في رحيل الفنان عبدالله محمود: رحلة كفاح.. من أجل "واحد كابتشينو"
كتبت - سحر صلاح الدين |
· وائل نور: عشنا الحلم الجميل في معهد المسرح · أحمد سلامة:الكلام عنه صعب · أحمد صيام: جمعتنا الزمالة والصداقة ينتمي عبدالله محمود إلي الفنانين من جيل الوسط المليء بالأحلام والطموحات.. عشق الفن ودرسه وكان أول أبناء جيله ظهورا حيث أسند له المخرج محمد فاضل دورا هاما بمسلسل "أبواب المدينة" في بداية الثمانينيات وكان معه رفيق رحلته الفنية الفنان أحمد سلامة والفنان المعتزل محسن محيي الدين. تميز عبدالله وسط أبناء دفعته بمعهد الفنون المسرحية وهم وائل نور وشريف منير وجمال عبدالناصر وناصر سيف وسلوي خطاب بأنه الفتي الأسمر الذي يصلح لتقديم شخصية الفلاح المصري فوجد فيه المخرج محمد فاضل ضالته فأسند له بطولة فيلم "طالع النخل" ومسلسل "عصفور النار" امام محمود مرسي وأمينة رزق وفردوس عبدالحميد. رغم ان عبدالله لم يصل الي البطولة المطلقة الا انه عمل مع اكبر مخرجي السينما ومنهم يوسف شاهين في "حدوتة مصرية" و"إسكندرية ليه" وكذلك "المصير" ومع صلاح أبوسيف في "المواطن مصري" أمام عمر الشريف ووقف أمام كبار نجوم السينما أحمد زكي ونور الشريف وهدي سلطان وكان أحد نجوم "الطريق إلي ايلات" مع المخرجة انعام محمد علي. كلمة هادفة مع تغير احوال السينما وظهور موجة جديدة من الافلام ونوعية من النجوم تحمل صفات بعيدة كل البعد عن جيل عبدالله محمود الا انه لم يفقد الامل في تحقيق حلمه بالبطولة وفي عمل يحمل كلمة هادفة فكان فيلم "واحد كابتشينو" الذي وضع فيه كل ما يملك من أموال وتحويشة عمر شقيقه أيضا من رحلة عمله بإحدي الدول العربية وكان عبدالله يضع أملا كبيرا في أن يغير هذا الفيلم مساره الفني ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن وانتهي تصوير العمل ليدخل عبدالله رحلة شاقة لعرض وبيع الفيلم وقابل حربا لا هوادة فيها من قبل شركات الانتاج والتوزيع. فالفيلم ليس من انتاجهم وكيف يتجرأ نجم شاب ويقدم عملا بعيدا عن مافيا الانتاج والتوزيع ودور العرض. أزمة نفسية دخل عبدالله دوامة من التعب النفسي هل يسلم بضياع الحلم وهل ضاعت اموال أخيه ثم يغوص في دوامة المرض والذي يرجح الكثير أن يكون من اهم اسبابه الحالة النفسية السيئة ومع ذلك لم يفقد الامل الذي ظل يعيش به حتي آخر لحظاته حامدا ربه علي كل ما اصابه تاركا في قلب كل زملائه رصيدا هائلا من الحب والمواقف الانسانية التي لا تنسي وعلي رأس هؤلاء زوجته وأم ولديه "عمر وأحمد".. "حنان البمبي" وهي زميلته في معهد الفنون المسرحية والتي ارتبطت معه بقصة حب عنيفة كانت حديث كل الطلبة ورغم صعوبة ظروف عبدالله المادية الا ان حنان وقفت صامدة من اجل الارتباط به والوقوف بجواره في رحلته الفنية وبحكم دراستها للفن كانت تقرأ وتختار معه وترشده الي الاعمال الجيدة. لقد ربط الحب بينه وبين ابنيه اللذين شعرا بقرب النهاية فقدم "أحمد" أغنية منذ أيام باسم "عبدالله يا محمود" تذيعها الآن القنوات الفضائية وهي رثاء لوالده. ابن بلد يقول وائل نور: علاقتي بعبدالله تمتد لسنوات بعيدة جمعتنا أحلام الفن معا علي أعتاب معهد الفنون المسرحية كنا نذهب وداخلنا أحلام كبيرة كل منا يريد أن يحقق ذاته.. عبدالله كان "ابن بلد" شهما يقف دائما بجوارنا في كل المواقف كانت لنا سهرات وجولات طريفة وكان يخشي ربه في كل تصرفاته. أحمد سلامة: الكلام عن عبدالله صعب فهو جزء من تاريخي وشبابي. فبدأنا مع المخرج محمد فاضل بمسلسل "أبواب المدينة" وجمعنا العديد من الأعمال والسفريات لتصوير أعمال بالخارج وربطتني به صداقة عائلية أيضا وكان خير مثال للأخ والصديق وكان يحب عمل الخير جدا. مواقف كثيرة محمد عبدالجواد: قدمت مع عبدالله فيلم "الطريق إلي إيلات" وكان عملا شاقا جدا. ولنا مواقف كثيرة فيه. وكيف تعرض كل منا لأكثر من موقف خطر ولكن عبدالله كان دائما يهون من الأمور وكان يقبل علي العمل بروح عالية لأنه كان دائما يقول "إحنا بنقدم عمل علشان بلادنا".. وداخل جدران المعهد كانت لنا ذكريات طويلة كما قدمت معه سهرة "الآنسة بوابة" ومسلسل "الماضي يأتي غدا". يقول أحمد صيام وزوجته الفنانة رانيا فتح الله: "عبدالله" عشرة عمر وصداقة دراسة وزمالة حين ذهبنا له في المستشفي كان كله أملا في الشفاء يتحدث عن فيلمه وعن أسرته. ولم نملك أمامه ألا نقول "لا إله إلا الله" لمدي الإيمان الذي يشعر به وكان دائما يشكر ربه علي كل شيء. قدم أحمد مع عبدالله مسرحية "المهزلة الأرضية" لمسرح السلام مع الفنان عمر الحريري. الأيام الأخيرة جمال عبدالناصر.. رافق عبدالله في أيامه الأخيرة وقبل الدخول في الغيبوبة حيث كان جمال قد تعرض لأزمة صحية ودخل أيضا معهد ناصر. يقول جمال إن "عبدالله" كان قوي الإيمان بالله وعنده رضا بما كتبه له كان كل ما يشغله زوجته حنان والتي كان يدعو لها طوال الوقت لأنها وقفت بجواره وأحبته وكانت علي حد قوله: "أجدع من مائة رجل" وكان حلمه أن يري فيلمه "كابتشينو" النور. يقول الفنان حلمي فوده: دخلت وعبدالله معهد الفنون المسرحية في يوم واحد وكان من أكثر أبناء جيله موهبة. وكان متواضعا في كل شيء فرغم أنه عرف الشهرة قبل الكثير منا إلا أنه كان يتعامل بلا غرور وبأخلاق عالية جدا وكان يأخذ بأيدي زملائه.. وأتذكر أنه أخذني ذات مرة وعرفني علي المخرجين الذين عمل معهم حتي يأتي لي بفرص عمل وقدمت معه أعمالا كثيرة جدا في الإذاعة لكن لم نشترك في أي عمل للتليفزيون. دليلة وشربات محمد شافعي: مخرج آخر مسرحية قدمها عبدالله وهي "دليلة وشربات": سافرت سنوات طويلة للعمل بالخارج وحين عدت أسند لي إخراج "دليلة وشربات" لمسرح السلام ولجأت إلي عبدالله ليلعب بطولتها ويقف بجواري بحكم زمالة عشرين عاما ووجدته يتعاون معي بشكل غير متوقع بل تنازل عن أكثر من نصف أجره من أجل العرض كذلك كانت علاقته بالعمال في العرض جميلة كان يعطف عليهم جميعا لدرجة أنه أثناء تقديم العرض بالإسكندرية رفض أن نأخذ يوماً إجازة حتي يضمن عائدا ماديا أكثر للعمال. الجمهورية المصرية في 10 يونيو 2005 |
تشييع جثمان عبدالله محمود بالدموع..والآلاف حملوه علي الأعناق الصلاة علي 5 متوفين مع الفنان الراحل في توقيت واحد · بدير : فقدنا شخصاً محترماً ومحبوباً · الجيار : بدأ السلم من أوله · فتوح :استفدت منه كثيراً في العمل · الليثي : سنعرض آخر أفلامه قريباً كتب ناصر عبدالنبي : تم بعد صلاة الجمعة أمس تشييع جنازة الفنان عبدالله محمود من مسجد السيدة نفيسة وكان في وداعه آلاف المشيعيين من الجماهير محبي فنه وعدد كبير من نجوم الفن منهم أحمد بدير وكمال أبوريه ومحمد هنيدي وفاروق الفيشاوي وأحمد سلامه وفتوح أحمد وشريف منير ووائل نور وأشرف زكي رئيس نقابة الممثلين وممدوح الليثي نقيب السينمائيين وهشام عبدالله وعبده الوزير وفايق عزب والمخرج علاء كريم وسعاد نصر ونهي العمروسي ووفاء صادق وشمس والمهندس حمدي البمبي وزير البترول الأسبق عم زوجة الفنان الراحل وابناه أحمد الطالب بكلية الاعلام وعمر عشر سنوات وزوجته حنان البمبي وعدد كبير من أقاربه. تم وضع طفلة صغيرة متوفاة داخل نعش الفنان عبدالله محمود حيث أصر والدها علي دفنها معه داخل قبره بمدافن الأسرة بالبساتين. يقام العزاء مساء اليوم بمسجد عمر مكرم. حرص ممدوح الليثي نقيب السينمائيين علي الحضور مبكراً وكان من أول الحاضرين وائل نور الذي ظل برفقة "أحمد" ابن الفنان الراحل كما حرص أحمد سلامة علي الحضور مبكراً.. أما محمد هنيدي فحضر خلال خطبة الجمعة ودخل بصعوبة الي المسجد نظراً للزحام الشديد من جموع المصلين. تواكب مع تشييع الجثمان أكثر من خمس جنازات مع جنازة عبدالله محمود وتمت الصلاة عليهم جميعا في توقيت واحد. حضر أحمد بدير رغم اجرائه جراحة في فمه وشهد الجنازة بالجلباب. وقال : فقدنا إنساناً جميلاً وشخصاً محترماً ومحبوباً من الجميع لم يؤذ أحدا وندعو له بالرحمة.. وكان خبر وفاته صدمة كبيرة لنا كفنانين أن نفقد فنانا في وزن عبدالله محمود وهو إنسان عزيز وغال وله قيمة حيث اعطي الكثير وعمل اشياء لها قيمة وابسط شيء ان يتم تكريمه وسوف تتولي نقابة الممثلين جميع الإجراءات المتبعة في مثل هذه الحالات. إنسان بسيط الفنان هادي الجيار: عبدالله محمود بدأ حياته الفنية من أول السلم كأي إنسان بسيط يهوي الفن وتخرج في معهد الفنون المسرحية وظل يكافح حتي أصبح نجما وقدم أعمالا ناجحة عاشت مع الجمهور ولكن المرض والموت لا يترك عزيزا وهو قضاء الله وقدره. الفنان هشام عبدالله: شاركت عبدالله محمود بطولة الفيلم السينمائي "الطريق إلي إيلات" وهو صديق عزيز قدم الكثير لفنه الذي كان يعشقه وما علينا إلا أن ندعو له بالرحمة. * فتوح أحمد: شاركته العديد من الاعمال مثل مسلسل "الوتد" وكان مثالا للالتزام والجدية داخل العمل واستفدت منه كثيرا رغم أنه كان دفعتي في الدراسة. مصر زاخرة ممدوح الليثي نقيب السينمائيين: نحن نخسر كل يوم فنانا كبيرا لا يعوض بسهولة ولكن في نفس الوقت فإن مصر زاخرة بأبنائها وتلد يوميا عشرات المواهب وهذا ما يخفف عنا. قال: سنري ما يمكن عمله بالنسبة لفيلم "واحد كابتشينو" وسنحاول البحث عن أسلوب لعرضه جماهيريا الفترة القادمة. الجمهورية المصرية في 10 يونيو 2005 |