جديد الموقع

 
 
 

لاحق

1<<

04

03

02

01

>>

سابق

 
 
 
 
 
 

·        في سيرة حياته «الذكر الخالد» يعترف عمر الشريف بحبه لفاتن منذ اليوم الأول وبأنه خانها مع «طوب الأرض»

·        بسبب قبلة «صراع في الوادى» تمت مصادرتى على الشاشة

·        عمر الشريف: خدعت فاتن في أول لقاء بيننا والمصريون شعروا بالعار لأننى قبلتها!

·        كثيرا ما يتحدث عمر الشريف عن فاتن حمامة

على العكس من فاتن، التي كانت تبدو مستاءة عندما تأتى سيرة حبها لعمر، وغير راغبة في الحديث عنه، بحجة أنها أصبحت زوجة لرجل آخر ولا يصح أن تتحدث عن علاقاتها السابقة، فإن عمر الشريف لم يتورع أبدا عن الحديث عن علاقته بها، وعن أنها الحب الوحيد في حياته، بالرغم من عشرات العلاقات العاطفية والجنسية التي دخلها مع بعض أجمل نساء العالم.

تزوج عمر فاتن ليلة الخامس من فبراير عام ١٩٥٥، بعد شهور قليلة من طلاقها من عز الدين ذو الفقار.. ولكن لا يعلم أحد متى طلق الاثنان رسميا، أرجح احتمال أنه تم عام ١٩٧٤، قبل زواجها من طبيب الأشعة محمد عبدالوهاب بعام واحد، ولكن الانفصال بين عمر وفاتن عمليا كان قد تم قبل ذلك بسنوات، وهو ما يعترف به عمر الشريف في أحد حواراته

«بعد زواجنا كانت فاتن لا تريد أن تسافر معى ولا تحب العمل في أمريكا، فقلت لها يا حبيبتى بصى إحنا مش هنتطلق ولا حاجة، أنا هسافر، ولو في يوم من الأيام حبيتى حد أو عايزة تتجوزى تانى كلمينى في التليفون هبعتلك الورقة على طول، وكل الفترة دى وهى زوجتى ولم أطلقها إلا بعدين، وعمرنا نحن الإثنين تخطى السبعين عاما، حينما تعرفت هي على زوجها الحالى وأرادت الزواج منه».

في مذكراتها، كما رأينا، تحدثت فاتن بالتفصيل عن قصة زواجها بعمر الشريف، ولكن هناك تفاصيل صغيرة أخرى يرويها عمر الشريف في سيرته التي صدرت عام ١٩٧٧ في كتاب بعنوان «الذكر الخالد.. قصتي»، الكتاب عبارة عن حوارات بين عمر الشريف ومؤلفة الكتاب ماري- تيريز جوينشار، نشر بالفرنسية ثم الإنجليزية، وترجمه إلى العربية عبدالمنعم سليم عام ١٩٨٩، يتحدث عمر الشريف بصراحته وتلقائيته المعتادة عن علاقته بفاتن حمامة وقصة حبهما وزواجهما، وخياناته المتعددة لها. يقول عمر:

«كان عمرى عشرين عاما عندما اختارنى يوسف شاهين لكى يعمل لى اختبارا بالكاميرا لفيلمه القادم «صراع في الوادي»، ويوسف شاهين صديق من أيام الطفولة، كنا في فصل واحد في مدرسة فيكتوريا الإنجليزية، ونحن الاثنان ننتمى إلى عالم المسيحية اللبنانية.

رضى شاهين عن نتيجة الاختبار، ثم كانت هناك مشكلة إقناع البطلة بأن تمثل أمام مبتدئ، دعتنا على فنجان من الشاى في بيتها، وكنت خالى الذهن تماما عما تريده، طلبت منى أن أمثل أمامها قطعة ما، جاءتنى فكرة جهنمية، بدأت أمثل أمامها قطعة من «هاملت» شكسبير بالإنجليزية، وأنا أعرف أنها لا تعرف كلمة من هذه اللغة، وأنها لن تعترف بذلك، أنصتت إلى باهتمام شديد، أو هكذا بدا لي، وهكذا وقعت عقدى الأول عن طريق خدعة.

في مكان التصوير كان الجو العام طيبا وسارا، وسار كل شيء بطريقة حسنة مع فاتن حمامة، ولكى نلتزم بالسيناريو فإنها - ولأول مرة- وافقت على أن أقبلها على الشاشة.

إنها لم تسمح لنفسها أبدا أن تكون محل إغراء في الأفلام، وتلك القبلة كان من شأنها أن تتسبب في إصابة جمهورها بالحرج.. وربما بصدمة، كل واحد من جمهورها يعتبرها ملكه، والمنتجون احترموا حساسية الجمهور هذه، بل لعبوا على الجمهور من هذه النقطة.

القبلة التي أعطتها لى كانت بريئة جدا، كان قد أغمى عليّ، وشفتا فاتن بالكاد لامست شفتي، ولكن الصحفيين كانوا هناك، ونشروا صورة القبلة، وكانت فضيحة كبرى.

وخلال يوم واحد أصبحت الرجل الذي دنس مثلهم الأعلى، أحس المصريون بالغضب الشديد، وأنهم أهينوا بهذه القبلة، التي كانت هدية من السماء بالنسبة للمنتج، لأن الفيلم ضرب الرقم القياسى في شباك التذاكر، وكانت الطوابير تصطف أمام دور العرض السينمائى التي تعرض الفيلم.

ولكننى عمليا تمت مصادرتى من الشاشة في بلدى لأن أحدا من المنتجين لم يجرؤ على تشغيل الرجل الذي سبب الفضيحة. ولكن هذه القصة خلقت بين فاتن وبينى موقفا مبهما، كان علينا أن نتجنب بعضنا البعض وكان ذلك صعبا لأننا نتحرك في الدوائر نفسها.. نذهب إلى الأماكن نفسها.. وإذا كان هناك صديق مشترك يدعو واحد منا إلى بيته فلا بد أن يتأكد من عدم دعوة الآخر، وإذا كانت فاتن وزوجها في مكان عام فإن شخصا ما كان يحضر ليقول لى ألا أدخل هذا المكان.

ثم حدث ذات يوم، وفجأة، أن التقينا في مطعم، حدث أننى بالكاد دخلته وجلست إلى مائدتي.. وجاءت فاتن لتقول لى «هاللو».

وتوقفت كل الشوك والملاعق في الهواء، لقد كنا نعيش في رعب من اللقاء في الطريق، وها نحن وجها لوجه أمام الناس، كل منا استغرقه هذا اللقاء القدرى وأصبنا بذهول، كانت قد بدأت تفكر في باستمرار، وأنا لم أكن أستطيع أن أبعد وجهها عن عقلي.

هذا اللقاء دفع مخرجا جريئا لأن يفكر في أن يجمعنا مرة أخرى على الشاشة، وانطلقت الشائعات عن علاقة بيننا تملأ الشوارع، في البداية كانوا يتحدثون بحرج ثم دفعونا بعد ذلك إلى أن يحتوى كل منا الآخر.

في البداية كانت مجرد صداقة، كان لفاتن زوج وابنة، ثم أصبحت علاقتنا كما لو كانت قصيدة، وفى النهاية قررنا أن نتزوج.

وبسماحة وافق زوجها، ويجب أن أوضح أنه في مصر، العقد الذي يجمع بين رجل وامرأة هو مستند من ورقة واحدة، والذي يحمل هذا العقد له كل الحقوق، وزوجها هو الرجل الذي يمتلك هذا العقد والذي يستطيع أن يرغمها على الالتزام.

ولكن زوج فاتن كان حقا رجلا شهما «جنتل مان» وأنهى كل شيء.

أصبح من الممكن أن نتزوج ولكن كانت هناك مشكلة دينية، فأنا مسيحى كاثوليكى وهى مسلمة، وكان مستحيلا أن تترك دينها، وهكذا لم يكن لدى خيار، ذهبت إلى أحد المكاتب الحكومية حيث كان يجلس أحد الشيوخ، وقال لي: إذا أردت أن تكون مسلما كرر ورائي: إننى أؤمن بأنه لا إله إلا الله، ثم أضاف: وأن موسى وعيسى ومحمد أنبياء الله.

كررت ذلك وراءه وقلت: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، بعد ذلك قال الرجل: ضع توقيعك هنا.. ووقعت وأصبحت مسلما، كان الأمر سهلا ورسميا للغاية. وبقيت مشكلة أخرى وهى إخبار الأسرة وخاصة أبي، لقد رفض أبى من قبل أن أتزوج من شابة لأنها بروتستانتية، وكاد أن يصاب بانهيار عصبي، وها أنا بعد ثمانية أشهر فقط علىّ أن أخبره بأننى تركت ديني، ودينه، لأتزوج من مسلمة.

لم تكن لدى الشجاعة لمواجهته وكان على أن ألجأ إلى أمى كالعادة، ولكن حدث ما لم يكن متوقعا، عندما سمع أبى بخبر زواجى أصابته «كريزة» سكر، برغم ذلك، بعد ثلاثة أيام، تزوجت فاتن، واحتفلنا في بيتها، وحضرت أسرتي، وما زلت أذكر وجوههم الحزينة ليلتها، ولكن عندما كان أبى يغادر الفيلا توقف قليلا وقال: من الآن فصاعدا أريد أن يكون الجميع سعيدا.. وبارك الزواج، لقد تزوجت أنا من والد فاتن، فالتقاليد الإسلامية ترى أن الأب هو الذي يتولى مسألة الزواج ويبارك هذا الاتحاد.

كان كل شيء يسبح في السعادة، أبوها وأنا كنا واقفين ويدى في يده وفوقهما منديل بينما الشيخ يقرأ العقد الذي يتم بموجبه الزواج.

وعندئذ أصبحت فاتن زوجتى وخرجت من حجرتها إلى الصالون، وبدأت الفتيات في الرقص على أنغام الموسيقى بينما كنا نتجول في الحجرات التي امتلأت بالضيوف.

كان ذلك يوم ٥ فبراير ١٩٥٥، وكانت نادية، ابنة فاتن من زوجها الأول، عمرها خمس سنوات، وقد أصبحت في مقام ابنتى عندما توفى والدها بعد ذلك بعدة أعوام».

لكن متى كانت بالضبط اللحظة التي انطلقت فيها شرارة الحب بين فاتن وعمر؟ على عكس فاتن لم يخجل عمر الشريف منذ البداية من اعترافه بأنه أحبها منذ اللحظة الأولى، ومفهوم بالطبع أن فاتن لم تكن لتعترف أنها أحبت عمر وهى على ذمة رجل آخر.

في حوار مجلة «أهل الفن» مع فاتن حمامة بعد زواجها من عمر، والمنشور بتاريخ ٢٨ مايو ١٩٥٥، والذي اقتبست جزءا منه من قبل، يروى المحرر أن عمر الشريف انضم إلى الحوار في وقت ما، بينما كانت فاتن منشغلة بإحدى المكالمات التليفونية، ويقول:

«وجدتها فرصة لأسأله نفس السؤال: متى بدأت علاقتك بفاتن؟ فسكت قليلا وكأنه لا يعرف كيف يرد بالعربية، فعدت أسأله: متى أحسست أنك تحبها، قال مترددا: لقد كان ذلك من زمن، منذ سنوات ولكنى لم أستطع أن أتكلم، وكانت تتقابل عيوننا أو تحصل حاجات أفهم منها أننى مهتم بها، وأننى أحبها، ثم بدأ الناس يتكلمون وبدأت الصعوبات حتى في أن أراها مجرد رؤية عادية، أو أراها ولا أستطيع أن أكلمها، وزادت هذه الصعوبات من حبى لها ثم اشتغلنا سويا في الفيلم الأخير فزادت فرصنا في اللقاء وازداد حبى وأصبح ظاهرا لها».

هل تذكرون فيلم «نهر الحب»؟ يبدو أن سيناريو العلاقة تطور بالطريقة نفسها.

ولكن إذا كانت هذه بداية الحب، فمتى بدأت نهايته؟ 

من المعروف أن بذور الخلاف بين فاتن وعمر بدأت عقب دخوله مجال السينما العالمية، مع فيلم «لورانس العرب» عام ١٩٦٢، وسفره للإقامة في الخارج بشكل شبه دائم.

لقد تعرض عمر الشريف لهجوم شرس في مصر، واتهامات بأنه ليس له في التمثيل، وأن زوجته تطلب من المنتجين تشغيله، وأنه لولا فاتن لما وجد منتجا أو مخرجا واحدا يتحمس له، وهذا الهجوم وحملات التشويه استمرت حتى بعد أن حصل على الأوسكار عن دوره في «لورانس العرب» والكرة الذهبية عن دوره في «دكتور زيفاجو»، وبعد أن أصبح واحدا من أهم نجوم السينما العالمية، وبعد أن كان الهجوم يدور حول «تدنيسه» لحياة نجمتهم المفضلة، وضعف موهبته، أصبح يتهم بأنه يهودى وخائن وموال لإسرائيل، خاصة بعد قيامه ببطولة فيلم «فتاة مرحة» أمام الممثلة اليهودية باربرا سترايسند عام ١٩٦٨، بعد عام واحد من النكسة.

بعد عام ١٩٥٦، بعد عام من زواج فاتن وعمر، بدأ المجتمع المصرى يتراجع تدريجيا على مستوى الحريات والتعددية بشكل ملحوظ، تحت وطأة المواجهة مع الاستعمار، والقومية، والاتجاه نحو الشرق ممثلا في الاتحاد السوفيتي، وتحول الأمر إلى حساسية مرضية وعقدة نفسية بعد هزيمة ٦٧

أصبح كل من عمر الشريف وفاتن حمامة منفيين، هو في أوربا وأمريكا، وهى في لبنان، الذي هربت إليه بعدما حاولت مخابرات صلاح نصر تجنيدها في التجسس، كما عرف فيما بعد، عادت فاتن إلى مصر بعد وفاة عبدالناصر، وعاد عمر الشريف بعد «كامب ديفيد»، وهو موضوع آخر يطول الحديث فيه.

بين أيدينا عدد من مجلة «الكواكب»، صدر في ٩ نوفمبر ١٩٦٥، يتصدر غلافه صورة لفاتن حمامة وعمر الشريف وابنهما طارق في ميدان عام بإحدى العواصم الغربية، ويتصدر الغلاف عنوان يقول: «حكاية الطلاق بين فاتن وعمر».

في الصفحتين الثانية والثالثة تحقيق للكاتب الراحل عبدالنور خليل، الذي كان مقربا من فاتن وألف عنها كتابا بعنوان «فاتن حمامة والعصر الذهبى للسينما المصرية» نشر عام ٢٠١٠، قبل وفاته بقليل.

يبدأ تحقيق «الكواكب» بالعبارة التالية:

«منذ خطا عمر الشريف إلى رحلته الأولى التي مثل فيها «لورانس العرب» والشائعة المفضلة لدى بعض الأوساط هي «أن عمر الشريف طلق فاتن حمامة».. وبقدر ما تبعد الظروف كلا منهما عن الآخر، بقدر ما تعطى هذه الشائعة فرصة للانتشار، إلى حد أن إحدى الوكالات الصحفية قد نقلتها من بيروت حيث يوجد عمر الآن على أنها تصريح قاطع من عمر الشريف».

ويؤكد التحقيق أن عمر نفى الشائعة في رسالة للمجلة التي نشرت الخبر، ويروى أصلها وكيف جرى تحريف كلام عمر، ثم يستطرد:

«عمر نفى أن الطلاق بينه وبين فاتن قد حدث.. كما تعود أن يفعل كلما ترددت هذه الشائعة.. ومنذ عامين تقريبا كتب عمر بخط يده عبارة «فاتن زوجتى أمام الله والناس إلى الأبد» على ورقة قدمها له أحد الزملاء في باريس.. ونشرها على صفحات مجلة «صباح الخير».. وعاد عمر إلى القاهرة بعد عامين من الغياب، والتقى بليلى رستم هو وفاتن، لقاء تليفزيونيا، وكان من الواضح أنه مهتم بأن ينفى من الأذهان أنه فكر في الطلاق». ويروى عبدالنور خليل أن عمر الشريف تحدث إليه عن ظروف عمله في السينما العالمية وكيف تضطره إلى البقاء في الخارج لعام وعامين وقوله:

«أنا أعذب فاتن معي.. وأكلفها تضحيات كثيرة، وأعرضها لتقولات أكثر، ولكن.. إننى أتحمل هذا في البداية وهى تتحمل معى بشجاعة إلى أن يأتى الوقت الذي أستطيع فيه بعد عامين أو ثلاثة أن أفرض إرادتى على منتجى السينما بالحصول على إجازات أقضيها في القاهرة».

في الفقرات التالية يضع كاتب التحقيق تفسيره للأزمة، ويلخصه في محاولة عمر الشريف لتقليد كبار النجوم، ولكنه يشير من بعيد أيضا إلى علاقات عمر النسائية المتعددة، ثم ينتقل إلى نقل رأى فاتن حمامة في شائعات طلاقها من عمر، وهى تنفى بالطبع، ولكن اسم كارولين، سكرتيرة عمر، يتسلل إلى الكلام، وقد عرفنا من خلال مذكرات فاتن أنها كانت تغار منها، ومن غيرها، وتقول فاتن إنها ستسافر لقضاء عدة أشهر مع عمر قريبا.

في سيرته «الذكر الخالد» يروى عمر الشريف وقائع واحدة من هذه الزيارات القليلة، بالرغم من أنه يركز على علاقته بولده طارق، الزيارة كانت إلى الولايات المتحدة، بعد فترة طويلة لم يلتق فيها عمر بفاتن أو ابنه طارق، وهو يعترف أنه أساء التصرف على العشاء عندما غضب وثار وقلب المائدة بسبب قيام طارق بالأكل بيديه.

من أحاديث عمر الشريف نعرف أيضا سببا آخر للخلاف مع فاتن، والغريب أنه نفس السبب في أول خلاف حدث بينها وبين زوجها الأول عز الدين ذو الفقار، وهو الاستعانة بابنتهما نادية في التمثيل، مما قرأناه بالتفصيل في مذكراتها.

عمر الشريف، أيضا، استعان بابنهما طارق في فيلم «دكتور زيفاجو»، وهو ما تسبب في غضب فاتن حمامة، التي حاولت إعادته من التصوير قبل الانتهاء منه.

كانت فاتن حمامة تعارض دخول أبنيةا المجال الفنى وهما طفلان، وفى أحد حواراتها عبرت عن رأيها هذا بصراحة، وعندما سألها المحرر عما إذا كانت تشعر بالتعاسة لأنها دخلت مجال الفن وهى طفلة، لم تنكر ذلك، واعترفت أن الفن سرق منها طفولتها.

 

البوابة نيوز المصرية في

14.06.2015

 
 

المذكرات الأصلية لفاتن حمامة ـ عصام زكريا

 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004