شعار الموقع (Our Logo)

 

حصاد2004

أثار فيلم باحب السيما بطولة ليلى علوي ومحمود حميدة أزمة رقابية بسبب حساسية موضوعه الذي يتناول حياة أسرة مصرية قبطية وطالبت الرقابة بحذف بعض المشاهد لكن مخرج الفيلم أسامة فوزي رفض وأصر على عرض فيلمه كما هو بدون حذف أي مشهد فلم يجد د.مدكور ثابت رئيس الرقابة أمامه سوى إحالة الفيلم الى لجنة رقابية عليا لتكون صاحبة القرار الأخير، وتردد أيضا أن الرقابة طالبت الكنيسة المصرية بمشاهدة نسخة من الفيلم وإبداء ملاحظاتها عليه قبل عرضه تجاريا.

·         فما هي تفاصيل هذا الفيلم الأزمة؟ وماذا يقول كل الأطراف؟

- منذ أربع سنوات أجازت الرقابة على المصنفات الفنية سيناريو فيلم باحب السيما الذي كتبه هاني فوزي واتفق مع الشركة العربية للإنتاج السينمائي على إنتاجه من خلالها بنظام المنتج المنفذ، وبدأ المخرج أسامة فوزي تصويره بعد أن أسند بطولته الى ليلى علوي ومحمود حميدة ومنة شلبي والطفل يوسف عثمان لكن الفيلم واجه مشاكل إنتاجية أدت الى تعثر تصويره .

أكثر من مرة خاصة وأن المنتج المنفذ للفيلم هاني فوزي أكد أنه أنفق على الفيلم كل الميزانية التي رصدتها الشركة العربية والتي رفضت بدورها زيادة الميزانية وبصعوبة بالغة استطاع المخرج استكمال التصوير ليواجه مأزقاً آخر تمثل في عدم وجود ميزانية لمرحلة المونتاج والتحميض والطبع ويدخل الفيلم مرحلة طويلة من التأجيل حتى وافقت الشركة العربية في النهاية على رصد 300 ألف جنيه لمونتاجه وتحميضه وطبعه.

وبعد أن اكتمل الفيلم حددت الشركة العربية موعدا لعرضه تجاريا في التاسع من يونيو الجاري قبل أن تحدث مفاجأة غير متوقعة باعتراض الرقابة على بعض المشاهد ورفضها إجازة الفيلم قبل حذف هذه المشاهد وهو ما رفضه المخرج بشدة وتمسك بفيلمه كما هو فتم إحالة الفيلم الى لجنة رقابية عليا.

وتدور أحداث الفيلم حول أسرة مصرية قبطية الأب فيها محمود حميدة شديد التدين لدرجة أنه يحرم على ابنه الصغير مشاهدة السينما باعتبارها حراماً كما أن الزوجة ليلى علوي تعاني أيضا من تزمت زوجها حتى في علاقته الزوجية بها وتفتقد للإحساس بأنوثتها معه وهو ما يدفعها الى خيانته والسقوط في الخطيئة مع فنان تشكيلي .

زميل لها زكي فطين عبدالوهاب، وتتطور الأحداث ليقتنع الأب في النهاية بضرورة أن يغير من نفسه وأن التدين لا يعني أبدا كبت الحرية حتى أنه يدخل السينما في النهاية مع زوجته وإبنه، ومن ناحيتها تشعر الزوجة بالندم الشديد على خيانة زوجها حتى أنها ترفض بعد موته الزواج بآخر وتتحول الى إنسانة متزمتة كما كان هو في بداية حياته.

وكان من بين اعتراضات الرقابة وجود مشهد غرامي في الكنيسة يجمع منة شلبي بالشاب الذي تحبه، ومشهد آخر تدب فيه خناقة داخل الكنيسة أيضا كما أبدى بعض الرقباء اعتراضا على استخدام الابن الصغير بعض ألفاظ السخرية في حديثه عن تدين والده وعدم ظهور أي شخصية مسلمة وكأن هناك مجتمع خاص بالأقباط فقط.

وكان 12 رقيبا قد شاهدوا الفيلم ومعظمهم أشاد به وبمستواه الفني لكن بعضهم كانت له ملاحظات عليه وتم رفع تقرير بها الى د. مدكور ثابت رئيس الرقابة والذي أحال الفيلم بدوره الى لجنة مشاهدة خاصة كان من بين أعضائها عدد من المثقفين الأقباط في مقدمتهم د. يونان لبيب رزق المؤرخ المعروف.

الذي أشاد بالفيلم ككل وإن أبدى بعض الملاحظات التي قد تثير قلقا بين أوساط الأقباط في مصر، وينتظر صناع الفيلم قرار اللجنة الرقابية العليا التي تضم أيضا عدد من رجال الدين المسيحي ويرأسها د. جابر عصفور رئيس المجلس الأعلى للثقافة.

وعن فيلمه والأزمة التي أثارها يقول المخرج أسامة فوزي:أنا مندهش من موقف الرقابة لأنها قبل أربع سنوات أجازت السيناريو كاملا وأنا لم أزد عليه مشهدا واحدا فلماذا تطالبنا الآن بحذف بعض المشاهد التي أرى أن حذفها سيؤثر بالسلب على الفيلم.

وأضاف المخرج: باحب السيما ليس فيلما دينيا كما قد يظن البعض لكننا نتعرض فيه لقضية الحرية من خلال أسرة قبطية وهي قبل كل شئ أسرة مصرية ولاتوجد أي إساءة من أي نوع للأقباط في الفيلم ولست في حاجة الى أن أقول أن مؤلف الفيلم أصلا قبطي وأنا متمسك بالفيلم بدون حذف وموقفي القانوني سليم لأن السيناريو مجاز رقابيا.

أما رئيس الرقابة د. مدكور ثابت فيقول: إذا سألتني عن رأيي كسينمائي سأقول لك بكل وضوح أن هذا الفيلم واحد من أفضل ما قدمت السينما خلال العشرين عاما الأخيرة.. لكن طالما كانت هناك ملاحظات حوله في تقرير الرقباء كان لابد من أخذها في الاعتبار وأنا لم أشأ أن أتخذ قرارا فرديا ولذلك أحلت الفيلم الى اللجنة الرقابية العليا لتتخذ قرارها سريعا خاصة وأن الشركة المنتجة حجزت دور عرض وحدت موعدا لنزول الفيلم للجمهور.

ويقول د. يونان لبيب رزق المؤرخ المعروف والذي شاهد الفيلم ضمن لجنة مشاهدة خاصة قبل عرضه على اللجنة الرقابية العليا:الفيلم أعجبني جدا من الناحية الفنية بل وأعتبره عملا سينمائيا رائعا ولكن لي بعض الملاحظات عليه أهمها عدم وجود أي شخصيات مسلمة فيه وكأن الاقباط مجتمع منغلق على نفسه مع أن الأقباط والمسلمين يعيشون كنسيج واحد في المجتمع المصري بالاضافة الى بعض الملاحظات الأخرى التي من شأنها إحداث ضجة بين أوساط الأقباط في مصر خاصة .

وأن جمهور السينما متنوع في مستوياته الاجتماعية والثقافية ومن الممكن تنفيذ تلك الملاحظات دون المساس بالفيلم من الناحية الفنية، ولكنني في نفس الوقت لا أحبذ تدخل رجال الدين في الحكم على عمل سينمائي ويكفي أن يكون هناك مثقفون مستنيرون من الأقباط والمسلمين معا في اللجنة العليا التي ستصدر قرارها الأخير خلال ساعات قليلة.

ومن ناحيتها تنتظر إسعاد يونس رئيس مجلس إدارة الشركة العربية للانتاج قرار اللجنة الرقابية العليا لتكثيف الدعاية للفيلم قبل عرضه تجاريا.

البيان الإماراتية في 21 يونيو 2004

مقالات مختارة

نأمل عرض.."باحب السينما".. أول فيلم مصري عن الأقباط

بحب السيما: فيلم ينتقد الأصولية الدينية

أسرار اللحظات الأخيرة قبل تحديد مصير "بحب السيما"

«بحب السيما»: حكايات أسرة قبطية في فيلم رائع

"بحب السيما".. أن تكره التسلط وتحب الحياة

المشاهد التي أثارت حفيظة الأقباط في فيلم «بحب السيما»

يحتجون على فيلم لا علاقة له بالكنيسة: ..تسقط "السيما"

بحب السيما

 

في انتظار قرار اللجنة الرقابية العليا

«باحب السيما»

 يثير أزمة لتعرضه للأقباط

أيمن الملاخ