فم الأسد كان واضحًا في فيلم "سينما باراديسو"، ورغم ذلك كان الجمهور يتوقع أن تكتمل المشاهد الساخنة، وفي كل مرة كان أملهم يخيب. فم الأسد وضعه المخرج الإيطالي جوزيب ترناتوري على الفتحة التي تخرج منها أشعة آلة العرض التي لا تعرض إلا ما تسمح به الكنيسة. بين فيلم "سينما باراديسو" و"بحب السيما" 15 عامًا، وتشابهات عديدة، أقلها أن البطل في الفيلمين طفل صغير.. تشابهات في الحالة، واتفاق على حب السينما، واعتبارها معادلا للحياة أو لحب الحياة. وبينهما فم الأسد، وإن كان "بحب السيما" لم يخرج من فم أسد واحد بل مر على أفواه أسود عديدة: بعد الورق، وبعد التصوير، وبعد آلة العرض أيضًا.. حتى رأيناه على الشاشة، والسبب الظاهر لذلك كله أن أحداث الفيلم تتناول أسرة مسيحية. صراع بين الحياة والتسلط "بحب السيما" فيلم إنساني، سيجد فيه كل من يشاهده أنماطًا يعرفها من البشر إن لم يجد نفسه، مسلمًا كان أم مسيحيًّا، والصراع في الفيلم لا علاقة له بديانة أبطاله. إنه صراع بين من يريد أن يعيش الحياة ومن يدفعه خوفه من ارتكاب معصية إلى النفور منها، صراع بين رأس السلطة والواقعين في نطاق سيطرته، هو فيلم ضد كل سلطة أبوية تقتل الخيال وتحد من الحرية. بحب السيما فيلم عن السلطة: سلطة الأب في المنزل، وسلطة المدرس في المدرسة، وسلطة الطبيب، وفي السياق سلطة الكنيسة، وسلطة من يدعون أنهم الوحيدون القادرون على التمييز بين الحلال والحرام. وقبل كل ذلك وبعده هناك السلطة السياسية التي تدعي أنها الأعرف بمصلحة الشعب من نفسه!. الأحداث تقدم لنا أبًا متزمتًا يجبرنا على التعاطف معه، يعمل اختصاصيًّا اجتماعيًّا في مدرسة، مديرها والمحيطون به لصوص وفاسدون، يستيقظ من نومه ليصلي داعيًا الله أن يغفر له أخطاء ارتكبها وأخرى ربما يرتكبها، يساعد أشقاءه ماديًّا، ولا يبخل على الطلبة المحتاجين لمساعدته، ويتصدى لمدير المدرسة اللص ويرفض أن يكذب حتى لو أدى ذلك إلى إدانته بعد أن اعتدي عليه بالضرب. أما مشكلته فهي أنه يفهم التدين فهما خاطئا، ويفهم علاقته مع الله بشكل يعرف -قبل أن تنتهي الأحداث- مساوئه، ويدرك أيضًا الفارق بين من يعبد الله خوفًا من النار وطمعًا في الجنة، ومن يعبده لأنه يحبه. وهو فارق يأتي في سياق سلسلة ممتدة وغير منتهية من محاولات فرض الوصاية، تبدأ بكبير (وهناك أكبر يسبقه) يمارس سلطته على أصغر، وليس أمام من لا يجد أمامه الفرصة للتسلط غير البحث عن سلطة لا يصل إليها إلا بالابتزاز. في "بحب السيما" نرى الكل يملك سلطة من أعلى سلطة سياسية (جمال عبد الناصر) إلى الطفل الصغير نعيم (يوسف عثمان)، وكلهم يسعون لفرضها على من دونهم. نرى الأب عدلي (محمود حميدة) المقتنع بأنه يعمل لصالح زوجته وأولاده، ومن قبلهم لصالح نفسه، ويؤمن بما يحاول فرضه عليهم. تزمته يجبر زوجته نعمات (ليلى علوي) على الإقلاع عن الرسم، وتكتفي بعملها ناظرة مدرسة، وتجعل وجه لوحاتها للحائط، أما الوجه الظاهر فلا يرقى فنيا إلى مستواه، وتزين جدران المدرسة المصرية بمناظر إيطالية. تزمت الزوج يدفع الزوجة -أيضا- إلى التمرد، وإلى ممارسة ما لا يرضاه وأكثر في الخفاء، لكن الأم التي عانت من التسلط لا تتردد في ممارسة الشيء نفسه حين تتاح لها الفرصة، وتصبح بعد وفاة زوجها المسئولة عن أسرتها. وتحت وطأة الأب والأم فهناك الطفل نعيم وشقيقته نعيمة؛ نعيم مضطر لأن يلبس ما لا يطيقه ويـأكل ما لا يريده؛ تنفيذا لأوامر الأب الذي يحرمه من الأشياء التي يحبها ويجد فيها متعته، يحرمه من السينما التي لا يمل طوال الفيلم من إعلان رغبته في الذهاب إليها. والبنت أيضا واقعة داخل نطاق السيطرة، محرومة من لبس ما تريده، وممنوعة من أشياء أخرى كثيرة ترى زميلاتها ينعمن بها، لكنها لا تمتنع من فعل ما تريد حين تختفي عن أعين الرقباء. "هل يمكن لأحد أن يجبِر أحدا على أن يكون مؤمنا؟" و"لا حتى عبد الناصر يستطيع أن يجعل أحدا اشتراكيا". بالضبط هذا هو ما يؤكده الفيلم؛ فعدلي لم يستطع بتزمته أن يجبر أفراد أسرته على الالتزام بأفكاره؛ فالزوجة التي جعلها تتخلى عن هوايتها التي تحبها تعود للرسم، وتفعل ما هو أكثر من ذلك. والطفل نعيم يدفعه ترهيب والده له وتأكيده له أنه سيذهب إلى جهنم على كل هفوة يرتكبها إلى أن يصبح غير مبالٍ بأي شيء ما دام سيدخل جهنم لا محالة. أما نعيمة ابنة عدلي فضاقت بتعليمات والدها، فرقصت في المنزل، وأحبت ابن الجيران. سلسلة التسلط داخل الأسرة تنتهي بالطفل نعيم الذي لا يجد ما يرد به على المتسلطين إلا بابتزازهم. نعيم هو بطل الفيلم الحقيقي الذي تأتي الحكاية كلها على لسانه بعد 30 سنة من حدوثها، هو ابن لعائلة مسيحية تسكن شبرا سنة 1966، أبوه أرثوذكسي وأمه بروتستانتية، يرى والدته وهي ترسم سرا في الليل، فيلوح لها بهذا الاكتشاف (يبتزها) حتى تسمح له بالذهاب إلى السينما مع خالته وخطيبها. ويرى خالته في مواقف غير أخلاقية مع خطيبها فيطلب منها مقابل صمته أن تصنع له -مثلا- كوب شربات، وأن تذهب به إليه في غرفة الضيوف!. لقد دفعه قهر المتسلطين إلى ابتزازهم وإلى التمرد، وحين يمتلك هو الآخر سلطة فإنه يمارسها في أبشع صورها؛ إذ استغل كونه ابن الناظرة واستولى على كوتشينة (أوراق لعب) عليها صور عاريات كانت مع تلميذ، واستولى على "ساندويتش" كان مع آخر. فيلم مسيحي أم اجتماعي؟ أما كون الفيلم يتناول أسرة مسيحية في سابقة هي الأولى من نوعها في السينما المصرية فهو ما يحتاج إلى وقفة؛ فالأقباط المصريون ظهروا في أفلام عديدة مثل "فيلم هندي" و"يوم حلو ويوم مر" و"يا دنيا يا غرامي"، وهناك أيضا مسلسلات كان أهمها "أوان الورد" الذي أحدث ضجة كبيرة وقت عرضه، و"النساء قادمات".. على أن أهم المسلسلات التي ظهر فيها قبطي مصري كان مسلسل "خيال الظل" الذي لم نعرف فيه أن أحد الشخصيات الرئيسية الثلاثة مسيحي إلا من تفاصيل صغيرة، وغير ذلك رأيناه مواطنا عاديا، ويكاد يكون هذا المسلسل هو الوحيد الذي أفلت من مولد الشعارات الرنانة التي لا هدف لها غير الترويج لما يسمى بالوحدة الوطنية، بتأكيدهم على أن محمد يحب جرجس!. الأرقام تقول إن الكنائس المصرية أنتجت 175 فيلما خلال الـ17 عاما الماضية، بواقع 10 أفلام سنويا تقريبا، لكن ما تنتجه الكنائس والمراكز الثقافية المسيحية لا علاقة له بالفيلم الذي نتحدث عنه، لا علاقة له بفيلم "بحب السيما". فما اصطلح على تسميته بالأفلام المسيحية هي تلك التي تصور قصص الأنبياء والقديسين، أو تتناول قصصا اجتماعية تربوية مسيحية. أما "بحب السيما" فهو اجتماعي، بمجرد أن تراه تنسى أن الأحداث تتناول أسرة مسيحية. وتشعر أنك تشاهد بشرا من لحم ودم. لا يميزهم شيء عن أي أسرة مصرية سوى فروق طفيفة، في الدعاء والقسم والأماكن التي يترددون عليها للعبادة، وشكل الاحتفال بالمناسبات الخاصة. قراءة حال السينما المصرية من الفيلم "بحب السيما" فيلم حقيقي، يعيد للسينما المصرية بعض الثقة في أدواتها وصناعها؛ بدءا من المخرج -أسامة فوزي- الذي ظهرت بصماته واضحة، ولم يكن مجرد منفذ لقفشات ونكات كما يحدث في موجة الأفلام الشبابية التي انتشرت مؤخرا، مرورا بالسينارست -هاني فوزي- الذي قدم سيناريو متماسكا وليس مجموعة لقطات، وانتهاء بأبطال الفيلم وعلى رأسهم الطفل -يوسف عثمان- الذي كان مفاجأة بكل المعايير؛ فلا توجد ذرة من الافتعال في أدائه، يعبر عن المواقف بكل حواسه، بعينيه اللتين خلف النظارة الصغيرة، بحركات يديه وملامح وجهه، وحتى التفاتاته وحركات شفتيه. أما الجمل التي جاءت على لسانه فجاءت متسقة تماما مع طفل في مثل سنه، لا توجد كلمة واحدة غريبة، وإن حدث فقد سبقها إلى أذنك ما يبرر معرفته لها وجريانها على لسانه. في فيلم "بحب السيما" سنجد هذا التوازي الفني بين تسلط الأب وحكم عبد الناصر، وموت الأب في اليوم نفسه الذي مات فيه عبد الناصر سياسيا: يوم إلقائه خطاب التنحي في التاسع من يونيو عام 1967. لم يأت هذا اليوم إلا بعد أن أدرك الأب أن التزمت نوع من النفاق، بعد أن اشترى جهاز تليفزيون وحمل ابنه على كتفه، وذهب به إلى السينما، لكن جهاز الرقابة في مصر أصر على إنزال الطفل من على كتف والده، ولم يسمح له بدخول دار العرض. معاناة الطفل نعيم في الفيلم أصبحت هي معاناة الطفل يوسف عثمان (الذي قام بالدور) في الواقع؛ فلو أراد أن يصطحب زملاءه في المدرسة إلى السينما ليشاهد معهم الفيلم الذي يقاسم ليلى علوي ومحمود حميدة بطولته فسيجد من يمنعه ويمنعهم من الدخول، مشيرا إلى اللافتة التي اشترطت الرقابة وضعها، وهي لافتة "للكبار فقط".
** صحفي وناقد سينمائي مصري موقع "إسلام أنلاين" في 30 يونيو 2004 |
"بحب السيما" أن تكره التسلط وتحب الحياة ماجد حبته |
بحب السيما فيلم يهرب سياسياً.. يقتحم عقائدياً وجمالياً! رسالة حب جميلة إلى السينما فيلم بحب السيما سطحى جداً فى رؤيته لثورة يوليو، جريء جداً فى معالجته الفكرية دينياً وفلسفياً، بارع بحق فنياً وجمالياً!. سطحى فى رؤيته لثورة يوليو وعصر عبدالناصر، وأسباب وملابسات أزمة وعدوان عام 1967. بل يكاد يكون اختيار هذا العام (66/1967) لتدور فيه أحداث الفيلم مقحماً على الدراما، وخلفية مفتعلة. ومجرد وسيلة لـ التخفي، وللهروب من أن يقدم الفيلم مشكلة التعصب والتزمت الديني: فى الزمن والواقع الحالي..!. وهذه هى قضية الفيلم الأساسية: قهر انسانية الانسان بالتزمت، ومخاصمة حياة الانسان بالتعنت. فكل شيء حرام، ومعصية لدى المغالين!. والفيلم يناقش التزمت الدينى بعامة: لكن من خلال رب أسرة مصرية قبطية من حى شبرا بالقاهرة (محمود حميدة)، يحرم زوجته (ليلى علوي) أبسط حقوقها حتى العاطفية بل وعشقها القديم لممارسة الرسم، ويحرم طفله (يوسف عثمان) مشاهدة أفلام السينما التى يتعلق بها.. فالسينما، والتليفزيون، والرسم.. الخ الخ حرام!!. هذا كنموذج للتزمت والغلو فى أية ديانة أو عقيدة. وهذه فى حياتنا مشكلة حقيقية، ورؤية ليست من الأديان جميعاً فى شيء..!. ولكن أصحاب الفيلم قد هربوا بالمشكلة الى زمن الستينيات، مع أن هذه المشكلة هى من مشكلات الزمن الحالى والواقع المصرى الحاضر، المثارة والجلية، ولم تكن كذلك فى الستينيات!. لكن فيلم بحب السيما جريء حقاً، من حيث اقتحامه مجالات غير مسبوقة فى السينما المصرية، فى مناقشته قضايا دينية وفلسفية. كذلك فإن بحب السيما فيلم بارع بجلاء على مستوى عناصره الفنية والحرفية واجتهاداته الجمالية. وقد أخرجه أسامة فوزى وهو ثالث أفلامه الطويلة، وكتبه هانى فوزي، وكلاهما من أعمق المواهب فى السينما المصرية المعاصرة، ولكليهما رصيد مرموق ومميز من الأعمال رغم قلتها. وكان الفيلمان السابقان من اخراج الاول عفاريت الاسفلت وجنة الشياطين، وبعض الأفلام من تأليف الثانى مثل أرض الأحلام - الذى أخرجه داود عبدالسيد - من أكثر أفلامنا المعاصرة جدية وطموحاً فى التجديد، وإثارة للنقاش الصحى العميق. كذلك فقد قدم فى الفيلم مبدعو التصوير (طارق التلمساني) والديكور (صلاح مرعي) والمونتاج (خالد مرعي) والموسيقى (خالد شكري) اسهامات بديعة تناغمت تناغماً سيمفونياً، لتقديم عمل من الفن الجاد، والحساسية المختلفة عن السائد جذرياً. وفى مقدمة إسهامات الابداع جاء الأداء، تمثيل ليلى علوى ومحمود حميدة بلماحية واقتدار، الأداء الفذ وتوهج الحضور المدهش لعايدة عبدالعزيز. لنضيف أيضا يوسف عثمان كبطل ضمن هؤلاء الأبطال، وهو بلا مبالغة (أحدث طفل معجزة) فى الأداء التمثيلى فى السينما المصرية التى شهد تاريخها معجزات حقيقية مماثلة، الا أنه منذ زمن طويل، لم يظهر طفل بكل هذه المقدرة - ربما منذ طفل فيلم السقا مات لصلاح أبو سيف (شريف صلاح الدين) 1977. رسالة حب جميلة إلى فن السينما فيلم بحب السيما يمثل تحية قوية، ورسالة حب جميلة، الى فن السينما، من خلال التجسيد المتكرر - من أول الفيلم الى آخره - لمدى تعلق الطفل الصغير نعيم (يوسف عثمان) بمشاهدة الأفلام، واصراره على تلك المشاهدة بكل السبل والحيل، وحتى الابتزاز (البريء الطريف)!. هذا على الرغم من إصرار الاب على تزمته وتضييقه حيال أسرته، وحتى على نفسه. وغلوه الشديد فى تفسير ديانته المسيحية، فكل أوجه الحياة المحببة الحلال هى بالنسبة له حرام، ومعصية وخطية. الحق أن الدين المسيحى مثل كل دين سماوى هو دين سمح، وكل الأديان تقف فى صف الانسان وإلى جانب أن يسعد بأوجه الحياة المحببة الى قلبه، الأصل فى الدين هو انها مباحة وانها حلال، بينما القيود عليها والموانع هى الاستثناء، المحدد بنص صريح، قاطع، ولكن نظرة الغلو والجمود والتزمت الدينى يعرفها عدد من المتدينين - من أى دين - مع الأسف، ويتصورون انها الدين بالخطأ!. ويزيد ذلك فى المجتمعات والأوضاع، كلما كانت متخلفة وكلما زادا الضعف والضياع!. ومجدداً: هذا هو حال المجتمع المصرى اليوم، ومنذ ربع قرن على الاقل، ولم يكن كذلك حاله من قبل أى فى الستينيات، التى اختارها أصحاب الفيلم، من باب الجهل بها، أو باب الخشية من مواجهة الحاضر والنظر بشجاعة فى عينه..!. حتى إنهم أقحموا قهراً وتعذيباً وقع - لوشاية - على الأب، أو على شخصية مفتش الرسم (زكى فطين عبدالوهاب) - لانتماء - وذلك لزوم التعرض للمرحلة أو الكرنكة أو لزوم الشيء كما يقال..!. حب السينما.. هو حب الحياة وصنوها يبقى انه فى مقدمة المشاهد بالغة الرهافة والتأثير فى الفيلم، مشهد بداية تراجع الأب عن غلوه، وبداية انهيار تزمته وذلك عند إلمامه بمرض أصاب طفله وادراكه أنه ظلمه. حتى إنه يحمله بنفسه ويتوجه به لمشاهدة فيلم فى دار سينما، كما يشترى لبيته جهاز تليفزيون بعد ممانعة. لكن عندها يكون قد آن رحيل الأب، وتنتقل لزوجته - فيما بدا فجائيا وغير ممهد تمهيداً كافياً - عدوى الغلو والتطرف والتضييق. فان تحمل المسئولية الجديدة لا يتطلب ذلك بالضرورة. خاصة انها هى ذاتها لطالما عانت من زوج يصر على حرمان العائلة من الحريات وطيبات العيش خشية الوقوع فى الخطايا الى حد الهلع والهوس!. لكن الطفل الصغير لا يأبه، ويقاوم، ويفتح التليفزيون فى آخر لقطة فى الفيلم، رغم ممنوعات الأم، وحتى رغم كآبة - فى الخلفية - وأحزان على فقيد تمر بها الأسرة!. إن (حب السينما) فى فيلم بحب السيما هو حب للحياة ذاتها. ولأنبل ما فيها (.. انظر مشهد التعبير الملائكى عن اجوائها والعاملين فى دار عرض لافلامها، كم جاء قويا وجديداً). حب السينما هو صنو للحياة وحبها، عند اسامة فوزى وهانى فوزي، وهو تعبير عن جزء من التكوين الشخصى لديهما، بقدر ماهو تفسير: لماذا اختيارهما السينما والاصرار على تقديمها حتى اليوم، بالذات اليوم، فى فيلم جاد جميل ومتأمل كهذا، رغم الظروف البائسة - ربما غير المسبوقة فى مدى بؤسها - التى تمر بها السينما المصرية؟!.
|