بعد أن أصبح من نشطاء حركة «كفاية» عبدالعزيز مخيون يطالب بالحرية والتغيير القاهرة ـ محمد هشام |
عبد العزيز مخيون من الفنانين المصريين الذين لهم موقف سياسي على مدار مشواره الذي تجاوز الثلاثين عاماً، هذا الموقف تبلور أخيراً بعد انضمامه إلى حركة «كفاية»، التي ترفض التجديد للرئيس مبارك لفترة رئاسة أخرى، وتدعو لتغيير الدستور المصري. وقد فاجأ مخيون مشاهدي «قناة الجزيرة»، منذ أيام بتصريحات جريئة باعتباره عضواً مؤسساً في حركة «كفاية» وأحد النشطاء في تنظيم المظاهرات المطالبة بالتغيير، وفي أعقاب هذه التصريحات انهالت الاتصالات على مخيون للاطمئنان عليه وعلى رأسهم والدته وأصدقاؤه. وقال مخيون لـ «البيان» عن تحركه السياسي: «أنا طول عمري متواجد ومشارك في الأحداث السياسية وملتحم بالشارع، وما يمنعني عن ذلك أحيانا هو انشغالي في التمثيل، لكن القاعدة هي التواجد وخاصة في المؤتمرات والندوات التي تعقدها النقابات المهنية وربما يتذكر المشاهدون أنني ألقيت خطاباً مهماً في استاد القاهرة، أمام حوالي مئتي ألف مواطن قبيل غزو العراق. وكانت المرة الأولى التي أقف فيها وسط هذه الحشود الهائلة من الجماهير، وتحدثت عن الازدواجية الأميركية في التعامل معنا كعرب ومسلمين والأحكام الظالمة والتهديدات المستمرة لنا، وانتقدت خلال هذا الخطاب، تخاذل الحكام العرب والمسلمين، وكان ذلك بالطبع قبل ظهور حركة «كفاية» بوقت طويل. · لماذا أنضممت إلى هذه الحركة؟ ـ لأنني مؤمن بأن الفنان جزء من ضمير الأمة، ويجب أن يكون هذا الضمير حيا، ومستحيل أن أقف كفنان في جزيرة منعزلة في وقت يعاني فيه المواطن المصري من حكم شمولي في ظل استمرار الوجوه السياسية نفسها منذ ما يقرب من 25 سنة، حتى أصبحت غير قادرة على العطاء. أنا أطالب من خلال هذه الحركة بالتغيير من أجل مصر، ونريد دماء جديدة في العمل السياسي بعد أن بات الوضع مجمدا على المستويات كافة. نريد تغييرا في الدستور يكفل للمواطن حرية الاختيار ويمكنه من دخول اللجان بحرية كاملة للإدلاء بصوته، نطالب بانتخابات نيابية حرة والإفراج عن 20 ألف معتقل. · ألا ترى أن موقفك السياسي يمكن أن يؤثر بشكل سلبي على مستقبلك الفني؟ ـ أولاً أنا أمارس الفن كعمل ثقافي ونوع من العمل الاجتماعي العام، وموقفي السياسي ليس جديدا فقد كان لي نشاط مكثف في حزب التجمع من خلال لجنة الدفاع عن الثقافة القومية عقب معاهدة كامب ديفيد، وعملت مسرحية كان بطلها الشيخ أمام لكني لم أنضم إلى حزب التجمع ولا أي حزب سياسي آخر، ليس خوفا على مستقبلي الفني لأنني أعلم جيدا أنني لست مدللا . ولكن لأنني متمسك بأن يكون موقفي السياسي ملكا لي وليس مفروضا عليّ من أي حزب. وعلى أي حال أنا لا أطلب لتجسيد دور إلا إذا كان الدور يحتاجني بالفعل وليس لي بديل يؤديه ويكفي أن أجري بعد كل هذا العمر لا يتعدى ألفي جنيه في التلفزيون المصري، في حين أن أجر أي ممثل ناشئ يتجاوز عشرة آلاف جنيه، كما أنني لا أسعى إلى تكريم أو جوائز وليس لي حظوة عند أحد. · لماذا توقف مشروع مسرحية صلاح الدين الأيوبي، الذي تقدمت به لمسرح الدولة؟ ـ للأسف فوجئت عند تقديمي للمشروع برئيس البيت الفني للمسرح السابق يسألني: من هو وليد سيف الذي سيكتب المسرحية؟ واندهشت لذلك كثيرا لأن هذا المؤلف من أعلام الكتاب الأردنيين وهو مؤلف مسلسل صلاح الدين الذي أنتجته سوريا وكانت بعض الأسر المصرية توزع أشرطة هذا المسلسل على بعضها لكي تشاهده من فرط عظمة هذا العمل التاريخي. ولم أشأ أن أخبره بأن أبناء الريف في مصر يحفظون أسماء الممثلين السوريين، وعندما عرضت نفس المشروع على الرئيس التالي له، طلب أن يكتب هو المسرحية رغم إنني اتفقت مع وليد على تقديم هذا العمل للمسرح من تأليفه وإخراجي! · هل ستطرح المشروع من جديد على د. أشرف زكي الرئيس الحالي للبيت الفني للمسرح؟ ـ سأحاول ربما تجد الفكرة صدى جيدا وخاصة أنني أعتزم تحويل ساحة المسرح القومي كما قلت من قبل إلى قبة الصخرة وسأجعل المشاهدين جزءا من العرض. · هل ستمثل في هذا العرض؟ ـ نعم إذا كتب له الخروج للنور سأقوم بدور صلاح الدين الأيوبي البطل المسلم، الذي أعاد القدس بعد اغتصابها لمدة 19 عاما، ولكني لن أقوم بطرح المشروع إلا بعد الانتهاء من المسلسلين والفيلم السينمائي الذي أشارك فيه؟ · ما هي الأدوار التي تقوم بها في تلك الأعمال؟ ـ أعمل في مسلسل «مباراة زوجية» للمخرجة أنعام محمد، وأجسد شخصية ماهر دياب الصيدلي الذي يمارس نشاطا سياسيا من خلال حزب تقدمي ويخوض انتخابات مجلس الشعب لكنه يخسر المعركة أمام أحد رجال الأعمال المشبوهين، وفي مسلسل «مصر الجديدة» أجسد شخصية عزيز أفندي رفعت أحد المحرضين على ثورة 1919. ومن رواد قهوة «متاتيا» الشهيرة التي كانت بمثابة منتدى سياسي لنجوم هذه المرحلة مثل الأفغاني ومحمد عبده، أما في فيلم «دم غزال» فأقدم شخصية مختلفة لرجل أعمال مشبوه أمام يسرا ونور الشريف. البيان الإماراتية في 29 يونيو 2005 |
أحــلام عمـرنا.. رومانسية الصورة والمشاعر في فيلم شبابي! بقلم : نادر عدلى أجمل ما في فيلم أحلام عمرنا أنه يحقق حالة من البهجة وعدم الازعاج للمشاهدين, فهو فيلم بسيط, وبدون أي اجتهاد نستطيع أن نؤكد أن قصته مكررة, وتكاد تكون مأخوذة من فيلم افريكانو.. وإن كان التصوير انتقل من جنوب إفريقيا إلي مرسي علم المصرية, ولكن تبقي للفيلم خصوصيته وجماله من خلال صورة حالمة, ورومانسية حالمة, وشباب يحلم حتي لو كان هذا الحلم ينقصه منطق الدراما وعمقها.. ولكنه يظل يتمتع بجاذبية فنية..كيف؟!. كاد يفسد فيلم أحلام عمرنا هذه المحاولة الساذجة من السيناريست أحمد البيه في ان يجعل لفيلمه قضية وطنية حيث تعتبر الفتاة الوريثة لابيها الراحل منة شلبي أن بيع الأرض التي اشتراها أبوها في منطقة ساحلية بعيدة مرسي علم هي رمز تمسك الإنسان المصري بأرضه, ويقحم السيناريست شخصية عم حمزة طلعت زين ليدافع عن ضرورة بقاء هذه البقعة مع الابنة التي هي ابنة أحد أبطال أكتوبر!.. والحقيقة أني لم استطع ان افهم ما هي علاقة أكتوبر وهذه الأرض ـ التي هي أصلا في مكان يقوم تعميره علي الاستثمار للشركات الكبيرة ـ في موضوع هذا الفيلم الذي يقوم أصلا علي فكرة مجموعة من الشباب يملكون القدرة علي الحلم, والرغبة في اثبات وجودهم في ظل ظروف جعلتهم يعانون البطالة, وتجعل منهم من يفكر في السفر أو الهجرة مصطفي شعبان. سرعان ما يهمل الفيلم موعظة عم حمزة ـ كان يعظ أيضا في فيلم افريكانو ـ ويدخل في تفاصيل صغيرة لقصة حب بين فتاة جاءت لتوها من لندن, وفتي يبحث عن تأشيرة سفر, هي جاءت لأنها لم تجد حلمها هناك, وهو ذاهب لأنه لا يجد حلمه هنا.. نظرة بينهما تصنع حلما.. وينمو الحلم دافئا مستفيدا من بكارة منطقة مرسي علم, وهواية الخيل, وكاميرا أيمن أبوالمكارم بتوجيهات المخرج عثمان أبولبن, لتصبح الصورة نفسها حالة من الحلم والرومانسية. رغبة الشباب في اثبات وجودهم بعمل كافتيريا في هذه الأرض السياحية تقدم بكثير من الحيوية, برغم أن السيناريو لم يجتهد لتضفير دراما تبرز جهدهم, وتحديهم لأنفسهم قبل تحديهم لمن يريد الاستيلاء علي الأرض, فهذا التحدي هو حالة التوهج في فيلم أحلام عمرنا.. ولكن علاقة الحب الرومانسية شغلت هذا الفراغ, ولعبت الصورة الحالمة دورا في إكسابها مشاعر ورقة, فخرج الفيلم بما وصفته بأنه حالة مبهجة.. واستخدم المخرج عثمان أبولبن الأغنية بذكاء وحساسية, فكانت أغنية كارول سماحة أنا قلبي حاسس ليه بالشكل ده ثم أغنية المطرب الجديد رامي, والأغنيتان غلفتا علاقة الحب بمزيد من الرومانسية. بذلت المونتيرة داليا هلال جهدا واضحا في تحقيق معادلة سينمائية تقوم علي دراما المشاعر مع موسيقي طارق توكل, وديكورات سامر الجمال خاصة التي تتعلق بالمرسم والكافتيريا.. وحقق عثمان أبولبن في أول أفلامه السينمائية صورا ومشاعر جعلت للشريط خصوصيته وجماله. أداء مني زكي بلكنتها الأجنبية ـ فقد عاشت فترة في الخارج ـ وتعبيراتها التي تبدو تلقائية جعل للشخصية تميزها ـ برغم ضعف بنائها دراميا ـ ولعب مصطفي شعبان دوره باجتهاد فهو ممثل نجح في أن يمسك بمفاتيح وتفاصيل شخصية الشاب الباحث عن حلمه وذاته.. وقدم رامز جلال أفضل ادواره بسيطرته علي انفعالاته ورغبته في الاضحاك التي لازمت أفلامه السابقة.. اما منة شلبي فهي ممثلة تعرف بالفطرة مهارة الامساك بملامح خاصة للشخصية التي تؤديها.. وكانت هناك وجوه جديدة نجحت لحد كبير في تقديم نفسها, وبصفة خاصة الذي لعب دور الشاب الاستثماري الشرير الذي يريد الزواج من البطلة. أحلام عمرنا نموذج لفيلم شبابي ـ بكل العاملين فيه ـ اجتهد في تقديم شكل سينمائي يقوم علي مشاعر ابطاله, وحلق بالصورة لتصبح بطلا نفتقده في سينما الكلام الكثير والايفيهات التي ازعجت اذاننا.. وهذا يكفيه. الأهرام اليومي في 29 يونيو 2005 |