جديد الموقع

 
 
 

صفحات

1<<

04

03

02

01

>>

سابق

 
 
 

ما لم تقله فاتن حمامة في مذكراتها... (4)

 

لماذا اعترضت على عمل ابنتها نادية بالفن

عصام زكريا

 
 

حول مذكرات سيدة الشاشة العربية «فاتن حمامة»

 
 
 

·        اعترضت على عمل ابنتها نادية بالفن وحاولت سحب ابنها طارق من التصوير مع عمر الشريف

·        أنكرت حب يوسف شاهين لها ولكنه اعترف بذلك

·        لماذا منعت فاتن حمامة طفليها من العمل فى الفن؟ ولماذا حاول يوسف شاهين الانتحار بسببها؟

كانت فاتن حمامة تعارض دخول ابنيها المجال الفنى وهما أطفال، وفى أحد حواراتها عبرت عن رأيها هذا بصراحة، وعندما سألها المحرر عما إذا كانت تشعر بالتعاسة لأنها دخلت مجال الفن وهى طفلة، لم تنكر ذلك، واعترفت أن الفن سرق منها طفولتها.

هل كان سبب تعاسة فاتن حمامة الدائمة هو دخولها مجال الفن قبل أن تكتفى من الاستمتاع بطفولتها؟

هل كان ذلك سبب تمردها على والديها بعد ذلك، وزواجها من عز الدين ذو الفقار رغما عن والدها؟

فى العدد ٢٥٧ من مجلة «الفن» الصادر فى ١٢ ديسمبر ١٩٥٥ نجد تحقيقا على صفحتين تحت عنوان «فاتن حمامة زعلانة» نقرأ فيه ما يلى:

«قالت لى فاتن حمامة إنها زعلانة جدا قوى خالص من الصحافة، لأنها تنشر صور ابنتها نادية وتتحدث عنها كما تتحدث عن النجوم! وتقول إن البنت طلعت فيها، وفاهمة نفسها حاجة كبيرة!!

قلت إنها على حق! فإن دماء الفن تجرى فى عروقها عن الأب والأم، وهذا حظ لم يكن لك عندما بدأت!

قالت: ولكنها صغيرة..

قلت: لقد دخلت فى كادر النجوم وأنت فى مثل سنها.. فما الذى يغضبك من نضوجها المبكر؟!

قالت: ده موش كويس للبنت!

قلت: ولماذا كان «كويس» لك؟!

فهزت كتفيها قائلة: ما كانش كويس!!

قلت ليه؟..

فرفضت أن تعلل..».

الغريبة أن المجلة كانت قد انتهزت زيارة نادية إلى عمها الممثل والمخرج محمود ذو الفقار لتلعب مع ابنة عمها الصغيرة، وانهالت عليها تصويرا، حتى إن التحقيق المنشور يحتوى على ست صور كبيرة كلها لنادية وابنة عمها وليس من بينها صورة واحدة لفاتن حمامة!

كما علمنا من مذكراتها، كان الخلاف الكبير الأول بينها وبين زوجها الأول عز الدين ذو الفقار هو إصراره على أن تمثل ابنتهما نادية، بالرغم من اعتراض فاتن، وهى تروى بالتفصيل كيف أصيبت بحالة هستيرية، وهربت من بيت الزوجية بصحبة ابنتها إلى بيت والديها، ولم تعد سوى بعد عدة أيام، بعد أن هدأت أعصابها. وقد رأينا أيضا كيف أن هذا الحادث تسبب فى شرخ كبير فى علاقتها الزوجية، لدرجة أنه عندما سألتها ابنتها أثناء التصوير عما إذا كانت سعيدة، انفجرت فى بكاء طويل.

نعلم أيضا من مذكرات وحوارات عمر الشريف أن فاتن اعترضت بشدة على دخول ابنهما طارق مجال التمثيل، وأنها حاولت سحبه من موقع تصوير فيلم كان يشارك فيه بالتمثيل مع أبيه، وأن عمر أصر على أن يبقيه معه حتى نهاية التصوير.

فى الحالتين نفهم أن تشغيل الطفلين فى السينما كان من أسباب الخلاف الجوهرية بين فاتن وزوجيها.. بعد السبب المشترك الاخر، وهو العلاقات المتعددة لكلا الزوجين.

ما الذى يمكن أن نفهمه من ذلك؟

هل يمكن القول إن فاتن رأت فى ابنتها التى يجرها والداها إلى الاستديوهات صورة من نفسها وهى طفلة صغيرة يصطحبها والداها؟ وإذا كان هذا صحيحا فما هو الشىء الذى أفزعها إلى هذه الدرجة التى تصورت معها أن هناك خطرا داهما يتهدد ابنتها وأن عليها أن تهرب بها لتنقذها؟

هل استثار الموقف ذكرى سيئة فى نفس فاتن؟

هذه الطفلة النابغة التى يبدو عليها من الخارج أنها ولدت لتمثل وأنها تعشق التمثيل وتبذل جهدا خارقا فى عملها.. هل كانت تكره التمثيل؟

بالطبع لا، ولكن هل شعرت أنها «يساء استغلالها» من قبل والديها؟ أم أنها شعرت أن العمل والنجومية سلبا منها طفولتها؟

تروى فاتن فى مذكراتها أيضا أنها تلقت صفعة شديدة من أبيها ذات يوم، لأنها تعاملت مع أناس بسطاء بغرور وتعال، وهى لا تنسى الجملة التى قالها أبوها يومها: إنتى فاكرة نفسك مين؟ إنتى ولا حاجة.

فى حوارها السابق تشير فاتن إلى أن نادية أصابها الغرور وأصبحت «فاكرة نفسها حاجة كبيرة».. مثلما ظنت هى ذات يوم أنها متميزة عن الآخرين، فتلقت صفعة أعادتها إلى الواقع. فهل يعنى ذلك حقا أنها كانت تريد حماية ابنتها من الغرور وسائر التأثيرات النفسية التى تطرأ على النجوم؟

مهما كان السبب، فإن الحقيقة هى أن فاتن حمامة لم تتقبل فكرة دخول ابنيها مجال الفن.. والمؤكد أيضا أنها نجحت فى الحالتين، رغم محاولات عز الدين مع نادية، وعمر الشريف مع طارق، أن تبعد ابنيها عن مجال الفن تماما.

علقة أحمد رمزي

كثيرون وقعوا فى حب فاتن حمامة، فهى كانت تمتلك شخصية ساحرة وجاذبية نفسية لا تقاوم. ومن المدهش أنها لم تخسر رجلا أحبها، ومن يتابع تصريحات زوجيها السابقين أو الرجال الذين قيل إنهم أحبوها فى فترة ما، ستجد أنهم ظلوا مرتبطين بصداقتها إلى الأبد.

من أشهر الشائعات التى خرجت فى الخمسينيات، ولم تكن قد تزوجت عمر الشريف بعد، هى أن أحمد رمزى كان يحبها وأن عمر غار بشدة من ذلك، وقام بضرب رمزى بقوة حتى كاد أن يفتك به أثناء تصوير فيلم «صراع فى الميناء» الذى أخرجه عاطف سالم وجمع الثلاثى فاتن وعمر ورمزى.

من المعروف أن عمر ورمزى كانا زميلين وصديقين مقربين منذ أيام دراستهما فى مدرسة «كلية فيكتوريا» فى الإسكندرية، ومن المعروف أيضا أن عمر الشريف، الذى سبق رمزى إلى السينما بفيلمين، هو الذى أقنع صديقه بالتمثيل فى فيلم «أيامنا الحلوة» الذى ظهر فيه الاثنان مع فاتن حمامة، وشهد تطور علاقة الحب بين فاتن وعمر. كان أحمد رمزي، المولود فى مارس ١٩٣٠، يكبر عمر الشريف بعامين، ويكبر فاتن بعام واحد، وكان هذا مثارا للمزاح والشجار الدائم بين عمر ورمزي، حتى فى عام ٢٠١١، أثناء ظهورهما فى برنامج «الجريئة» مع إيناس الدغيدي، ظلا يتجادلان حول تواريخ الميلاد بعصبية شابين مراهقين

نعود إلى قصة حب فاتن ورمزى. تقول الحكاية، حسب شهادة غريبة بعض الشيء، وهى شهادة المخرج الراحل عاطف سالم على لسان ابن أحمد رمزي «إن فاتن حمامة كانت نقطة ضعف والده، وأنه كان لا يرفض لها طلبا»، وأن رمزى كان ينوى الاعتزال فى وقت مبكر من حياته الفنية، ولكن فاتن أقنعته بمشاركتها فى فيلم «حكاية وراء كل باب»، الذى يتكون من عدة أفلام قصيرة، وقرر بعدها الغياب مرة أخرى عن الفن والتمثيل ودخل فى مشروع لتجارة السفن واليخوت فى أواخر الثمانينيات، ولكنه خسر خسارة كبيرة وتراكمت عليه الديون، وأقنعته حمامة بالعودة للعمل مرة أخرى، وعاد معها فى مسلسل «وجه القمر» عام ٢٠٠٠.

وحسب شهادة عاطف سالم أيضا، التى نشرتها مجلة «أخبار النجوم»، فإنه رغم علاقة الصداقة التى جمعت بين عمر الشريف وأحمد رمزي، إلا أن الغيرة تملكت عمر الشريف، بعد تردد الشائعات حول حب رمزى لفاتن. فقد كتب عاطف سالم فى مذكراته أن أحمد رمزى كان سببا فى طلاق عمر الشريف لفاتن، حيث كانت غيرته عليها زائدة، وعلى الرغم من أن رمزى صديق عمر الشريف، وأحد الشهود على عقد زواجه من فاتن، إلا أنه لم يغفر لعمر عصبيته وغيرته الزائدة.

وتقول إحدى الروايات فى مذكرات سالم، إنه خلال تصوير فيلم «صراع فى الميناء»، بحكم عمله كمساعد مخرج، قام بالتلميح لعمر بأن رمزى يحب فاتن حمامة، ما أثار غضب عمر الشريف، الذي ذهب إلى كواليس التصوير، وضرب رمزى بقوة وألقاه فى مياه السفن الملوثة، ما أدى إلى إصابته بحروق وحساسية شديدة، وحينها اصطحب عمر الشريف فاتن حمامة مغادرين موقع التصوير.

وحاول رمزى معرفة الأسباب التى جعلت الشريف يتصرف معه بهذه القسوة والوحشية ولكن لا مجيب، وكلما سأل رمزى الشريف عن السبب كان يغادر المكان ويتركه فى حيرته، حتى فاتن حمامة أرادت معرفة الأسباب ولكن عمر لم يعطها الفرصة لذلك، ولم يجب عن السؤال الذى ظل حائرا على لسان كل من فاتن حمامة وأحمد رمزى.

وحسب ما تقول المجلة : أخيرا أفصح عاطف سالم عن الإجابة واعترف بأنه شحن الشريف ضد رمزى قبل التصوير للمعركة «التى جاءت مقنعة تماما وصادقة»، وهنا تألمت فاتن حمامة وقاطعت عاطف سالم تماما منذ انتهاء تصوير الفيلم ودامت القطيعة بين عمر الشريف وأحمد رمزى ثمانى سنوات حتى تقابلا يوما فى عيد ميلاد الفنان الراحل صلاح ذوالفقار وتصافيا بعد أن عرف عمر الشريف الحقيقة التى أخفاها عنه عاطف سالم طوال هذه المدة وكانت عودة إلى صداقة أقوى من ذى قبل.

هكذا تقول حكاية عاطف سالم، ولكن حتى إذا كانت صحيحة فهى تدور حول سوء تفاهم سرعان ما تم تداركه. الحقيقة أن صداقة فاتن وأحمد رمزى ظلت قوية جدا حتى النهاية، وأنه حاول فى أوقات معينة أن يصلح بينها وبين عمر، حتى لا يحدث الطلاق بينهما، وأنه لام عمر كثيرا على موقفه من فاتن، وقاطعه لسنوات. والمعلومة الأخيرة نفاها كل من رمزى وعمر فى حوار تليفزيونى مع إيناس الدغيدى وبرنامجها «الجريئة» عام ٢٠١١.

وقبل وفاته عام ٢٠١٢، سئل رمزى مرة أخرى، فى حوار صحفى عما إذا كان حقا وقع فى حب فاتن حمامة، فرفض التعليق، ولكنه قال «إنها أفضل فنانة وإنسانة عرفها طوال حياته».

انتحار يوسف شاهين

فى منتصف الخمسينيات أيضا، وأثناء تصوير «صراع فى الوادى»، خرجت الشائعات لأول مرة حول حب يوسف شاهين لفاتن حمامة، وغيرته من عمر الشريف، ومحاولته الانتحار بسبب زواجها من عمر.

فى العدد ٢٥١ من مجلة «الفن» الصادرة بتاريخ ٢٧ يونيو ١٩٥٥، نجد فى باب «صورة وخبر»، خبرا مزينا بصورتين من حفل زفاف يوسف شاهين، الأولى مع زوجته كولييت، والثانية يظهر فيها فاتن حمامة وعمر الشريف وهما يهنئان العريس. والخبر يقول:

« عندما تزوجت فاتن حمامة من عمر الشريف نشرت غالبية الصحف أن الغيرة دبت فى صدر المخرج يوسف شاهين، وأنه لن يتردد فى البحث عن زوجة فى أقرب فرصة!

وكان يوسف شاهين عند ظن الصحافة ولم يشأ تكذيبها.. فسارع بالزواج من فتاة من فتيات الإسكندرية الحسان. والصورة الأولى للعروسين يوقعان العقد.. والصورة الثانية للعريس وشقيقته حرم السينمائى المعروف جون خورى يتقبلان تهنئة فاتن وعمر الشريف عقب الزواج». نفت فاتن حمامة تماما قصة حب شاهين لها، وأكدت أنها مجرد صداقة عمل. ولكن شاهين المعروف بصراحته لم ينف أبدا. فى حوار صحفى قديم رد على السؤال قائلا: «كنت أظن أن هذه الأمور لا تصل إلى الصحف ولا تنتشر». وفى حواراته التليفزيونية فى الفترة الأخيرة من حياته كان أكثر صراحة ومباشرة. فى أحد البرامج رد قائلا: نعم أحببتها، كانت فاتن «قطقوطة» وتجبر الجميع على الوقوع فى حبها. وفى حوار آخر مع هالة سرحان قال أيضا إنه أحبها ولكنها فضلت عمر الشريف عليه.

من المعروف أن فاتن حمامة كانت بطلة لأول فيلم قام بإخراجه يوسف شاهين وهو «بابا أمين» عام ١٩٥٠، وبالرغم من النجاح الهائل الذى حققه فيلم «صراع فى الوادى»، ١٩٥٤، ثم «صراع فى الميناء» ١٩٥٦، والذى جرى تصويره فى العام السابق، قبل زواجها من عمر الشريف، إلا أن أيا من الممثلين الثلاثة: فاتن وعمر ورمزي، لم يظهر فى أفلام يوسف شاهين مجددا.

 

البوابة نيوز المصرية في

16.06.2015

 
 

المذكرات الأصلية لفاتن حمامة ـ عصام زكريا

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004