ملفات خاصة

 
 
 

حضور مميز للسينما المغربية في مهرجان مراكش وتونس تشارك بـ"أشكال"

"أزرق قفطان" يثير الجدل بسبب مناقشته المثلية الجنسية وخمس جنسيات تشارك في إنتاج "ملكات"

نجلاء أبو النجا 

المهرجان الدولي للفيلم بمراكش

الدورة التاسعة عشرة

   
 
 
 
 
 
 

أثار فيلمان مغربيان عرضا خلال الساعات الماضية بمهرجان مراكش السينمائي الدولي حالاً من الجدل، إذ عرض فيلم "ملكات" في بانوراما السينما المغربية ضمن فعاليات المهرجان، وكذلك عرض فيلم "أزرق قفطان" ضمن المسابقة الرسمية، كما كان للسينما التونسية وجود ملحوظ بفيلم "أشكال".

ملكات بنكيران

وفيلم "ملكات" هو أول فيلم روائي لمخرجته المغربية ياسمين بنكيران، وتلعب البطولة الأساسية مجموعة من الممثلات المغربيات، منهن نسرين الراضي ونسرين بنشارة وجليلة التلمسي، ويتناول قصة ثلاث فتيات تلاحقهن الشرطة من منطقة جبال الأطلس وصخورها ووديانها إلى الجنوب والمحيط الأطلسي، والفيلم إنتاج مشترك بين شركات مغربية وفرنسية وبلجيكية وهولندية وقطرية.

قالت مخرجته ياسمين بنكيران إن هناك عراقيل كثيرة مر بها المشروع منذ بدايته بخاصة أنه توقف أثناء جائحة كورونا، وعانى أزمات كثيرة، مثل صعوبة التصوير الخارجي في درجات حرارة مختلفة بحسب الأماكن مثل الجبال والمحيط وغيرها، وهذا الاختلاف الكبير في أماكن التصوير ودرجات الحرارة وخطورة التنقل وقيادة السيارات في طرق مخيفة كانت عوامل مرهقة جداً، لكن تم تنفيذ العمل بصبر شديد حتى يخرج في أفضل صورة.

وأضافت ياسمين لـ"اندبندنت عربية" أن هناك جهات كثيرة أسهمت في إنتاج الفيلم، مشيرة إلى أن مثل تلك المشاريع الجديدة تحتاج إلى الدعم حتى تصير حقيقية على أرض الواقع.

وحول مدى تأثير مشاركة جهات أجنبية في وجهة نظر العمل الفني قالت ياسمين إنه لا يوجد أي تأثير يمكن ذكره، وجهات الإنتاج المختلفة بخاصة لو غير عربية لا تتحكم في وجهة نظر العمل، لأن دعمها لا يعني شروطاً ملزمة أو ضرورة تقديم توجه معين، وفي النهاية لا يؤثر أي رأي في وجهة نظر صانعي العمل لأن الرؤية والتناول والفكرة غير قابلة للجدل من الأساس وليست ملكية مشتركة حتى يتدخل أحد فيها، فهي ملك صانعي العمل فقط.

وتحدثت بنكيران عن التطور الذي تشهده السينما المغربية بدليل المشاركات بالمهرجانات العالمية لعدد كبير من المشاريع، وخصت المخرجات المغربيات "المجتهدات اللاتي قدمن كثيراً من الأعمال المهمة وشاركن بها في محافل عالمية وعرضت بنجاح كبير، بل تنافس هذه الأعمال أفلاماً عالمية وهذا يعكس قدرة المرأة المغربية ونجاحها وتطور السينما المغربية".

أزرق قفطان

وعرض كذلك الفيلم المغربي "أزرق قفطان" للمخرجة مريم التوازني، وهو الفيلم المغربي الوحيد المرشح في فئة المسابقة الرسمية، بطولة صالح بكري، ولبنى أزبال، وأيوب مسيوي، ومونية لمكيمل، وحميد الزوغي، وغيرهم من الممثلات والممثلين المغاربة.

وكعادة المخرجة مريم التوازني تناقش مواضيع شائكة وخارج الصندوق بخاصة ما يتعلق بالحريات والصدام الدائم مع الأعراف والتقاليد المجتمعية، وفي هذا العمل تناقش التوازني قصة لزوجين يديران متجراً للخياطة التقليدية وهما حليم ومينة، وينضم إليهما شاب يدعى يوسف يشارك حليم الشغف في عالم الخياطة، وتدور الأحداث حول علاقة أطراف الفيلم ويتطرق العمل للمثلية الجنسية ومواجهة التقاليد.

وقالت مخرجة الفيلم على هامش عرض عملها إنها تقدم من خلاله موضوعاً مؤثراً عن الحب غير المشروط، مع التشديد على حرية التعبير عن الأحاسيس الداخلية للإنسان. وأضافت أنها تقدم قضية مهمة، وسعيدة باختيار العمل في المسابقة الرسمية وفي مهرجان بهذا الحجم العربي والدولي.

أشكال

وحقق الفيلم التونسي "أشكال" المشارك بالمسابقة الرسمية للمهرجان ردود فعل قوية أيضاً، ليثبت وجود السينما التونسية بعمل مهم، وحصد الفيلم في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) الماضي ثلاث جوائز في حفل ختام مهرجان مونبلييه للسينما المتوسطية في دورته الـ44، وهي: الجائزة الكبرى وجائزة النقاد وجائزة أفضل موسيقى.

وسبق أن عرض الفيلم عالمياً للمرة الأولى ضمن "قسم نصف شهر المخرجين"، خلال الدورة الـ75 لمهرجان كان السينمائي الماضي.

وتدور قصة الفيلم حول الشرطية "فاطمة" التي تكتشف وزميلها جثة متفحمة في موقع بناء غير مكتمل في أحد أحياء منطقة "قرطاج"، وتتصاعد الأحداث في إطار بوليسي للكشف عن تفاصيل الجريمة التي يعقبها جريمة أخرى قبل الكشف عن قاتل الجثة في الجريمة الأولى، ويستعرض العمل الحياة في تونس والعلاقات البشرية وانعكاسات الظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وقالت الممثلة التونسية فاطمة أوصيفي بطلة العمل إن الفيلم تناول كثيراً من الجوانب الواقعية بتونس، معتبرة أن ذلك أبرز ما فيه، وأن دور السينما يتمثل في تقديم انعكاس للحياة الواقعية والاجتماعية.

وأشارت أوصيفي إلى أن الفيلم يطرح تساؤلات عدة عن الفترة التي مرت بها تونس والتغيرات التي حدثت فيها في السنوات الأخيرة. وتابعت أنها سعيدة بالعمل مع المخرج يوسف الشابي لأنه صاحب رؤية سينمائية، وقدم بالفيلم قصة مزجت بين الواقع والخيال، بلغة سينمائية تحمل تشويقاً مختلفاً بطريقة إبداعية.

قضايا ملحة

وعن تجربته ومشروع فيلم "أشكال" قال المخرج التونسي يوسف الشابي إنه حاول إلقاء الضوء على بعض القضايا الملحة والتغيرات التي أحدثها الواقع السياسي الجديد داخل المجتمع التونسي. وأشار إلى أن الفيلم لا يقتصر على تحديد واقع بعينه على رغم ملامسته ما عاشته تونس خلال الفترة الماضية.

واختلف الشابي مع المخرجة المغربية ياسمين بنكيران حول المشاركة الأجنبية في الإنتاج وعدم تأثيرها في استقلالية الأعمال. وقال الشابي إن الإنتاج في تونس يعاني أزمة ومعظم الأعمال السينمائية تعتمد على الإنتاج من الخارج، وهذا يمثل عبئاً على استقلال الصناعة السينمائية وقضاياها التي تطرحها للمناقشة، بخاصة أن معايير الإنتاج تختلف من بلد لآخر، ويمكن بشكل كبير أن تتدخل الجهة الإنتاجية لتغيير مسار بعض الأعمال السينمائية، وتقديم رؤية مختلفة عن وجهة نظر صناع العمل التي يسعون إلى تقديمها.

وأضاف الشابي أنه شارك في "ورشات الأطلس" في سنة 2019 واستفاد من دعم هذه المنصة في الإنتاج.

 

الـ The Independent  في

18.11.2022

 
 
 
 
 

المخرجة أريج السحيري: فيلم «تحت الشجرة» مرآة تعكس واقع تونس

الوكالات ـ «سينماتوغراف»

«تحت الشجرة» فيلم للمخرجة التونسية الشابة أريج السحيري حصل في ختام أيام قرطاج السينمائية في دورتها الـ33 على جائزة التانيت الفضي في مسابقة الأفلام الرّوائية الطويلة.

الفيلم الذّي امتد على ساعة ونصف غاص فيها المشاهدون في عوالم ريف مدينة كسرة التابعة لولاية سليانة وسط تونس، وكان بمثابة مرآة عكست واقع البلاد، حسب ما قالت السحيري.

 ويتناول الفيلم واقع الفلاحين الذين يعيشون ظروفاً صعبة، وتطرقت خلاله المخرجة للموضوع ببعد إنساني أكثر فكان الفيلم انعكاساً للحظات فرحهم وحزنهم وغضبهم وتعبهم وطموحاتهم وأحلامهم في الوقت ذاته.

اختارت السحيري أن يكون أبطال «تحت الشجرة» أشخاصاً واجهوا الكاميرا لأول مرة في حياتهم، شباب ونساء من المنطقة التي دارت فيها أحداث الفيلم حتى تعطيه بعداً أكثر واقعية، عبر إتقانهم للهجة المحلية وقربهم الكبير من تلك البيئة. وأعربت المخرجة عن سعادتها بحصول فيلمها على الجائزة قائلة: «أنا سعيدة جداً بهذا التتويج، فأن تحصل على جائزة في بلدك فإن الأمر له طعم خاص رغم حصولك على جوائز أخرى في مهرجانات عالمية أخرى».

وأضافت: «الفيلم لم يكن نمطياً أو كلاسيكياً حتى في طريقة كتابته، فقد كنا نضيف مشاهد ونحذف أخرى خلال عملية التصوير». وأردفت أنها أرادت من خلال الفيلم التركيز على فئة من الشباب الريفي الذّين يعملون في الزراعة وأن التوجه الأول لعملها كان روائياً إلا أن طبيعة الأحداث جعلتها تغير هذا التصور ليميل إلى الوثائقي الذّي يجسد يوماً كاملاً من حياة عمال الزراعة يقضون أغلب ساعاته تحت شجرة تين.

وتابعت: «لم أجد فعلاً من يتقن اللهجة المحلية لمدينة كسرة أفضل من أبنائها، فمنحت لهم فرصة حتى يتمكنوا من إيصال صوتهم فكانت المشاهد أكثر عفوية وتلقائية». وقالت أريج: «أردت أيضاً خلق تصور جديد للحياة الريفية بنظرتهم، فكان التركيز منصباً على الإحساس والعفوية أكثر من الجانب الدّرامي».

 وأرادت أن تترك لشخصيات الفيلم المجال للتعبير عن أحاسيسهم عن كرامتهم حتى يثبتوا أنّ الريف ليس مجرد حديث عن فقر واحتياج وإنما هو مليء بقصص الحب والأحاسيس الجياشة، وفق ما تقول.

وأضافت المخرجة أنها أرادت أن تقدم تكريماً ولو بسيطاً لهم ولكن بطريقة سينمائية. وتحدثت عن تجربتها معهم قائلة: «صحيح أننا وجدنا في البداية بعض الصعوبات، فأن تقف أول مرة أمام كاميرا السينما الأمر لم يكن بالهين أبداً على الشخصيات.. فعالم السينما بدا غريباً عليهم في البداية وقد تداركوا ذلك وتوغلوا فيه لا سيما وأن الفيلم يحكي عالمهم الخاص (الزراعة وجني التين)».

وقالت: «كوننا عائلة صغيرة فأصبحنا وكأننا في مخبر أو ورشة سينما، نكتب ونضيف ونغير مشاهد حسب الحاجة وحسب تطور الأحداث».

وتابعت أريج أن «الفيلم قام بتسليط الضوء على ظروف العمل الصعب لعمال الفلاحة، واستحضر الحوادث التي طالما تعرضت لها نساء فلاحات في طرق وعرة وفي انقلاب شاحنات كانت تقل أعداداً كبيرة منهم».

واستدركت: «تناولت المسألة من زاوية ذاتية أكثر، فأردت التركيز على مختلف تفاصيل يوم هؤلاء بما يحمله من عمل وكد ومعاناة وفرحة وعلاقات إنسانية وعلاقات حب وغضب أحياناً وفن أحياناً أخرى». ولكن المخرجة لم ترغب في أن يكون التطرق إلى قضية عاملات الفلاحة كما تم تناولها في وسائل الإعلام والصحافة، وإنما انصب تركيزها على تفاصيل دقيقة في حياتهم اليومية ببساطتها، وفق تعبيرها.

وقالت: «كمخرجة تونسية أردت أن أطور وأقدم الجديد للسينما في بلادنا فكانت الصورة وكأنك تشاهد أحداثاً تحصل للتو، فلا يمكنك أن تتوقع ما قد يحصل بين الحين والآخر على غرار ما يحدث في أفلام أخرى».

عدّة رسائل ورموز أرادت أريج إبلاغها من خلال فيلمها، منها ما تعلق بنساء الريف وما يتعلق بمكانة المرأة والرجل في المجتمع عموماً، فضلاً عن تقديم تصور لقصص الحب في الرّيف وكل المشاكل الاجتماعيّة التي يعانيها الأهالي هناك. وأضافت أن «اختيار شجرة التين بعينها جاء باعتبار ما تحمله من دلالات عديدة، فبقدر ما تكون شجرة التين صامدة قوية فإن ثمارها لينة جداً تتطلب من هؤلاء العمال الحفاظ عليها أثناء قطفها ونظمها في الصناديق قبل وصولها إلى المستهلك».

 وهي في رأيها «شجرة تحكي عوالم عديدة، فأن تقضي يوماً كاملاً تحتها فإنك ستشعر حتماً وكأنك في عالم آخر بعيداً عن الحياة العادية، صحيح أنك تشعر بالاختناق أحياناً ولكنك لا تقدر على مغادرتها». وصورت السحيري من خلال الفيلم «تونس مصغرة» على حد وصفها، وأرادت أن «تعكس الواقع الذّي تمر به البلاد بفتراته الصعبة والسعيدة في الآن ذاته».

وعن عروضها ومشاركاتها المقبلة قالت: «كنا في فلسطين وستكون وجهتنا المقبلة فرنسا ثم تركيا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وسويسرا وكذلك أمريكا». وسبق لفيلم «تحت الشجرة» أن حصد 8 جوائز في إطار ورشة «المشهد الأخير» في الدورة 78 لمهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا، كما حصل على جائزة من مهرجان الجونة السينمائي في مصر.

وتوج الفيلم بالجائزة الأولى في مهرجان «نامور» للسينما في بلجيكا وشارك في الدورة الـ 75 لمهرجان كان السينمائي في فرنسا.

يذكر أن السحيري أخرجت فيلمها الأول وثائقي بعنوان «عالسكة» (على سكة الحديد) وكان توج بالعديد من الجوائز ومنها جائزة مهرجان السينما المتوسطية «سينيماد» في تونس.

وتعكس أحداثه واقعاً مريراً لعمال الشركة الوطنية للسكك الحديدية عبر تتبع تفاصيل حياتهم اليومية بكثير من الشاعرية.

 

####

 

8 جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 106 آلاف يورو

القائمة الكاملة للفائزين في الدورة الخامسة من «ورشات الأطلس»

مراكش ـ «سينماتوغراف»

اختتم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش الدورة الخامسة لبرنامج ورشات الأطلس، البرنامج المهني المخصص للمخرجين من القارة الإفريقية والعالم العربي، التي انعقدت خلال الفترة من 14 إلى 17 نوفمبر بالمدينة الحمراء، بالإعلان عن الفائزين بثمان جوائز بلغت قيمتها الإجمالية 106 آلاف يورو.

وأفاد بيان لمؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أن لجنة تحكيم جوائز الأطلس الثلاث لمرحلة ما بعد الإنتاج، المؤلفة من غايا فورير، وإيريك لاسيج وسيباستيان أونومو، قررت منح جوائزها للأفلام : إن شاء الله ولد (أمجد الرشيد - الأردن)، ديسكو افريقيا (لوك رزاناجاونا - مدغشقر)، وحياة ذهبية (بوباكار سانكاري - بوركينا فاسو، بنين).

وأضاف المصدر ذاته، أن لجنة تحكيم جوائز الأطلس الأربعة الخاصة بالتطوير، المكونة من المنتجين لمياء الشرايبي، ونيكول جيرهاردز، وفارس لادجيمي، قررت منح جوائزها للأفلام : البحر البعيد (سعيد حميش بن العربي - المغرب)، كش حمام (دانيا بدير - لبنان)، ديمبا (مامادو ديا - السنغال)، ولنده (كاتي لينا ندياي - السنغال).

بالإضافة إلى ذلك، منحت جائزة ARTEKINO الدولية، التي تمنحها القناة التلفزية الفرنسية الألمانية، لمشروع الفيلم في مرحلة التطوير تمنتاشر (سامح علاء - مصر).

وقالت المنتجة لمياء الشرايبي، عضو لجنة تحكيم جوائز الأطلس الأربعة الخاصة بالتطوير بمناسبة حفل تسليم الجوائز، إن اللجنة اختارت المشاريع بناء على قراءة ملخصات تم إنجازها، مشيرة إلى ان الاختيار تم في انسجام تام بخصوص المشروع الواعد من حيث قدرته على السرد و أصالته.

ونوهت المنتجة بـ"الأفلام التي قدمت بجودة مشرفة"، معربة عن أسفها "لأنه كان من الصعب اختيار مشروع دون الآخر".

وذكر البيان أن هذه الدورة الخامسة جمعت 250 مهنياً دولياً حضروا من أجل مجموعة تتكون من 23 مشروعاً وفيلماً، يحملها جيل جديد من السينمائيين المغاربة والعرب والأفارقة.

وقد استفاد 16 مشروعاً في مرحلة التطوير و 6 أفلام في مرحلة التصوير أو في مرحلة ما بعد الإنتاج من مواكبة خاصة تمثل ما يقارب من 150 ساعة قدمها مستشارين خبراء في مجال كتابة السيناريو والإنتاج والتوزيع والمونتاج والموسيقى التصويرية. كما تم اختيار فيلم واحد في إطار عروض الأطلس للأفلام عرض على جمهور خاص يتألف من مديري مهرجانات سينمائية.

واشار المصدر إلى أنه نتج عن سوق الإنتاج المشترك لورشات الأطلس عدد من الطلبات التي تهم اللقاءات الفردية مع المخرجين والمنتجين الذين تم اختيار أعمالهم، من بينها 350 لقاءا تم عقدها بالفعل، مما يدل على الاهتمام المتزايد للمهنيين بالتجارب السينمائية من القارة الإفريقية والعالم العربي.

وفيما يلي المشاريع والأفلام الفائزة في الدورة الخامسة من ورشات أطلس:

** جائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج، قيمتها 25000 يورو

- إن شاء الله ولد (أمجد الرشيد - الأردن)

إنتاج رولا ناصر (الأردن)

** جائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج، قيمتها 15000 يورو

- ديسكو افريقيا (لوك رزاناجاونا - مدغشقر)

إنتاج جوناتان روبين (فرنسا)

** جائزة الأطلس لمرحلة ما بعد الإنتاج، قيمتها 10000 يورو

- حياة ذهبية (بوباكار سانكاري - بوركينا فاسو، بنين)

إنتاج فيصل كنونلونفان (بنين)

** جائزة الأطلس للتطوير، قيمتها 15000 يورو

- البحر البعيد (سعيد حميش بن العربي - المغرب)

إنتاج صوفي بونسون (فرنسا)

** جائزة الأطلس للتطوير، قيمتها 10.000 يورو

- كش حمام (دانيا بدير - لبنان)

إنتاج بيير صراف (لبنان)

** جائزة الأطلس للتطوير، قيمتها 5000 يورو

- ديمبا (مامادو ديا - السنغال)

إنتاج مابا با (السنغال)

** جائزة الأطلس للتطوير، قيمتها 5000 يورو

- لنده (كاتي لينا ندياي - السنغال)

إنتاج وليد بهاء (فرنسا)

** جائزة ARTEKINO الدولية، قيمتها 6000 يورو

- تمنتاشر (سامح علاء - مصر)

إنتاج مارك لطفي (مصر)

 

####

 

ينافس في المسابقة الرسمية لمهرجان مراكش

«أمينة» فيلم حول التشبث بالحلم رغم الصعاب والعراقيل

مراكش ـ «سينماتوغراف»

يتناول فيلم "أمينة " للمخرج أحمد عبد الله (السويد)، والذي عرض أمس الخميس في إطار الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، أهمية التشبث بالحلم رغم الصعاب والعراقيل.

ويروي الفيلم (90 دقيقة) الذي يتنافس في المسابقة الرسمية للمهرجان، قصة "أمينة" التي تسعى جاهدة لتعود إلى شغفها الرياضي وتمارس من جديد فنون القتال المختلطة. وتكافح وحيدة دون أية مساندة من والديها أو زوجها السابق من أجل رعاية وتربية ابنتها البالغة من العمر سبع سنوات.

وخلافاً لكل توقعات أفراد أسرتها بأنها ستفشل في هذه الرياضة، تتاح لـ"أمينة" فرصة المشاركة في بطولة العالم للفنون القتالية المختلطة بعد أن خاضت مباريات ناجحة تحت إشراف مدربتها التي آمنت بموهبتها ومهاراتها في هذه الرياضة، فيصبح من اللازم عليها أن تختار بين أمرين وتتخذ أصعب قرار في حياتها، إما أن تصبح بطلة ذات شهرة عالمية، أو أماً مسؤولة كما ينتظر منها الجميع.

تتواصل الأحداث في هذا الفيلم، وتتصاعد معها أشكال المضايقات التي تتعرض لها "أمينة" سواء من طرف زوجها السابق أوعائلتها التي ترفض مواصلتها لمسارها الرياضي من أجل التفرغ لرعاية ابنتها التي أهملتها بسبب حصص التداريب المكثفة حتى أصبحت تعاني من مشاكل صحية، دخلت على إثرها للمستشفى.

غير أن الشغف الكبير لـ"أمينة" بالرياضة سيجعلها تتشبث أكثر بحلمها بأن تصبح بطلة محترفة رغم ظروفها العائلية الصعبة والمشاكل التي تواجهها في حياتها اليومية.

وفي كلمة له بهذه المناسبة، عبر مخرج الفيلم أحمد عبد الله، عن سروره البالغ بالمشاركة في الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وبالعرض الأول لفيلمه خلال هذه التظاهرة السينمائية، معرباً عن سعادته بتقاسم مشاهدته مع جمهور المهرجان.

ويلعب بطولة هذا الفيلم كل من نيـمكو أحمد علي، وجميلة محمد كيري، وأريان كاستيالنوس.

يذكر أن كاتب السيناريو والمخرج السويدي أحمد عبد الله ولد في الصومال، أخرج العديد من الأفلام التي نالت استحساناً كبيراً لدى النقاد، منها على الخصوص "أنا دبلن" (2015)، بالإضافة إلى أفلامه القصيرة : "الشهيد" (2018) الحائز على جائزة Guldbagge ، و"فرانسيس" (2016) الذي ترشح لجائزة أوسكار الطلبة الأجانب. كما تم اختيار عبد الله في إطار أطر المستقبل الجيل الموالي الذي تمنحه مؤسسة الترويج للفيلم الأوروبي، كواحد من عشرة مخرجين الأكثر إثارة للاهتمام والذين يتعين تتبع مسارهم. ويعد "أمينة" هو أول فيلم روائي طويل له.

 

موقع "سينماتوغراف" في

18.11.2022

 
 
 
 
 

المخرجة التونسية أريج السحيري:

فيلم "تحت الشجرة" يعكس مشاهد من واقع تونس

مزارعون يجسدون أفراحهم وأتراحهم وعلاقتهم بالأرض والجذور.

سافرت المخرجة التونسية أريج السحيري نحو مدن تونس الداخلية، فصورت حياة المزارعين في فيلمها الوثائقي “تحت الشجرة” وكان المزارعون أنفسهم هم أبطال الفيلم، ومن يسردون للمشاهد حياتهم وعلاقتهم في ما بينهم وعلاقتهم مع الأرض ومعاناتهم من التمييز والتهميش وظروف العمل الصعبة.

تونس - “تحت الشجرة” فيلم للمخرجة التونسية الشابة أريج السحيري حصل في اختتام أيام قرطاج السينمائية في دورتها الثالثة والثلاثين على جائزة التانيت الفضي في مسابقة الأفلام الرّوائية الطويلة.

ويغوص الفيلم الذي يمتد مدة ساعة ونصف الساعة في عوالم ريف مدينة كسرة التابعة لمحافظة سليانة وسط تونس، وكان بمثابة مرآة عكست واقع البلاد، بحسب ما قالت السحيري.

ويتناول الفيلم واقع الفلاحين الذين يعيشون ظروفا صعبة، وتطرقت خلاله المخرجة إلى الموضوع ببعد إنساني أكثر، فكان الفيلم انعكاسا للحظات فرحهم وحزنهم وغضبهم وتعبهم وطموحاتهم وأحلامهم في الوقت ذاته.

وفي التاسع والعشرين من أكتوبر الماضي انطلقت فعاليات الدورة الثالثة والثلاثين للمهرجان في مدينة الثقافة بتونس العاصمة، تحت شعار “حل الثنية (افتح الطريق)”، بمشاركة 44 فيلما عربيا وأفريقيا وانتهت في الخامس من  نوفمبر الجاري.

وحصل على التانيت الذهبي فيلم “الثوار” لإميل شفنجي من تنزانيا في فئة الأفلام الروائية الطويلة.

و”التانيت” هو مجسم للإلهة القمرية للحضارة القرطاجية (تانيت) ويأخذ شكل رمزه مثلث يعلوه خط أفقي ودائرة.

المخرجة أرادت إبلاغ عدة رسائل منها ما يتعلق بنساء الريف وما يتعلق بمكانة المرأة والرجل في المجتمع عموما

أبطال واقعيون

اختارت السحيري أن يكون أبطال “تحت الشجرة” أشخاصا واجهوا الكاميرا لأول مرة في حياتهم، شباب ونساء من المنطقة التي دارت فيها أحداث الفيلم حتى تعطيه بعدا أكثر واقعية، عبر إتقانهم للهجة المحلية وقربهم الكبير من تلك البيئة.

وأعربت المخرجة عن سعادتها بحصول فيلمها على الجائزة قائلة “أنا سعيدة جدا بهذا التتويج، فأن تحصل على جائزة في بلدك فإن للأمر طعما خاصا رغم حصولك على جوائز أخرى في مهرجانات عالمية أخرى”.

وأضافت “الفيلم لم يكن نمطيا أو كلاسيكيا حتى في طريقة كتابته، فقد كنا نضيف مشاهد ونحذف أخرى خلال عملية التصوير”.

وأردفت أنها أرادت من خلال الفيلم التركيز على فئة من الشباب الريفي الذّين يعملون في الزراعة وأن التوجه الأول لعملها كان روائيا إلا أن طبيعة الأحداث جعلتها تغير هذا التصور ليميل إلى الوثائقي الذّي يجسد يوما كاملا من حياة عمال الزراعة يقضون أغلب ساعاته تحت شجرة تين.

وتابعت “لم أجد فعلا من يتقن اللهجة المحلية لمدينة كسرة أفضل من أبنائها، فمنحتهم الفرصة حتى يتمكنوا من إيصال صوتهم فكانت المشاهد أكثر عفوية وتلقائية”.

وقالت أريج “أردت أيضا خلق تصور جديد للحياة الريفية بنظرتهم، فكان التركيز منصبا على الإحساس والعفوية أكثر من الجانب الدّرامي”.

وأرادت المخرجة الشابة أن تترك لشخصيات الفيلم المجال للتعبير عن أحاسيسهم عن كرامتهم حتى يثبتوا أنّ الريف ليس مجرد حديث عن فقر واحتياج وإنما هو عالم مليء بقصص الحب والأحاسيس الجياشة، وفق ما تقول.

وأضافت أنها أرادت أن تقدم تكريما ولو بسيطا لأهالي كسرة ولكن بطريقة سينمائية.

وتحدثت عن تجربتها معهم قائلة “صحيح أننا وجدنا في البداية بعض الصعوبات، فأن تقف أول مرة أمام كاميرا السينما لم يكن بالهين أبدا على الشخصيات.. فعالم السينما بدا غريبا عليهم في البداية وقد تداركوا ذلك وتوغلوا فيه لاسيما وأن الفيلم يحكي عالمهم الخاص (الزراعة وجني التين)”.

وقالت “كوّننا عائلة صغيرة فأصبحنا وكأننا في مخبر أو ورشة سينما، نكتب ونضيف ونغير مشاهد حسب الحاجة وحسب تطور الأحداث”.

ظروف المزارعين

تقول السحيري إن “الفيلم قام بتسليط الضوء على ظروف العمل الصعب لعمال الفلاحة (الزراعة)، واستحضر الحوادث التي طالما تعرضت لها نساء فلاحات (مزارعات) في طرق وعرة وفي انقلاب شاحنات كانت تقل أعدادا كبيرة منهن”.

واستدركت “تناولت المسألة من زاوية ذاتية أكثر، فأردت التركيز على مختلف تفاصيل يوم هؤلاء بما يحمله من عمل وكد ومعاناة وفرحة وعلاقات إنسانية وعلاقات حب وغضب أحيانا وفن أحيانا أخرى”.

ولكن المخرجة لم ترغب في أن يكون التطرق إلى قضية عاملات الفلاحة كما تم تناولها في وسائل الإعلام والصحافة، وإنما انصب تركيزها على تفاصيل دقيقة في حياتهم اليومية ببساطتها، وفق تعبيرها.

وقالت “كمخرجة تونسية أردت أن أطور وأقدم الجديد للسينما في بلادنا فكانت الصورة وكأنك تشاهد أحداثا تحصل للتو، فلا يمكنك أن تتوقع ما قد يحصل بين الحين والآخر على غرار ما يحدث في أفلام أخرى”.

رسائل ورموز

أريج السحيري: الفيلم قام بتسليط الضوء على ظروف العمل الصعب لعمال الزراعة

عدّة رسائل ورموز أرادت أريج إبلاغها من خلال فيلمها، منها ما تعلق بنساء الريف وما يتعلق بمكانة المرأة والرجل في المجتمع عموما، فضلا عن تقديم تصور لقصص الحب في الرّيف وكل المشاكل الاجتماعيّة التي يعانيها الأهالي هناك.

وأضافت أن “اختيار شجرة التين بعينها جاء باعتبار ما تحمله من دلالات عديدة، فبقدر ما تكون شجرة التين صامدة قوية فإن ثمارها لينة جدا تتطلب من هؤلاء العمال الحفاظ عليها أثناء قطفها ونظمها في الصناديق قبل وصولها إلى المستهلك”.

وهي برأيها “شجرة تحكي عوالم عديدة، فأن تقضي يوما كاملا تحتها فإنك ستشعر حتما وكأنك في عالم آخر بعيدا عن الحياة العادية، صحيح أنك تشعر بالاختناق أحيانا ولكنك لا تقدر على مغادرتها”.

أبطال "تحت الشجرة" أشخاص واجهوا الكاميرا لأول مرة في حياتهم، شباب ونساء من المنطقة التي دارت فيها أحداث الفيلم

وصورت السحيري من خلال الفيلم “تونس مصغرة” على حد وصفها، وأرادت أن “تعكس الواقع الذّي تمر به البلاد بفتراته الصعبة والسعيدة في الآن ذاته”.

وعن عروضها ومشاركاتها القادمة قالت “كنا في فلسطين وستكون وجهتنا القادمة فرنسا ثم تركيا وإسبانيا وبلجيكا وإيطاليا وسويسرا وكذلك الولايات المتحدة”.

وسبق لفيلم “تحت الشجرة” أن حصد 8 جوائز في إطار ورشة “المشهد الأخير” في الدورة الثامنة والسبعين لمهرجان البندقية السينمائي بإيطاليا، كما حصل على جائزة من مهرجان الجونة السينمائي في مصر.

وتوج الفيلم بالجائزة الأولى بمهرجان “نامور” للسينما ببلجيكا وشارك الفيلم في الدورة الخامسة والسبعين لمهرجان كان السينمائي في فرنسا.

ويذكر أن السحيري أخرجت فيلمها الوثائقي الأول بعنوان “عالسكة” (على سكة الحديد) وكان قد توج بالعديد من الجوائز ومنها جائزة مهرجان السينما المتوسطية “سينيماد” في تونس.

وتعكس أحداثه واقعا مريرا لعمال الشركة الوطنية للسكك الحديد عبر تتبع تفاصيل حياتهم اليومية بكثير من الشاعرية.

 

العرب اللندنية في

18.11.2022

 
 
 
 
 

المخرج الإيراني أصغر فرهادي من مراكش: المشاعر لغة عالمية أولى

يتابع الحراك السياسي في بلاده وعلى يقين بأن التغيير سيحدث قريباً وأكد أنه يصور بأوروبا رغماً عنه

نجلاء أبو النجا 

ضمن جلساته الرسمية، كان جمهور مهرجان مراكش السينمائي الدولي على موعد مع المخرج الإيراني صاحب جائزة الأوسكار أصغر فرهادي، فهو صاحب تجربة ملهمة، إذ قدم أول أعماله من خلال فيلم "الرقص في الغبار" (2003). وفاز فيلمه الثالث "ألعاب الأربعاء النارية" (2006) بجائزة هوغو الذهبية في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، بينما فاز فيلم "عن إيلي" بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وفرهادي المولود في إيران عام 1972 نال فيلمه "انفصال نادر وسيمين" (2011) الإشادة من النقاد وعديداً من الجوائز في جميع أنحاء العالم، منها أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، ليكون بذلك أول مخرج إيراني يفوز بجائزة الأوسكار، وبعدها أخرج وكتب عديداً من الأفلام المميزة مثل "الماضي" (2013)، و"البائع" (2016)، الذي منحه جائزة أوسكار ثانية لأفضل فيلم بلغة أجنبية، وأخرج وكتب الفيلم الإسباني "الجميع يعرف" (2018) بطولة بينلوبي كروز وخافيير برديم ثم فيلم "بطل" عام 2021.

الوضع الإيراني السياسي

وعلى رغم أن الجمهور كان متطلعاً للحديث عن الأوضاع السياسية في إيران والحراك الجديد وتأثيره خلال اللقاء الذي عقده فرهادي عبر جلسة رسمية بالمهرجان، لكن المخرج الإيراني تجنب التطرق لتفاصيل سياسية شائكة، واكتفى بتأكيد أنه لا يغفلها ويتابع بمنتهى الاهتمام ما يحدث في بلده ولشعبه، أنه وعلى رغم حال الحزن التي تسيطر عليه بسبب الأحداث، إلا أنه على يقين بأن المستقبل سيحمل مفاجآت وتغيرات إيجابية، وأن النضال الإيراني الحالي سينجح في النهاية.

ورداً على اتهامه بالعمل خارج إيران في أفلام عدة بدول أوروبية، قال فرهادي إنه يفضل أن يصور في بلده وهي البيئة التي يتمنى أن ينتج فيها كل أعماله، لكن الظروف ليست دائماً مواتية لتنفيذ ذلك، ولهذا قرر أن يقدم أعمالاً في بيئات وثقافات ودول أخرى لأسباب عدة، أهمها إثبات أن حاجز اللغة ليس عائقاً أمام الإبداع، فمثلاً في فيلم "الجميع يعرف" الذي صوره في إسبانيا بإحدى القرى وكان باللغة الإسبانية، وأبطاله نجوم إسبان وعالميون مثل بينلوبي كروز وخافيير برديم، اختار أن يصور في قرية تشبه في روحها قريته التي تربى فيها بإيران.

يقول فرهادي إنه توصل إلى نتيجة مهمة وهي أن "البيئات والثقافات والدول قد تختلف، لكن تبقى المشاعر الإنسانية واحدة في كل مكان وزمان، وهناك صراعات وأزمات نفسية يعانيها الجميع في كل العالم، ولهذا فاللعب السينمائي على المشاعر الإنسانية لا يقف أمامه أي عائق، ويمكن أن يتفاعل كل إنسان مع أي مشاعر بشرية في أي مكان على الأرض وبأية لغة مهما كانت".

وأشار إلى أنه كمخرج يهتم بتعابير الوجه والصورة وهي لغة بحد ذاتها تسير في قنوات الشعور الإنساني لدى كل العالم، وهذه هي بحق اللغة العالمية.

الجميع يعرف

وكشف فرهادي في تصريحات خاصة لـ"اندبندنت عربية" عن سر تقديمه الفيلم الإسباني "الجميع يعرف" الذي أثار بعض الانتقادات، قائلاً إن "هذا الفيلم تحديداً أعتبره بهويتي الإيرانية قريباً جداً مني ومن طبيعة شعبي، فنحن كإيرانيين لدينا حنين للماضي، وفي أحيان كثيرة لا أفكر إلا في الشغف الذي يحدثه الماضي فينا، وعندما بدأت في التفكير بقصة الفيلم تحدث معي صديق إسباني وقال لي مثلاً كوبياً أثر في بشكل كبير وغير توجهاتي وهو ’نحن لا نعلم أي ماض ينتظرنا‘، وهنا شعرت أن كل شخص قد يظهر له ماض يغير صورته البطولية والإنسانية، وبكل أسف الناس لا يسامحون على أي ماض، وفي فيلم ’الجميع يعرف‘ لعبت على نقطة هي كيف يؤثر فينا الماضي؟ وهل يمكن أن تظهر تفاصيل منه تغير كل حياتنا".

وتابع فرهادي "ربما في فيلمي ’بطل‘ الذي قدمته عام 2021 تعرضت لفكرة الماضي وتأثيره أيضاً في البطل، وإحساس الناس بالذنب الذي يتحول أحياناً إلى عقدة، وكيف تتحول أخطاء صغيرة إلى مآس كبرى، وطرحت فكرة عدم غفران الناس أخطاء صغيرة للآخرين مهما كانوا أبطالاً، وكيف تصنع بطولات وهمية لا أساس لها أيضاً، وربما لي طريقة معينة وتوجه نفسي في الفكر والإحساس ويسيطر علي الشعور بالحنين والتفكير الدائم في الأحداث السابقة".

وأضاف أنه صور فيلم "بطل" أثناء جائحة كورونا وعلى رغم الذعر الذي انتاب الناس من الكوفيد فكر هو بشكل آخر واستفاد من فترة الإغلاق بتحضير العمل بشكل مريح ووقت كاف، فبدلاً من تحضيره في شهرين استغرق سبعة أشهر.

وعن تميزه الدائم بفكرة الصراع والتحولات الدرامية قال "أعبر في كثير من أفلامي عن فكرة الأزمات وكيف يتحول الأشخاص، وأهمية المشكلات والمواقف الصعبة لنكتشف حقيقة الآخرين. وأعتبر هذا الصراع هو العمود الفقري للفن، فلماذا أقدم شخصية بلا هدف أو أزمة؟ ما الذي يمكن أن يفيد المشاهد عندما يرى شخصيات عادية جداً لم يكتشف حتى أعماقها؟ لذلك أحرص في أفلامي على وضع أزمات قديمة وحديثة وصراعات تكشف عن الشخصيات وتحولها".

وبالنسبة إلى الثقافة الإيرانية الحالية قال فرهادي إن الشعب الإيراني متطلع جداً للفنون والآداب لدرجة أنه يشاهد المسرحيات الأجنبية ويحفظها سواء أوروبية أم أميركية أكثر من بلد العمل نفسه، مضيفاً "قدمت فيلم الزبون عن زوج وزوجة يعملان بالتمثيل وعندما يرحلان لإحدى الشقق الجديدة للإقامة يكتشفان أن الساكنة التي سبقتهما كانت عاهرة، ويأتي أحد زبائنها ليصطدم بالزوجين، وقد كان للقصة علاقة بمسرحية لآرثر ميللر واكتشف الجمهور ذلك بمنتهى السرعة والذكاء، ووضعوا علاقة بين فيلمي وميللر. وكطبيعة كل أفلامي كان هناك حتمية لحضور الماضي ورؤية انعكاساته، وإعادة تقييم الأمور بشكل آخر جديد".

أوسكار انفصال

وعن فيلمه "انفصال" الفائز بجائزة أوسكار أفضل فيلم أجنبي والمرشح لجائزة أفضل سيناريو، ويدور عن معاناة عائلة من المجتمع الإيراني، والمشکلات التي يفرضها الواقع الاجتماعي على تلك العائلة في ظل الظروف التقليدية السائدة فی إيران، من خلال زوجة تطلب الطلاق حتى تستطيع السفر والعيش في ظروف أفضل خارج البلاد، قال "حين كتبت الفكرة أدركت أنها محلية جداً وتخص المجتمع الإيراني، ومع ذلك لم أتردد فأنا من الأساس أحب أن أستغرق في مواضيع محلية، المهم أن تمس الإنسان بشكل كبير، ولم أتخيل رد الفعل الكبير والإيجابي الذي حدث بعد عرض الفيلم وترشحه للأوسكار وفوزه، وهذا يعني أن استراتيجيتي صحيحة في التعبير عن المشاعر الإنسانية بغض النظر عن اللغة والمجتمع والبلد، وكل هذا يصل بسهولة إلى كل شعوب العالم لأن المشاعر هي اللغة العالمية الأولى".

وتحدث فرهادي عن بدايته السينمائية، وأشار خلال جلسته الحوارية بمهرجان مراكش إلى أنها جاءت بالصدفة، حينما خرج من دون علم والده مع صديقه إلى إحدى القرى ليشاهد في قاعة العرض السينمائي الوحيدة أحد الأفلام لكنه وصل وكان الفيلم في منتصفه، وشغله ذلك كثيراً وصار يفكر ويتخيل ليلاً ونهاراً في المشاهد التي لم يرها وكيف يمكن أن تكون".

وتابع أنه في الماضي كان الانبهار بالجانب التقني هو جوهر علاقة المشاهد بالسينما، وكانت أشبه بعلاقة عمودية يفرض فيها المخرج رؤيته على الجمهور، لكنه لا يحبذ ذلك أبداً، ويعتبر أن هذا الوضع تغير تماماً بحيث أصبح المخرج والمشاهد على صعيد واحد متساو ومتكافئ جداً "ولا يجوز أن يفرض المخرج وصايته وآراءه على الناس الذين يفهمون جيداً أيضاً وبمنتهى الذكاء".

واختتم حديثه مشدداً على أنه من غير اللائق لمخرج أن يفرض على الجمهور وجهة نظر من دون إشراكه في عملية إصدار الأحكام، ولهذا فهو كمخرج ينسحب تماماً من موقع إصدار الأحكام ويترك السلطة للمتفرج كاملة.

 

الـ The Independent  في

19.11.2022

 
 
 
 
 

سينما أصغر فرهادي تقوم على علاقة ديمقراطية مع المشاهد

مهرجان مراكش السينمائي يجمع جمهور السينما بأشهر أعلام الفن السابع.

مراكش (المغرب)تأتي الدورة المنعقدة حاليا من مهرجان مراكش السينمائي لتجمع جمهور السينما بأشهر أعلام الفن السابع في عصرنا، ومنهم أولئك الذين خرجوا من رحم شعوب تعاني القمع والرقابة المشددة، كالإيرانيين الذين ولد بينهم أصغر فرهادي واختار أن يصبح مخرجا سينمائيا تجوب أفلامه كل العالم وتحصد أكبر الجوائز لتعبيرها عن واقع مجتمعه واستفزازها المشاهد لينقد ويحلل ويطلع على حقيقة الحياة داخل الجمهورية الإسلامية.

وأكد المخرج وكاتب السيناريو الإيراني فرهادي أن السينما التي يحب هي التي ترسي “علاقة ديمقراطية مع المشاهد” بحيث يعرض المخرج أمامه القضايا دون تحيّز لطرف أو لآخر ويترك له الحكم بنفسه عليها.

وقال فرهادي الذي حل ضيفا على فقرة “حوار مع..” في إطار الدورة التاسعة عشرة للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش المنظمة تحت رعاية العاهل المغربي الملك محمد السادس، إن “السينما التي أحب هي التي يرسي فيها المخرج علاقة ديمقراطية مع المشاهد ولا يفرض عليه من خلالها طريقة تفكيره”.

المخرج الإيراني أبرز أنه يسعى من خلال أعماله السينمائية إلى التوفيق بين ما هو واقعي وما هو قائم على التشويق

وأوضح المخرج الحاصل على جائزة الأوسكار مرتين، أنه في الماضي كان الانبهار بالجانب التقني هو جوهر علاقة المشاهد بالسينما، وهي علاقة عمودية يفرض فيها المخرج رؤيته على الجمهور.

واعتبر أن هذا الوضع تغيّر اليوم بحيث أصبح المخرج والمشاهد على صعيد واحد متساو، كما أن مستوى الوعي السينمائي للجمهور قد تطور بحيث أصبح من غير اللائق لمخرج أن يقنع الجمهور بطرحه دون إشراكه في عملية إصدار الأحكام عن الأطراف التي تتجاذب قصة الفيلم.

وقال في هذا الصدد “ما أحاول القيام به في أعمالي هو أن أنسحب من موقع من يصدر الأحكام أو ينسب الصواب لهذا الطرف والخطأ لذاك. وعوضا عن ذلك أترك للمتفرج سلطة إصدار الحكم وفقا لرؤيته وتفاعله مع أحداث الأفلام”.

ومن جهة أخرى، أبرز فرهادي أن اللقطتين الافتتاحية والختامية لأي فيلم هما لحظتان قويتان يتعين بناؤهما بشكل منسق كما لو أن الأمر يتعلق بلعبة بازل لا تكتمل إلا إذا كانت كل قطعة في مكانها.

كما أبرز المخرج الإيراني أنه يسعى من خلال أعماله إلى التوفيق بين ما هو واقعي وما هو قائم على التشويق والإثارة، ولو أنه سجل أن الجو الواقعي الوثائقي يعد أسهل في الإنتاج على المستوى التقني.

وفي جوابه عن سؤال حول لجوئه إلى تصوير العديد من أفلامه خارج بلده الأصلي، قال فرهادي “في الواقع، أنا أفضل لو تمكنت من تصوير جميع أفلامي في إيران، لكنه، ولأسباب متنوعة، أجد نفسي أشتغل في بلد آخر”، مضيفا أنه يحرص بالتأكيد على أن تكون مواقع التصوير مشتبهة للمشهد الإيراني.

وعن البلد الذي يرغب في أن يصور أفلامه فيه، أشار المخرج الإيراني إلى أن الجنوب الإيطالي يستهويه أكثر، قائلا “أنا عاشق للسينما الإيطالية وتعلمت الكثير من عصرها الذهبي. وأحب أن أحتفي بها من خلال تصوير فيلم هناك”.

ويذكر أن المخرج أصغر فرهادي من مواليد إيران سنة 1972. وتعلم الإخراج السينمائي عندما كان مراهقا حين التحق بجمعية السينما الشبابية الإيرانية في أصفهان. وبعد حصوله على درجة البكالوريوس في المسرح ودرجة الماجستر في الإخراج، وقع فرهادي على أول إنجازاته من خلال فيلم “الرقص في الغبار” (2003). وفاز فيلمه الثالث “ألعاب الأربعاء النارية” (2006) بجائزة هوغو الذهبية في مهرجان شيكاغو السينمائي الدولي، بينما فاز فيلم عن إيلي بجائزة الدب الفضي لأفضل مخرج في مهرجان برلين السينمائي الدولي.

وكان فيلمه التالي “انفصال نادر وسيمين” (2011)، قد نال الإشادة من قبل النقاد والعديد من الجوائز في جميع أنحاء العالم، منها أوسكار أفضل فيلم بلغة أجنبية، ليكون بذلك أول مخرج إيراني يفوز بجائزة الأوسكار. وواصل فرهادي إخراج المزيد من الأفلام المتميزة منها “الماضي” (2013)، و”البائع” (2016)، الذي منحه جائزة أوسكار ثانية لأفضل فيلم بلغة أجنبية، و”الجميع يعرف” (2018)، و”بطل” (2021).

ويصنف فرهادي على أنه ينتمي إلى تيار في السينما الإيرانية يطلق عليه تيار “سينما ما بعد كياروستامي” أي أنه يتجاوز الأسلوب الذي عرف به المخرج الإيراني الشهير عباس كياروستامي، الذي خرج من معطفه معظم أبناء “جيل الموجة الجديدة” في السينما الإيرانية.

وتوفر أفلام فرهادي نافذة على إيران وبعض أشكال المعارضة والاضطرابات هناك، وتحسّن أعماله فهم جمهور السينما للمشهد الداخلي في البلد، لاسيما أنها تنقل أصوات المجتمع من الداخل، وهو يعتمد على بناء سينمائي أكثر درامية، رغم أنه ينطلق عادة من موقف صغير، أو حدث أو مأزق ما، يدور في معظم أفلامه حول مشاكل الحياة الزوجية، وتأزم العلاقة بين الأسرة والمجتمع، وتعتمد أفلامه على شخصيات مركبة وعلى المشاهد والتداعيات التي يطرح من خلالها الكثير من الأسئلة.

ويرى بعض النقاد أن فرهادي اكتشف مبكرا أن السينما في إيران لا يمكن أن تكون ذلك الفن المنطلق نحو الخيال المجنح وإنما هي مجبرة على أن تكون صرخة فرح وألم في ذات الوقت لمجتمعات تئنّ من فرط الاضطرابات السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

 

العرب اللندنية في

19.11.2022

 
 
 
 
 
 
 

جميع الحقوق محفوظة لموقع سينماتك © 2004