا أصلا مهتمين بعرض أفلامهم في صالات السينما، بل بترويجها عبر الوسائط البديلة، خاصة عبر أشرطة الفيديو والأقراص المدمجة. وفي كل الأحوال، لم يكن بمقدور أفلام المقاولات أن تنافس الأفلام “الأجنبية” التي صارت الخيار البديل للخروج من أزمة موزعي الأفلام وأصحاب صالات العرض، خاصة بعد أن حصل الموزعون على تصريح يسمح لهم بزيادة عدد النسخ المعروضة من كل فيلم، ففتحت لها أبواب الصالات واعطتها الأولوية على الأفلام المحلية. في الوقت الذي بدأت فيه عودة الروح إلى عجلة الإنتاج، نشطت على مستوى الدولة ككل حركة استثمار واسعة شملت من بين توجهاتها حقل بناء المجمعات التجارية الضخمة وحركة بناء صالات سينما حديثة ومجمعات لصالات سينمائية، تستفيد في برمجة عروضها من التسهيلات الرقابية غير المسبوقة للأفلام “الأجنبية” التي تغلب عليها الأفلام الأمريكية، مما شجع الموزعين على استيراد الأفلام المنتجة حديثا، خاصة التي لا تزال أضواء الدعاية الجاذبة مسلطة عليها. وهكذا أصبحت صالات السينما الجديدة والعصرية تستقطب أعدادا متزايدة من الجيل الجديد من جمهور السينما الشاب الذي لا تفرغ جيوبه أثمان التذاكر المرتفعة نسبيا بالمقارنة مع أثمان تذاكر الصالات الشعبية، وهو الجيل ذاته الذي تعتمد عليه وتتوجه نحوه وتأثر فيه عشرات المحطات الفضائية التلفزيونية، العربية والعالمية، المتخصصة حصرا في بث الأغاني الشبابية المصورة بطريقة “الفيديو كليب”. صار لا بد إذن، ان تأخذ صناعة السينما المصرية بعين الاعتبار هذه النوعية الجديدة من صالات العرض السينمائي الفاخرة بديكوراتها الأنيقة والمقاهي المرفقة بها واجوائها الجديدة وجمهورها ذي الطبيعة الخاصة، جمهورها المتشبع بجماليات الفيديو كليب والمتأثر بنجوم ونجمات الفيديو كليب. وهكذا بدأت السينما المصرية الجديدة تستقطب نجوم ونجمات الفيديو كليب وتعطيهم ادوار البطولة وتفصل مواضيع وحكايات الأفلام على مقاساتهم. ولم تكتف السينما المصرية بالنجوم المحليين بل صارت تتعامل مع نجوم، أو بتعبير ادق، مع نجمات الفيديو كليب من دول عربية أخرى. صار المنتجون يبحثون عن الوجوه الجميلة والوسيمة، وبدلا من مناظر الأحياء الشعبية والأرياف والبيوت الفقيرة التي ركزت على تصويرها سينما مخرجي سنوات الثمانينات “الواقعية الكئيبة”، صارت الأفلام الجديدة مبهجة وصارت أحداثها تجري في الأماكن السياحية والشقق العصرية الأنيقة والمكاتب الفاخرة وأندية الرقص، وصار أبطال الأفلام الجديدة يقودون السيارات الفارهة وبصحبتهم المعشوقات من الفتيات الأنيقات بثيابهن العصرية. وكثر في هذه الأفلام الرقص والغناء، بحيث يمكن القول بشكل عام أن الأفلام تحولت إلى فيديو كليب بطول ساعة ونصف أو ساعتين. الخليج الإماراتية في 25 يوليو 2005 |