«لم يكن إغراء هند رستم فى التعرى، بل فى فهم فلسفة الإغراء..
الإغراء عندها نظرة والصمت عندها مثير، وهى بذلك ابتعدت عن سذاجة عرض الجسد»
شهادة مخرج الروائع حسن الإمام، فكيف ترى هى الإغراء الآن فى السينما. أنا آسفة
جدا أرفض وأعترض على مصطلح الإغراء.
·
كيف والنقاد أطلقوا عليك لقب ملكة الإغراء فى
السينما
عندما ظهرت كنت بين فنانات جيلى مختلفة، فقد كانت كل واحدة
منهن تتميز بملامحها الشرقية وشعرها الأسود، أما هند رستم فلا.. ملامحها
أوروبية صغيرة سنا تتمتع بقوام ممشوق، وكانت الموضة السائدة فى تلك الأيام
الفستان عارى الكتف والظهر، لم أبتدع شيئا جديدا، لكن يمكن القول أنى كنت وقتها
بنوتة دلوعة، ولم أتعمد أن أؤدى أدوار إغراء، ثم إن ملامح وجهى ليست شرقية
لدرجة أنى عندما كنت أقوم بأدوار بنت البلد كان الصحفيون يكتبوا جايبين بنت
بلدى من أمريكا.
·
هل تشاهدين أدوار الإغراء فى السينما الآن
لا أشاهد جميع الأفلام المعروضة.
·
برغم رفضك لتصنيفك كنجمة إغراء هناك نجمات
يفتخرن بأن يطلق عليهن نجمات الإغراء
لأن الزمن اختلف، والدليل على ذلك أيامنا لم يكن هناك الحجاب
والآن انتشر بكثرة، كما انتشرت موضة الفيديو كليب حتى فى الأغانى أصبح الأهم
الصورة وليس الصوت.
·
ما رأيك فى بطلات الفيديو كليب
أعشق نانسى وهيفاء وإليسا.. الثلاث كل واحدة لديها موهبة
مختلفة.
·
هل ترين فيهن من تصلح للسينما
أرى أن هيفاء تصلح للمسرح أكثر وممكن السينما لأن المقاييس
اختلفت تماما.
·
هل تذهب هند رستم إلى دور العرض
أنزل لاشاهد أفلام يوسف شاهين وعادل إمام فقط.
·
هل شاهدت فيلم يوسف شاهين الأخير
نعم، الفيلم الأخير «هى فوضى» عجبنى، ولكن كانت فيه حاجة غريبة
لم اشعر أنه يوسف شاهين.
·
كيف
فى أفلام يوسف شاهين هناك سمات خاصة.. اعتدنا على الصالونات
والأناقة حتى فى فيلم «باب الحديد» وصخب باب الحديد والركاب والبنات إللى بتجرى
كانت هناك روح شاهين، أما «هى فوضى» كانت هناك مبالغة حتى فى أداء الشخصيات
كانت فيه جرعة مبالغة وكأنها معركة.
·
ماذا تشاهدين بخلاف أفلام شاهين
عادل إمام أحبه جدا وفخورة به لأنه بدأ فى مرحلة التطور والنضج
الفنى أصبح ممثلا بجد، وأنا دائما أعقد مقارنة بين الإضحاك والتمثيل وعادل ممثل
عظيم، خاصة فى فيلم «عمارة يعقوبيان»، بالرغم من تحفظاتى على الفيلم، والذى
أعطى انطباعا سيئا عن مصر.. حيث تضخيم للفساد، وبنات سيئات السمعة ورجال يتصفون
بالشذوذ، يعجبنى أداء عادل أيضا فى فيلمه الأخير «مرجان أحمد مرجان»، ولكن
استأت من تكرار نفس النغمة السيئة عن مصر «الرشوة والفساد»
·
هل ترين أن السينما تبالغ فى تجسيد السلبيات
هناك صورة إيجابية عن مصر، واستعجبت لماذا لا تقدمها السينما،
مصر ليست مرتشين فقط.. هناك عظماء وموهوبون، بجانب السيئين يوجد النوابغ، هناك
مبالغة فى تضخيم الفساد.
·
إلى أى مدى يمكن القول أن السينما حرة
الموضوعات أصبحت أجرأ من زمان.. سينما زمان كانت مقيدة
بالعيب.. كانت هناك عادات ومفاهيم مسيطرة. الآن السينما تناقش موضوعات حساسة
بجرأة زائدة وصلت درجة ارتفاع الأصوات التى تدهن الموضوعات باللون الأسود.
·
هل هناك اختلاف بين سينما هند رستم والسينما
الآن
أيام ناصر لم تكن السينما تتعرض لتلك الموضوعات، أو لنقل أنها
كانت تتعرض عبر الرمز، ومع بداية العصر الساداتى فتحت النافذة أكثر، فكان
الضجيج.
·
هل تطالبين بالرقابة على السينما
لا، أنا أطالب بتحرير السينما من الفوضى وسيطرة الرؤية
السوداوية، أطالب بطرح وجهات النظر، أنا أخاف على صورة مصر أمام العالم، فمثلا
أنا أعترض على ما حدث مؤخرا فى الاعتصامات «ما معنى أن تجلس سيدة مثقفة على
الأرض وأمامها صينية بطاطس «هذه صورة سلبية فى الاحتجاج»
·
ما رأيك فى بطلات السينما الآن
شاهدت هند صبرى فى فيلم يعقوبيان، أداؤها عادى مجرد فتاة تستغل
جنسيا، وهذا ليس دورا فى حين شدنى أداء الفتاة التى قامت بدور زوجة العسكرى
الذى توفى طفلها فى ذات الفيلم، أدت مشهدا واحدا وكان مؤثرا رغم أن مساحة دورها
كانت صغيرة مقارنة بمساحة دور هند وعجبنى أيضا أداء يسرا المتميز فى الفيلم،
كان لونا جديدا عليها رغم أنها كانت ضيفة شرف عملت دورها بشياكة.
·
ما رأيك فى النجوم الشباب من منهم يصنف كچان
لا يوجد حاليا جان.. أين رشدى أباظة وعمر الشريف وشكرى سرحان
وصلاح ذو الفقار، هؤلاء ولدوا نجوما، الآن للأسف أرى حتى المطربين يظهرون على
الشاشة وملابسهم ممزقة ولا أجد مبررا لذلك، مستحيل أن يكون هناك چان بتلك
المواصفات مثل حسين رياض وذكى رستم والمليجى وفريد شوقى.
·
ماذا عن الفنانات العربيات
أنا معجبة بنور تذكرنى بليلى فوزى فى شبابها الوجه الأرستقراطى
الهادئ.. أيضا مريم فى أدوارها زمان، ولقد شاهدت لها مشهدا فى فيلم ملاكى
إسكندرية، كان لونا مختلفا على نور.
·
ما رأيك فى «منة شلبى»، «منى ذكى» وغيرهما
منة ممثلة كويسة ينقصها أن تحس بالجمل ومنى تحاول أن تقلد
«فاتن حمامة»، وهذه مشكلة بالنسبة للفنان أن يقلد، لابد أن يكون نفسه.
·
من فيهن تستطيع أن تستحضر موهبة هند رستم
لا طبعا لا هند رستم ولا فاتن حمامة ولا شادية ولا نادية لطفى
أو ماجدة أو سعاد حسنى أو مريم فخر الدين كل جيل له نجوميته ونجومه ولا يمكن أن
يقارن بين الجيلين.
·
ما مشكلات نجمات الجيل الحالى
عددهن كثير وموضوعات فارغة تركز على الشذوذ والتحرش، للأسف
الموضوعات الآن لا تعالج مشاكل المجتمع، ولكن تتناولها بالافتعال وتركز على
السلبيات.
·
ما الموضوعات التى تجاهلتها السينما وكان
عليها أن تناقشها
هناك موضوعات لم تعالجها السينما بعمق مثل الزيادة السكانية،
لقد كنا أيام الثورة حوالى 20 مليونا والآن وصل تعدادنا 80 مليونا، وهذا غريب
كيف زاد تعدادنا خلال 50 سنة فقط بهذا المعدل!
·
يتردد أننا نزيد حوالى مليون كل عام كيف
نعالج البطالة
فى رأيى هناك دور للسينما فى معالجة هذه المشكلة، ومشكلة أخرى
مثل أطفال الشوارع.وتوجيه الشباب لاستثمار طاقات بدلا من أن يتجه الشاب ليعطى
سمسارا أموالا لكى يموت.
·
هل ترين أن السينما تناولت تلك المشكلات بشكل
سطحى
أعتقد ذلك.. فالآن الشاب يبذل جهده للهجرة والعمل فى الخارج فى
«dirty
work »
بدلا من أن يبقى فى بلده، الشاب لا يستطيع الزواج والفتاة تأخرت سنها.
·
والدك كان صارما ورفض دخولك السينما. لكن ليس
كثير من الآباء يمكن أن يأخذوا الفعل نفسه الآن
هذه حقيقة، لقد كان يرفض دخولى السينما، وبسبب السينما ساءت
علاقتى به لدرجة أنه لم يكلمنى حتى تزوجت من الدكتور فياض.
·
السينما كانت من المحرمات ما مواصفات البطلة
فى سينما زمان
أن تعطى كل شىء وهناك بطلات اعتدن لونا واحدا بسبب أجسامهن
وهيئاتهن، كانت الممثلة تحصر نفسها فى دور واحد لا تتخطاه، وهذا طبعا ليس فى
مصلحة الممثل.
·
ماذا عن هند رستم
لم أكن فنانة الدور الواحد، ورفضت أن يحصرنى المخرجون فى أدوار
بعينها، وكان ذلك بفضل المخرج الراحل حسن الإمام، الذى نبهنى وحذرنى من ذلك،
ولهذا السبب رفضت الدور التى جسدته الفنانة نادية لطفى فى فيلم «أبى فوق
الشجرة» حتى لا أكرر نفسى، حيث كنت قد جسدت شخصية شفيقة القبطية.
·
هل كانت هند رستم تضع شروطا معينة كمساحة كان
الدور
لا طبعا كل ما يهمنى موضوع الفيلم وأكبر دليل على ذلك أنى فرضت
نفسى على فريد شوقى فى فيلم «كلمة شرف»، عندما علمت أن الدور له هدف إصلاحى،
وبالفعل تسبب الفيلم فى صدور قانون جديد، وكذلك فى فيلم «جعلونى مجرما»، وهذا
هو دور السينما أيضا فى فيلم «باب الحديد» من خلال رسالة الفيلم استطعنا أن
نوجد نقابة للعمال لم تكن موجودة من قبل.
·
كيف كانت تجربتك مع شاهين وفريد شوقى
شاهين عظيم، ومخرجو جيل هند رستم كانوا جميعا عظماء أمثال صلاح
أبو سيف
هنرى بركات حسن الإمام
·
كانوا مختلفين
نعم الاختلاف كان فى التوجيه مثلا عندما أديت مشهدا بتهاون
فوجئت بأستاذى حسن الإمام يوبخنى قائلا «إيه يا مدام هناك محطة بنزين بجوار
الاستديو اذهبى وامسحى نفسك بالهباب»، أما الآن أسمع حاجات غريبة أن الممثلة
تتدخل فى وضع الكاميرات، لكن زمان المخرج كنا نعمل له ألف حساب، كان يوبخ
فنانين كبارا، وكان الأستاذ «محمد كريم» يحدد مواعيد حضور وانصراف للفنانين.
·
كيف فرضت نفسك فى كلمة شرف
كنت بالصدفة أنا ورشدى أباظة معا وفريد شوقى فى الاستديو
وسألته عن أفلامه القادمة فقال لى عن قصة الفيلم، وعرفت أن الدور كله فى البطل،
ولكن سألته عن دور الزوجة قال لى باستهزاء أى ممثلة ممكن تعمله قلت له إنى
أريده فقال باندهاش كيف فرد رشدى أباظة قائلا اصلها مجنونة ممكن تعمله، وبالفعل
حصلت على الدور وأصررت أن يكون رشدى أباظة فى الفيلم، والمفترض أنه كان سيقوم
بدور مظهر وحدثت مشكلة.
·
ما أكثر فيلم قريب لقلب هند رستم
مشاهد معينة أهمها مشهد الشم فى شفيقة القبطية كان جديدا
بالنسبة لى ومشاهد فى الخروج من الجنة ودور الفتاة الغازية اللصة فى صراع فى
النيل، وفى فيلم باب الحديد الذى سقطت فيه على أحد القضبان ونقلت إلى دار
الشفاء.
·
ما أهم المشاهد السينمائية التى تعجبك
مشهد فاتن حمامة فى فيلم الخيط الرفيع، وهى تمزق ملابس محمود
ياسين كانت رائعة ومشهد لماجدة تحاول الانتحار فى فيلم المراهقات، ومشهد عادل
إمام فى يعقوبيان
·
ما توقعات هند رستم عن السينما خلال السنوات
المقبلة
سمعت أن هناك أفلاما تبشر بالأمل مثل فيلم «شقة مصر الجديدة»..
الممثلات ينقصهن المخرج والموضوعات.
·
ما رأيك فى مشاهد الاغتصاب على الشاشة
تكرار تلك المشاهد ومطها يثير الاشمئزاز.
·
متى يتوقف الممثل عن الأداء أمام شاشة
السينما
لا تتخذينى كنموذج، خاصة وقد تركت السينما وكنت فى الثانية
والأربعين فى قمة مجدى، خشيت أن تعطيني السينما ظهرها، خاصة أن المؤلفين يكتبون
للشباب فقط
·
هل تفتقدين بعض الأدوار
نعم أدوار كانت مكتوبة لى مثل «امرأة مجهولة» و«أبى فوق
الشجرة»، فى «امرأة مجهولة» تركت الدور احتراما لأستاذى حسن الإمام بسبب مشاكل
بينه وبين المنتج، عملت كوميدى مع إسماعيل يس واشتغلت معاه علشان جمهوره كبير،
وكان هدفى أنى أتعرف على جمهور إسماعيل يس.
·
هل تكون أفلام الأكشن هى الغالبة على السينما
فى السنوات المقبلة
تكرارها غير مفيد ورأيى أن الممثل لا يجب أن يحصر نفسه فى دور
واحد، وأسمع أن اللمبى يستطيع أن يؤدى أدوارا متعددة، ولكنه يحصر نفسه فى أدوار
معينة وهذا ليس فى مصلحته.
·
ما الفرق بين الجمهور زمان ودلوقتى
جمهور جيلنا كان ناقدا فظيعا طويل اللسان أما جمهور اليوم
فيدخل السينما من أجل الفكاهة وغسل دماغه من هموم ومتطلبات تنتظره.
روز اليوسف المصرية في 5 يناير 2008
|