ليست هذه هي المرة الأولى التي تخرج فيها مظاهرات
ضد فيلم سينما. بمعنى آخر. انتهت المظاهرات. وأصبحت علامة على نظرة متعصبة تكره حرية التعبير. وعاش الفيلم. هكذا فان المظاهرات ضد فيلم بحب "السيما". لن تمس الفيلم. بل ستمنحه قوة إضافية لأنها تحدث صدمة في مجتمع راكد لا يريد ان يرى نفسه. مجتمع سعيد بمنطق النعامة التي تخفي رأسها في الرمال. لكن المظاهرات تكشف ان هناك من يلعب الآن على ورقة الاضطهاد الديني. يستغلون حالة اليأس التي يعيشها ملايين الشباب في مصر ويحركونهم مثل القطيع في حرب وهمية.. كما حدث في كاتدرائية العباسية يوم الاربعاء أثناء اجتماع البابا الاسبوعي. المظاهرات هي الحلقة الثالثة في حملة التحريض ضد فيلم "بحب السيما". الأولى بدأت في الكنائس بتعليمات مقاطعة الذهاب إلى الفيلم لكي يحقق خسارة اقتصادية. الحلقة الثانية كانت مذكرة إلى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة تطالب بوقف الفيلم تلاها بلاغ إلى النائب العام من 11 كاهناً من الكنيسة القبطية والمستشار نجيب جبرائيل صاحب دعوى الأمور المستعجلة (تأجلت إلى 24 يونيو). الحلقة الثالثة كانت هي المظاهرات التي تستغل شباباً متحمساً لم ير الفيلم لكنهم على طريقة "الغازية لازم تنزل" اندفعوا في حالة هياج هستيري حتى ان احد المتظاهرين قال لنا: "... لم ار الفيلم لكن ما سمعته يكفي لكي أطالب بإعدام كل من شارك فيه..". الإعدام؟! انها حالة من التعصب والهياج النفسى لجموع كبيرة لم تعد قادرة على التعبير عن نفسها سياسياً أو اجتماعياً (فالاقتراب من السياسة خطر.. والمجتمع مغلق امام طموحات الغالبية البعيدة عن الامتيازات). لم يعد سوى الدين يفجر الطاقات المكبوتة. وهذا ما يلعب عليه رجال الدين وزعماء الهستيريا الدينية.. مسلمين ومسيحيين.. وهي حالة لابد من تأملها (لا مجرد ادانتها فقط). هتافات عمياء تجمع أكثر من 500 شاب امام مقر اجتماع البابا شنودة في تمام الساعة السابعة وهم يحملون لافتات تقول: "الاقباط.. سلام لا استسلام".. لن نسكت عن الازدراء بعقيدتنا... الغضب المقدس آت..".. "يسقط الإعلام الهدام". المجموعة الأولى استقطبت مجموعات أخرى في ظل عدوى الغضب وبدأت الهتافات: "بحب السيما دسيسة جديدة لضرب الكنيسة" "سيبونا نعيش من غير تشويش" "اسامة فوزى يا وضيع... حق الكنيسة مش ها يضيع..". "بالروح بالدم نفديك يا صليب" "مش هانوطي.. مش هانطاطي... خلاص بطّلنا الصوت الواطي" "لك الله يا كنيستنا..". ويبدو هؤلاء الشباب محبطين تظللهم سحابة اليأس.. يرددون كلاماً كأنه اعلان يعاد بثه بدون تفكير. لم يشاهدوا الفيلم لكنهم سمعوا عنه. فقط سمعوا. أي منطق الوشاية والإشاعات. وهو منطق تستخدمه تنظيمات سياسية فاشية تهدف إلى خلق بروباغندا تحرك "قطيعاً" من الناس لا يفكرون بل يشحنون بغرائز الانتقام. هل هذا ماحدث في الكنيسة؟ لا احد يهتم. لا الرهبان. ولا المسؤولون الذين يتحدثون باسم "شعب الكنيسة". البابا نفسه تفادى الدخول في القضية وتجاهل الرد على الأسئلة حول الفيلم والبلاغ الموجه إلى النائب العام ضد الفيلم وفنانيه. بل ان الانبا موسى اسقف الشباب ( الذى يوصف بانه من جناح معتدل نسبة إلى ان هناك جناحاً متطرفاً..) لم يرفض هذه النظرة الضيقة إلى السينما وقال انه لم يشاهد الفيلم لكنه "كان يفضل ان يعرض على رجال الدين قبل التصريح به حتى لا تحدث هذه المشاكل". هذا يعنى ببساطة ان هناك رغبة عارمة في اعلان تدريجى لسلطة رجال الدين. وكما يفعل رجال الدين في الأزهر وهم يوسعون صلاحيتهم ويعلنون كل أسبوع عن قرار مصادرة كتاب وتتلقف وسائل الإعلام منهم القرار بدون مناقشة حق الأزهر القانوني في المصادرة. يفعلون هذا ليستقر في اذهان الجميع سلطة فرضت بالأمر الواقع. رجال الدين المسيحيون يريدون نصيبهم من هذه السلطة. يريدون فرض نظرتهم على الفن والتفكير والإبداع. لان هذه هي مساحة حرية العقل التي يمكن من خلالها التحكم والسيطرة على المجتمع .
يريدون ان ندافع عن تهم اعلنوها بمنطق التفتيش في
النوايا. والا فهم سيحركون الجمهور المحبط اليائس الباحث عن فرصة لاعلان صوته. وخاصة اذا كانت القضية تخص الدين. يخرجون صوتهم المكتوم طويلاً ويتحركون تحت تأثير مخدر يسري مع أوامر كأنها تأتي من سلطة الهية بعيدة. هذا تقريباً ما فعله القساوسة في الحملة على "بحب السيما" بزعامة القمص مرقس عزيز الذي قال براحة ضمير مشهودة في "المصور": ".. سنظل وراء الفيلم حتى لو طارت فيها رقاب". تحريض واضح. وتهديد بالغ العنف. انه يلعب بقدرته على تحريك المشاعر الغاضبة لشباب لا يجد طموحاته في بلد مهزوم سياسياً و اقتصادياً. بلد تحتله وتتركه حكوماته فريسة لمؤسسات الفساد التي اصبحت أكبر من البلد. وهم شباب لا يجدون تعبيراً عن أنفسهم الا تحت مظلة كيان كبير مثل الدين. هؤلاء هم جمهور أشخاص مثل القمص عزيز والأحد عشر كاهناً الذين تبعوه في حملة التحريض على الفيلم. هؤلاء هم وقود النار التي يشعلها رجال دين يبحثون عن سلطة ونجومية باسم الدفاع عن الدين. هكذا تحركت "كتلة الغضب"على ارض من أوهام ودعاية هستيرية روجها المتطرفون في الكنيسة.. وسارت جموع الغاضبين منومة بسحر الدفاع عن دينها لتخطئ الهدف تماماً. قاطعوا.. قاطعوا في مستوى آخر هناك على الانترنت الآن حملة منظمة لمقاطعة فيلم " بحب السيما". رسالة بالبريد الالكترونى تصل إلى كل عناوين المسيحيين فقط.. تقول".. إلى كل أصدقائي: لقد شاهدت بنفسي فيلم بحب السيما و رأيت فيه كم الإهانة الموجهة إلى المسيحيين من إظهارهم شتامين وزناه حتى داخل الكنيسة وفي الإجمال منحلين أخلاقياً.. مع وجود عدد هائل من الألفاظ الخارجة التي يعف لساني عن ذكرها و يعاقب عليها القانون وأتعجب عن إجازتها من قبل الرقابة؟!!فضلاً عن وجود العديد من المشاهد الجنسية الفاضحة الخارجة عن حدود المنطق والمعقول.. الفيلم لم يعرض شخصية أساسية أو ثانوية واحدة مسيحية سوية بل على العكس كلهم غير متزنين ومرائين يفعلون كل المبيقات(يقصد الموبقات) والأفعال الشائنة حتى داخل الكنائس وتحت الصليب.. .. لذلك اطلب منكم مقاطعة هذا الفيلم حتى لا ينجح.. و إرسال هذه الرسالة إلى كل أصدقائك..". هذه طبعاً رسالة تحريض.. و ليس رسالة تعبير عن رأي. رسالة تطالب المسيحيين باعتبارهم كتلة منفصلة مقاطعة فيلم سينمائي لا يعجب بعض رجال الدين. والرسالة قادمة عبر موقع اسمه "زيتون" نسبة إلى ظهور العذراء في كنيسة الزيتون عام 1968. وهو موقع يهتم بالمعجزات والكرامات. مكتوب باللغة الانجليزية باستثناء بعض ترمات الكتاب المقدس أو الرسائل الالكترونية. وعادة ما يهتم بشؤون اللاهوت والعقيدة. الغريب ان رسالة التحريض لا تحترم عقل من ترسل إليه. لانها تطالبه بمقاطعة فيلم لم يشاهده. بل وتعتبر ان النظر بعين واحدة وهي النظرة الفاشية هي الطريقة الوحيدة لمشاهدة فيلم سينما. والاهم انها تعتمد على طريقة ناجحة في الدعاية وهي اعتبار ارسال الرسالة إلى الاصدقاء هو عمل من اجل الدفاع عن قضية. القضية هنا هي اهانة المسيحيين. أي انها تلمس جرحا تلعب عليه أطراف كثيرة. جرح فيه جزء من حقيقة. وكل الذين تربوا في مناخ محافظ ومتزمت سيعتبرون ان الرسالة إضافة إلى تعليمات القمص مرقص عزيز بعدم الذهاب إلى الفيلم (لتحقيق خسارة اقتصادية..) هي جزء من الدفاع عن وجودهم.. اثبات انهم فاعلون في الحياة.. هكذا بدون تفكير ابعد من اتباع التعليمات. هذه بالضبط نغمة سخيفة تحدث عندما تبدأ حملة باسم: الفيلم يسيء إلى سمعة مصر. أو.. "الفيلم يسيء إلى الاسلام".. والآن:"الفيلم يسيء إلى المسيحية". في كل حملة هناك محترف الجنازات. وملقن الملقن وظيفة كانت مهمة في المسارح الكلاسيكية التي تتطلب من الممثل حفظ النص والتقيّد به . هذه المسارح تقدس النص وتعتبر الممثل في مهمة يومية لاعادة خلقه على خشبة المسرح. وهو هنا مجرد أداة لتقديم النص للجمهور العريض. في هذه المساحة الضيقة أبدع ممثلون فائقو المهارة تحولت النصوص على أيديهم إلى كتل حيوية أشعلت حماس الجمهور وأمتعته. وكان الملقن يلعب هنا دور جرس الإنذار الذي يذكر الممثل بالنص ويعطيه مفاتيح الدور. لكنه أبداً لم يخرج من موقعه ليمارس على الممثل سلطة مباشرة و يوقفه عن التمثيل لانه خرج قليلا عن النص. لكن الملقن وظيفة مهمة ايضا في كل التنظيمات السياسية والدينية وغيرهما من أي تنظيمات مغلقة. هو الذى يمرر المعلومات لعضو التنظيم السري والذي يستمع إلى الاعتراف في الكنيسة ويلقن الميت ما سيقوله يوم الحساب وهو على باب المقبرة. انه موجود في لحظات التنفيذ. الحافظ والمقدس للتعاليم والنصوص إلى حد الغاء نفسه من اجلها. لا وجود له بعيدا عنها. ابحثوا عنه انها ايامه. توكيل الله القمص مرقص عزيز سعيد هذه الايام. صورته في كل الصحف. اسمه على كل لسان. فهو يقود حملة "مقدسة" ضد فيلم "بحب السيما". بدأت بالصحف والكنائس والانترنت.. حتى وصلت إلى المحكمة. لماذا ؟! هل يريد ان يلعب الدور الذى لعبه الشيخ يوسف البدري في التسعينات.. الذي غلبته هواية رفع الدعاوى القضائية على كل شيء. اثباتاً لوجوده ولموقع يتخيله وهو: المتحدث باسم الاسلام والمسلمين. مع ان احداً لم يوكله طبعاً. القمص عزيز وهو يكتب أو يصرح في الصحافة. تشعر انه مستمتع. يتحدث بثقة من يملك توكيلا ليتحدث باسم عموم المسيحيين. يخاف أي احد الاقتراب منه لانه يظهر له التهمة المرعبة المخجلة لاي احد: انك تزدري المسيحية. عندما يرفع هذه التهمة يبث الرعب ويشعرك بانه يملك سلطة التشنيع عليك بتهمة خطيرة. لانه في هذه الحالة لن يكون مثل الشيخ البدرى يتهمك في دينك ويفتش في نواياك.. بل سيزيد عليها انه يتهمك بالعنصرية واثارة الفتنة الطائفية.. وازدراء دين ليس هو دين اغلبية المصريين. أي انك تشارك في اضطهاد المسيحيين و.. إلى آخر قائمة اتهامات. المدهش انه يتحدث أثناء توجيه التهم عن التسامح والاخاء.. والكلمة المستهلكة: الوحدة الوطنية. ولا يناقشه احد طبعاً لماذا يمكن ان نعتبر العلاقة بين المسلم والمسيحى في مصر.. وحدة ؟! والوحدة تعني ان هناك عنصرين العلاقة بينهما يمكن ان تصبح وحدة.. لكن المجتمع المصري ومنذ نهاية الدولة العثمانية يحلم ويفكر في ان يصبح مجتمعا حديثاً.. المواطنة فيه لا تعتمد على جنس أو لون أو دين أو عائلة. ليس مجتمعا اسلامياً. بل مجتمع يقبل بتعدد الاديان.. ويقبل حتى غير المتدينين. هذا هو الحلم الذى يحاول المصريين تحقيقه قبل الاصابة بفيروس المجتمعات البدوبة احادية اللون والدين والعقل. اصبحنا في نظر المتعصبين: مجتمعا اسلامياً. والمسيحيين: اقلية. وفي هذا المناخ المريض يظهر عشاق الشهرة. وتجار الكوارث. وندابات الطوائف. شلة الحماية هذه ملامح مجتمع مهزوم. يبحث فيه الجميع عن ولاءات صغيرة: الدين وداخله الطائفة. البلد.. وداخلها العائلة. مركز القوى.. و"الشلة السياسية".. هكذا لا يعترض المستشار نجيب جبرائيل على ان يسبق اسمه وصف: المحامي القبطي مع انها مهينة أكثر مئة مرة من فيلم مثل "بحب السيما" الذي تحمس وتقدم إلى محكمة القاهرة للأمور المستعجلة بدعوى قضائية لوقف الفيلم. لماذا لم يعترض المستشار الذى كان رئيساً لمحكمة الأحوال الشخصية على ان يوصف بديانته في مجتمع محترم ؟! لماذا لا يفكر المستشار بمنطق آخر. ربما هو يعتقد انه يدافع عن عقيدته. بالضبط كما يفكر شريكه في الدعوى القضائية القمص عزيز. لكن هل العقيدة هي المهددة.. ام المجتمع هو المهدد؟! يمكننا ان نقول بان الخطر الاساسي على المجتمع . هذه اجابتنا التي نضيف اليها: بان الخطر اغلبه يأتي ممن يشعلون النيران في أي قضية صغيرة باسم دين أو عقيدة. لأنه ببساطة عندما تعطي لنفسك حق التحدث باسم الدين.. أو حتى باسم المجتمع فانك تعطي لنفسك قداسة تمنع عنك النقد والمواجهة أو الاختلاف. ساعتها ستصاب بحماسة زائدة في اقل تقدير وهذا يحدث كثيراً مع القمص عزيز مثلاً. فعندما فتحنا على صفحات "صوت الامة" قضية:"السمكة التي يضعها بعض الاقباط على سياراتهم.." غضب القمص. واعتبرنا ضد المسيحية. وضد الوحدة الوطنية. وبعد اقل من شهر ظهرت تصريحات للبابا شنودة في الصحف ترفض "السمكة" و تطالب بالامتناع عنها. سنقول هنا غلبت الحماسة القمص ولم يفرق بين من يدافع عن حق المسيحي في ان لا يعامل كمسيحي.. بل كمواطن مصري له كافة الحقوق وعليه نفس الواجبات ..كنا نطالب بالغاء خانة الدين من البطاقة الشخصية.. لكنه رأى فقط ان يقتنص الفرصة ليمارس سلطة التحدث باسم المسيح .. والمسيحيين.. بل والوحدة الوطنية. لماذا يصر القمص. و من يسير على دربه على ان تتحول كل قضية تمس شخصاً مسيحياً إلى قضية حساسة. ولماذا رأى في "بحب السيما".. "اساءة للكنيسة والمسيحية".. مع ان الفيلم عن المجتمع وليس عن الدين. عن فرد وليس عن الكنيسة. هل يمكن ان تذهب إلى البقال و تطلب منه دواء للمصران الغليظ؟! بساط الريح انهم يفعلون ذلك. يذهبون للسينما ويحاكمونها بمنطق غير الفن. مثل الذى يعترض على مشهد بساط الريح في فيلم فريد الأطرش لأنه ضد قوانين الجاذبية الارضية. بنفس المنطق يشاهدون فيلما عن نظرة بطل الفيلم إلى الدين المسيحي.. فيصرخون: هذه ليست تعاليم المسيح. الفن لا يمكن ان يتعامل بمقاييس الدين. الدين له حقائق مطلقة. والفن حقيقته نسبية. والبطل في الفيلم لايمثل شعباً و لا يمثل الا نفسه.
والمخرج والسيناريست.. والممثلون لا يقدمون الواقع
بل نظرتهم للواقع. النظرة الضيقة لابد طبعا ان تروج نظرية المؤامرة كاملة في مثل هذه الحروب الوهمية. احدى المتظاهرات تساءلت بيقين كبير: ".. . لماذا سمحت الرقابة الآن بالفيلم... الذي قالوا انه في العلب منذ سنوات ..لماذا في هذا التوقيت.. وبعد عرض فيلم آلام المسيح... هل هو رد على فيلم آلام المسيح..اعضاء مجلس الشعب اعترضوا على عرضه في القاهرة.. اشمعنى بقى فيلم باحب السيما هل لان الفيلم يشوه الاقباط..؟!". احد كهنة الحملة قال للصحف تصريحات تضع المؤامرة في سياق أكبر:".. انا لم اشاهد الفيلم لكنني من خلال تقرير لجنة خاصة اؤكد انه ضمن مؤامرة صهيونية لتدمير المسيحية". مؤامرة كاملة الاوصاف. الاهم انها تكشف عن طريقة "متخلفة" في مشاهدة الافلام. ترى الشخصيات و كأنها نماذج تدل على طائفتها أو جنسيتها أو مهنتها (وهي نفس الطريقة المتخلفة التي اعترض بها المحامون على فيلم الافوكاتو لان الفيلم يحكي عن محامٍ يستخدم الفهلوة في حل القضايا.. وهي ايضا طريقة شبيهة بالحجة التي استدعت بها مباحث الآداب يحيى الفخراني ومعالي زايد بتهمة ممارسة فعل فاضح علني لانهما في فيلم "للحب قصة أخيرة" يمثلان مشهد حب على الشاشة..). هذه نظرة مرعبة للسينما. تتحرك بقوة رجال دين في الكنيسة اثبتوا انهم لا يختلفون كثيراً عن المتطرفين الاسلاميين. هم يرون السينما من جانب ضيق جداً. تتحول فيه الآداب والفنون إلى مؤسسة أخرى من مؤسسات الحفاظ على استقرار الثقافة والمعرفة السائدة. لا تخلف هنا عن: الجامع والمدرسة والجامعة والإعلام وغيرها من مؤسسات مهمتها الوحيدة تدعيم أواصر النظام القائم ومحاربة كل رغبة صغيرة في الخروج عن المعروف سلفا. لكن السينما فن. وهذا يعني انها الجانب الارحب الذى يلعب فيه الانسان داخل ملعب العقل. يناوش كل مستقر لتبدأ الرحلة التي لا تنتهي في مسيرة المجتمعات الانسانية.. رحلة التطور والتجديد.. الفارق الوحيد ان المتطرفين في الجماعات الاسلامية يتحركون من منطق انهم اصحاب الحقيقة الوحيدة. والمتطرفون في الكنيسة يتحركون من موقع الاضطهاد. المستقبل اللبنانية في 12 يوليو 2004 |
يحتجون على فيلم لا علاقة له بالكنيسة: ..تسقط "السيما" القاهرة/ وائل عبدالفتاح |
|