سعيد حامد: لا أحد يملك وصفة خاصة للنجاح القاهرة - أحمد فرغلي رضوان |
بدايته مع الإخراج كانت العام 1991 عندما قدم فيلمه الأول «الحـــب فـــي الثلاجة» بطولة يحيى الفخراني ولوسي ولكنه لم يحقق نجاحاً جماهيرياً. وظل بعدها سعيد حامد بعيداً من الإخراج لسنوات عدة حتى عاد في شكل جديد مع النجوم الجدد، وفي مقدمهم محمد هنيدي الذي قدم معه «صعيدي في الجامعة الاميركية» محققاً نجاحاً كبيراً وإيرادات خيالية. وانطلق بعدها المخرج ليحقق حتى الآن نحو 10 أفلام للنجوم الشباب وكلها ناجحة جماهيرياً مثل «شورت وفانلة وكاب» و«ورشة جريئة» و«همام في امستردام». ويعرض له هذا الصيف «أنا يا خالتي» لمحمد هنيدي و«حمادة يلعب» لأحمد رزق... «الحياة» التقته وكان هذا الحوار: · الموسم السينمائي هذا الصيف هو الأكثر سخونة من حيث المنافسة بين النجوم ويعرض لك فيلمان خلاله... كيف تنظر الى هذا؟ - هي المرة الأولى التي يعرض لي فيلمان في موسم الصيف ولكن هذا نتاج عامين من الشغل، فـ «حمادة يلعب» انجزته العام الماضي ولكن عرضه تأجل وصادف تصويري لفيلم «أنا يا خالتي» ليعرض هذا الموسم أيضاً. ولا أخفي سعادتي بذلك وأعتبر ذلك تعويضاً لغيابي الصيف الماضي وأشكر الظروف على ذلك· · وكيف ترى فرص نجاح فيلمك وسط صيف ساخ ن ملتهب بالنجوم الكبار؟ - النجاح يقف على الجمهور وحاله النفسية والاقتصادية والسياسية. أشياء صغيرة جداً ممكن أن تعوق الفيلم ونجاحه، وأخرى قد تؤدي الى نجاحه، وفي كل الأحوال أتمنى أن تكون الظروف جيدة. خبرة الشباك · ولكنك صاحب خبرة في أفلام نجوم الشباك «الشباب» ولك حساباتك؟ - لا يوجد أحد يملك روشتة «النجاح»، وإلا كان افتتح عيادة للنجاح. ان كل ما تستطيع عمله هو معادلة تضع فيها نسباً للعمل توازن بين ما يريده الجمهور وما يريده صنّاع العمل ونجومه وما تريده أنت، كما أن هناك توقعاً وعدم توقع، فجمهور الصيف يسعى للترفيه بالدرجة الأولى ويبحث عنه في الأفلام المعروضة، والجمهور يبحث عما يريده من أبطاله. فمحمد هنيدي له جمهوره الذي يطلب منه أشياء معينة لو لم يجدها «يغضب». هناك إذاً صفات معينة لفيلم محمد هنيدي، عكس الحال مع نجم جديد مثل أحمد رزق ما زال الجمهور ينتظر ماذا سيقدم لهم. · ما رأيك في عرض هذا العدد الكبير في موسم قصير؟ - أتمنى أن تكون هذه المنافسة لمصلحة السينما المصرية وتكون أكثر دعماً لها. بخاصة أن هناك دور عرض جديدة افتتحت وستعرض حوالى 16 فيلماً مصرياً جديداً وهو رقم كبير. ولذلك فالمنافسة كبيرة جداً وأتمنى أن يحقق النجوم إيرادات، فهم الذين يجعلون الصناعة تستمر. · هل تخشى المنافسة وسط هذا السباق؟ - المنافسة في العمل أجمل شيء ولو افتقدناها نفقد كثيراً من أهمية العمل. وأنا أحب النجاح لي وللآخرين وكل هذا في النهاية من أجل الفن· · نتذكر معاً البداية التي كانت بفيلم «الحب في الثلاجة» العام 1991 حيث حصلت عنه على 6 جوائز، ثم حدث ابتعاد ثم عودة مع النجوم الشباب وبنجاح كبير، كيف حدث ذلك؟ - سأجيب هنا في شكل موارب: توجد نوعيات مختلفة من الأفلام ولكل منها لغته وأدواته وأنت كمخرج ملك لكل فيلم تصنعه. فعندما أقدم فيلماً «فانتازياً» مثل «الحب في الثلاجة» يختلف الأمر تماماً عن حين أقدم فيلماً «كوميديا»ً، مثل «صعيدي في الجامعة الاميركية». · لكنك أصبت بإحباط شديد بسبب «حب في الثلاجة»؟ - ليس كذلك. كل ما في الأمر أنني «زعلت» لأنهم صنفوني كمخرج له شكل خاص يقدمه في أفلامه، مع انني مخرج روائي أقدم كل الأشكال السينمائية والدليل نجاحي مع جيل الشباب عندما وجدت موضوعات تجمعنا. إطار معين · ألم تكن تضع في ذهنك سينما معينة في البداية ثم تخليت عنها بسبب الظروف؟ - الفكر يتغير كل وقت ولكن أهم شـــيء أن أفعل ما أشعر به في كل فترة وليس لي إطار معين، فممكن أعمل فيلماً دينياً أو تاريخياً أو أكشن أو استعراضياً لو استهواني. لا يوجد مخرج يضع لنفسه اطار سينما معينة يعمل فيها فقط، فأنت كمخرج تمتلك أدواتك وتقنياتك ولغتك التي تستخدمها عندما تحس شيئاً وتريد أن تحققه. والأهم أن يصل للناس وكذلك ان يحقق ربحاً! الحياة اللبنانية في 10 يونيو 2005 |
صالات السينما في بغداد: أفلام قديمة بلا جمهور! ما الوضع الذي تعيشه «صالات العرض السينمائي» في بغداد اليوم؟ وهل من دور ثقافي أو فني، بقي لها في الحياة الاجتماعية لانسان هذه المدينة؟ من يعرف بغداد الثقافية جيداً يذكر ان «دور السينما»، بما كانت تقدم من أفلام حديثة تواكب آخر ما ينتج في العالم، كانت من المؤسسات الثقافية الأهلية المهمة فيها... كان لهذه «السينما» روّادها من المثقفين الذين يحرصون على حضور عروضها الجديدة، ومناقشة هذه العروض في ما بينهم.. وكثيراً ما تنتقل تلك المناقشات إلى «الصحافة الفنية» التي كانت تولي النشاط السينمائي اهتماماً واضحاً. إلاّ ان هذه السينما بدأت تعيش تراجعاتها الواضحة منذ أوائل ثمانينات القرن الماضي، إن في مستوى ما تقدم من عروض سينمائية، أو في مستوى جمهورها - روادها... لتصبح، مع مرور الأيام، أماكن لا يقصدها إلا جمهور عادي جداً... ومن المراهقين في وجه خاص... مما أدى إلى غياب المرأة – كعنصر مهم في جمهور السينما - عن أماكن هذه العروض وقد كان حضورها واضحاً: طالبة جامعية، وموظفة، وسيدة بيت... لكن لم يعد المكان «مناسباً» لوجودها فيه. وزادت الحال سوءاً مع حلول عقد التسعينات وسنوات الحصار التي قلصت من امكان استيراد أفلام جديدة، ان لم تكن عمليات الاستيراد هذه انعدمت كلياً لظروف تتعلق بتحديد الاستيراد... مـــا أدى إلى اعتماد دور السينما على الأفلام القديمة، العربية منها وغيـــر العربية، وتراجع الجمهور تراجعاً واضحاً، مستوى وعدداً، كما لعبت الظروف الاقتصادية والأمنية التي مرّ بها البلد دوراً مباشراً في تراجع وضع السينما، في ما تقدم من عـــروض أو تجتـــــذب من جمهور. وتراجع، بفعل ذلك، الوضع الاقتصادي لصالات العرض هذه، الأمر الذي قاد إلى أن تتحول «سينما بابل» – وهي من صالات العرض الكبيـــرة والمهمـــة فــي مــا كانت تقدم من عروض وتجتذب من جمهور – إلى «مسرح» أصبــــح النصيب الأكبر فيه لعـــروض «المسرح التجاري الذي نجح فـــي تلك الفترة، نجاحاً لافتاً أبعـــد العروض الأخرى، الجادة، للمسرح ولكنها اليوم مغلقة الأبواب. فلا عروض مسرحية. ولا عروض سينمائية. لا تشجيع اليوم، وترافقاً مع حال الاحتلال الأميركي للعراق، أصبح للسينما، كما للمسرح وجميع الفعاليات الثقافية الأخرى وضع آخر، فهي وان كانت «رفضت» اغلاق أبوابها نتيجة غياب الجمهور عنها، الذي لم يعد لها منه إلا القليل، فإنها تعاني، ايضاً، من كون مدخولاتها من «عروضها اليومية» لا تكاد تغطي التزاماتها المالية تجاه العاملين فيها. فقد أكد عاملون في دور السينما هذه ان جمهورهم اليومي، على امتداد ثلاثة عروض تبدأ مع الساعة العاشرة صباحاً وتنتهي عند الرابعة عصراً، لا يتجاوز في أقصى حالاته الـ(150) شخصاً في أفضل الأحوال. أما الأفلام المقدمة فيؤكد أصحاب دور العرض هذه ان «لا جديد فيها»، وانها في غياب الواقع الرقابي على الأفلام تعرض ما يحلو لها من أفلام «عاطفية صارخة»، بقصد اجتذاب «الجمهور»... الأمر ليس مجدياً، «فعدد الروّاد محدود، ما يجعل الحال لا تشجع على شيء»... ومع ذلك «نحن مستمرون في عملنا، وان يكن أقرب إلى «الوهم» منه إلى «الحقيقة». والسبب؟ «نستمر لئلا تندثر أجهزتنا، أو يتراكم الغبار في الصالة.. فضلاً عن اننا نحرص على الابقاء على صلتنا بالجمهور علّنا نستعيده في يوم قريب!»- وان كان مدير صالة أخرى- كانت من أكثر صالات العرض السينمائي تميزاً في ما تقدم من عروض – يؤكد ان «دور السينما هذه فقدت تقاليدها، أو أضاعتها مع الايام بفعل الظروف الاستثنائية التي مرّ بها البلد، والتي انتهت بالاحتلال الذي لم يعد الانسان معه آمناً على نفسه وهو في بيته. فكيف في الأماكن العامة؟» الحياة اللبنانية في 10 يونيو 2005 |