« سوق الغرور».. فيلم جميل لم يجذب جمهور القاهرة القاهرة ـ فوزي سليمان |
مر فيلم أميركي رائع كالطيف السريع على بعض شاشات القاهرة بدون أي إقبال جماهيري ودون أن تسبقه دعاية لائقة، ذلك هو فيلم «سوق الغرور» الذي قدم تحت عنوان مغاير: «أشكال من الحب» للمخرجة الهندية المعروفة ميرا نايير، صاحبة الأفلام المتميزة التي نالت جوائز دولية. والفيلم مأخوذ عن رواية للكاتب البريطاني ويليام شاكري الذي يعتبر في مصاف أهم الكتاب المشهورين، مثل شارلز ديكنز.حازت ميرا نايير عن فيلمها الروائي الطويل الأول «سلام بومباي» جائزة الكاميرا الذهبية بمهرجان كان عام 1988. وقد رشح الفيلم لأوسكار أحسن فيلم أجنبي. وقد استفادت فيه من تجاربها السابقة في الفيلم التسجيلي أو (سينما الحقيقة) مثل «بعيدا جداً عن الوطن»، و«كباريه الهند»، حيث تناولت مشاكل الحياة اليومية ومعاناة أطفال الشوارع وتجار الدعارة في بومباي، واعتبر الفيلم مثالاً لسينما العالم الثالث.أما في فيلمها «ميسيبسي مسالا» 1991 فكانت قد استقرت في الولايات المتحدة الأميركية. فخصصته لمناقشة التفرقة العنصرية في جنوب الولايات المتحدة من خلال أسرة هندية هاجرت من أوغندا وما دار من صراعات الحب والكراهية في مجتمع مختلط هندي أميركي أفريقي ثم عادت لموضوع التناقض الاجتماعي بين الأجناس «ورهان» مع الكوبيين حول الهجرة إلى أميركا، في فيلم «أسرة بيرنر» الذي لم يحقق نجاح فيلمها الأول. أما فيلمها الثالث «كاما سوترا» تعرض للمنع من قبل السلطات الهندية لفترة، لما احتواه من مشاهد جنسية وإن كانت تتعلق بأساطير وحكايات هندية تراثية مازالت متجسدة في محتويات بعض المعابد، وقد اتهمه البعض بأنه فيلم بورنو أو على الأقل شبقي، ثم تحولت في فيلم «بلدي أنا» 1998 . إلى جانب آخر هو مرضى الإيدز من خلال تجربة طبيب هندي في بلدة صغيرة في تنيسي، وتضطر إلى أن ترجئ مشروعها الطموح لإخراج فيلم عن حياة بوذا، حيث يستثيرها مشهد مسيرة «الفي» امرأة من مختلف الطبقات والديانات نحو الشاطئ يمارسن الضحك بصوت عال لمدة 40 دقيقة، كل صباح لاعتقادهن في القيمة العلاجية للضحك. ثم يأتي فيلمها المهم الذي صورته بالديجيتال وهو زفاف ميسون 2001 أو «زواج في موسم عاصف» إشارة إلى رياح الميسون العاصفة في الهند وقد حصل على الاسد الذهبي لمهرجان فينيسيا واختارته مجلة «تايم» كأحد أحسن خمسة أفلام عرضت عام 2002، هو فيلم يحقق المعادلة الصعبة بين الفيلم الجماهيري الذي تتميز به بوليوود: رقص وموسيقى وفكاهة. والفيلم الفني بحبكته الدرامية وما يطرحه من قضايا، وهو يحمل أكثر من قصة تتشابك أحداثها، ويدور في إطار مجتمع من الطبقة الوسطى حيث يدبر الأب الذي يؤدي دوره نصر الدين شاه لزفاف ابنته الوحيدة نجمة البوب، من مهندس هندي شاب قادم من أميركا وتحدث مواقف كوميدية طريفة. حينما يقع أحد كبار الضيوف في غرام الخادمة، ويأتي العريس على ظهر جواد تحت الأمطار الموسمية ليأخذ عروسه الجميلة، وتبرع نايير في تقديم فيلم مشوق عديد الشخصيات، متدفق الأحداث، يرسم صورة للمجتمع الهندي الحديث.وكانت نايير إحدى المخرجين العالميين الأحد عشر الذين شاركوا في فيلم 11/9/2001 كل بفيلم قصير لا يتجاوز 11 دقيقة و11 ثانية. إلى جانب الإيرانية سميرة مخمالباف والياباني شوهبي إيما مورا والمصري يوسف شاهين وغيرهم، وتناولت في فيلمها وهو إنتاج فرنسي القصة الحقيقية لباحث مسلم لقي مصرعه وهو يحاول إنقاذ ضحايا هجمات الحادي عشر من سبتمبر.فيلم نايير الأخير الذي عرض في القاهرة . ومر بهدوء وبدون إقبال «سوق الغرور» ينقلنا إلى عصر رواية ثاكري في لندن مطلع القرن التاسع عشر التي تجسد لنا أجواء هذا العصر كمكان وعادات وأزياء، ومجتمع متناقض وحياة الطبقات الدنيا البائسة، وبداية ظهور المؤثرات الهندية في عاصمة الإمبراطورية. من خلال قصة حب وزواج تجمع بين فتي ثري يحرمه أبوه من ثروته لزواجه من فتاة فقيرة من الطبقة الدنيا الطريف أن الفيلم ضم أغنية للمطرب المصري حكيم «السلامو عليكم» ترددت خلال حفل راقص، أغلب أفلام نايير إنتاج أميركي خاص تشارك فيه بنفسها وهي تعيش بين الولايات المتحدة الأميركية والهند وشرق أفريقيا. مقر زوجها وقد عاشت التعدد الثقافي منذ نشأتها فهي قد درست في مدرسة إيرلندية كاثوليكية في سميلا ثم بجامعة نيودلهي وتدربت كممثلة على يد البريطانية المولد باري جون، ثم تخرجت من جامعة هارفارد الأميركية في قسم الاجتماع.وقد زارت «القاهرة» مع زوجها في رحلة سياحية . وكان مفروضا أن تعود إليها عضوا بلجنة تحكيم مهرجان القاهرة السينمائي الدولي 2002 علي أن يعد برنامج خاص لأفلامها، ولكنها اعتذرت حيث كانت تستعد لتصوير فيلمها «سوق الغرور». تعرف ميرا نير نفسها قائلة: «إنني أفخر بأنني ابنة الهند، وأنني ابنة أخت أفريقيا.. وبأنني امرأة». البيان الإماراتية في 24 يونيو 2005 |
اللجنة في اجتماعها الأخير: غرفة السينما..تعتدي علي حق الجمهور في الاختيار دعوة للاحتفال بمئوية الفن السابع سمير فريد في اجتماعها الأخير بعد أن انتهت مدة تشكيلها. أصدرت لجنة السينما بالمجلس الأعلي للثقافة. والتي تضم ممثلين لجميع الهيئات الحكومية وغير الحكومية المعنية بالسينما في مصر. وعدداً كبيراً من الباحثين والمؤرخين والسينمائيين والنقاد. مجموعة من التوصيات جاءت بمثابة بيان ختامي شامل عن واقع ومستقبل السينما في مصر. طالبت اللجنة وزير الثقافة فاروق حسني بالتدخل لوقف تنفيذ قرار غرفة صناعة السينما بتخصيص موسم الصيف للأفلام المصرية مع استثناءات لبعض الأفلام الأجنبية والتي بلغ عددها سبعة استثناءات. قالت اللجنة ان هذا القرار غير المسبوق في تاريخ السينما يعتبر عدوانا علي السينما بتدخله في السوق لمصلحة البعض دون الآخر تحت دعوي التنسيق. وعدوانا علي حق جمهور السينما في اختيار ما يريده من أفلام متنوعة مصرية وأجنبية. كما انه يفتح الباب للفساد بوضوح باستثناء أفلام دون أخري. كما طالبت اللجنة بالتحقيق فيما ذكره مندوبون عن شركات الانتاج في اجتماعات رسمية في غرفة السينما عن أن لجوء أغلب الشركات إلي التحميض والطبع خارج مصر في الهند وتركيا ورومانيا وغيرها من الدول لا يرجع إلي درجة الجودة ولا حتي إلي الأسعار وانما الي ما تدفعه هذه الشركات خارج العقود للمسئولين عن المعامل في مصر. وعد رئيس مجلس الوزراء بخصوص دعم السينما وافقت اللجنة علي قرار الوزير بدعم أربعة أفلام عن طريق صندوق دعم السينما علي ان يعلن قرار الوزير وآلية التنفيذ وتكون فرصة الحصول علي هذا الدعم متاحة لجميع السينمائيين. طالبت اللجنة بألا يكون هذا القرار بديلا عن الدعم الذي وعد به رئيس مجلس الوزراء علنا في ميزانية السنة المالية الجديدة "20 مليون جنيه" والذي استغرقت اللجنة ثلاث جلسات لوضع آلية مقترحة لتطبيقه علي أساس استمراره سنويا. ومن المعروف ان هناك مشروع قانون لدعم السينما انتهت لجنة خاصة شكلها وزير الثقافة برئاسة فوزي فهمي من وضعه ولكنه ضائع بين وزارة الثقافة ومجلس الشعب منذ عام .2002 انقاذ التراث أوصت اللجنة بضرورة الاسراع في صدور قانون حماية التراث السينمائي في مصر الذي وضعته لجنة خاصة أخري شكلها وزير الثقافة برئاسة فوزي فهمي أيضا وانتهت من وضعه عام 2002 كذلك. وكان مجلس الشعب قد بدأ مناقشة القانون في دورته الماضية وانتهت المناقشات إلي لا شيء. كما أوصت بضرورة أن تقوم وزارة الثقافة بتخصيص مبني مناسب أو إنشاء مبني لأرشيف الفيلم القومي. ومن الجدير بالذكر ان مصر انتجت أكثر من ألف فيلم صامت أغلبها في أرشيف الجامعة العبرية في إسرائيل وأكثر من ثلاثة آلاف فيلم ناطق بيعت أصول أكثر من ألف لشركة سعودية وأكثر من ألف لشركة سعودية أخري والألف الثالثة ما بين أفلام مفقودة وأفلام مازالت في حوزة شركاتها. الاحتفال بمئوية السينما وأخيرا أوصت لجنة السينما وزير الثقافة برصد مليون جنيه مصري علي الأقل في ميزانية الدولة لعام 2006 2007 للاحتفال بمئوية السينما المصرية حيث يمر مائة عام علي انتاج أول فيلم مصري عام 2007. وهي مناسبة قومية بكل معني الكلمة لا تتكرر إلا كل قرن من الزمان. الجمهورية المصرية في 24 يونيو 2005 |