جديد الموقع

كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 

 

التالي
السابق

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

يعرض الآن على شاشات الكويت

فى «حرب العوالم» .. صور مشوهة وعودة ظافرة لراشيل وهذا هو المهم!

الكويت/ عماد النويري

منذ البداية شغل الفضاء خيال الشعراء والكتاب والأدباء والعلماء وتعتبر ظاهرة وجود أجسام غريبة تجوب الفضاء بسرعة خيالية الظاهرة الفضائية الأكثر غموضا في حياتنا المعاصرة ويعود تاريخها الى مطلع الثلاثينات ومنذ ذاك والعلماء منكبون لبحث الظاهرة واعطاء تفسيرات علمية مقنعة لما يسمى بالأطباق الطائرة، خصوصا بعد تكشف أسرار جديدة مذهلة عن هذه المركبات الآتية من كواكب أخرى وقد راود العلماء قبل غيرهم أسئلة كثيرة منها: هل هناك حضارة اكثر عراقة من الحضارة الأرضية؟ وهل سيقوم هؤلاء المتحضرون من الكواكب الأخرى بمحاولات لغزو الأرض كما سيقوم سكان الأرض بغزو الفضاء؟ ولماذا تظهر الاطباق الفضائية الطائرة ثم تختفي فجأة؟ ولماذا تظهر هذه الاطباق ابان المناورات العسكرية او اطلاق الصواريخ؟ ونسينا ان نقول انه في مطلع الثلاثينات وكما تقول الروايات ظهر أول صحن طائر في ألمانيا وقد اثار ذعرا كبيرا بين السكان وبالأخص عندما ترجل من المركبة الدائرية الشكل أربعة رواد يزيد طول الواحد منهم عن المترين ويميل لون بشرتهم الى الخضرة. وتقول الروايات أيضا انه في السادس من أبريل عام 1948 شاهد عدد من الباحثين جسما غريبا يحوم فوق قاعدة عسكرية أميركية تضم أسلحة نووية متطورة وفجأة توقفت كل وسائل الاتصال في منطقة تتجاوز مساحتها ألف كيلومتر مربع وبعد قليل هبط الطبق الطائر على تلة وترجل منه ثلاثة أشخاص يحملون أجهزة غريبة تشبه آلات تصوير الفيديو ولم يلبث الرواد الثلاثة ان صعدوا الى مركبتهم وارتفعت المركبة عموديا بسرعة خمسة كيلو مترات فى الثانية. وفى رواية أخرى فانه في 23 أكتوبر عام 1975 سجلت الرادارات اليابانية وجود عدد من الأجسام الغريبة ظن الخبراء في البداية أنها طائرات حربية تجري مناورات ولكن تبين في ما بعد بان هذه الأجسام التي هي على شكل اسطوانات قطر الواحدة نحو ستة أمتار وهي من خارج الأرض وتستطيع تغيير مسارها بسرعة كبيرة جدا، مما يدل على ان محركاتها مختلفة عن المحركات المعروفة والمستخدمة في المركبات الأرضية.

ما مدى صحة هذه الروايات؟ ومن اين اتت هذه الاطباق؟ وهل جرى حوار بين البشر والفضائيين الغرباء ام لا؟ وهل هناك اشياء لايعلمها عامة الناس بخصوص هذه الغزوات الفضائية؟ وهل تخفي وكالة ناسا معلومات عن وجود حيوات فى كواكب اخرى؟ ثم والسؤال الأهم ما شكل الحياة إذا كانت موجودة وماذا يغري في الأرض ليدفع هؤلاء الفضائيين لغزوها ؟!

هذه الأسئلة لم تشغل فقط علماء الفضاء فقبل حكاية الأطباق الطائرة وقبل ظهورها انشغل أيضا بعض الكتاب بكل ما خارج حدود الأرض ولعلنا نذكر الكاتب الفرنسي جول فيرن الذى كتب رائعته «من الارض الى القمر» عام 1865 الذي تخيل فيها رحلة الى القمر حيث تنطلق محطة فضاء من الأرض الى القمر بوساطة مدفع هائل الطول وتهبط المحطة فوق سطح القمر، ووصف فيرن سطح القمر كما تحدث عن عودة رواد المحطة الى الأرض حيث هبطوا بمظلة في البحر بطريقة شبيهة لما فعله رواد المركبة الفضائية «ابوللو 11». إلى جانب فيرن هناك الكاتب الإنجليزي هربرت جورج ويلز الذى اعتبره البعض شكسبير الخيال العلمي، وقد كتب أول رواياته الخيالية «آلة الزمن» عام 1895 وتعد اعظم روايات الخيال العلمي على الإطلاق. وفي عام 1889 كتب روايته المشهورة «حرب العوالم» وقد نالت الرواية شهرتها في الثقافة الشعبية بعدما آثار الممثل اورسون ويلز حالة من الذعر فى أنحاء البلاد بقراءته الإذاعية الشهيرة للرواية عام 1938، وكان ويلز قد كتب الرواية كرد فعل على أحداث تاريخية متتالية وكان أهمها توحيد المانيا وبروزها كقوة أوروبية ذات نفوذ واسع والخوف من اندلاع حرب عالمية في أوروبا لتقويض الإمبراطورية الألمانية الجديدة. اما الحدث الأهم الذي دعا ويلز الى كتابة هذه الرواية فهو تأكيد العلماء عام 1984 آن كوكب المريخ قريب جدا من كوكب الأرض الأمر الذي اثار موجة من الدراسات والأبحاث كان آخرها عندما اعلن الفلكي الإيطالي جيوفاني شياباريلي انه وجد قنوات على سطح المريخ، مما يشير الى احتمال وجود حياة على سطح الكوكب. ويأتي جزء من شهرة ويلز من قدرته على التنبؤ بما آل اليه عصرنا الحالي من حروب ودمار فهو أول من جسد في أعماله الأدبية حروب الدبابات والمدرعات والبشر الآليين والأسلحة الضوئية الشبيه بأسلحة الليزر الحالية. ولم تكن السينما بعيدة عن كل هذا. وخلال تاريخها القصير قدمت اكثر من خمسين فيلما خياليا علميا تدور حوادثها لتجسد المخاوف الأميركية من العصر النووي وغزو الكائنات الفضائية من الكواكب الأخرى وحتى نهاية العالم بسبب العواصف الكونية الآتية من الأعماق السحيقة للكون.

ومنذ عشرين عاما والمخرج الأميركي الشهير سبيلبيرغ يحلم بتقديم «حرب العوالم» في إطار يتناسب مع شكل الحياة المعاصرة وقد بدأ تصوير الفيلم في نوفمبر الماضي وتدور احداثه لتصور هجوما فضائيا خارجيا بأسلحة دمار شامل ومحاولة أب حماية أسرته من هذا الهجوم الغادر.

في «حرب العوالم» الجديد من الممكن ان نتحدث كثيرا عن حالة النضج التي وصل اليها سبيلبيرغ كمخرج متمكن من أدواته السينمائية وكواحد من المخرجين القادرين دائما على جذب اهتمام المشاهد في العالم بما يقدمه من أفكار متفردة ومتجددة على رغم أنها تمت رواياتها آلاف المرات من قبل!. ويمكن الحديث عن القدرة على الاستفادة من كل جديد فى مجال المؤثرات الخاصة السمعية والبصرية ويعتبر سبيلبيرغ رائدا فى هذا المجال، ونذكر هنا معالجاته الراقية في «اللون ارجواني» و«لقاءات قريبة» و«انقاذ الجندي رايان» وفي «تقرير الاقلية»، وفي «حرب العوالم» ايضا يمكن الحديث عن قدرة سبيلبيرغ في اختيار الممثل وادارته. وفي الفيلم حتما سيعجبك اداء توم كروز الرائع، وسيعجبك ايضا اداء الطفلة داكوتا فنن في دور ابنة توم كروز وسيعجبك ايضا توم روبنز، لكن أرى ان الافلام وقيمتها لا تعتمد فقط على نجاح مخرج في الايهام بالواقع، ولا على نجاح ممثل في تجسيد الشخصية التي يلعبها. وراء الافلام يجب ان تكون هناك رؤية مخرج ووعي بما يدور في الحياة. وارى ان سبيلبيرغ مازال يدور في الدائرة نفسها التي رسمتها هوليوود ومنذ بداياتها الاولى للتعامل مع صورة الآخر. ولعلنا نتذكر هنا عشرات الافلام التي صورت القادمين من الفضاء على انهم مخلوقات غريبة وقبيحة وكريهة كل همها هو قتل البشر وتدمير الارض من دون ابداء اي اسباب مقنعة وفي عشرات الافلام سنجد المواطن الارضي دائما في حالة دفاع عن نفسه امام حيوانات متوحشة سواء كانت ثعابين او ديناصورات واذا اتت هذه الكائنات من خارج الارض فلابد ان تكون لزجة ومصاصة للدماء. طبعا سبيلبيرغ ليس مسؤولا عن صورة البشر امام المخلوقات الفضائية اوصورة المخلوقات الفضائية امام البشر وانما المسؤول عن ذلك ميراث ضخم ومتراكم من الانانية والنظرة الاستعبادية واعتبار الآخر في مرتبة ادنى لأنه مازال يتساوى مع الحيوان لاعتماده على الغريزة. ولأن الآخر ليس متحضرا فيجب معاملته بحرص وبحذر وبخوف لاننا لا نضمن تصرفاته فى لحظات الغضب وفي ثورات الحقد .

في «حرب العوالم» عليك ان تتعاطف كثيرا مع العامل راي ومع طفلته راشيل ومع الابن روبي لكن اياك ان تسال لماذا جاء هؤلاء الغرباء الى الارض؟ ولماذا اخفوا اسلحتهم المدمرة منذ آلاف او ملايين السنين؟ ولماذا تم تشبيههم بالارهابين؟ ومن الإرهابي الذي يقصده الفيلم؟! لن يجيبك أحد على هذه الأسئلة لأن الجميع سيكون مشغولا بإنقاذ الأرض، وبإنقاذ راي أسرته حتى لو جرى تدمير كل المخلوقات الفضائية التي جاءت لتدمر الإنسان، وحتى لو جرى تدمير كل البشر الطيبين على الأرض المهم في الموضوع كله ان يصل راي (توم كروز) وهو يحمل الطفلة البريئة الجميلة راشيل الى امها في نهاية الفيلم.

هذا فيلم فضائي آخر عن صورة الفضائي الآخر.

وكلها صور لم تصل بعد الى حجم المسؤولية الانسانية وحجم الدعوات التي تحثنا كل يوم على التحاور وقبول الآخر.  

القبس الكويتية في 5 يوليو 2005

«حرب العوالم» يحقق 6 .34 مليون دولار في اليوم الأول من عرضه

بلغت مبيعات فيلم المخرج ستيفن سبيلبيرغ الجديد «حرب العوالم» في اليوم الأول من عرضه 6 .34 مليون دولار في العالم منها 2 .21 مليونا في الولايات المتحدة. وفقا لما أعلنه استديو «بارماونت».

ويعرض الفيلم في 46 دولة في وقت واحد، اضافة الى الولايات المتحدة، وحتى الآن لم يعرض بعد في الصالات البريطانية والفرنسية والبلجيكية والكورية الجنوبية.

يذكر ان شركة أفلام بارامونت الموزعة للفيلم قد منعت النقاد من نشر مقالات عنه، على الرغم من التوقع لأحداث الفيلم ضجة اعلامية كبيرة.

وذكرت مصادر مقربة في هوليوود ان هذه الخطوة جاءت بناء على رغبة بطل الفيلم الممثل توم كروز، وضد رغبة المخرج ستيفن سبيلبيرغ.

ويتوقع البعض ان تكون هذه الخطوة لمنع الجمهور من معرفة نهاية الفيلم، ويعتقد آخرون انها ربما تجسد عدم رضا كروز عن وسائل الاعلام بعد ان رش مصور الماء على وجهه خلال حفل افتتاح الفيلم.

وقد اعرب سبيلبيرغ عن استيائه من الاهتمام الاعلامي الذي صاحب اعلان توم كروز حبه للممثلة كاتي هولمز، مشيرا الى ان ذلك قد يضر بالدعاية لفيلمه الجديد «حرب العوالم».

القبس الكويتية في 5 يوليو 2005

WAR OF THE WORLDS

كرة الارض في قبضة وحوش الفضاء

جوزفين حبشي 

ليست المرة الاولى التي يواجه فيها ستين سيلبرغ المخلوقات الفضائية سينمائيا. لكن شتان ما بين المخلوق الفضائي اللطيف E.T الذي تصادق عام 1982 مع "الصغيرة" درو باريمور، وبين المخلوقات الفضائية المرعبة في فيلم WAR OF THE WORLDS التي ستزرع الرعب في عيني ممثلة صغيرة ثانية ينتظرها حتما مستقبل باهر كدرو باريمور، هي داكوتا فانينغ. ايضا وايضا ليست المرة الاولى التي يدير فيها سيلبرغ الممثل طوم كروز في شريط علمي خيالي، فبعدما قدما معا فيلم MINORITY REPORT حدّث المخرج العبقري ممثله الشهير عن حلمه بتحويل رواية ملك العالم الخيالي الانكليزي هربرت جورج ويلز التي كتبها عام 1898 فيلما سينمائيا. وبعد ثلاثة اعوام تحول الحلم حقيقة، وتحولت رواية ويلز فيلما ثالثا (بعد شريط بايرون هاسكين الذي قدمه عام 1954 وفيلم تيموتي هينز الذي صدر فورا في اشرطة DVD عام 2005) من ابتكار "ملك الابتكار" ستين سيلبرغ هذه المرة. وتكمن اهمية رواية ويلز في كونها ليست من اولى الروايات التي تطرقت الى العالم الخيالي فحسب، بل كونها اول من عالج موضوع غزو الكائنات الفضائية للارض ايضا.

اذاً لقد تحولت الرواية الكلاسيكية الشهيرة مثالا اوحى بعشرات الافلام لاحقا مثل INDEPENDENCE DAY لرونالد اميريخ وMARS ATTACKS لتيم بورتون واخيرا وليس آخرا الفيلم الضخم WAR OF THE WORLDS الذي نتابعه في صالات امير وكسليك ابتداء من الخميس 30 حزيران الجاري.

يوم قدم سيلبرغ فيلم JAWS عام 1975 جعل العالم كله يخشى البحر، وها هو مرة جديدة يجعلنا نخشى التلفت وراءنا بعدما حول العالم كله بحرا من الدمار والموت والدم بين انياب "قروش فضاء" مرعبة اختبأت تحت الارض منذ ملايين الاعوام وقررت اخيرا ان تهاجمنا. الجحيم الذي اندلع يشبه يوم القيامة، ووسط الزلزال الفضائي والبركان البشري الهارب من وجه لعنة السماء والارض، سنرافق راي فيرير (طوم كروز) في رحلته لانقاذ ولديه (جاستن شاتوين) و(داكوتا فانينغ) وايصالهما الى حضن والدتهما (ميرندا اوتو).

حتما اكثر ما يبهر في فيلم سيلبرغ الجديد هو المؤثرات الخاصة من تنفيذ مؤسسة INDUSTRIAL LIGHTAND MAGIC التي حولت الفكرة المكررة سينمائيا عشرات المرات (فكرة الغزو الفضائي) تحفة بصرية مدهشة تشهد مرة جديدة على ابداع سيلبرغ في خلق عالم من الفانتيزيا والغرابة والابهار. جحيم بركاني حممه دماء البشر التي ستمتصها الكائنات الفضائية، سيقدمه الينا سيلبرغ بتقنية واحترافية ستجعلنا نشعر اننا وسط هذا الاعصار فعلا. اهمية الفيلم ايضا انه زاوج بين الابهار المشهدي المقنع رغم جنونه والتمثيل الجيد، فسيلبرغ احسن ادارة ممثليه وركز على اظهار معاناتهم الداخلية وخصوصا طوم كروز اللافت حقا في دور الاب غير المبالي الذي لم يتحمل يوما مسؤولية عائلته الصغيرة، والذي سيجد نفسه وسط جحيم سيقربه من ولديه ويضعه للمرة الاولى امام واجباته ومشاعره كأب. بدورها الممثلة الصغيرة داكوتا فانينغ التي سبق وادهشتنا عندما لعبت دور ابنة شون ن في I AM SAM، مؤثرة جدا في تجسيدها ملامح الطفولة المصدومة.

في الفيلم ايضا مشاركة للممثل تيم روبنز في دور معجون بالجنون والتوتر اضافة الى مشاركة قصيرة للممثلة ميرندا  اوتو في دور زوجة طوم كروز السابقة، وهي التي اشتهرت بأدائها دور ام في سلسلة MEET THE PARENTS.

دليل النهار اللبنانية في 5 يوليو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الأرض تدافع عن نفسها

«حرب العوالم»... فانتازيا وإبهار بصري برباط درامي

حسين قطايا

ستيفن سبيلبيرغ من المخرجين المثيرين في عالم الفن السابع. فهو لا ينتمي إلى نوع سينمائي معين. ففي كمه الإنتاجي تنوع أساليب في اختيار رواية الفيلم أولاً، وفي أشكال المعالجة البصرية.

فتارة نراه متطرفاً في نبش روحية الحكاية، وتحويلها إلى لغة بصرية تتجاوز أحياناً الرواية المقدمة، في توليد عالم مواز يؤلف حركية المشاهد ويضع كوادره على أنقاض صورة وقعت. وتارة يلامس أسلوب الفريد هيتشكوك بصناعة كوادر الشريط على أنه قطعة واحدة، معتمداً على تقطيع المشاهد بخصوصية ودقة وسرعة تجعل من كل المشاهد مشهداً واحداً، وكأننا إزاء لوحة واحدة تجمع في مساحاتها عدة عوالم في عالم واحد.

في سلسلة «انديانا جونز» من بطولة هاريسون فورد، يكاد المشاهد أن تنقطع أنفاسه لشدة تلاحق الصور بعضها ببعض، في سياق مغامراتي لا يتوقف ولا يستكين ولو لهنيهة. وهو يجمع بين الأسطورة و«التعويذات» والواقع والخيال في بوتقة، تشي جميعها بنوع سينمائي يسمى سينما المتعة.

ولكنه أيضاً وفي ظل هذا الصخب المتواصل، لا يتناسى الخيط الدرامي، الذي يبدو مخفياً داخل بطانة الفيلم، فبطل الفيلم هو ابن لعالم آثار وورث لوثة البحث في القديم إضافة إلى تجميع عناصر أخرى كحضور المرأة كجزء من المغامرة نفسها، والطفل، والأديان القديمة، التي تشكل معاً درامية الشريط.

وعلى المنوال ذاته قدم أسطورة «كابتن هووك»، القرصان الانجليزي (جسده راستن هوفمن)، الذي يصاب بالحزن الشديد لفقدان عدوه قوته، في إمتاع بصري في اختيار الألوان ومنهم لون الطعام الباهر. إضافة إلى عنصر درامي ممزوج «بسوريالية» سلفادور دالي الفنان التشكيلي الاسباني، حين يدخل هووك ويبدأ بتحطيم الساعات المتعددة والأشكال والأحجام، معلناً عن موقف من الزمن الذي لا يستطيع فيه أن يجد المرء عدواً قادراً.

ولا يمكن أن ننسى «الحديقة الجوراسيه» الفيلم، الذي يعد الأعلى في تكلفة إنتاجه في تاريخ السينما، وصاحب أعلى مداخيل على هذا النحو أيضاً. و«جويس» سمكة القرش المرعبة والذي أدى إلى فتح سجالات حول عنف هذه السمكة الضخمة مازال مستمراً حتى اللحظة.

يرى بعض النقاد في سبيلبيرغ، مخرجاً يهتم بعائدات الفيلم أولاً، وسينماه لا تحمل قضايا، بقدر ما هو يعالج سطح المسائل، مستخدماً لذلك الإمتاع البصري والمصاحبات التقنية. وأعتقد أن هذا الكلام يتضمن أفكاراً «مؤدلجة» أكثر ما هو كلام عميق وحقيقي. ويشي أنه لا يهتم سوى بالسطح. فالسينما في أصلها متعة بصرية، البعض يغرق في استعراض مجافي، والبعض كما هو ستيفن سبيلبيرغ يوظفها ضمن سياق السرد. لكنه لا يحولها إلى أداة فقط، بل على العكس تتوازى وتنتصب جنباً إلى جنب الفن.

«حرب العوالم» الإنتاج الجديد للمخرج ستيفن سبيلبيرغ، الذي بدأت الصالات المحلية عرضه مطلع هذا الأسبوع، أخذه المخرج عن رواية انجليزية للكاتب جورج ويلز، الذي ألف روايته نهاية القرن التاسع عشر، حول غزو يتعرض له كوكب الأرض من كائنات فضائية استمرت تراقب تطور هذا الكوكب على مدى قرون، فشعرت بالحقد والغيرة والحسد، وقررت تدمير كل منجزاتنا الحضارية، مدفوعة بكرهها الشديد لعظمة الإنسانية، التي منحها الخالق من علمه الشيء الكثير.

وهذا أول خيط درامي في العمل، إضافة إلى خيوط أخرى تتمحور حول بطل الفيلم توم كروز، رب العائلة غير المكترث بأمور عائلته، ولكنه يضطر في النهاية إلى أن يهتم ويسعى لإنقاذ ولديه وإيصالهما إلى زوجته.وكعادته يستخدم سبيلبيرغ المؤثرات الخاصة بتكثيف وبضخامة أدت إلى إبهار بصري في إطار فانتازي ممتع ومرعب وآسر في آن.

نهاية الفيلم لم تكن مقنعة كثيراً إذ أن العدو يخسر معركته لسبب بيئي هو من خصائص كوكب الأرض، التي على ما يبدو أنها تحسن الدفاع عن نفسها أكثر مما يستطيع الإنسان أن يفعل. ولعل هذه النهاية غير المتوقعة إضافة إلى قولية الفيلم رمزية تفيد بأن النظام البيئي لكوكبنا يتأسس على مكونات دفاع ذاتي، شرط أن لا يدمره الإنسان.

البيان الإماراتية في 7 يوليو 2005