«نور الشريف» حالة استثنائية من النجومية فى تاريخ السينما
المصرية، فمنذ منحه «حسن الإمام» فرصته فى «قصر الشوق»، وحتى الآن لاتزال له
مكانته التى تطرح تساؤلات كثيرة حول أسباب احتكاره لهذه المكانة، هل لأنه فنان
مثقف لديه رؤيته الفنية والسياسية مما يجعله ليس مجرد ممثل، أم لأنه تصدى فى
مرحلة ما للإنتاج السينمائى فأسهم فى إخراج جيل كامل من أهم المخرجين، أم لأن
موهبته قابلة للتطور مع متغيرات كل عصر
·
رغم أن بداية السينما جاءت متقاربة مع بدايات
السينما فى العالم إلا أن هناك فجوة كبيرة الآن، لماذا
عام 1907 شهد أول عرض سينمائى، ولم يكن بداية حقيقية للإنتاج
السنيمائى فى مصر أو الصناعة نفسها، فهى بدأت بعد ذلك على يد مغامرين، وليس على
يد رأسمال مصرى، وإذا كنا نؤرخ لبداية السينما كصناعة، فقد كانت فى عام 1927
بفيلمى «ليلى، وزينب»، ثم إن السينما عندما بدأت فى العالم كاختراع جديد كان
الانبهار يكمن فى خلق صور متحركة، و السنيما المصرية وقفت عند حد الانبهار لمدة
طويلة حتى إن المسرح ظل مدة طويلة هو المصدر للأفلام السينمائية، بل إن كثيرا
من الأفلام فى تلك الفترة كان عبارة عن إعادة صياغة للمسرحيات الجادة
والكوميدية. هناك فجوة كبيرة الآن بين السينما المصرية والعالمية، وربما يكون
مدهشا أن أحمد بدرخان كتب فى مذكراته مطلع الأربعينيات فى القرن الماضى يتحدث
عن أن السينما المصرية تعانى من أزمة.
·
ولكن ما أسباب هذه الفجوة
نحن وقفنا لفترة طويلة عند حد الانبهار، أى يمكن القول أن
بدايات السينما كانت تجارية مائة بالمائة، العرى كان منتشرا فى السينما، بسبب
كون الرقابة إنجليزية، السبب الأهم أن السينما المصرية منذ نشأتها وإلى الآن،
إن الإنتاج السينمائى كان يتم من خلال مجهودات فردية لرأسماليين ومغامرين أجانب
وبالتالى عندما يحدث ازدهار اقتصادى كان يصاحبه ازدهار سينمائى والعكس صحيح،
حيث يقل عدد الأفلام وتقل جودتها الفكرية. أذكر هنا على سبيل المثال أعوام مثل
,76 ,67 ثم تاريخ عرض «إسماعيلية رايح جاى»، حيث قل عدد الأفلام فى هذه السنوات
لأسباب اقتصادية وسياسية وكانت النتيجة إفراز أفلام سينمائية للتسلية فقط كنوع
من التعويض عن الهزيمة، فمثلا بعد 67 فوجئنا بأفلام من نوعية «شنبو فى
المصيدة»، و«عماشة فى الأدغال». لو فرضنا أنه من بين الـ100 ألف فيلم التى تم
إنتاجها من بداية السينما فى مصر وحتى تأميم السينما فى الستينيات فإنه من
الممكن أن يكون عدد الأفلام التى تحمل فكرا واضحا لا يتجاوز الـ12 فيلما، مع
الأخذ فى الاعتبار أن هذا الموقف الفكرى الجاد كان مرتبطا بوعى المخرج وليس وعى
مجتمع أو مؤسسات سينمائية.
·
ما الذى تقصده بأن الأفلام الجادة ارتبطت
طوال تاريخ السينما المصرية بوعى المخرج
إن الالتزام فى السنيما ارتبط طوال تاريخها بوعى المخرج الفرد
وليس بوعى المؤسسات الإنتاجية، الغريب أنه حتى هذه المحاولات الفردية كانت
تواجه بعداء شديد ويحضرنى فى هذا الصدد عدة أمثلة.. مثلا طلعت حرب باشا طالب
بوقف فيلم «العزيمة» والذى هو أول بذور الواقعية فى السنيما المصرية، فالألمانى
«فرينز كرامب» الذى كان مشرفا على الإنتاج فى ستديو مصر بذلك الوقت قال لطلعت
حرب: «الفيلم ده مش لازم يطلع للنور، لأن الأبطال فيه فران وجزار وتربى، ودى مش
صورة مصر اللى تطلع للناس»، ولولا تدخل «بديع خيرى» لما ظهر الفيلم للنور. مثال
آخر كان قد رواه لى الراحل «فريد شوقى»، يتلخص فى أن أنور وجدى كان قد أنتج
فيلما لـ«إسماعيل يس» ثم اكتشف أنه فيلم سيىء، فقرر أن يعرضه فى العيد ثم يقوم
بحرق النيجاتيف، المهم أن «أنور وجدى علم أن فريد شوقى له فيلم مع صلاح أبو سيف
اسمه «الفتوة» سينافسه، فما كان من «أنور وجدى» إلا أن قام بإبلاغ أجهزة الأمن
أن فريد شوقى يقدم فيلما يروج للشيوعية، واستدعت أجهزة الأمن «فريد شوقى» والذى
لم يكن يعلم أى شىء عن الشيوعية فسألوه: «هل أنت شيوعى »، فقال لهم: «شيعى..
يعنى من أنصار سيدنا على». هذان المثالان يؤكدان أنه حتى المحاولات الفردية
الواعية فى السينما المصرية كانت تواجه بعداء ومكائد. ما أريد التأكيد عليه أن
نجاح السينما باستثناء فترة التأميم كان صدفة ونتيجة لمجهودات فردية.
·
هل مازلنا نعانى من تبعات هذه المشاكل
بالطبع، فزمان كان من الممكن أن يتفوق مخرج مثقف على منتج
جاهل، أما الآن فشركات الإنتاج الخاصة لا تستعين بمخرج لم يحقق إيرادات كبيرة
فى فيلمه الأخير.
·
لماذا تدافع بشكل قوى عن تجربة تأميم السينما
المصرية
هذه الفترة أفرزت سينما تحمل وجهة نظر، فأعلى نسبة أفلام تحمل
وعيا ورؤية نقدية ظهرت فى هذه الفترة على يد مبدعى السنيما. بالرغم من أن الكل
سيقول أن هؤلاء المبدعين بالطبع روجوا للثورة، إلا أن هذا لم يحدث.. وفى هذه
الفترة كان الإيمان بالفكر الاشتراكى هو العمود الفقرى لأى مبدع، فلا يوجد فنان
حقيقى، إلا ويسعى لتحقيق العدالة الاجتماعية. لقد قدمت لنا تجربة القطاع العام
جيلا كاملا من شباب السينمائيين الذين قدموا بدورهم مجموعة من أنضج الأفلام فى
تاريخ السنيما المصرية، ثم أو ليست أفلام مثل «البوسطجى»، و«شىء من الخوف»،
و«درب المهابيل»، تنقد واقعا اجتماعيا وسياسيا، أم أنها تروج للنظام السياسى فى
ذلك الوقت!
·
هل يعنى ذلك أن التجربة خالية من السلبيات
ما حدث يتلخص فى أن بعض تجار السياسة، ومحدودى الموهبة استغلوا
مواقفهم السياسة لإنتاج أعمال دون المستوى، علما بأن الاعتبار أن أعمالهم تمثل،
نسبة ضئيلة من الأعمال التى تم إنتاجها وهذا بالطبع لا يقلل من نجاح التجربة.
بعد انتهاء التأميم، أثيرت قضية التحقيق فى أن قصة تأميم السينما تسببت فى
خسارة لمصر قدرها 8 ملايين جنيه، ألم ينظر من أثار هذه القضية إلى قيمة الأفلام
التى بقيت من التجربة فكريا وماديا!
فـ«المومياء» مثلا لم يحقق إيرادات تذكر فى دور العرض، لكنه
وضع مخرجه «شادى عبدالسلام» فى قائمة أفضل 100 مخرج على مستوى العالم. الآن لا
توجد قناة أوروبية لا تشترى حق عرض «المومياء» سنويا، إلا وتدفع فى مقابله آلاف
الدولارات. لكن هذا هو المتعارف عليه عندنا فعندما يتغير النظام السياسى يظهر
المنافقون ويحاولون تشويه النظام السابق. المهم أنه بعد انهيار التجربة ظلت
الدولة تدعم السينما لسنوات، من خلال شركة مصر للإنتاج والتوزيع. وأذكر أننى
عندما أقبلت على تجربة الإنتاج والتى قدمت من خلالها عددا كبيرا من المخرجين
«محمد النجار، محمد خان، داود عبدالسيد»، كنت أقدم السيناريو لشركة مصر وعندما
يقرأونه ويعرفون من هم أبطال الفيلم يعطوننى قرضا، مقابل عمولة 15% على أساس أن
الشركة تعلم بأنها هى الجهة التى ستقوم بتوزيع أفلامى. الآن، هناك مشكلة كبيرة
يعانى منها السينمائى الفرد ونحن على مشارف مئوية جديدة تكمن فى أنه مع زوال
هذه التجربة، فأنا إذا أردت إنتاج فيلم وقمت بعرضه على إحدى الشركات الموجودة
سأتحول إلى منتج منفذ. أما إذا قررت أن أخوض التجربة وحدى تماما، فلن أجد دور
عرض جيدة أو مواعيد عرض وبالتالى أين مكانى أنا كسينمائى مستقل، أتعلم أننى
الوحيد من بين السينمائيين المصريين الذى وقف أمام وزير الثقافة، وطالبت بوقف
بيع حق استغلال 41 دار عرض تملكها الوزارة حتى يظل هناك منفذ أمام السينمائيين
الجادين! وللأسف تم البيع.
·
إلى أى مدى ابتعدت السنيما أو اقتربت من
السياسة
فضلت الابتعاد، مبكرا بعد التجارب السياسية التى قدمت فى
المراحل الأولى، مثلما حدث مع «لاشين» ومع أوبريت العشرة الطيبة الذى أنتجه «الريحانى»
والذى كاد أن يتسبب فى اغتياله، ومثلما حدث مع كامل التلمسانى فى «السوق
السوداء» فهذه التجارب جعلت المنتجين يبتعدون عن «وجع الدماغ» يحضرنى هنا مثال
مهم، ففيلم «العصفور» تسبب فى حرق دار عرض فى الكويت وتكسير أخرى فى لبنان، لأن
الجماهير تصورت أنه يهين عصر عبد الناصر. بعد وفاة عبدالناصر ظهر فيلمان ضد
عصره هما: «الكرنك»، «إحنا بتوع الأتوبيس»، ولم يكن هذان الفيلمان ليخرجا للنور
لولا موافقة النظام، بعد النكسة وفى حياة عبد الناصر ظهرت العديد من الأفلام
التى تنقد تلك الفترة، ربما أنه فى هذا الوقت كانت بداخل عبد الناصر رغبة قوية
فى معرفة الأخطاء.
·
اعترفت منذ قليل بأن الكرنك لم يكن ليخرج
للنور لولا موافقة النظام، أليس هذا تأكيدا على ما يقال أنكم قدمتم فيلما سيئا
لعصر عبد الناصر لصالح عصر آخر
هذا ليس صحيحا على الإطلاق، فأنا ناصرى. وعلى بدرخان ناصرى،
ولكن كلا منا ضد الحكم البوليسى، وهذا ليس له علاقة بالفكر الاجتماعى لعبد
الناصر مثلا تجاه الفقراء. ثم إنه أنا وعلى قدمنا بعد ذلك أهل القمة ومنعه
النبوى إسماعيل ولولا أننى صديق للسادات لما ظهر هذا الفيلم للنور، ولكن تجدر
الإشارة إلى أنه تم حذف مشهد منه والذى يتم فيه وضع رشوة لضابط فاسد فى الدرج..
ومثل هذه الأفلام تسبب ذعرا للمشاهد والمنتج، وما يقلقنى أن هذه النوعية من
الأفلام التى ترصد الواقع الاجتماعى المؤلم تتراجع فى العالم أجمع فقد علمت أنه
فى بداية 2007 قرر البنتاجون ألا يقدم خدماته لأى فيلم ينتقد سياسة أمريكا وهو
ما يعنى أنه لن يجرؤ أى مخرج أمريكى بعد ذلك على إدانة الاعتداء الأمريكى على
العراق فى حين أنه على سبيل المثال فإن وعينا تجاه حرب فيتنام تشكل من أفلام
الأمريكيين أنفسهم عن فيتنام.
·
بمناسبة الأفلام السياسية، هل تبرأ نور
الشريف من (ناجى العلى ) بعد أن اتهم بالإساءة لمصر
هناك سوء فهم فيما يتعلق بهذه القضية. فالنظام لم يتهمنى
بالإساءة لمصر وإنما صدر هذا الاتهام من مؤسسة صحفية وأنا لم أتبرأ على الإطلاق
من ناجى العلى.. بدليل أن صفوت الشريف بعد هذه الحملة بـ 3 أشهر أصر على أن
أقوم ببطولة مسلسل التعلب، فقلت له دعنا نقدمه كفيلم لأن القصة قصيرة، فقال لى
( دعنا نبرئ ذمتنا منك وستقوم ببطولة هذا المسلسل )، وبالفعل قمت ببطولته مع
الأخذ فى الاعتبار أننى أجسد فيه دور ضابط مخابرات، وهو الأمر الذى يستدعى
موافقات أمنية، وبالطبع هذا لن يحدث مع ممثل عميل أو خائن لبلده).
·
هل توافق على أن الأفلام السياسية الآن
تحريضية
لا أعتقد أن هناك فيلما أو اثنين يستطيعان خلق ثورة حقيقية،
فتأثيرهما سيكون مقصورا على قلة قليلة، ممن لديهم وعى سياسى، ولكن قدرة الفن
على التغيير تتجسد فى حالة وجود تيار متلاحق وليس من خلال تجارب حقيقية. ثم
دعنا نكون صرحاء من يقدم فى لحظة كهذه على عمل فيلم يشكل خطورة على النظام، لن
يستطيع تقديم أعمال أخرى. إننى أرى أن الخطورة الحقيقية هذه الأيام ليست من قبل
الحكومات وإنما من قبل الرأسمالية الجديدة التى تحكم العالم، ولا أعلم لماذا
أعتقد أننا مقبلون على مرحلة تشبه بدايات السينما فى العالم، وأتصور أن فى
المرحلة المقبلة ستعود السينما إلى التسلية فقط لأن الرأسمال الجديد يريدها
كذلك.
·
هناك تجارب سينمائية ظهرت مؤخرا تعتمد على
مشاهد التعذيب والمظاهرات وتقدم نفسها على أنها أفلام سياسية
يجب التفريق بين عمل سياسى حقيقى، فى السينما وبين التنفيس
السياسى، فما يحدث الآن هو تنفيس سياسى، اليوم مبدعو السينما لو أرادوا عمل
فيلم سياسى، سيكونون فى مأزق لأن ما يتم تقديمه فى البرامج السياسية مؤخرا يفوق
ما يمكن أن يقدموه.
·
هل يمكن تصنيف فيلم (عمارة يعقوبيان) على أنه
فيلم سياسى
يعقوبيان ليس فيلما سياسيا، وإنما هو فيلم ينتمى إلى المذهب
الطبيعى الذى يرصد الواقع فى أبشع صوره، وهو بذلك يتجاوز حتى المذهب الواقعى.
·
تحمست فى الثمانينيات وأنتجت أفلاما قدمت
داود عبد السيد، ومحمد خان، وفى فيلم مثل (البحث عن سيد مرزوق) تخليت عن مقومات
النجومية، هل نعانى الآن من وجود مثل هذه النماذج
أنا أرى أن الفنانين الشباب هذه الأيام مظلومون، فالناس تنظر
لهم بحسد لأنهم يتقاضون الملايين لأن أفلامهم تحقق إيرادات بالملايين ولكن لم
ينتبه أحد إلى أن شركات الإنتاج تحصر هؤلاء الشباب فى أدوار بعينها، وأصبح
السيف الموضوع فوق رقبة هذا الجيل هو النجاح المادى للأفلام. ولو أن أحداً من
هؤلاء الشباب سقط بفيلمين على التوالى سيتم الإطاحة به بعيدا، أما إذا ظل يقدم
فيلما ناجحا عاما بعد عام لمدة 20 عاما، سيجد نفسه لم يقدم طوال تاريخه سوى 20
فيلما، كل هذا بسبب سيطرة رأس مال الجديد. لذا أنا أنصحهم بأن يستغلوا هذه
الملايين فى إنتاج أفلام بحيث يصبح لهم فى العام الواحد فيلمان لأن فيلما واحدا
قليل جدا.. ثم هل من المنطقى أن يقدم 4 نجوم كوميديين شخصيات توائم الصييف
الماضى!.
·
فى كتيبة الإعدام روجت لمنطق الخلاص الفردى،
أو ليس هذا خطراً على المجتمع
أولا ليس هذا خطراً، ثم إننى لم أروج لمنطق فردى، فأنت تتحدث
عن مجموعة تواجه فرداً، صحيح أن هذا الفرد يعبر عن نظام، ولكنه فى النهاية فرد،
ثم إن الجمهور أكثر وعيا من ذلك، وعندما قدمت هذا الفيلم لم أر أننى أروج لمنطق
خلاص فردى.
·
أليس خطيرا أن تتغير صفات البطل الدرامى بحيث
يصبح فى أفلام عيد الأضحى، خارجا عن القانون
أعتقد أن هذا تعبير عن تطور مجتمعى فصفات البطل الدرامى تغيرت
بوضوح بدءا من عام ,74 وظهر هذا فى مواصفات البطل بشكل كبير، فالانفتاح أفرز
أبطالا مثل زعتر نورى، فى «أهل القمة»، وبالتالى تغيرت مواصفات البطل فى
الأفلام السينمائية، بحيث وصلت، إلى هذا الوضع بعد أن كان إما ضابطا أو مهندسا
أو مدرسا.
·
أليس غريبا أن تتطور العلاقة الجدلية بين رجل
الشرطة وبين المواطن بحيث يصبح رجل الشرطة نفسه هو رمز الفساد
أعتقد أن هذه العلاقة الجدلية بدأت من «البرىء»، فمنذ هذا
الفيلم تغيرت وجهة نظر السينما لرجل الأمن مرورا «بمواطن ومخبر وحرامى» لداود
عبد السيد، والذى يتعرض لتلك العلاقة الغريبة بين المثقف والجاهل والسلطة.
·
مازلت أذكر جملة عبقرية فى فيلم ( أهل القمة
) عندما يغير زعتر النورى اسمه فيقول له الضابط ليه غيرت اسمك لمحمد رأفت
فيقول له ( أصل إنت ورأفت بيه.. رأفت لص كبير.. عزاز عليا )،
فهذه الجملة تعنى أن هذه الطبقة الطفيلية نشأت نتيجة لعلاقة تصالح بين السلطة
والفساد. ثم إن عرض هذه التجاوزات لرجال الشرطة. وتعريتها بهذه الجرأة نوع من
التنفيس عما يدور فى ذهن الناس، ثم إن السينما اليوم لم تعد أكثر من إعادة
تسجيل للقضايا التى تقدمها القنوات الفضائية ليلا ونهارا.
·
فى النهاية، هل تعتقد أن السينما المصرية
خلال تاريخها استطاعت أن تستوعب التغيرات المجتمعية
أعتقد أنها حتى بأسوأ أفلامها، استطاعت أن تنقل هذه التغيرات،
فمن خلال أقل الأفلام شأنا ستعرف على الأقل أسعار الطماطم كيف كانت فى الفترات
الاجتماعية المختلفة، ولكن الأفلام المهمة التى استطاعت نقل الواقع المصرى بصدق
كانت تلك التى ارتبطت بوعى مخرجين مثل شاهين وتوفيق صالح، وسعيد مرزوق، وعاطف
الطيب، وداود عبد السيد والذين تعرضوا للانفتاح، وكل القضايا المهمة فى تاريخ
هذا الوطن. ولذا أحزن عندما أجد أن الإخراج السينمائى تحول الآن إلى إخراج على
طريقة الفيديو كليب حتى فى طريقة التصوير.
روز اليوسف المصرية في 5 يناير 2008
|