كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما.. كتبوا في السينما

 جديد الموقع

 

 

 

التالي
السابق

 

 

كتبوا في السينما

سينما المقاومة في فلسطين

«الحس» للإيطالي فيسكونتي

يسري نصر الله: أفلامي بسيطة وشديدة الخصوصية

غودار: نحن أقرب إلى نقطة النهاية لأننا عاجزون عن الكلام

 

 

د. رفيق الصبان يكتب عن «الحب علي نهر الدانوب»

عمل جديد فريد ينضم إلي قائمة سيناريوهات السينما المطبوعة

* سخسوخ طبع سيناريو أول فيلم يكتبه ليعطينا درسًا في الكتابة السينمائية الأدبية قبل أن تمتد إليها رؤية المخرج  

القضية ابتدأت في أواخر الستينيات.. حينما اتجه كبار كتاب القصة والمسرح في فرنسا وإنجلترا أمثال هارولد بنتر ومارجريت دوراس وآلان روب جريليه إلي الكتابة مباشرة للسينما.. ومن ثم نشر السيناريوهات التي كتبوها وتحولت الأفلام إلي كتب.. ابتدأت بعد ذلك تتكاثر وتفسح المجال إلي ما يمكن تسميته بالأدب السينمائي.

بل قد وصل التحدي بـ «هارولد بنتر» مثلا.. أن ينشر السيناريو المدهش الذي كتبه عن قصة مارسيل بروست «البحث عن الزمن الضائع» والذي كان يفترض أن يخرجه الإيطالي لوكيز فسكونشي في كتاب خاص، رغم أن الفيلم نفسه لم يتح له أن يري النور.

وقد ازدادت هذه الكتب السينمائية التي تنهض علي السيناريوهات بشكل كبير وبازدياد واضح مع مرور السنوات، وأصبحت تحتل حيزا كبيرا في المكتبات السينمائية المختصة. وحتي مصر.. عرفت علي استحياء هذا النوع من الأدب فخرجت علينا سيناريوهات مطبوعة في كتاب شأن القصص كسيناريو فيلم «المومياء» لـ «شادي عبدالسلام»، أو «العزيمة» لـ «كمال سليم»، أو «البوسطجي» لـ«حسين كمال»، وسواها.

ولكن هذه الظاهرة الأدبية ظلت مع الأسف مقتصرة علي أفلام قليلة رغم الحاجة الملحة التي يحس بها دارسو السينما، وحاجتهم إلي قراءة سيناريوهات بعض الأفلام الكبري، كما كتبها مؤلفوها وقبل أن تمر في «غربال» المخرجين ويقدموا من خلالها رؤيتهم هم لا رؤية كتابها الأصلييين.

وها هو د. أحمد سخسوخ.. الذي كتب كثيرا في المسرح واتجاهاته ومدارسه وكتب عدة إعدادات لمسرحيات عالمية إلي جانب مسرحيات كتبها هو نفسه، يبادر اليوم بمبادرة مهمة.

إذ يقوم بنشر سيناريو سينمائي كتبه خصيصا للسينما دون أن يلجأ إلي كتابة قصته التي يستمد منها الأحداث.. ويقدمه بشكل كتاب يشرح فيه رؤيته السينمائية قبل أن تصل هذه الرؤية إلي يد المخرج الذي سينقلها إلي الشاشة.. وتختفي كالعادة رؤية الكاتب وراء الرؤية التي يفرضها المخرج.

السيناريو يحمل اسم «الحب علي نهر الدانوب» وتدور أحداثه بين القاهرة وفيينا.. ويروي قصتي حب.. الأولي نشهد بداياتها الرومانسية التي تحيطها طبيعة النمسا بألوانها وزخارفها وكنائسها القديمة وطرقاتها المعبدة بأحجار كبيرة رسم عليها الزمن خطوطه.. والثانية نعيش خاتمتها المأساوية في جمود الغرف الباردة الخالية من الأثاث.. وعبق الموت والخيانة الذي ينتشر في كل الزوايا.

القصتان بطلتهما امرأة خائنة.. وإذا شئنا الدقة زوجة خائنة أعطاها الرجل الذي أحبها كل ما يملك من عواطف ورعاية ومال.. ولكنها غدرت به في اللحظة التي تمكنت فيها من كل شيء.. وأصبح زمامه كلمة بين أصابعها.

لا فارق بين آنا النمساوية التي تترك زوجها الأعمي والمريض الذي فقد ساقيه.. تتركه يموت وحيدا في حسرته بعد أن جردته من أمواله كلها.. وحرمته حتي من لحظة حنان أو تعاطف واحدة.. وبين ليلي المصرية الطالبة في الكونسرفتوار النمساوي (السنة الأخيرة).. التي تقابل في الطائرة التي تقلها إلي فيينا المخرج المسرحي المرموق مراد.. الذي سرعان ما يقع في حبها.. ويقضيان فترة حب رومانسية مدهشة تجعله يطلب يدها للزواج.. قبل أن يعود إلي مصر فور انتهاء مهمته.. وتلحق به ليلي فور انتهاء دراستها لتتزوجه.. وليكرر بالحرف الواحد ما فعله زميله في النمسا.. إذ يترك كل ما يملكه من أموال وفيللا ومنقولات باسمها.. دون أن يكتشف أن ليلي في حقيقتها ليست إلا فتاة فقيرة من بيئة متواضعة مدعية أنها سليلة عائلة نبيلة.. وأنها لم تتورع عن بيع جسدها في فيينا لكي تحقق المظاهر الزائفة التي كانت تخدع بها الآخرين.. ويصل بها جوعها للرفاهية.. والطموح الزائف للثروة بأن تقيم علاقة مع المنتج العربي الثري الذي ويمول المسرحية التي يخرجها زوجها مراد وعندما يكتشف الزوج المسكين الخيانة يكون قد فات الأوان.. فقد خسر في الوقت نفسه أمواله وحياته وحبه وزوجته.. مما يدفعه إلي جريمة قتل ثنائية لزوجته وعشيقها.. تضعه مرة واحدة هو الآخر في زمام الأموات.

أحمد سخسوخ يريد أن يقول إن المرأة الخائنة هي نفسها.. نمساوية كانت أم مصرية تحمل في أعماقها جنون التملك.. وعشق السلطة.. لذلك يضع في ذكاء واضح في خلفية الأحداث المسرحية التي يقوم مراد بإخراجها والتي ليست إلا «ماكبث» شكسبير التي تصور امرأة شيطانية أخري، ربما كانت أكثر نساء المسرح العالمي طموحا وشيطانية ودموية.. وأعني بها «الليدي ماكبث» التي تشجع زوجها علي قتل ولي نعمته والاستئثار بالسلطة لكي تحقق أحلامها المجنونة في السلطة والثراء والتملك.

ليدي ماكبث حاضرة وغائبة في هذا السيناريو الذي كتبه أحمد سخسوخ كأول تجربة درامية له في هذا المضمار.. بعد أن حقق أكثر من تجربة مسرحية إعدادا وتأليفا.. أثارت الكثير من الجدل والإعجاب في هذه التجربة السينمائية الخاصة التي يخوض غمارها للمرة الأولي.

يبدو سخسوخ.. مهتما بالإطار الخارجي للأحداث.. يستمد منه بعض شاعرية المواقف.. ويحيطها الحب العاطفي بهالة تشترك فيها الطبيعة.. والموسيقي التي أصر المؤلف علي تسميتها كخلفية لبعض الأحداث.. تضيئها وتفسرها في آن واحد.. كفالسات شترارس وسمفونيات بيتهوفن وكونسرتات موزارت.. التي ترتبط ارتباطا صميما.. بجو النمسا.. ويمكن لمقاطع منها أن تغني المتفرج عن الكثير من الشروح والإسهابات.. كما في استعماله الذكي لأغنية ليالي الأنس لأسمهان.. التي واكبت بداية قصة الحب بين مراد وليلي.. وانطلقت معها ثم خفتت واختفت نهائيا.. باختفائها وموتها.

السيناريو كله بدور في حزن نبيل يستمد قوته.. من خيبة الأمل القاسية التي تأتي عقب انفجار لا هب للعواطف.

وإذا كانت صورة المرأة شديدة السواد.. لا تحمل أية بذرة أمل أو قدرة علي التسامح لدي المؤلف فربما يعود ذلك إلي أن السيناريو كله قد وضع تحت هيمنة الليدي ماكبث التي تسبل ظلها الأسود علي الأحداث كلها دون استثناء.

لا أدري كيف ستظهر الصورة السينمائية لهذا السيناريو الأدبي الذي وضعه سخسوخ وكأنه يريد أن يعطينا درسا غير مباشر.. فيما يمكن أن يتعرض له أي سيناريو مكتوب من تغييرات وتفسيرات ووجهات نظر لدي المخرج الذي سيصبح مسئولا عنه.

ولكن سخسوخ في تجربته الجريئة والجميلة معا.. يقدم لنا صورة عن الأصل وعن التفرعات في عالم الكتابة السينمائية علي الورق ونقلها صورة متحركة علي الشاشة.

ومن هنا يستمد هذا السيناريو المكتوب أهميته والدور الريادي الذي يمكن أن يمثله في نوع من الأدب السينمائي ابتدأ يمد فروعه إلي أنواع الآداب الأخري.. ويحتل مكانة مميزة لا شك أنها ستصبح أكثر أهمية وتميزا مع الأيام.

جريدة القاهرة في 17 مايو 2005

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التالي
السابق
أعلى